في فن التشليح
لا أدري طبعا من أول واحد شلح بالتاريخ ( اقصد الشلحان الحراكي؛ فالشلحان أنواع) لكني أعرف طبيعة شعبنا وحبه للتقليد ومع بداية الربيع سمعنا عن عدة حالات شلح احتجاجا على بعض المواقف وخاصة موضوع الاحتجاج على مخالفات السير وهناك من يعتبر الشلح قمة الجهاد في سبيل قضيته. ومررنا بأكثر من موقف. لكن التشليح مختلف فهو أمر أو الطلب ممن قبالك بأن يشلح بنسبة وتناسب طبعا؛ عندما كنا نسافر كان يطلب منا شلح الجاكيت أو الحذاء كانوا يقولون لنا اشلح فنقول شلحونا وأذكر أنه بأنه بأحد الأفلام الأجنبية اضطرت مسافرة لأن تشلح كل شي لأان الجهاز كان يرن كلما عبرت.
المهم ظهرت بفترة الخمسينينات للسبعينيات موضة التشلييح للتعذيب بدوائر المخابرات وهذه تم التعبير عنها بأكثر من فلم مثل الكرنك مثلا أو احنا بتوع الأتوبيس وربما كان ما هو ما بعد التشليح أيضا. هذه الموضة بطلت وأصبحت دقة قديمة وما حدا بستعملها لأنه الأساليب تطورت كما أتوقع " مش معقول بعدهم بقولوا اشلح وله" لهذا رفضتُ مسألة التشليح الأخيرة الواردة على صفحات اللأصدقاء لكن كثرة الروايات جعلتني أراجع نفسي وقلت يمكن الجماعة رجعوا زي زمان. ومع ذلك و لأن عقلي يرفضها بقيتُ متابعا لمن يتحدث عن القضية بجد وليس من يقلبها مسخرة، الى أن علق أحد الإخوة عند صديقتي وهو ليس صديقا عندي بالمناسبة فقال بما أنك توقفت لازم تشلح ويفتشوك. هو لم يقصد الانتصار لي ولكنه يريد أن يضيف مزيدا من البهارات للموضوع . عندها تذكرت أنه في حالة التوقيف والتي هي غير مجهزة كالسجن يجب أن تتأكد الشرطة أنك لا تحمل أي أداة يمكن أن تؤذي فيها نفسك ويقعوا هم تحت طائلة المسؤولية. فالتشليح في التوقيف هو من متطلبات السلامة وبالمناسبة بعدين بلبس بس بدهم يتأكدوا انه أمورك سليمة.
بالمناسبة هناك صديق أردني في صلالة تم توقيفه لبعض ساعات في الشرطة لأنه تجاوز الاشارة الحمراء وكان هناك بعض الاجراءات حيث كان من ضمنها أنه يدخل التوقيف بدون كندرة أو زنار فظل بنطلونه ساحل حتى طلع.
سبب آخر يدعوني لرفض الفكرة أو المقولة أنه وببدايات الربيع ظهرت موضة اختلاق الأزمات أو الاشاعات فظهرت بمكان ما أنه الحزبي فلات تعرض للطعن وفلانه الله يستر عليها تعرضت للطعن وأخرها موضوع زلمة مؤمنون بلا حدود بحادثة الاختطاف وكلها باطلة مختلقة؛ يعني ربما أحب بعضهم وضع بعض البهارات على موضوع النقابة بهذا التبهير الزائد فتحدث عن الشلح.
أعود لموضوع الشلح الأخير ربما أن الأخ الذي شلح عارف المطلوب منه فلم ينتظر الأمر. المهم إن كان شلح بالأمر فله أجر إطاعة ولي الأمر وإن شلح تطوعاً فله أجر الصدقة.
قال أحدهم ربما تخدع بعض الناس بعض الوقت. أخي العزيز لا تكن من هؤلاء؛ صحيانك متأخر إنك كنت غلطان لا يفيدنا وسيكون متأخرا كثيرا.
