المولد النبوي تراثياً
تشكلت بالذاكرة ذكريات جميلة عن الاحتفال بالمولد النبوي
من صغري لدرجة أنني تعلقت بها كثيراً. وكانت القراءة من كتاب يعرف بمولد العروس. يقرأ
فيه الشيخ عن سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من زواج أبيه عبد الله بأمه آمنة
إلى ولادته وبعثته وهجرته.
وكان يتخلل القراءة التواشيح الدينية التي أحفظ بعض
المقاطع منها. فعندما يمرون على حمل السيدة آمين بالمصطفى صلوات الله عليه ينشدون
:
يا آمنة بشراك
سبحان من أعطاك
بحملك لمحمد
رب السماء هنّاك
ومن الأناشيد
أيضا
الله الله
الله الله
ما لنا مولى سوى الله
كل ما ناديت يا هو
قال يا عبدي أنا
الله
المهم، ما يحضر بالذاكرة أيضا أن بعض الموالد كانت تقام
أيضاً بالبيوت طلباً للأجر أو احتفالاً بمولود أو مباركة ببيت ويتبعها المولد الغداء
أو العشاء والحلويات. ولا يمكن نسيان كميات الشعير التي كانت تتوسط جلسة المولد؛
وبعد الانتهاء منها يتم توزيعها على
الحبايب حتى يتم التَبَخّر بها بالمناسبات كمرض الأولاد ويقال عنه شعير
مقري.
وقد كنا نتحدث أيام الجامعة عن الموالد وفينا زميل كريم
يتقدمنا بالعمر فقال أنه كان يقرأ المولد
زمان. واستغل أحد طلاب الشريعة هذه المناسبة وقال له اشتري الكتاب على
حسابي وأنا متكفل بباقي التكاليف. أعجبتنا الفكرة واشترى الزميل الكتاب وأحضر طالب
الشريعة أسفاط من الراحة نسفناها بعد أن عملنا مولد بدار أبي هاني بصويلح عام 1976
على ما أعتقد.
كما أسلفت بعد مدة من قدومي لصلالة توصلت لبعض المقرئين
والمداحين بصلالة وكان المولد عندي بالبيت تقليداً سنوياً، ولكن كنا نقيمه على غير
الطريقة الصوفية القديمة: كنا نفتتح الجلسة بالقرآن الكريم يتبعها نفحات من أسيادنا
المشايخ يتحدثون فيها من الرسول الكريم ثم يأتي دور المداحين والمنشدين، ويدير
الجلسة شيخ جليل. وطبعا كانت وجبة القبولي
تتبعها الكنافة البيتية بعد المولد.
هذه من ذكريات زمان عن المولد.
وكل عام وأنتم بخير
صلي الله على محمد صلى الله عليه وسلم.