السبت، 21 نوفمبر 2015

إسرائيل والتعداد السكاني الأردني القادم

إسرائيل والتعداد السكاني الأردني القادم
أيام وتبدأ عملية التعداد السكاني الأردني كاستحقاق وطني كل عشرة سنوات.  ولا يخفى على الجميع طبعاً ما للإحصاءات العالمية من أثر في عملية التخطيط المستقبلي للدولة؛ وليس المجال هنا لعرض هذه الفوائد.  وبغض النظر عن مدى الفائدة منه محلياً كما يُظهِر واقع الحال على الطبيعة إلا أنه يبقى ضرورياً ولو من باب الاحتياط.
هذا العام برزت مشكلة في بيان الإحصاء كما يقول بعض الحراكيين والحزبيين من طيف معين وهو أن هذا البيان أو المنشور  يحوي كلمة إسرائيل. وهدد  هذا الطيف بمقاطعة التعداد إن لم تُحذف كلمة إسرائيل وتستبدل بكلمة فلسطين. وأصبح عدد هذا الطيف في تزايد على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مما يستدعي مناقشة هذا الأمر كفكرة طبعاً من باب حرية الرأي.
بداية نقول إن كان الأمر هذا من باب اتخاذ موقف وإظهاره لإبداء الرأي فله ما يبرره؛ ومن باب العروبة أجدني أنا أيضاً متفقاً معهم تماماً؛ فأنا ممن يجزم أن الكيان الموجود غرب نهر الأردن هو فلسطين فقط شاء من شاء وأبى من أبى؛ وقد كان أجدادنا يعملون هناك أيام الخير وكان يُقال أن فلاناً يعمل بفلسطين؛ فلم تكن منطقة الخليج في تلك الفترة قد ظهرت كنقطة استقطاب للعمالة العربية.
وعلى سيرة إبداء الرأي أذكر أننا عندما كنا في كلية مجتمع حوارة، واتُّخذ القرار بأن تصبح الكلية مختلطة عام 1986 أحب الدكتور راضي الوقفي (الله يذكره بالخير) أن يخرج القرار  إخراجاً ديمقراطياً فدعانا لاجتماع بنهاية العام الدراسي 1985- 1986 وقال هناك توجه لتحويل الكلية إلى مختلطة فمن مع هذا التوجه ومن ضده؟ فرفعنا أيدينا جميعاً مع القرار باستثناء زميل كريم يحتل مركزاً حزبياً مهماً هذه الأيام؛  فقد رفع يده معارضاً؛  بعد الاجتماع قلنا له: القرار  مصاغ وجاهز وأنت تعلم ذلك فلماذا عارضت؟ قال من باب اتخاذ موقف؛ ضحك وضحكنا جميعاً فلم يكن في تلك الفترة تشنجٌ وغضبٌ ومقاطعةٌ عند الاختلاف بالرأي كهذه الأيام.  لهذا وعودة لموضوع الإحصاء نقول إن كانت معارضتهم تحت بند اتخاذ موقف فلهم ذلك. أما إن كانوا جادين في ذلك فلهم الحرية كذلك، ولكن ليسمحوا لنا بالحديث حول هذه النقطة كموقف أيضاً وإن كان مخالفاً لموقفهم.  وأرجو منهم أن لا يغضبوا ويكونوا كما كان الصديق الزميل الكريم أيام كلية حوارة.    
تعلمون أن هذا التعداد على وشك الانطلاق ولا أعتقد أن الوقت مناسب لمناكفة الحكومة بهذا الوقت لأنها قطعا لن تستجيب بسبب ضيق الوقت أيضاً ولأنها لا تضمن بعد أن تنتهي  من الشكل الجديد أن ينال هذا الشكل أو النموذج رضاهم! فمن يدري ماذا في جراب الحاوي بعد مناكفات.
كذلك إن الإحصاءات ونماذجها لها صيغة دولية وليست محلية.  و لا أدري إن كنتُ مصيباً أم لا ولكني أفترض ذلك.  ولا أعتقد أن حكومة تتطلع دائماً إلى صندوق النقد الدولي والعالم الذي يدعم شرعية وجود هذا الكيان الذي نحتج عليه، للمساعدة.  ولا أظن أنها تسعى لإغضابه- أقصد العالم.   فأمام الحكومة الكثير من المشاريع التي تقوم على المال الذي يأتي كمساعدات أو قروض أكثر من اعتمادها على وعود لا تأت أبداً من هذه الجهة أو تلك لها أجنداتها الخاصة على ساحتنا الوطنية.  وقد صرح وزير المالية المستقيل بأن المنحة التي وعدت بها جهة معينة قد أسقطت من الميزانية الأردنية لأنها لم تأت أبداً؛ بقيت حبراً على ورق.
وفي مجال السياسية كذلك أقول باستحالة تنفيذ مطلب الجماعة بحذف كلمة اسرائيل؛  فما يربط المملكة سياسياً مع هذا الكيان هو معاهدة سياسية دولية وبضمانات دولية.  فلا يُعقل أن تحذف اسم دولة تربطك بها معاهدة واتفاقيات.
والأمر الأخير  ربما هو أننا  سواء غضبنا من هذا المسمى أو رضينا فهو واقع وموجود بكل خرائط العالم وقَبِل به أقرب الناس إليه وهم أصحاب القرار وهم أصحاب القول الفصل في ذلك وهم الفلسطينيون. فإذا كان القاضي راضياً فما بال  الآخرون غاضبين وهم من سيقال عند اللزوم وقد قيل سابقاً في مناسبات قديمة " وانتو مالكو" على رأي الإخوة المصريين. 
لهذا وختاماً نعيد القول أنه إن كان الأمر  للموقف فقد اتخذتموه وفكرتنا جميعاً وصلت، لكن ولصالح الوطن يجب علينا جميعاً المشاركة بهذا الجهد الوطني الإحصائي  في الاعداد لما له من فائدة كبرى لنعرف  أين نحن في هذا الوقت بالذات. نعم إن كان هذا التعداد في السابق إجراء روتيناً فهو الآن وفي هذه الأيام ضرورة وطنية يجب أن ندعمها حتى يعرف بلدٌ تتلاطم فيه أمواج اللاجئين من كل صوب كيف يخاطب العالم.
هل نكون مع الدولة أم ضدها؟  وهل نسمح لهذا الكيان أن يؤثر علينا داخلياً كما أثر على العالم خارجياً؟  الجواب عندكم.


الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

مكيال القمح والحبوب بالأردن قديما.




هذه بعض مكاييل القمح زمان وأكبرها الصاع ويملئ بالقمح كما ترون بالصورة. ووزنه حوالي ستة 

كيلوغرامات (6 كغم) . وبهذا يكون مختلفا عن الصاع الشرعي. أما الوحدات الصغيرة فهي الربعية (ربع الصاع) والثمنية.. 

وهناك المد بضم الميم وهو صاعين كما أعتقد ويمكن التصحيح.

وهناك العُلبة (ست صاعات) التي وردت في سياق أهزوجة المنجل ( ما جلاه الا بعُلبة). . 

والعُلبتان شوال ومن أنواع الشوالات ( أبو خط أحمر وخط أزرق). ويُطلق على الشوال أيضا كلمة كليل ).CHEEIL( 
 
البَطيحة  وهي ثمانية صاعات.  وهناك عائلة أردنية تسمى بهذا الاسم.
 
نص غرارة ١٢ صاع

غرارة ٢٤ صاع وهي اكبر قياس 
وفي سنوات الغلال ترمي العلبة غرارة . 

هذه التسميات كانت أيام البركة حيث كان العدد يبدأ ب

الله واحد 

ماله ثاني 

ثلاث البركه

نربح يا الله

خمسة رسول الله

سترك يا الله

يا الله السماحه 

يا الله الامانه 

تسعة رسول الله 

عشرة رسول الله

 الشكر موصول للسيد  مأمون حوامدة من جرش وهو عضو نشط في محموعة المضافة؛ لقد قام بجهد جبار لتويثق معلوماته من تاجر 

قبّان للحبوب بجرش اسمه  أحمد العرجا قوقزة أطال الله في عمره.   شكرا  لكم جميعا.

من حديث  مجموعة المضافة على الفيس بوك.   تفضلوا تعللوا  عندنا. 

 
.


الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

المطلوب اعتذار برلماني للشعب

المطلوب اعتذار برلماني للشعب
نعم مباشرة وبدون (لف ولا دوران) هذا هو المطلوب قبل أي أجراء آخر إن كان بنية المجلس أو الحكومة إتخاذ إجراء بحق النائب المعني بالحادثة الأخيرة، وإن كان الأمل ضعيفاً بمثل هذا الاجراء لأن ما سبق من أفعال مشابة من النواب لم يلق الردع ولا المحاسبة،  وعلى ما أعتقد أن هذا الموضوع لم تتضمنه حتى مدونة السلوك النيابية.   هذه النقلة الجديدة التي نقلنا إليها سعادة النائب مؤخراً  وهي التوسع في التمادي على الضعفاء إلى العالم العربي بعد أن كانت مقتصرة على الجانب المحلي  تستحق التوقف عندها؛ اليوم ضربنا مصرياً وربما في الغد سورِياً والباقي يلحق.  لهذا وللأسباب التالية نحن نطلب الاعتذار من المجلس لكونه المظلة التي يتسظل بها سعادة النواب عندما يخالفون القانون ويستقوون على الشعوب محلياً وعربياً.  وبالمناسبة فإن حديثي هو للمجلس عن صلاحيات المجلس وليس شخص النائب المحترم فأمره بين يدي المعنيين. 
أولا تعكير النائب المذكور  للعلاقات  مع دولة شقيقة.  كما أعلم فإن الأردن هي الدولة العربية الوحيدة التي تحاكم مواطنيها  على ما يكتبون بتهمة تعكير العلاقات مع دولة صديقة ويسجن صاحبها ؛ ما يكتبون  فكيف يكون الأمر بحالة الفعل.  سعادة النائب رفع مستوى تعكير العلاقات إلى الفعل.  ألا يرى المجلس أن ما حدث يستوجب رفع  حصانة سعادة النائب ومحاكمته؛ هل المقصود بتعكير العلاقات سياسيا فقط أم أنه يشمل الجوانب الأخرى كالعمالة الوافدة.  نعم نسمع حديثا هنا وهناك يؤكد على عمق العلاقة وما إلى ذلك ولكن الأمر في الحقيقة غير ذلك والدليل  هو في السبب الثاني لطلب الاعتذار.  أما أثره علينا كمواطين فهي أن الأردنيين دائما في مصر سائحين أو طلاباً فكيف سيكون الحال إن رأى أحد أقارب المعتدى عليه أن من يحقه أن يضرب أردنياً هناك وبنفس الطريقة.
ثانيا وهومرتبط بالأولى إن فعلة النائب المعني قد رفعت من مستوى الشحن الشعبي بين الشعبين الشقيقن إعلامياً على القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي كالفيس.  ومن يتابع ما يجري يشعر بغاية الحرج عندما ارتد كل من الطرفين الى أصله وأشبع الطرف الآخر شتما وردحاً وإن كان بين قوسين يتم الاشارة على وحدة الشعبين إلا أن لغة الردح مثيرة جداً ومستفزة من طرف معين فيرد عليه الآخر بقوة على التصرف؛ مع العلم أن طبيعة العرب وخاصة الأردني بأن يشعر بالغيض والغضب عندما يرى ابن بلده يُشتم ويُهان حتى لو كان مخطئاً، فكيف به عندما يسمع تكراراً مقولة هذا (هذا النائب الأردني)  ال..... كلمات لا أستطيع نقلها فعلا.  عندها يحوقل ويستعذ بالله ويقول ( منك لله ياللي كنت السبب). 

إن ما يحدث نتيجة لهذا الحادثة من تراشق لفظي يرقى الى مستوى الحرب الإعلامية أو الهجوم الإعلامي  علينا؛  ولو كان الوقت غير الوقت والظروف التي تعرفون غير الظروف لسمعنا غير هذه اللغة؛  فمن كان بعمرنا يعرف طبيعة الإعلام المصري عندما ينتفض لقضية ما.   ونشعر بالعجر عن الرد لسببين أولاهما أنهم على حق والغلط على (زلمتنا) ولا يعفيه مقولة ( انتو ما شفتوش الفيديو  شو سويت باخوتي برا المطعم) فما حدث كله ضد العامل الوافد حدث أمام العالم كله ولا ينفع معه الترقيع؛ فالعالم لا يعنيه ماذا سويت بأخوتك يا سعادة النائب خارج المطعم.  وثانيهما أن من الأردنيين من وصلت قناعته بأن هذا المجلس  قد وصل على المستوى السلوكي للبعض منهم لحالة (فالج لا تعالح) والأمثلة كثيرة فبلع هذا الشتم وسكت.
  
ثالثا لأنه أشعرنا (وأنا شخصيا منهم ) بالحرج لأن سعادة النائب لم يستطع الدافع عن نفسه على القنوات الفضائية وبلع كل الإهانات مثل (إحنا اللي حنعلمك الأدب) ولم يغلق سماعة الهاتف بوجه المذيع.  نعم كان يجب عليه أن تكون عنده القوة كبرلماني للرد؛ ألا يخطط هو وزملاؤه  بالمجلس لمستقبلنا الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ويقنعونا بأن الأبيض أسود والأسود تركواز ليمرروا مسألة ما !!  أم أن الأمر يتعلق بنا نحن فقط.  فإذا  كان حضرته ارتكب الخطأ بتوفير الغطاء لإخوته لضرب هذا المسكين فخطأه الأكبر  هو  أنه ذهب بنفسه  ببداية الأمر ليخبر العامل بأن عليه أن يحترم البلد ؛ يا سلام؛ نائب يحضر بنفسه ليحاور عاملاً ويقنعه باحترام أهل البلد؛ ما هذا التواضع!!  ألم يكن بإمكانه ان يفعل ذلك مع إدارة المطعم على التلفون؟ 
رابعاً وهي تستحق أن تكون أولاً بجدارة وهي أننا طالما فاخرنا العالم بحبنا للضيف واحترام الغريب وفتح أبوابنا لكل من ضاقت به سبل العيش ببلده وجاءنا لاجئاً أو طالباً للرزق؛ وأكبر دليل هذا العدد الكبير الذي جاءنا طالباً الأمن والأمان في الوقت الذي ضافت عليهم أبواب الدنيا كحال الإخوة السوريين الآن،  فآويناهم وقاسمنها هواءنا وماءنا وغذاءنا ولا نمن عليهم بذلك.  فكيف يكون الحال الآن إن كان صاحب السلطة التشريعية ممثلة بسعادة النائب وزملائه يهجمون على العباد أو يوفرون الحماية لإقاربهم ليتغولوا على ضيوفنا.  نعم لو لم يكن بالقضية كلها إلا هذه النقطة لكانت موجبة لبيان اعتذار للشعب من هذه السلطة التشريعية.  

من أجل هذا كله يجب أن يصدر بيانٌ من المجلس للاعتذار إلى الشعب  الأردني أولاً وأخيراً عن مجمل تصرفات بعض السادة النواب في المجلس لاستخدامهم حصانتهم النيابية  في  غير مكانها والأمثلة كثيرة ومنذ سنوات.  الحديث للمجلس الكريم طبعاً وليس لسعادة النائب الكريم. 

الجمعة، 2 أكتوبر 2015

فنتازيا داعش: الدور الروسي مثلاً

فنتازيا داعش: الدور الروسي مثلاً
لم يشهد التاريخ تشتتاً في الأفكار وضبابية في المواقف بين  مختلف مناطق العالم بخصوص محاولة فهم ما يجري في الشرق الأوسط كما هو الحال في هذه الأيام.  ويصعب فهم هذه المعادلة حتى على أصحاب النظريات السياسية نفسها؛ فما أن يُمسك أحدهم بخيط من خيوط اللعبة ويبدأ بتفكيك خيوطها حتى تظهر له عقدة صعبة الحل ليعود صاحبها باللعب بالخيوط مجدداً فيجد نفسه أمام عُقَدٍ كثيرة وأكبر وأصعب في فهم ما يجري على الساحة العربية وفي موضوع سوريا على وجه الخصوص.  فبعد أن حاول بعضهم بلع مقولة أن المسألة بدأت كمظهر من مظاهر الربيع المحترم للمطالبة بحقوق الشعوب كما يقول أصحاب هذه النظرية عاد وناقض نفسه عندما وجد البوصلة تنحرف عن الهدف.  ولم أكن أنا من هؤلاء القوم لسببين: الأول أن هذا (الربيع) بدأ بسوريا بعد أن بدأت مظاهر الخيبة العربية منه واضحة تماماً والثاني هو أن بدايته كانت انقلابية على النظام بشعار "زنقة زنقة، دار دار بدنا نشيلك يا بشار".
تطوعت قنوات الربيع إياها وشيوخها بإضرام نار الحرب هناك والتحريض على النظام؛ فازداد النظام قعماً وازدادت المعارضة له ضراوة مستعينة بما يأتيها من دعم من مختلف المناطق الحدودية بعلم أو بدون علم أصحابها، مما أعطى كل الجهات (مع أو ضد) الحق في التوجه لسوريا ليصبح كلبنان تتصارع على أرضه كل المتناقضات، مع فارق مهم هنا وهو أن الجيش كرمز للنظام لم يقف متفرجاً فأصبح جزءاً من اللعبة. وأعطيت هذه اللعبة غطاء دينياً مما مهد لداعش التي حيرت العلماء كما حيرت (حتى) سيبويه أن تظهر وتجد لها مناصرين علانية وسراً.
فكل من قال أن داعش صناعة أمريكية ذُهل عندما رأى أمريكا تقود تحالفاً لمحاربتها، ومن سخَّر بوق قنواته لإشعال نار الفتنة  في سوريا استغرب عندما رأى مفتيها يخرس ولم يذكر داعش ببنت شفه رغم كل فيديوهات الذبح وقطع الرؤوس . ومن صفق للدور التركي لوقفه ضد الإمبريالية وبأن تركيا باب المجاهدين في سبيل الله غاضَّاً الطرف على أنها أيضاً باباً بالاتجاه المعاكس للتهريب والتمويل لداعش ضرب على رأسه بالجدار عندما رآها تشن غاراتها لتضرب داعش كقربان للسماح لها بضرب الحزب الكردي التركي. وأخيراً وليس آخراً جاء الدور الروسي ليعلن أنه هو الآخر جاء لسوريا لمحاربة داعش والهدف هو أنه على ما يبدو سئم من دور التصريحات وأراد الانتقال للدور الفعلي بدلاً من الكلمات والشعارات لمواجهة الولايات المتحدة.  قلت وليس آخراً لأنه ربما كانت الصين أيضاً أو غيرها قادمة، فمن يدري؟
لقد رأت روسيا أن عليها استرجاع دورها التاريخي كوريثة للاتحاد السوفيتي وحلف وارسو لاستعادة ما كان يعرف بالدب الروسي الذي كان أحد أقطاب الحرب الباردة في القرن الماضي  حتى لو أدى بها ذلك إلى السقوط في بحر النزاع السوري كما حدث في أفغانستان.  لقد خسر الاتحاد السوفيتي كثيراً في أفغانستان وأكبر خسائره كان التفكك طبعاً، ولا أدري ماذا ستخسر روسيا الوريثة لاحقاً نتيجة لسوريا.  لقد خسرت روسيا العراق، ولا أراها ستفرط بسوريا بهذه السهولة حتى لو كان ذلك بتحالفها مع إيران ولبس العمامة الشيعية أو افتتح المساجد بحضور أوردوغان حاملاً السِبحة السنِّية؛ ولم أكن لأستغرب حتى لو صلى بوتين إماماً بهم في ذلك المسجد؛ فهذه سياسية. لهذا جاء تواجد روسيا في سوريا من هذا الباب سياسياً فقط، ولا بأس إن نتج عن هذا بعض الفُتات الاقتصادي مما ستُلقي به الولايات المتحدة الأمريكية على الطاولة عندما يحين وقت توزيع الجوائز.  لهذا لم تكن الشيوعية بالشرق الأوسط (ذراع روسيا) بأفضل حال من أسيادنا المشايخ؛ فكما شعر أصحاب الفضيلة أن كل التحريض الذي مارسوه بالتحريض على النظام في سوريا كان يصب في مصلحة إسرائيل بإضعاف الجيش السوري وتهجير الآلاف البشر من بيوتهم بالترهيب أو الترغيب بالدولارات إلى هذه الطوفان من البشر الغارقين في البحار،  فحال الشيوعيين أسوأ؛ إذ رأوا في الدور الروسي عوناً للنظام في قصف شعبه وقتله وهم المطالبون بحرية الشعوب ببلدانهم خارج سوريا؛ وبهذا لا يختلفون عن أسيادنا. وثاني الحرج هو أنهم رأوا في الدب بالروسي محققاً للأهداف الإمبريالية الأمريكية المعلنة بخصوص  داعش، ولهذا نقرأ لبعضهم أسفهم لسقوط الجنود الروس ضحايا من أجل بشار.  هذه الحرب قلبت المفاهيم والمبادئ وجعلت من المتناقضات صداقات. لكن قمة حرجهم (الشيوعيين) كان عندما شاهدوا محاولات روسيا استرضاء إسرائيل وطمأنتها علناً وعلى التلفزيون بأن وجود الروس بسوريا لن يضر إسرائيل شيئاً، وربما قالوا لها بأنه سيكون درعاً من الدروع الكثيرة التي نذرت نفسها لحماية اسرائيل.
ومن مظاهر حيرة  عامة الشعوب والساسة بخصوص ما يجري في سوريا أن الهدف ليس واضحاً وتبدو المسألة كما لو كانت نوعاً من الفنتازيا؛ فلو كان العرب هم الهدف لما كانت الحرب والعرب يتوافدون على أعتاب البيت الأبيض زرافات ووحدانا كمسئولين وطوابير أمام سفاراته طلباً للهجرة. ولو كان الاقتصاد هدفاً فأموالنا عندهم ونأخذ نحن فوائدها فقط، وإذا كان الهدف هو حماية اسرائيل فهو متحقق بكل أنواع العلاقات الظاهر منه أو ما كان في الخفاء مع اسرائيل، فما الداعي لهذا كله إلا الفنتازيا السادية بالتلذذ برؤية دم الشعوب  التي تقتل وتذبح كالخراف، ورؤية البشر تدور كما يقول المصريون كثور الساقية.
وبما أن الخسائر هي نتيجة حتمية لكل حرب، فأعتقد أن الخاسر الوحيد بعد كل هذه الفنتازيات والمغامرات السياسة هم كالعادة العرب، فكل المصائب على أرضهم ويدفعون ثمنها هم؛  فبعد الحرب العالمية الأولى تقسمنا شذر مذر، وفي الثانية خسرنا فلسطين، وبعد إعلان الحرب على داعش أنها حربٌ عالميةٌ ثالثةٌ ما هو الخسران المرتقب للعرب؟ ربما سيكون اختفاء الرمز الديني عند الشعوب وظهور ما يسمى بالدولة المدنية، وهذا لا أعتبره شخصياً خسارة؛ لكن الخسارة هي عند حدوث العكس وهو طغيان رمز ديني على آخر مما ينذر بالتبشير لحرب دينية عالمية رابعة بعد أن تنهك المنطقة كلها قتلاً ودماراً.  خاصة أن هناك من يجهز لهذا الخيار من الآن، وتاريخه معروف في إعلان الحرب على روسيا باعتبارها حرباً جهادية كالتي في أفغانستان.  إن صحت هذه النبوءة وسقطنا في بحر سوريا عندها  يجب أن نصلي لله ونسأله حسن الخاتمة للأردن.