الأحد، 8 سبتمبر 2019
في فن التشليح
السبت، 7 سبتمبر 2019
هيبة المعلم المفقودة
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن ما يُسمى بهيبة المعلم ووجوب استردادها أو إعطائها للمعلم وللأسف تم ربطها بحفنة من الدنانير كثرت او قلت فهذا لا يهم. نسي أؤلئك المنادون بهيبة المعلم ان الهيبة هي اشبه بالشِيخة للفرد كالتي طلبها ذاك الرجل من الملك فيصل كما جاء في الكثير مما نقرأ على الفيس فقال له الملك فيصل بوسعي ان اجعلك وزيرا ولكن لا استطيع ان اجعلك شيخًا؛ فالشيخة تعطيها الجماعة لفرد منهم دون غيرة بغض النظر عن ماله وعمره.
وللأسف تم ربط الهيبة بالخوف فكنا تقول كنا نهرب من الشارع عندما نرى المعلم مقبلأً.. فهيبته براي الجماعة هي خوف الطلاب منه. وانسحب كذاك على باقي المهن ومنها الشرطة او العسكري او جندي الفرسان بأن أحدهم كان (يقط) بترقيق القاف أمامه كل القرية ليفتحوا طريق؛ وسمعنا عن العسكري الذي كان يسوق أمامه رجالا مطلوبين للحاكمة دون أن يحاول أحدهم الفرار. والأمثلة كثيرة.
هذه الهيبة الزائفة والتي يتحسر عليها المعلمون (ولا أدري لماذا فقط المعلمون) كان مردها الأسباب التالية برأيي المتواضع.
اولا قلة التعليم عند الناس وخاصة أبناء القرى والفقر مما جعلهم يشعرون بالدونية تجاه من هو أفضل منهم علميا. وللحقيقية لم اسمع بقصص مثل يقط القرية أمامه في المدن. بقيت بالقرى. ثانيا انعدام وسائل الاتصال كالتلفزيون مع العالم الاخر ليشعرهم بأن هناك بشر يمكن أن يقولوا لا للمعلم ابو هيبة او العسكري ابو كرباج لانه بشر مثلهم.
ثالثا كانت معظم المعلمين والشرطة والعسكر من مناطق غير مناطق عيشهم فكان هناك عنصر الاحترام وجوهره الخوف من هذا الغريب اللي بروح لاربد مثلا وبسفط ثماني عشر دينارا كل شهر يجمعها هو في موسم او موسمين. لهذا كانوا يسبغون عليه نوعا من هالة السوبرمان. والدليل ان هذه زالت منذ ان بدأ تعيين المعلمين وباقي المهن بمناطق سكناهم وعند اهاليهم فلم يعد اسمه الاستاذ فلان با أصبح ابن فلان، وعندما نعود للقرية يعود كل استاذ لوضعه بين أقاربه.
رابعا ازدياد وعي الناس بالانفجار المعرفي بتكنولوجيا المعلومات فلم يعد المعلم هو المصدر الوحيد للمعلومة فهناك اليوتيوب فيه كل شيء... فكيف ستكون هيبة المعلم الذي لا يقرأ الا الكتاب المدرسي؛ لا شك هو بوضع لا يحسد عليه.
لهذا وكخاتمه لمن ما زال يجر على ربابة الهيبة اسع بجهدك ليكون لك هيبة معرفية بين طلابك لا ان يعطيها لك قرار وزاري فلا يمكن أن يكون هناك قرر وزير التربية والتعليم إعطاء الهيبة للمعلم فلان.
الهيبة راحت عن كل ما ذكرت من المهن ومن أعلى منها. اما عن المصاري والعلاوات فكلنا بحاجة لها وعلى رأي سمير غانم. انت عاوز وانا عاوز يا ريت تشوف حدا يدّينا