الثلاثاء، 28 يناير 2014

شيخ الدين الذي نريد

منذ انطلاقة موجة الربيع العربي و دخول شيوخ الدين الإسلامي هذا المعترك ، فإن أسهمهم بين الناس تتأرجح بين مؤيد لهم ومعارض. و تتفاوت الأراء حولهم.؛ فمن وقف إلى جانب بلده و دافع عن ما يتهددها من دمار و تشرد ، و استشرف المستقبل المدمر نُعِت بشيخ السلطان. و من ركب موجة الربيع حمله الحراكيون على الأكتاف في حين اتهمه الطرف الآخر بأنه عميل للاصابع الخارجية التي تفتك في الأمة. و من أشد الصور أيلاما هي تهجُّم الشيوخ على الشيوخ، فتوجه هذه الأطراف الرسائل للأطراف الأخرى طالبة منهم الرجوع إلى الحق و الضمير؛ و هذا يعني أن كل طرف يرى الآخر بعيداً عن الحق و الضمير، و لا أعلق على لغة الرسائل.

هذا التباين بالآراء جعلني أطرح التساؤل التالي على أصداقئي بالفيس بوك " نلاحظ و منذ فترة هجوما شديدا على الشيوخ. طبعا شيوخ الدين. سؤالي للاخوة الراغبين بالادلاء بدلائهم في الموضوع : ما هي صفات الشيخ الذي تريد و يا ريت إعطاء مثال لاسم شيخ كمثل توضيحي.بالمناسبة السؤال ليس حصرا للمسلمين." 

فحصلتُ على هذه النتائج أنقلها دون زيادة أو نقصان (كوبي بيست) مع أسماء أصحابها (مع حفظ الألقاب) لنرى المواصفات التي يريدون بالشيخ. و لا يمكن طبعا اعتبار هذه الآراء نهائية لأن بعض الأصدقاء لم يمر بالصفحة بذلك اليوم، أو ربما لم يعلق البعض لأنه كما قال لا يريد إغضاب أحد و كان يقصد الشيوخ لأنه هو نفس شيخ . و أعتذر لللإطالة. أترككم مع الآراء: 

زياد محمد: لا أرغب ايها الغالي بوجود أي وسيط بيني وبين ربي من أسمّى نفسه الرحمن الرحيم تماما كما أراده الله علاقة مباشرة بين العبد وربه،و بالتالي وجود شيوخ اعتبره اعتداء على السمة الاساسية من وجود الدين لاسيما ونحن في عصر التفجر المعرفي واي احكام دينية يحتاجها المرء لابأس ان نلجأ للكتاب فيصلا وليس إلى أناس كل علومهم حنجرة مبحوحة ودشاش قصير.

محمد الخوالدة: من الصعوبة بمكان اختيار شخصية إسلاميه كمرجعيه (قياس) ، فالاسلام هو المرجع والقياس ويمكن برأيي الاستئناس برأي مجالس الافتاء المعروفة على المستوى الاسلامي وليس شيخا بحد ذاته رغم أن العديد من هذه المجالس مرتبط بتوجهات السُلطه..احترامي استاذ طلال.

أنور صوالحة: أخي طلال أنا أرفض أن نسمي المتدين شيخاً فالشيخ هو الرجل الطاعن في السن وليس الطاعن في الدين فالطاعن في الدين مؤمناً و أنا لم أرى مؤمنا حتى الان إلا جدتي رحمها الله فقد كان لسانها رطباً بذكر الله، إيمانها فطريا لم تشبه شائبة، لا تستعمل المنبه لصلاة الفجر ولا تحفظ اكثر من بضع سور قصار؛ لا غيبة ولا نميمة ولا سماع أغنيات. الدعاء والذكر نشيدها المفضل. علمت ساعة موتها فبقيت تصلي من العصر إلى ما بعد المغرب؛ رفعتها الى الفراش فاستمرت بالصلاة وهي مستلقية إلى أن فاضت روحها رحمها الله، و أحسبها من المؤمنات.

محمد أو هلال: أنا بحب الشيخ الي بيجمع المغرب والعشا.
سلامة العجارمة: من لا تأخذه بقول كلمة الحق لومة لائم ولا يهمني من أي جماعه او حزب كان .
غالب الدقم : الشيخ الذي نريد يجب أن يكون عقلاني وغير متعصب ولا يحرض على الآخر ولا يصدر فتوات عجيبه ويعجبني شيخ الازهر احمد الطيب.

محمد ملحم أبو ثامر: لنعترف أولاً أن خلافنا مع بعض هؤلاء الشيوخ هو خلاف في الموقف السياسي من هذه القضية أو تلك ، فغالبا نحن لا نختلف معهم حول الكثير من المفاهيم الدينية ولكننا قطعا نختلف معهم حين يريدون تزوير الباطل ليصبح حقا او العكس .ستسألني وأين الحق من الباطل ؟ حسناً لنعد للفطرة فهي تدلنا جميعا عليه لو اننا أخلصنا البحث.

نهال مهيدات: نريد من يقدّم الإسلام بصورة حضاريّة تكيد الأعداء فلا يجدون لهم سبيلا لجعل ديننا مطيّة يركبونها من أجل تحقيق غاياتهم ... بحدود معرفتي المتواضعة أرشح : محمد راتب النابلسي .
محمود الريالات: لانزكي على الله أحداً: فضيلة الشيخ عبد المنعم ابو زنط
نصر المجالي: شيخ يعرف ما يقول ومؤمن إيمانا صادقاً ولا يشتم يعني بالعربي (حضاري)
سمر مشخوج: أنا يعجبني متابعة الشيخ ربابعه يوم الجمعه لأنه صاحب كلمة طيبة ويدعو للخير دائما وامثاله كثر.

بسمة السلايطة: شيخ يعرف كل كلمه بيحكيها ... ولا يدس الفتنه بين طيات دعوته.
ميساء الشوملي: عجبني ما قالوا... القضية أننا نضع الشيوخ تحت المجهر وكأنهم ملائكة معصومون من الخطأ... هم بشر مثلنا لكن بسبب علمهم الشرعي هم مُآخذون من قبلنا أكثر... 

العلوم الشرعية الاساسية والتحلي بفضائل الاعمال والاخلاق هو فرض على كل مسلم وليست محصورة بأحد... ان لم يعجبنا المشايخ فلنكن نحن خير ممثلين للدين.

أميرة عمار : لشيخ الذي نريده ان لا يكون مسّاح لبلاط السلطان ,وأن يهتم بشؤون الدين ويترك السياسة لأهلها ,نريد دولاً مدنية يُفصل فيها الدين عن السياسة ,مع احترام كل المعتقدات الدينية وممارساتها .
محمود الغزو: انهم يكفّرون الناس ظلماً وهم مؤمنون.

علا الجنيدي: الشعراوي انا أحبه جدا.
طلال الخطاطبة: أعجبني مقال للدكتورة ردينة بطارسة قبل سنتين على عمون بعنوان "ذات خطبة جمعة". قرأته باحثاً عن الهدف من المقال ﻷكتشف أنها كانت تتحدث عن ابن عمي الشيخ جميل الخطاطبة و موضوع خطبته بمسجد الملك الحسين. تحدثت الكاتبة عن أسلوب الشيخ جميل غير المنفر و القريب من القلوب.

هذا خلاصة ما قال الأصدقاء حول الموضوع؛ و مع الإدراك لصعوبة تفصيل شيخ دين على مقاس كل فرد من أفرام المجتمع إلا أن الناس كما ترون - ساداتنا المشايخ- لم تطلب المستحيل؛ هم و نحن و كل الناس نريدكم في خدمة الدين؛ جامعين لا مفرقين للمجتمع الواحد باطيافه و أديانه و مذهبه. و لا نناقش وطنيتكم طبعا. 

كما يقول الشيوخ بخطبة الجمعة: هذا ما قلت فإن اصبت فمن الله و إن أخطأت بهذا الطرح فمن الشيطان و نفسي و أعتذر عن الإطالة، فقد أردت للموضوع أن يظهر كدارسة مبسطة. - See more at: http://www.ammonnews.net/article.aspx?articleno=180742#sthash.1ksKZOA7.dpuf

