الانتساب للجامعات الأردنية: عطلة الخميس البداية
تناقلت الأخبار إشاعات حول نية الجامعات الأردنية تعطيل
الطلبة يوم الخميس. وقد ظننت الخبر في بداية الأمر فقاعة من فقاعات الفيس بوك
كالعادة ولم أشارك بالتعليق على الخبر لاستحالة حدوثه طبعا. ثم قرأت الخبر بأكثر من موقع وقرأت عن تحليلات
بعض الأكاديميين لهذا الخبر مما يعني أن الخبر قيد الدراسة فعلاً.
لن أدخل في حيثيات الموضوع حتى لا أكرر ما قاله من سبقني
بهذا ولكني أريد أن أذكِّر القائمين على هذا الخبر إذا كانوا من المنتمين لجيلينا
الذي أصبح قديماً بأن ما كنا نباهي في الجامعات الأخرى خارج الأردن هو أنه لا يوجد
في جامعاتنا الأردنية ما يسمى بالانتساب، ونفتخر بأن طالبنا يجلس في الجامعة أطول
وقت ممكن متنقلاً بين المكتبة والأستاذة مناقشاً دارساً وباحثاً ومستفيداً من
مرافق الجامعة المختلفة كالمكتبة والمختبرات ولقاءات أساتذته. ولا أبالغ إن قلت أن
الجامعة كلها بما فيها الكافتيريا حتى شارع الاقتصاد بالجامعة الأردنية تشكل تجارب
مفيدة للطلبة.
وكان معيار ساعات الدراسة في الجامعات الأردنية أيضاً
سبباً لعدم الاعتراف بالدراسة عبر الانترنت لمختلف المراحل بما يُعرف(on -
line learning) لأن
التعليم لا يعني كُتُباً فقط وكان هذا عائقاً
رئيساً لعدم تمكن الدارسين من إكمال دراساتهم
العليا لارتفاع الإقامة بالدول الأخرى.
فما الذي جرى حتى يصبح هناك من يفكر بصوت عال عن ضرورة
عطلة الطلبة يوماً إضافياً ليصبح تواجد طلبتنا في جامعاتهم وبين مُدَرِسيهم أربعة
أيام فقط؛ وإذا كان الطالب من المبحرين بعلم الجداول الدراسية فإنه يمكن أن يكسب
يوماً إضافياً إن أحسن ترتيب جدوله.
لا أدري سبب التفكير بهذا اليوم الإضافي؛ هل هو اقتصادي
توفيراً للنفقات أو اجتماعي تقليلاً للطوشات أو تخفيفاً لحركة المواصلات!!! لكن قطعاً لن يكون هناك سبب أكاديمي خلف هذا
القرار إن تم؛ لأنه إن تفذلك أحدهم واخترع سبباً أكاديمياً لهذا، فإنه يكون بذلك قد
نقض عرى كل معايير الاعتماد للعملية التعليمية الأردنية التي كانت تميز التعليم في
المملكة عن غيرها خارج الأردن.
فهل نحن نسير باتجاه إقرار نظام الانتساب في الجامعات
الأردنية على مراحل مثلاً؟؟ لم لا؟ ومن يضمن لنا أن لا يخرج غداً مَنْ ينادي بعطلة
يوم الأربعاء أيضا بعد أن نبلع طُعُم عطلة الخميس؟ إذا كان الأمر كذلك فلا بأس من
اتخاذ قرار جريء جداً بالإعلان عن عدم اشتراط الدوام في الجامعات حتى نُخَلِص أنفسنا من حيرة عطلة
يوم الخميس وبعده الأربعاء أو الأحد.
نعلنها صريحة بأننا مع نظام الدراسة عن بعد "وكفى الله المؤمنين
القتال".
لست ضد تطوير كل نُظُم التعليم في الجامعات ولكن بشرط
المحافظة على تاريخ هذا التعليم المشرق الذي كان لي وللكثيرين شرف الانضواء تحت
لوائه؛ أما نقطة الدوام والعطلة ليوم إضافي فإن في النفس منها شيئاً.