الاثنين، 11 يوليو 2022

تحالفات الشرق الأوسط الجديدة

 

يُحتمل أن يعود الشرق الأوسط لسياسة التحالفات التي لم يُكتب لها النجاح بالخمسينات من القرن الماضي كما قرأنا؛ هذه الأيام وعلى ما يبدو تأثرًا باحتلال أوكرانيا أصبحت الدول تبحث لها عن كبير يقودها على مبدأ المثل القائل "اللي مالوش كبير يشتريه له كبير" تحت اسم حلف.
هذه الأيام نسمع تصريحات عن حلف ناتو عربي ويتحدث آخرون عن ناتو شرق أوسطي؛ وعندما قامت حرب اليمن (لا أعلم لها مسمى آخر) تحدث بعضهم عن ناتو إسلامي.
أكيد لا يغيب عن بال الحالمين بمثل هذه التحالفات أن وجود هذه (الناتوهات) سيفرض ناتوهات مضادة؛ فحُسن الأشياء أو قُبحها يظهره الضِدُّ. فعندما نقول حلف ناتو عربي سيظهر لها حلف من المنطقة غير عربي ربما بقيادة تركيا؛ وإذا حاولنا الحديث عن تحالف شرق أوسطي فيخرج حلف جديد لدول على حافة الشرق الأوسط ولن تعجزهم التسمية طبعًا؛ وثالثة الأثافي هو ظهور الناتو الإسلامي وهذا طبعًا سيشمل دول معينة محورها السعودية كونها أكبر دولة إسلامية وعندها فورًا سيظهر ناتو إسلامي آخر محوره إيران وبعض الدول المعروفة عربيًا بمناكفة السعودية ستساند إيران. وهذه ظهرت جليًا بحرب اليمن.
وسيُعتبر كل هذا (لعب عيال ) إذا لم تَقُدْ هذه المحاور الدولتان الكبرى الولايات المتحدة وروسيا وسيتم تصفية الحسابات بينهم على أرض منطقة الشرق الأوسط وستكون إسرائيل هي المستفيدة الوحيدة وربما الفلسطينيون أيضًا إن أحسنوا اللعبة. روسيا حضرت بالفعل للمنطقة وبدأت عملها منذ فترة في سوريا ومحورها جاهز. وأمريكا موجودة بأكثر من دولة بالمنطقة باسم اتفاقيات تعاون أو دفاع مشترك.
يطيب لي دائمًا استحضار الدراما في كل شيء حتى بالسياسة وهنا أشير لمشهد بالجزء الخامس في مسلسل ليالي الحليمة على ما أظن بين العمدة/الباشا سليمان غانم والباشا سليم وهما في مرحلة متقدمة من السن ولم يعجبها طريقة التنافس بين نجليها فمال سليمان غانم على الباشا سليم البدري وقال له بنظرة خبيثة قائلا ؛ ايه رايك؟ تيجي نلعب زي زمان؟ فقال له الباشا سليم نلعب.
لا أعتقد أن منطقتنا بحاجة لتحالفات وساحات لعب ولا يوجد بالسياسة عند العرب ما يعرف بالتحالفات وإن تظاهروا بذلك والدليل أنه لم تنجح أي محاولة وِحدة أو اتفاق بين أي دولتين عربيتين ألم تسمعوا بمعاهدة الدفاع العربية بين الدول العربية؟ أين هي؟؟ أما عن محاولات الراحلين عبد الناصر والقذافي فاسأل التاريخ يحدثك عن نتائجها.
لا أظن الجماعة (عربًا ودول كِبار) جادين بما يقولون وسيبقى الحديث في مكانه.
والله أعلم.

ربا فاحش وشركات تمويل

 


بداية اعتذر عن المنظر لسفطة هالخمسينات فموضوعي ليس زيادة رواتب ولكنه عن الاتجار بالمال او التحايل على بيع المال بالمال والغلو فيه بغض النظر عن الغطاء الشرعي للظاهرة. لندخل بالموضوع.
اليوم الخميس قرأت موضوعًا عن ما قانون ما اسمته الحكومة الربا الفاحش الذي تضمن سجن المرابي... وقد وضح القانون من هم الفئة المعنية ممن يبيع التلفون ابو ال ٥٠٠ ب ١٥٠٠ ويكتبوا العقود والشيكات، وهذا يعني نقض العديد من العقود بحجة الربا الفاحش ولا ادري إن كان المشرع قد وضع سقفا لنسبة الزيادة التي يعتبر تجاوزها ربا فاحش... وهذا سيدخل المجتمع في دوامة جديدة وهو لم يفق بعد من حيرة وفوضى المستأجرين. الان كل عقد شراء خاضع لاحتمال تصنيفه ربا ويروح حق البائع.
النقطة الثانية هي انني وبرضه اليوم الخميس شاهدت شركة اسمها شركة ابصر ايش للمشتريات ومضاف إليها ان المعاملات حسب الشريعة الإسلامية وهذا يعني انه عن طريق الشركة هل سيكون وضعها ربا فاحش إن كان المبلغ كبيرا ام سيجدوا لها مبررا.
في جانب يحاربون الربا وفي جانب آخر جانب له غطاء ديني. وكلنا طبعا يدرك ان نشاط السمسرة قائم حتى على مستوي الأفراد َربما مر بعضنا بهذه التجربة.
نصيحتي للدولة ان لا تظل كل يوم تفتح بابا بحسن نية يدخل لنا كل النوايا السيئة.
إن كان للموضوع حسنة فهو انه يقترب من مفهوم بعض الناس وانا منهم وهو ان الربا المحرم هو الفاحش فقط.
المهم
مع أي جانب انتم مع توجه الحكومة او انشاء شركات بيع مشتريات (يعني ثلاجة ب ١٠٠٠ ليرة ويبيعك اياها ب ٢٠٠٠ لمدة سنتين مثلا)
هذا الملف قد يكون جيدا ويفتتح بابا للعمل غفل عنه الكثيرون.. خلينا نشوف النوايا.