الثلاثاء، 7 يناير 2014

حكومة من المعارضة : مجرد اقتراح

حكومة  من المعارضة : مجرد اقتراح
عندما أتابع ما يجري على بعض القنوات الفضائية  وحتى بمجلس النواب من تنظيرٍ و خطبٍ رنانه من أقطاب المعارضة أو ممن يقدمون أنفسهم كأخصائيين، أسأل نفسي السؤال التالي:  لماذا لا يجري صاحب الأمر دراسة لما يُقال على هذه الفضائيات و مثلها المواقع الالكترونية  فيختار  الأكثر تنظيراً و يأت بهم ليسلمهم حقائب وزراية  بالتشكيل القادم  ليكونوا أصحاب قرار، لنحكم على مدى جديتهم و قدرتهم.
 أصبحنا نحن المشاهدين في حيرة من أمرنا؛ كعادل إمام في فلم السفارة في العمارة؛ ننتقل من هذا المتحدث إلى ذاك و نقرأ لهذا الكاتب أو ذاك و لسان حالنا يقول " و الله الراجل ده بيتكلم كلام زي الفل"، رغم تناقضهم في بعض الأحيان.  نعيش بين هذا الضجيج و نشاهد أن الحكومة في وادٍ و هؤلاء بوادٍ آخر.  وكأني بالحكومة تقول لهم : قولوا ما شئتم؛  هذه هي برامجنا. 
و حتى  لا يظهر الأمر كما لو كانت البلد جورعة (كما روي عن الشهيد وصفي التل)، و قبل أن يسيل لعابهم للحقيبة الوزارية، فإنني أقترح أن تكون هذه الحقيبة مشروطة بما يحققه من الأفكار التي يطرحها بالإعلام على أرض الواقع؛ فإذا نجح هذا الرجل بما يقول،فإنه يُعطى كافة الامتيازات التي يأخذها الوزير؛ نعم، راتب وزير مع (معلولياته) و امتيازاته  إلى آخره.  أما إن لم يُفلح في شيء منها فيقال له شكرا و جزاك الله كل خير مع الرجاء بأن يرحمنا على الفضائيات؛ و يكفيه أنه عاش عاماً  يسمع عبارات من قبيل " طلع معاليه، و رجع معاليه".  هي دعوة لوضع الرجل المناسب بالمكان المناسب بشروط، وليست على مبدأ " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن" كما هو الحال الآن.    
و قائمة الوزراء جاهزة؛ فمن يقول أن البترول بالأردن عائم على وجه الأرض نعطيه وزارة الطاقة مع ثلاث جرافات  أمام منزلة تحسباً لثلجة قادمة حتى لا تعيق عمل معاليه؛ و من ينتقد السياسة الإعلامية للحكومة نعطيه حقيبة الإعلام ليُخرج لنا قانون مطبوعات (حضاري) يرضى عنه كل أصحاب المواقع الإلكترونية؛ و من يحدثنا عن الطاقة البديلة نعطيه الفرصة ليخرج لنا بديلاً عن المفاعل النووي؛ و الذي يقول بفشل وزارة التربية و التعليم بإدارة ملف التوجيهي  و ينتقد عسكرة  التوجيهي و تسريب الأسئلة فليعتلي صهوة وزارة التربية لنرى كيف يمنع الغش و تسريب الأسئلة مع وجود أنفس مريضة.  المواضيع كثيرة و المُنظّرون على الفضائيات أكثر.
طبعا هناك من سيرفض المشاركة بحجة الولاية العامة و ما يرتبط فيها، و هناك من سيرفض  لأن الشروط المصاحبة و هي النجاح بالمهمة كشرط للحصول على الرواتب، و بعض الصادقين بنظرياتهم سيقبلون. فماذا سيكون حالة الشعب لو تحققت هذه الأمنية؟
 هذه الحكومة ستكون موضوع الهتافات الحراكية بعد شهر من وصولهم للوزارة و ستكون التُهم أنهم متهافتون على السلطة و سياسية الركض وراء المناصب،  و خاب الأمل فيك يا (فلان)؛ و كأن القضية هي أن يبقى الشخص معارضاً. 
ما وددت قوله (مع الاتفاق مع بعض ما يُطرح من نظريات بالندوات الفضائية) أن حكي السرايا ليس كحكي القرايا؛ و أن تسمع ليس كأن تشاهد؛ و الحقيقة مؤلمة، و الدليل أن من يصل للوزارة من المعارضين يتغير لاكتشافه أموراً لم تكن أمامه بهذا الوضوح؛ فهم ليسوا بهذا التقصير و العجز؛ الموجودون كفاءات و منهم من كان ينظّر كذلك أمام الكاميرات.
 فكفانا تنظيراً لمناكفة الحكومة.
بصراحة و الله صرعتونا.

ملاحظة: تحدثت عن منظّري الفضائيات و لم أتحدث عن منظّري الفيس بوك.