الأحد، 27 سبتمبر 2015

من عادات الشعوب بالأضحى المعجين في ظفار


من عادات الشعوب بالأضحى  المعجين في ظفار

يمارس الظفاريون في سلطنة عمان شأنهم شأن باقي مناطق السلطنة شعائر ذبح الأضاحي؛ وهي عادة يحرص الجميع على القيام بها.  وبعد الذبح وإطعام القانع والمعتر منها يتم الانتقال الى مراحل الاستفادة من اللحم على مستوى العائلة. ورغم الكميات التي تستهلك إلا أن الباقي منها كثير وكثير جداً في العادة.  ولهذا يلجأ الظفاريون إلى تخزين هذه اللحوم لأشهر قادمة. ورغم وجود وسائل التخزين الحديثة كالثلاجات إلا أن الظفارين يجدون المتعة في الإبقاء على طرقهم التقليدية التراثية  لحفظ اللحوم ومن هذه الطرق ما يعرف بالمعجين.   فما هو المعجين يا رعاكم الله.
عند قدومي لأرض السلطنة بنهاية القرن الماضي  ( يــــــاه كم كبرنا) سمعت بالمعجين ولم أره؛ وحرت في أمره إلى أن استقر أمره عندي من تقطيع الكلمة الى مقطعين شأن اللغوين  عندما يعجزون عن فهم معنى مفردة حديثة.  فقلت ربما تعني (مع عجين)  أي أنه لحم مع العجين على طريقة الفطائر عندنا.
لكن عندما قدر لي مشاهدته اختلف الأمر علي ولم تعد الصورة كما فهمت، بل وجدته قطع لحم دهنية  كاملة الدسم لذيذة الطعم تجعل من لا يهتم بأمور الكوليسترول يأكل منها دون هوادة كما كنت أفعل أيام الشباب.  لكن بقي  لغزر طريقة إعدادها يحيرني، حيث كنت أعتقد أن اللحم نفسه  كثير الدهن؛ فسألت عنه فقيل لي عن المعجين ما يلي:
 إن الهدف من المعجين ذو شقين الأول تخزينه وهذا الشق طبعاً ربما يُدحض بالثلاجات، والشق الثاني هو أنه عادة تراثية ورثها الظفاريون عن الأجداد ويحرصون على القيام بها وتقديمها بالعيد  كجزء احتفالي من العيد نفسه، رغم أن الظفاريين أصبحوا يهتمون بالوعي الصحي ويدركون أثاره الجانبية الكوليسترولية؛ فهم يقولون هذا كان يناسب الأجداد الذين كانوا يكدون ويكدحون وبحاجة للطاقة. إنما شباب هذه الأيام فهم كباقي شباب العالم في قلة حركة ولهذا لا يناسبهم المعجين هذا.
وتشكل طريقة تحضير المعجين احتفالا في العائلة كما علمت، إذ يقوم به الخبراء من العائلة.  فتبدأ العملية بتقطيع اللحم إلى قطع صغيرة نسبياً بحجم أصغر من القطع التي تقطع للشوي. ويحضرون كمية كبيرة من الشحم من البقرة التي ذبحت أو غيرها طبعاً ولا يهم الأصل والفصل هنا، فالمهم هو الشحم.  ويطبخ هذا اللحم بالشحم  فيغلي الشحم باللحم إلى أن ينضج تماماً.  بعدها يترك اللحم إلى أن يبرد كلياً ويتجمد فيصبح قطعاً شحمية يبرز فيها اللحم على استحياء. ويتم تفريغها في أوان المطبخ وتركها ولا يهم إن كان في ثلاجة أو غيرها  ليؤكل لاحقاً من العائلة أو الضيوف.
وكما لاحظت (فلم يخبرني أحد بهذه المعلومة) أن كمية المعجين المقدمة بالمناسبات قليلة وينطبق عليها المثل الأردني عن المناسف، حيث يقال أن " المناسف تشريف وليست لحشو البطن".  لهذا يكتفي الضيف وهو من أهل المنطقة بحبة أو حبتين.  لكن الذي يرى الأمر لأول مرة ربما يعجبه الأمر فيأتي على الصحن بما فيه  فيكون قد أخذ حق غيره  ليدرك لاحقا أن كليستروله ارتفع.
فهذا هو المعجين  كما عرفته، وسأرسل هذه المعلومة  الى ذوي الشأن للتصحيح لكني سأبقي على الجزء الأول منها وسيتم إضافة التصحيح مع ذكر أصحاب التصحيح. 

صحتين وعافية

السبت، 26 سبتمبر 2015

ثقافة الحج

ثقافة الحج
بداية نترحم على أرواح من قضوا نتيجة التدافع بمنى بموسم الحج هذه السنة، ونتقدم  من ذويهم بأصدق التعازي بهذا المصاب الجلل.  وفي الحقيقة إن هذا التدافع لم يكن الأول وأتمنى أن يكون الأخير لأن السنوات القليلة الماضية شهدت حالات قليلة من هذا النوع. ولا  بد من الإشادة هنا  بجهود المملكة العربية السعودية  من أجل تسهيل مهمة الحجاج في كل مرة رغم وجود بعض الأخطاء فالكمال لله وحده.  فمن يشهد موسم الحج على الطبيعة كما قُدِّر لي بعام 2001 لا يستغرب مثل هذه الحوادث.  لا أحاول تبرئة أحد من مسؤولياته طبعاً، ولكني أحاول تفسير (لا تبرير) ما حصل. 
ما يحدث دائماً بمثل هذه الأزمات يكشف أننا بحاجة لثقافة الحج ولا أقصد معرفة أركانه من كُتَيب صغير. وهذه الثقافة التي أعنيها تتمثل في  ضرورة  إخضاع الحجاج لدورات فعليه ليوم أو يومين في كيفية الحج بمراكز مختصة يمارس فيها الحجاج شعائر الحج تمثيلياً وليس مجرد نشرات أو أشرطة أو مرشدٍ لا يعرف شيئاً من شعائر الحج؛ إنما جاء فقط بفيزاء حج ليحج وربما كان ذلك مقابل مبلغ مالي لصاحب الشركة تماما كمسمى " مساعد سائق". 
 ومن الضروري  جداً في هذه الدورات عدم نبش  الاختلافات المذهبية  بخصوص شعائر الحج والالتزام بما هو بالسعودية حتى لو خالفه أصحاب البلد؛ لإن في اتباع التوجيه السعودي جزءاً من التنظيم  للحج؛ وأهم هذه الاختلافات يتمثل بموعد الرمي للجمار، إذ ما زال بين المسلمين من يُصر على الرمي بعد الزوال رغم الفتاوى بأن الرمي  طيلة اليوم جائز.  ولا ضير بالالتزام بمذهب الشخص إذا بقي في خيمته إلى ما بعد الزوال  ليرمي، ولكن ما يحدث أنك تجد أتباع هذا الاتجاه وقد تجمعوا قريباً من مدخل مسار الرمي منتظرين الزوال، وعند الزوال يندفعوا كسيل العرم موجات ليرموا؛ وهذه يشهدها كل من يذهب للحج. ولك أن تتصور أن تكون سائراً بيمن الله ورعايته وفجأة تجد نفسك عائماً بين الأمواج البشرية التي لا تفهم إلا لغتها. 
لا أدري لماذا لا يتبع هؤلاء  نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما حج وكان جوابه (إفعل ولاحرج) عند كل سؤال وجه له صلوات الله عليه وسلم.  ولا يمكن أن يقال هذه فقط خاصة بموقف معين. إن ذات الموقف يفرض نفسه في كل موسم فلماذا التضييق على الناس بموقف معين وبوقت معين.
ومن ثقافة الحج أيضاً احترام قوانين وإرشادات البلد المضيف المملكة العربية السعودية؛ ولا يجوز مخالفتها من باب أننا كلنا مسلمين وهذه بلاد المسلمين ولنا أن نحج بالطريقة التي نريد.  ولا يختلف معهم أحد طبعاً بقضية أننا جميعاً مسلمون، ولكن في اتباع القوانين والإرشادات السعودية نضمن حياة الآخرين من الدول الأخرى وهم أيضاً مسلمون جاؤوا لبلاد الإسلام. من حُسْنِ حج المرء أن لا يؤذي غيره  لفظاً ومسلكاً؛ فحياة الجميع هي مسؤولية إدارة الحج.
إن أدارة موسم الحج هي مسؤولية المملكة العربية السعودية وحدها والتي لا تنتظر الشكر إلا من صاحب الحج رب العباد؛ و لا يجب التشويش عليها قبل الحج وخلاله وبعده من خلال الفضائيات الكثيرة أو المواقع العديدة التي تعيش على السلبيات.  نعم لقد وصلت خيرات ما يسمى بالربيع العربي إلى موسم الحج، فأصبحنا نسمع التنظير على القنوات من كل ما هب ودب.  وللأسف كان حادث التدافع هذا فرصة للنيل من المملكة وموسم الحج نفسه ونفذ بعضهم حتى إلى الدين نفسه خاصة أن هذا الابتلاء الرباني كان عظيماً هذا العام لأنه سُبق بحادثة الرافعة إياها؛ فكثرت التعليقات والسخريات والصور من كل شيء؛ فلم يوفر أصحابها أي شيء للتسلية بمآسي البشر.
لا أدافع عن أحد ولا ألتمس العذر فنحن بانتظار نتائج التحقيق طبعاً بالحادثين؛ ولكني فقط أطالب بتفهم الموقف السعودي؛ فمن ذهب للحج يرى حجم الجهود المبذولة لتسهيل مهمة زوار بيت الله الحرام؛  لكن هناك مشكلة رغم كل هذا وهي ثقافة القادمين للحج التي أشرت اليها بكيفية التعامل مع هذه الاجراءات ومدى جديتهم  في احترامها.
ومن العبث الإعلامي المقابل في هذا المجال أن هناك من يحاول ومن فرط حبه للسعودية أن لا يكون متوازناً فأصبح يطلق الدعايات بأن هناك من دبر هذا (نظرية المؤامرة)؛ في حيين أن هناك من لا يرى السعودية قادرة على إدارة موسم الحج وضرورة تشكيل لجنة لهذا الأمر وهذا ما أضحكني كثيراً.  فإذا كانت دولة بحجم السعودية إدارة وخبرة ومالاً يحدث فيها ما يحدث فكيف سيكون الحال إن استلمت لجنة من الدول المشار إليها بالإشاعات إدارة أمور الحج وهي البعيدة عنه؟  هل ستديره بالريموت كنترول مثلاً؟
لقد طرح بعض الأصدقاء النموذج الماليزي أو الإندونيسي من الحجاج وكيفية إدارتهم لحملات حجاجهم كل عام وأعجبوا بتجربتهم وأنا معهم؛ هم يأتوا لهدف معين، منظمين، وتحت قيادة واحدة؛ ليس كحجاجنا الذي تنقطع علاقتهم مع منظمي حملاتهم بمجرد الوصول، وتعود عند العودة.  أذكر أنني ومعي بعض الإخوة سألنا عن منظم حملتنا ولمناه لأنه لا يتواجد معنا؛ فقال وماذا تريدون مني ( آدي السكن وآدي الحرم)  فماذا تريدون مني بعد  هذا؟  وهنا أسأل عن سبب التزام الماليزيين: هل هو عدم معرفتهم باللغة وخوفاً من الضياع؟ أم هي طبائع الشعوب!  وكفى. 
إلى جانب ثقافة الحج كذلك هناك أمر إداري مهم برأيي ألا وهو كوتات الحج.  لماذا أراها في تزايد؟  لماذا لا يتم تقنينها وخاصة للدول التي تورد التقارير  مخالفاتهم الكثيرة للحج كنوع من العقوبة لهم؛ لماذا تمر كل هذه التجاوزات بدون حساب. نعم سيقول هذا حرمان  للناس من الحج، ويحتج آخرون بأن لا تزر وازرة وزر أخرى؛ احتجاجات كثيرة ربما نسمعها، ولكن مواسم الحج والفيزا أصبح تجارة رائجة جداً هذه الأيام ربما من باب  ليشهدوا منافع لهم.
وقبل أن أختم أود الإشارة إلى خطبة عرفات لسماحة مفتي المملكة العربية السعودية أطال الله في عمره في طاعة الله وشفاه يا رب.  لكن خطر ببالي سؤال  يراودني من زمان وأجدها فرصة لطرحه هنا وهو دورية خطبة عرفات بين علماء مسلمين من كافة الدول الإسلامية؛ لماذا لا نرى علماء ممن يحتلون منصب المفتي في بلدانهم وهم علماء أجلاء؟ و لا نزكي على الله أحداً، لكني أريد لموسم الحج أن يكون موسماً إسلامياً  قولاُ وفعلاً,  وأتمنى أن لا يُغضب اقتراحي  أحداً.

