يوم الوفاء العماني للقائد
قبل أشهر
تناقلت اﻷخبار نبأ تواجد السلطان قابوس بألمانيا
للعلاج، يتألم الشعب مع الرضا بقدر الله. ثم كان الخطاب السامي الواضح من
ألمانيا بمناسبة العيد الوطني مبشراً لشعبه الوفي بنجاح كل فحوصات الطبيِّة، فسُرّ
الشعب سرور كبيراً رغم حزنه لتواجد صاحب الجلالة خارج السلطنة بالمناسبة الوطنية
الكبرى ألا وهي العيد الوطني. إلا أنه
استبشر خيراً بقرب اللقاء .
يوم أمس الثالث
والعشرين من مارس كان اللقاء مع القائد على أرض عُمان، فكان الوفاء متبادلاً بين القيادة
وشعبه. كان اللقاء مباشراً دون أي رسميات أو ترتيبات حكومية أو حتى إعلامية كما هي
العادة في مثل هذه المناسبات. كان اللقاء
عفوياً بكل ما تحمله كلمة العفوية من معنى كما أرادها القائد، لقاء حميمياً
تناغمياً بينه وبين أسرته الكبيرة.
لا تحدث
الأمور عبثاً أو صدفة في سلطنة عُمان، وإنما كل شيء مدروس بعناية. فلم يلحظ الإعلاميون وجود مسؤولٍ واحدٍ في أرض المطار
فما أراد جلالته أن تكون عودته برتوكولية ليكلّف شعبه مشقة انتظاره على طول الطريق. كان رحيماً عطوفاً رؤوفاً كأب
يحرص أن لا يشق على أبنائه حى لو اليسير من الأمور. لكن الشعب الذكي التقط الإشارة جيداً فأحيا
ليلة الوصول بالشوارع محتفلاً بوصوله وسيحيها أياماً لاحقة كذلك.
أما الإشارة
الأهم التي التقطها الشعب من قائده هي أن جلالته عاد بصحة وعافية جيدة فلم يشأ
الاعتماد على عصاه التي ما فارقته إلا عندما كان باللباس العسكري. فظهر جلالته بكامل قوته يسير بثقة وعنفوان مما يبشر بغدٍ يحمل الخير لعُمان والعُمانيين
الذي يعلقون الآمال الكبيرة على جلالته.
وربط بعض
العمانيين على مواقع التواصل الاجتماعي ظهوره من الطائرة في هذا اليوم ويوم وصوله
إلى مسقط إيذاناً ببدء النهضة عام 1970، مما يبشر بعهد نهضةٍ جديدٍ وفجرٍ جديدٍ
قادم. كيف لا و المنطقة كلها تشهد التغيرات ومن المتوقع أن تشهد عمان أيضاً من
التغيرات التي تجعل من هذه الفترة عهداً جديداً.
إذا كان الطرف
الأخر من العالم ينظر للشرق باعتباره عاطفياً، فإنه من الضروري أن نؤكد أن التمثيل
الأمثل لهذه العاطفة تجدها في سلطنة عمان ممثلة بالعلاقة بين الشعب وجلالة
السلطان. تابعتُ كما تابع الكثيرون مشاعر
الأخوة العمانيين في الشارع فرأيت وجوههم ازدادت إشراقا ورأيت الابتسامة مرسومة
على الشفاه، يبادلون المهنئين بسلامة صاحب
الجلالة مشاعر الامتنان لهذا الشعور و أنعم علينا بعض الإخوة بأننا منهم كعُمانيين،
وسمعت مشاعرهم على التلفاز والمذياع فرأيتها كما قال أحد المشاركين للمذيع "ترى أنا أقول اللي بقلبي". نعم لم يجانب هذا المواطن الصواب فالحديث هو
حديث القلب ومن القلب إلى القلب.
كانت
الاتصالات والمقابلات مع المواطنين تنصب على التقدم الذي شهدته السلطنة بعهد جلالته،
وكيف تم نقل السلطنة إلى مصاف الدول المتقدمة،
ومن دولة كانت تتلقى الخبرات إلى دولة تصدر الخبرات للدول الصديقة؛ ومن
دولة ذات خصوصية معينة إلى دولة عالمية تتواجد في كل الفعاليات العالمية؛ دولة
جعلها قائدها تتمتع بعلاقات طيبة مع كل دول العالم مما أهلها لتكون صاحبة مبادرات
سياسية حلت الكثير من المسائل المعلّقة بين بعض الدول؛ دولة أعاد لها ربان سفينتها
الألَق الذي قرأنا عنه بكتب التاريخ سابقاً؛ دولة قليل كلامها كثير فعلها ساطع
كالشمس.
وإذا كانت
المناسبة الوفاء العماني فمن واجبنا نحن الوافدين أن نكون جزءاً من هذا الوفاء.
وليسمح لي القارئ هنا أن أتحدث عن شريحة معينة من الوافدين وهي الأردنيين . لقد عشنا على الدوام في هذا البلد الطيب ومنذ
عقود طويلة ما شعرنا يوما أننا خارج النسيج العُماني؛ ولهذا نشعر بأن علينا أن
نشارك بهذا الوفاء فنتوجه بالحمد لله سبحانه وتعالى على سلامة جلالته؛ ونشارك
الأخوة العمانيين فرحتهم بهذه النعمة
الإلهية علينا جميعاً بأن عاد لنا صاحب
الجلالة سليماً معافى من كل سوء، ونتطلع إلى المستقبل من قادم الأمور لنساهم كما
كنا سابقا كتفاً لكتف مع الإخوة العمانيين ببناء وطننا الثاني سلطنة عُمان؛ فالعلاقة
بيننا ليست وليدة الصدفة ولا بنت الساعة؛ علاقة ضاربة جذورها في الأرض؛ علاقة أرسى
دعائمها أصحاب الجلالة السلطان قابوس المفدى، وجلالة المرحوم الملك الحسين طيب
الله ثراه وجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله.
كل عام وجلالة
السلطان قابوس بن سعيد المعظم بألف خير.
كل عام و
سلطنة عمان وشعبها بألف خير
فيوم 23 مارس
2015 يوم عيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق