صباح الخير. لم يذكر الأدب بشقيه المكتوب والمحكي قصصًا عن وفاء الأبناء الذكور لحياة أهلهم؛ وإن مر عليها فيكون من باب انها ضنك فتكون من باب الوعظ وأخذ العبرة فقط.
لكن الأدب ذكر قصصًا للبنات بالحنين والشوق لعيشة أهلها مهما كان النعيم الحالي الذي تعيش فيه، ولعل قصة البدوية التي تزوجها الأمير واسكنها قصرًا فوقفت ذات ليلة اخذ منها الشوق والوجد كل مأخذ فهتفت
لبيت تخفق الأرياح فيه
احب الي من قصر منيف
إلى آخر القصيدة
تغزلت بكل أصناف الشقاء على أنها مصدر سعادتها فقط لأن فيها ريحة أهلها.
كذلك فعلت الريفية الأندلسية التي تزوجها المعتمد بن عباد واسكنها قصره فحنت لحياة الريف واللعب بالتراب على ضفاف الساقية لتجبل الطين. المعتمد رحمه الله اعتقد انها اشتاقت للطين ولم ينتبه لكونها حنت للحياة نفسها عند اهلها ويقومها؛ وعندما سُجن قالت له انها لم تجد يوما سعيدا معه فقال لها بحزن " ولا حتى يوم الطين! " وهذا يعني انه حتى بتلك اللحظة لم يعرف السبب الرئيس لحزنها. الغريب بالأمر ان معظم الكتب اعتمدت هذه الحادثة كدليل على عدم وفاء الزوجة ونكرانها العشير.
يوم أمس وفي سهرة رائعة حول وفي منشوري حول الشتوية وتكرار وجبة العشاء تألق الاصدقاء
ما احلا عيشة هللي بعد العشاء" تخشنة" . وهي قصة لبدوية تزوجت من حضري سمعها زوجها بعد تناول ما لذ وطاب من صنوف العشاء تقول مااحلى عيشة هللي بعد العشا تخشنة. فأسرها في نفسه وقال بكره نروح عند هلك ونبيت هناك. فعلا تعشوا وبعد العشاء قالوا هاتوا التخشنة فإذا بها قلية (قمح مقلي) مع الزبيب. فاكلوا واتبسطوا، وثاني يوم ركب بغيره او فرسه او المرسيدس ههه تبعته وقال لها خلك على التخشنة. وهذه القصة كما وردت ببعض المواقع.
سررت بهذه القصة لأنني انتبهت ان كل قصص الوفاء للأهل وعيشة الأهل جاءت من البنات.
يا حظه اللي خلف بنات
واللي ما خلف بنات الله يرزقه حتى يعرف الفرق.
صباحكم سعيد.