الخميس، 29 مايو 2025

الدنيا تغيرت وإحنا قاعدين!

منذ أصبحتُ أٌصنف من فئة الكبار (الختيارية العواجيز) وأنا أسمع ملاحظات وأسئلة استنكارية مضمونها لماذا وصلنا لما وصلنا اليه؟ وحتى يضمن السائل إجابة كما يريد يسألني كنوع من المجاملة أو الرشوة الحلال هل كان هذا على زمانكم؟ في إشارة منه ان الدنيا على كانت على زماننا أفضل. فينتقل مباشرة لينوب عني بأن السبب هو _وهو على شكل جواب مبطن_ وهو ابتعدنا عن الدين... وينسى أن الدين عبادة وعقيدة وما يسأل عنه هو سلوك بشري لهذا لا تستغرب مثلا أن يكون أحدهم حرامي ويصلي... إلى آخر الأمثلة. وصاحبي هذا يشير الى التراجع في الأخلاق والدراسة وذمم الناس. ما أحاول دائما توضيحه لمن يأسلني مثل هذه الأسئلة هو أن هذا التغير هو نتيجة حتمية لتغير الزمان، فنحن لم نعد نعيش كما كان من سبقنا من البشر. وتسبب التقدم التكنولوجي والتقني في تسهيل ظهور هذا التغيير. فما كان زمان لم يكن بسبب (حسن أخلاق زمان أو ذكائهم) ولكن لم تتح لهم الفرصة لرؤية الجانب الآخر من العالم. وكلما تطور العلم زادت معرفتنا (التي يسميها صاحبي الفساد) زاد تقدمنا معرفيا وتغيرنا اجتماعيا. إذا لنعترف أنه لا يوجد فساد بالمعني السيئ ولكن حُكمنا على الأشياء ما زال بمعايير زمان و يعني أحوال اليوم يقيمها بمعايير العشرينات من القرن الماشي. المطلوب أن تتغير هذه المعايير أيضا بتغير الأشياء. هذا التسارع البصري لتغير وتقدم الأشياء سهلت على هذه الأجيال الحصول على المعلومة التي يريدون أو فتحت أعينهم على متطلبات أخرى لم يكن تخطر ببالهم. ومنها اختيار ما يرغبون لا ما نرغب نحن، وأصبح هذا الجيل يقارن نفسه بأجيال أخرى في مناطق أخرى. فيرثي لحاله لأنه ينظر للجانب المتطور برايه فيرى نفسه خلفهم باشواط. ولأن لكل شيء الجانب الحسن والسيء فقد تسبب هذا التطور في تحسين مستوى المعيشة عند الجيل الجديد بسبب قلة التكلفة للحصول عليها، وربما كان ببلاش. إذا اصبح عندنا جيل شباب متفتح ووقت فراغ كبير وطبعا مستوى معيشة ليس بالفقير. وهذا يرجعنا لقول الشاعر إن الشباب والفراغ والجِدة مفسدة للمرئ أي مفسدة ومن الملاحظ أن أبا العتاهية له مقاييسه الخاصة التي ورثها عن أجداده وهي مختلفة وبالتالي يكون كصاحبي الذي يرى العالم كله فاسد. ايها المار من هنا تقبل تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق