الجمعة، 22 أبريل 2016

الدور السعودي الجديد

الدور السعودي الجديد
لقد مرت سنواتٌ عديدة اكتفت السعودية بالدور الديني في الدول الإسلامية واكتسابها لأهمية عالمية من هذا الجانب إضافة لوزنها الاقتصادي والمالي نتيجة النفط؛ ولا يمكن نسيان المساعدات المالية السعودية للدول العربية و الإسلامية من باب المسؤولية كشقيقة كبرى لهذه الدول، ولكن مساعداتها كانت للحكومات مباشرة أو رؤساء الدول على طريقة "يا غلام أعطه ألف دينار"  كلما دعت الحاجة؛ ولم نسمع بطلبٍ سعودي مقابل هذا السخاء تجاه الدول متمثلاً بمواقف سياسية؛ إذ كان يكفيها كما أعلم أن تصوم الدول الإسلامية برمضان وتفطر بالعيد حسب توقيتها.
لهذا ركزت السعودية على الجانب الديني من باب الدعوة الدينية؛ فكثرت أعداد الدعاة السعوديين في الدول الاسلامية وكثرت المشاريع الخيرية برعاية الجمعيات الدينية مالياً وفكرياً طبعاً شأنها شأن الأحزاب الدينية المعاصرة للاعتقاد أن هذه الشعوب أو الجمعيات يمكن أن تتحرك إن تعرضت السعودية لخطر خارجي؛ ولم تغب هذه القضية عن ذهن خادم الحرمين الشريفين المرحوم جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما قال لرئيس جمهورية الصين " إن كان سكان الصين مليار فإن شعبي مليار ونصف" وكان يقصد شعوب العالم الإسلامي جميعاً.  وهي محقة طبعاً في هذا الموضوع؛ وكتب الفقير إلى الله مقالاً من باب الفزعة لها بعنوان "السعودية لينا وحقك علينا" على هذا الموقع الكريم عندما ظهرت بوادر نزاع قوي مع إيران إثر إعدام السعودية لأحد المعارضين الموالين للدولة الثانية. 
لكن الظروف السياسية أصبحت ضاغطة بوجوب التغيير في الأدوار للدول وخاصة بعد موجة الربيع العربي.  لقد كانت الأنظار دائماً تتجه للسعودية للتحرك عندما كانت رياح التغيير تهز عروش المنطقة وأسقطت بعضها فكان أن ألقت بكل ثقلها المالي والإعلامي لنصرة النظام في مصر آنذاك ولم تنجح الجهود في ذلك الوقت وكان ما كان؛  وكفى الله المؤمنين القتال.  
  وعلى ما يبدو فإن الخصم اللدود للسعودية في المنطقة أراد التحرش مباشرة بها بالاقتراب من حدودها الجنوبية بحيث تصبح السعودية قاب قوسين من مدى أسلحتها الخفيفة. وأقصد بهذا إيران طبعاً التي رمت بكل ثقلها باليمن نصرة للحوثيين. وأوشكت السعودية وهي حامي حمى الطيف السُنّي  أن تقع ضمن طوق شيعي كامل.   لقد كانت الشعوب العربية تنظر للعواصم العربية وهي تذهب  تباعاً لإيران (ولا أقول تسقط) وكان التساؤل مباشراً عن العاصمة القادمة بعد صنعاء، والعيون تتابع مستغربة الصمت السعودي عن ما يجري باليمن؛ فلزم الانتقال إلى مرحلة مهمة لم تكن السعودية تسعى إليها قطعاً ولكنها دخلتها مضطرة.
أفاق العالم على عاصفة الحزم بقوة لم نشهدها عربياً منذ عقود؛ فقد كانت القوى العربية دائماً بمواقف الدفاع على أرضها.  وإذا أخذنا بشمولية الأرض العربية فهي أيضا في حالة عاصفة الحزم كذلك من باب الدفاع عن الشرعية اليمنية والخليج. وبنفس الوقت تم الإعلان عن إنشاء التحالفات العسكرية مثل التحالف العربي والتحالف الإسلامي لاحقاً وكلها تدار بعصا المايسترو السعودي.
وجنباً إلى جنب طورت السعودية من دورها الاقتصادي للخروج من صف المنح المالية إلى الشراكة بتمويل المشاريع نفسها لتصل إلى أهم نقطة في قلوب الشعوب ألا وهي قوت الشعب بحيث ترى ذلك بعيون الشعوب العربية فلا تتردد (هذه الشعوب) بدعم حكوماتها للوقوف لجانب السعودية إن جد الجد. لقد شكلت زيارة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر ثم إلى تركيا في مؤتمر القمة الاسلامية نقطة مهمة جداً في الانتقال بالدور السعودي إلى مرحلة جديدة.
وقمة هذا التغيير كان في السياسة بمعناها العصري في الدور السعودي الجديد وهي سياسة المصلحة؛ كان الإصرار على تطوير العلاقات مع الدول حتى لو كان منها ما يخالف بعض الأجندات السعودية كما هو الحال في تركيا.  لا أظن أن السعودية غافلة عن التنقل التركي بينها وبين إيران وأوروبا  بحثا عن مصلحتها فكان الرأي السعودي أيضاً أن تبحث عن مصلحتها ولا علاقة لها بحجم الاستثمارات التركية في إيران أو مراقبة تركيا وهي تغض الطرف عن داعش مثلاً أو موقفها (تركيا) من النظام المصري الحليف العربي الأقوى للسعودية؛ فالسياسة مصالح في الدرجة الأولى. 
شخصياً أنا سعيدٌ بهذا التطور في الدبلوماسية السعودية بالانتقال من الدروشة  قديماً الى السياسة والقوة العسكرية لحماية كيانها فالقوة المالية وحدها لم تعد لغة العصر هذه الأيام.  ويجب أن تحميها القوة العسكرية بارتكازها على قواعد صلبة.  قديما قال الشاعر:  
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه   يهدم ومن لا يظلم الناس يُظلم
وأعتقد أن ظلم الناس هو المتمثل  بالأبرياء الذين سيسقطون نتيجة هذه الصراعات ولكن الحقيقة هي أن ذنبهم يتحمله من بدأ هذه الصراعات كلها، لا من يدافع عن حوضه.

نسأل الله حسن النتائج.

الأحد، 17 أبريل 2016

من أنا



من  أنا
السيرة الذاتية
طلال محمد محمود الخطاطبة
مواليد 1955 بقرية جديتا محافظة إربد – المملكة الأردنية الهاشمية
متزوج ولي من الأبناء خمس والحمد لله.
المؤهلات
1)     الماجستير تربية أساليب تدريس اللغة الانجليزية ( TEFL) جامعة اليرموك – المملكة الأردنية الهاشمية 1983.
2)     بكالوريوس  انجليزي  مع فرعي تربية.  الجامعة الأردنية  المملكة الأردنية الهاشمية 1978.

الخبرات
الرقم
الوظيفة بدءاُ من الأحدث
المكان
الفترة الزمنية
سبب نهاية الخدمة
1
محاضر لغة انجليزية
الكلية التقنية بصلالة / سلطنة عُمان
1997 - 2015
السن القانوني ال 60
2
محاضر لغة انجليزية
كلية بولتكنك الحص – جامعة البلقاء التطبيقية - الأردن
1990- 1997
العمل في سلطنةعُمان
3
محاضر لغة انجليزية
 معاراً للكلية المتوسطة للمعلمين – صلالة سلطنة عُمان
1990 – 1995
 نهاية الإعارة
4
محاضر لغة انجليزية
كلية مجتمع حوارة – وزارة التعليم العالي  - الأردن
1985 – 1990
الإعارة لسلطنة عُمان
5
مشرف لغة الانجليزية
مديرية التربية والتعليم في المفرق – الأردن
فبراير 1985 – سبتمبر 1985
الانتقال لكلية حوارة
6
معلم  لغة انجليزية
مدارس مختلفة  في محافظة إربد  - الأردن
1978 – 1985
الانتقال للإشراف التربوي
7
محاضر غير متفرغ لغة انجليزية
مركز اللغات – قسم اللغة الانجليزية – جامعة اليرموك  - الأردن
1980 – 1989
الإعارة لسلطنة عُمان

إضافة للتعليم فقد كانت لي اهتمامات كثيرة في المجالات اللامنهجية  مثل :
1)     الترجمة من العربية للانجليزية والعكس لمكان العمل الذي أعمل به
2)     نشاطات اجتماعية  تخص الزملاء بالقسم.


الفضاء الإلكتروني
عندما حدث هذا الانفجار المعرفي في الانترنت  كان لي مشاركة جيدة وفاعلة :
1)     كاتب في المواقع الالكترونية وعضو جمعية الكتاب الالكترونيين الأردنيين.  أكتب في العديد من المجالات وأتفاعل مع الأحداث الجارية، وكتبت عن أحداث ما يسمى بالربيع العربي؛ وعلى سبيل المثال كتبت لتونس مقالا بذلك الوقت بعنوان " ليحفظ الله تونس" بتاريخ 19 / 1 / 2011 , وهذا رابط المقال : http://www.ammonnews.net/article.aspx?articleno=78406
دعونا فيه أن يحفظ الله تونس، وتذكرنا فيه الإخوة التونسيين الذي زاملناهم في الكلية 1990 – 1995 وهو الدكتور حسن المناعي
الدكتور الصادق
الدكتور الدهماني
والأستاذ مسعود الجباهي.  
الاستاذ محمد الهادفي الذي صاهر الأردنيين.

2)     مدون صاحب مدونتين الأولى ( دوحة الخطاطبة) أدون فيها  ما أكب من مقالات. والثانية  ( من دفتر الغربة)  أدون فيها ذكريات ربع قرن من الاغتراب.
3)     انتهيت من إعداد كتاب سيرى النور  هذا الصيف عن صلالة والاغتراب بعنوان " الطريق إلى صلالة"  كتاب اجتماعي اكاديمي  حيث عرضت فيه لأماكن العمل وتعرضت فيه للجاليات العديدة بصلالة. وكذلك فهو كتاب نفسي عرضت فيه للمعاناة النفسية للمغترب  قبل وأثناء الاغتراب وبعده.
4)     صاحب قناتين على اليوتيوب حيث سجلت العديد من الكليبات بصوتي ونشرتها هناك فأنا أحب التفاعل مع محيطي الخارجي.
5)     أما عن الفيس فحدث ولا حرج فالحمد لله على نعمة الأصدقاء التنويريين الذين أتشرف بصداقاتهم. كنت ناشطاً فاعلا بصفحات الأصدقاء وخاصة ببداية الربيع  العربي ولكن عندما تبين لي أن كل عربي هو مشروع دكتاتور صغير لم تتح له الفرصة ليظهر فيغضب ويثور ويشتم إن عارضته ارتأيت أن ابقى في صفحتي ومع اصدقائي أبثهم ما يجول في النفس من افكار وأشاركهم أفكارهم على صفحاتهم.
6)     هناك صفحة اسميتها " المضافة" على الفيس أبقيتها لإحياء التراث ونأيت فيها عن الصراعات السياسية والمذهبية  لتكون واحة للراحة وإحياء التراث العربي القديم فشاركنا فيها الأصدقاء من العديد من البلدان العربية.


وبعد،  هل نسينا شيئا؟  لا أدري  .  لكن إن تذكرنا سنعود ونضيف.    


الأحد، 10 أبريل 2016

المهر المؤجل بين الإفتاء والقضاء الشرعي

المهر المؤجل بين الإفتاء والقضاء الشرعي
فجَّرت الفتوى بجواز مطالبة ورثة المرأة للمهر المؤجل للزوجة في حالة وفاتها بعد سؤال وُجه لدائرة الإفتاء بهذا الخصوص التساؤل عن ماهية المهر المؤجل وحالته بين الشرع والعُرْف؛ وأقصد بالعُرف هو ما تعارف عليه الناس أنه يُدفع للمرأة في حالة الطلاق فقط؛ فلم نسمع بمهر مؤجل دُفع للزوجة في حالة وجودها في بيت الزوجية أو في حالة وفاتها بوجود الورثة المباشرين من زوج أو أولادٍ. 
الجديد في الأمر هو في حالة مشابهة لموضوع السؤال الموجه لدائرة الافتاء عندما تذهب العائلة كلها صغيراً وكبيراً والعائل والمعال ولم يبقى إلا الورثة من بعيد.  فجاء الجواب على جواز المطالبة به من قِبَل الورثة الذين ربما لم يزوروا هذه الزوجة حتى بالعيد.  وعندها تذكرتُ هذا الكرم الحاتمي الذي يقوم به العريس أو بعض الحضور  في الاستجابة لطلبات أهل الزوجة في موضوع المهر المؤجل.  أعتقد جازماً أنه لو أدرك المعنيون هذا الموضوع وأبعاده لسارعوا بإتمام  المهر كاملاً دون ما يسمى المؤجل؛ وعندما كانت تثار الاسئلة عن ارتفاع المؤجل يجيبك الحضور بمن فيهم أهل الزوجة بأنه ( الله لا يجيب خلاف) ولن يحتاج الزوج للمؤجل وكله كلام على الورق.
هنا يبرز السؤال حول المثل القائل ( قاعد للي بموت جوزها) ونُحَوِره (قاعدين لما تموت بنتهم) فيطالب القاعدون أهل الزوج الميت ليقوموا بدفع المهر المؤجل للورثة حتى لو اضطرهم الأمر لبيع الممتلكات.  وهذا طبعا ينسحب على كل من تتوفى زوجته إذا لم يوجد الزوج أو الأولاد؛ وإذا كان الوالدان أو أحدهما على قيد الحياة وخلفهم من يحفزهم للمطالبة سيجعل  من مقولة (الله لا يجبب خلاف) في مهب الريح.
أريد هنا الانتقال لموضوع القضاء الشرعي  ولا أدري إن كان عادة يأخذ بالفتوى أو بالعُرْف كما سمعت مرة ببرنامج أسألوا أهل الذكر مع الدكتور نسيم أبو خضير على لسان أحد القضاة الشرعيين بوجوب أخذ العُرف بعين الاعتبار حيث قال كثيراً ما نسمع بالمطالبة برفع المؤجل حتى لا يُطلق الزوج الزوجة.  وأعتقد أنه يجب الأخذ بهذا الأمر طبعاً أو تنبيه الناس للتوصل لطريقة معينة تنهي هذا القضية بحيث تذكر بالعقد عند إجرائه؛ وكذلك بضرورة أن يكف الحضور عن التبرع من جيب غيرهم.
لم نسمع بدفع المؤجل لا في الحياة أو الموت وهذه الفتوى هي الأولى التي أسمع بها فعلاً.  ولكن الحذر أننا يجب أن نتدارك هذا الأمر قبل أن تنفتح شهية النائمين على جنوبهم بالمضافات لدفع الناس لأن تقوم على بعضها مطالبة بمؤجل بناتها المتوفيات.  وهنا تذكرت سؤالاً مهماً : ماذا لو كانت تركت الميت لا تغطي المهر المؤجل الذي وضع بلحظة كرم حاتمي؟ هل يغرم الورثة ويستدينوا  لسداد هذا المؤجل؟
لا نتدخل بعمل الافتاء أو القضاء ولا بالشرع طبعا ولكنني أدق ناقوس الحذر من مشاكل اجتماعية قائمة يمكن تداركها.  وبمناسبة العُرف يطيب لي أن أتذكر موقفاً وضعنا فيه الشيخ محمود غريب رحمه الله في أحد دروسه بعد صلاة الجمعة؛ فاجأنا الشيخ بالسؤال التالي باللهجة المصرية : ( واحد آل لمراته إن طبخت لحما على الغداء فأنت طالق، وعندما حضر الغداء وجدها قد طبخت سمكاً.  فهل تطلق  زوجته فقلنا  جميعا لا تطلق.  فضحك وذكرنا بالآية الكريمة "وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.  النحل 14".   فقلنا إذا تطلق؛ فضحك وقال لا تطلق لأن العرف لا يعتبر السمكَ لحماً.)  وعلى هذا الأساس يعتبر الناس المؤجل استحقاقا عن الطلاق فقط.
  وعلى العموم القضية الآن أضعها بين أيديكم للخروج من هذا المأزق الحقيقي الذي يقع فيه الأزواج من حيث لا يشعرون: واقصد بوضع بند في العقد حول هذا المؤجل بكيفية استحقاقه أو تغيير  مسمى هذا المبلغ لتخرج من كونه مهراً كأن يكون شرط جزائي يستحق عند الطلاق.  زمان كان المهر ديناراً والمؤجل خمسة ألاف والآن تضاعفت ومن وقع تحت سكين الطمع  فالله وحده أعلم بالنتيجة.
ختاماً  يجب علينا الأزواج أن نحسن خطنا ونساير زوجاتنا لأننا كلنا مدانون لزوجاتنا وإذا غضبت الزوجات فالويل للأزواج المساكين.

الأمر بين أيديكم سماحتكم.