رحم الله الشهداء وعجل في شفاء المصابين، وبارك في جهود المملكة العربية السعودية الطيبة في خدمة الحج والحجاج وجعل هذا في ميزان حسناتهم.   

الاثنين، 21 سبتمبر 2015

فطور يوم الجمعة عند الأردنيين

صباح الخير. من طقوس يوم الجمعة عند اﻷردنيين صحن الحمص والفول والفلافل يحضرها اﻷب من المحل ويخرج لها رفالي. فما هو الرفالي. 
الرفالي قديما هو لبس الثوب المزنوك أو الدشداش بدون حزام أو قشاط. لأن القشاط رمز الضبط والربط كالقايش عند الجيش. لهذا فالخروج رفالي طقس من طقوس الجمعة. 
دشداشة بتخايل ومشي رهدلة و ﻻ بأس إن كان بالمشي نوع من المفاحجة دليل على أن الزلمة قايم من النوم تعبان . 
العودة للبيت ليجد أن المدام محضرة الشاي باﻷبريق إياه ولا أريد أن أثير شجونكم بموضوع الخبز الساخن الذي نحضره من المخبز بعد اختفاء الطابون.
وين الأولاد؟ يصرخ الغضنفر فيقابله صوت ﻻ يخل من دلع من المدام أولادك نايمين . يصيح الزلمة مهو ليش ما صحيتيهم أي هاظا بصير .... وين الانضباط وين ..... يختفي الدلع وتطير الفرحة عند المرة بقولها هاظا هم عندك فوت صحيهم ch ان منت عليهم. 
الحجي قدرته محدودة بموضوع المونة. يصرخ هاظا الفطور اللي بده يفطر ما بده هو حر. ناوليني زر بندورة. يجغمه مع كاسة شاي . والمرة قامت على الشغل بدون فطور. 
بداية المنشور تراثية وآخره عصري. الزلمة قام يتبادل التهاني بجمعة طيبة على الواتس.