الأربعاء، 30 يوليو 2025

المصطفوي لغة

تلعب المتغيرات الاجتماعية في تطور المفردات وربما إضافة أنواعٍ جديدة للغة، وتضاف للبناء الأصلي إلى أن يقيض الله لها من ينكش عُشها فيقال عنها غريبة أو صحيحة. وإذا قيض لها من يجيزها من اللغويين فيجزيها. والغريب أن مثل هذه الرؤوس اللغوية اختفت ولم وتعد لها وجود وأقصد اللغة. أذكر أننا في ثمانيات القرن الماضي وفجأة ظهر أستاذ اللغة العربية (المنسي) في ثانوية اربد بالحديث عن يجوز ولا يجوز وخلص إلى أن استعمال المصطفوي خطأ لغوي. بحثت عنها فرأيت أن الأصل في النسبة أن تضاف للإسم فيقال المحمدي والأحمدي والأردني والعربي ، لكن فيما يخص كلمة المصطفوي فتمت إجازتها دينيًا ومن الجماعات الصوفية وذلك لارتباطها بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، ولها إيقاع ديني وبقيت لارتباطها بالجيش. ولكن لم أجد بداية استعمال كلمة المصطفوي، أظن أن استعمال المصطفوي بدأ من معركة الكرامة وربما تمت إضافة المصطفوي للجيش من أحد المفتين للقوات المسلحة وربما يكون الشيخ نوح. مثالٌ ثانٍ مثل كلمة شعبي كصفة أو الشعبوية. لغويا يقال شعبي. مثل الأغنية الشعبية، والوجبات الشعبية وهكذا. اما كلمة شعبوية فأظنها جاءت سياسية ولا تستعمل إلا بالشأن السياسي. ونسمع كثيرا على المذياع والتلفزيون عبارات هذه خطابات شعبوية أي انها تسعى للرضى الشعبي وكسب الشعوب. ولو حللنا هذا الاستعمال نجد أنها في معنى الغمز من قناة الخطيب، وهو يسعى لدغدغة عواطف الجماهير. (يضحك عليهم) اليوم سمعت كلمة الحَراك التي تخص تحرك الناس دعما أو رفضًا لقضية معينة. فتذكرت أننا كنا نقول الحِراك الشعبي والحِراك السياسي. فأخذني حب الاستطلاع الى البحث عنها فوجدت أن لا أصل لها باللغة بكسر الحاء، وربطتها بتأثير الشارع لاختراع هذه مفردة معينة لتعبر عن موضوع معين. إذا فهي بفتح الحاء وليس بكسرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق