رحم الله خادم الحرمين الشريفين أبا متعب
نهاية أسبوع حزينة حملت نبأ ترجل فارس من فرسان آل سعود
عن جواده ليلحق بالأشراف منهم ممن سبقه إلى دار البقاء؛ لقد حط رحل خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود بباب
خالقه طالباً الرحمة و المغفرة و الإذن بالدخول إلى حيث نحسبه (و لا نزكي على الله
أحدا) في جنات خُلدٍ عند مليك مقتدر. و كما هي تصاريف الأمور فقد علا صهوة الحُكم في المملكة العربية
السعودية الشقيقة خادم الحرمين جلالة الملك سلمان بن عيد العزيز. فرحم الله أبا متعب، و بارك في عمر جلالة الملك
سلمان بن عبد العزيز.
انتقل جلالة أبي متعب إلى الدار الآخرة تاركاً خلفه سيرة عطرة يذكرها له الأهل في السعودية،
فقد رافقوه منذ عقود خلت منذ كان ولياً للعهد، و يذكرها له الأردنيون كذلك؛ فلا
زالت كلماته عندما جاءنا ليحضر مراسم دفن المرحوم جلالة الملك الحسين طيب الله
ثراه حيث قال أننا نفدي الأردن بأرواحنا. و بالفعل فقد كانت (قول و فعل)؛ فلم تبخل
السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين رحمه الله، و ما ترددت أبداً بدعم الأردن
على مختلف الصعد؛ سياسياً و اقتصادياً. و
يعرف الأردنيون أن المرحوم بإذن الله هو
صاحب فكرة الطلب بضم الأردن لمجلس التعاون الخليجي. و العلاقة كانت بين البلدين و
ما زالت في نمو و ازدهار.
و عندما لاحت بوادر الربيع العربي وقف مع خيار الشعوب و
إن كانت رؤيته كحال الكثيرين تشير و منذ البداية أن هذا الربيع إنما هو خراب كبير
على الأمة. لهذا لم يتردد بدعم كل الحركات
التصحيحية لمسار الربيع التي قامت أيضا بها الشعوب. و لكن طبعاً و لكلٍ اجتهاده؛ فقد كان همه الأول
بلده و شعبه؛ و لم لا؟ فقد تبين أن الصراعات الدائرة في الدول إنما هي
دولية إقليمية تروح ضحيتها الشعوب باحثة عن مصلحتها؛ فما المانع أيضا أن تكون
للسعودية أيضا حساباتها كدولة اقليمية مؤثرة سياسياً في المنطقة أولها حماية نفسها
من هذا الخراب القادم لا سمح الله.
رحم الله أبا متعب و غفر له و جعل الجنة مثواه يا رب. و
كل التعازي للشعب السعودي الشقيق بهذا
المصاب الجلل, و عزاؤنا أن الفرسان من أل سعود لا ينقطع خيرهم و هم دائماً مشاعل
نورٍ يهتدي بنورها المسلمون، و هم من يتشرف ملوكهم بلقب (خادم الحرمين الشريفين)
طاعة لله و طلباً لرضائه و خدمة للمسلمين الذي يرون ذلك بأعينهم عندما يزورن
الأماكن المقدسة بالحجاز.
و التهنئة لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان ببن
عبد العزيز بتوليه زمان المسؤولية بالمملكة الشقيقة. كل الدعاء له و لسمو ولي العهد و ولي ولي
العهد بأن يعينهم الله على تحمل أعبائها و
خدمة شعبهم و المسلمين عامة. آمين.
عظم الله أجركم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق