الاثنين، 24 مارس 2014

نحو أردن خال من الرياضة

نحو أردن خال من الرياضة
للتوضيح طبعاً لا أقصد كل أنواع الرياضة، إنما أخص كرة القدم بالذات؛ و لا أتحدث عن دوري الدرجات الأخيرة، و لكني أتحدث عن الدوري الممتاز؛ و لا أعني كل نواديه طبعا إنما أتحدث عن صراع الديكة بين الناديين الأكبر  و هما الفيصلي و الوحدات.
إلى متى سنستمر بمتابعة هذه المشاهد المحزنة بعد كل مباراة تجمع بين قطبي الكرة الأردني بلا منازع؟  نعم رغم حزننا لما نراه بعد كل مباراة إلا أننا نعترف  لهم بالرفعة الكروية ليس على المستوى الأردني فقط بل العربي كذلك؛ فقد كان لنا شرف استقبالهم عندنا في صلاله/ سلطنة عُمان أكثر من مرة.  و لكن هذه الشهادة لا تغني عنهما شيئا، إذ أن هذه النقيصة بهما بعد كل مباراة تزعزع ثقتنا بهم.  
ما يجري  بين هذين الفريقين بعد كل لقاء لا يمكن تصنيفه ضمن شغب كروي؛ هو خراب وطني للأسف.  و تمكن خطورته أنه أصبح مادة إعلامية أساسية لمن ينفخ بكير الفتنة بالأردن و من يشكك بهذا يذكر قصة تقرير الجزيرة المشئوم إياه.  كذلك يشكل هذا الخراب القدوة للأندية الصغير لتقلد فطاحل الكرة حيث أصبحنا  نسمع عن  هوشات صغيرة (كل واحد و علامه) بين هذا الأندية بعد المباريات مع اختلاف بنتائج الشغب.
 ما قرأناه عن العقوبات بحقهما بهذا الشكل لا تكفي طبعاً فالقضية ليست غرامة مالية؛ فكلنا نعرف  أن مشجعي هذه الفرق هم من أصحاب الملايين و لا تشكل المصاري لهم شيئا؛ و سنسمع عبارة سندفع الغرامة و (بفرجيهم) المباراة القادمة. و كل الخوف من أن يكون هذان الفريقان ينفذان أجندة البعض ببث بذور الفتنة في اللُحمة الوطنية.
و لا يكفينا منع الإداري فلان أو علان من حضور المباريات لأنهم سيحضرون طبعاً و سنغض الطرف عنهم من باب الحكمة.
يجب أن تكون العقوبة صارمة بحق الفريقين، و لا يمكن تحميل فريق  دون الآخر مسؤولية ما جرى و يجري بعد كل مباراة سواء فاز فيها هذا الفريق أو ذاك حيث تنتشر صوره إداريي الفريقين بعد المباريات:  هذا ينظر شزراً و ذاك يلوح بيده مهدداً و آخر يوجه اصبعه محذرا؟  ما هذا؟ 
يجب أن تفهم كل الفرق و بالتحديد الفيصلي و الوحدات أن الوطن أهم من الفيصلي و أعظم من الوحدات.  و إذا كانت هذه المناظر هي ضريبة  كأس الدوري  أو أي مسمى فالله الغني عن الأثنين.  نستطيع إنجاز الدوري  بالفرق المتواضعة  و ليكن في الاستغناء عنهما درساً لهما ليلتقيا سوياً  بوجه مختلف عن الوجه الذي تعودنا عليه.
و توجه نفس الرسالة لمشجعي الفريقين أيضا  علها تصل.
عندما لا تفلح العقوبة  بالحد من الفوضى فتجميد نشاط الفريقين  قد يكون أنجع.

و الرفعة دائما للأردن و بهذا فليتنافس المتنافسون.  

  

الثلاثاء، 18 مارس 2014

حجر النواب الكبير

حجر النواب  الكبير
يُقال في الأمثال الشعبية الأردنية " اللي بكبّر حجره ما بضرب؛ أي ليس جادا بتهديده" ، و هذا مثلٌ أتذكره كلما رأيت أصحاب السعادة بالمجلس الكريم يناقشون القضايا السياسية الساخنة جداً، و آخرها طبعا قضية الكنيست الاسرائيلي برفع الوصاية الهاشمية عن المقدسات، و مقتل الشهيد القاضي زعيتر. و لا أدري إن كان أصحاب السعادة جادين في طروحاتهم أم أنها مجرد مناكفة للحكومة كالتي سبقنها فقط لتحسين صورتهم أمام ناخبيهم بعد أن تجاوزوا أهم القضايا التي تمس عيش المواطن و قوته اليومي، و أقروها.
ربما كان المواطن محقاً بالاعتقاد أن الأردن دولة عظمى حتى تطرد السفير و تسحب السفير و تلغي معاهدة وادي عربة كلها دفعة واحدة أو على دفعات و ربما تشن  حرباً على إسرائيل.  لكن هل من المقبول من النائب صاحب السلطة التشريعية أن (يطيش عشبر مية)  كما قال الشاعر الزعبي و ليس الكاتب بقصيدته (هظول إحنا) فيطلب نفس الطلبات؟ أليسوا مطّلعين على بواطن الأمور وخفايا السياسة بحكم وضعهم النيابي.  إذا كانوا حقاً مطّلعين عليها فلماذا اللعب بمشاعر المواطنين؟ أما إن لم يكونوا يدرون ما يجري فالمصيبة أعظم. 
لا أقلل من أهمية الحادثتين، و لكن ما أعرفه يا سادة أنه لا يوجد شيء في السياسة اسمه طرد السفير و لكن يوجد شيء اسمه سحب السفير للتشاور، كمؤشر على توتر العلاقة أو احتجاج على تصرف ما من الدولة الأخرى، و يعود هذا السفير إلى مكان عمله  بعد أن تكون الرسالة وصلت.  إن طرد السفير  دون سبب مقنع أهمه سلوك السفير نفسه في البلد المضيف و ليس موقف الدولة هو عمل عدواني و غير مقبول سياسيا إلا إذا قُطعت العلاقة رسميا بين الدولتين؛ و هذا ليس في صالح الأردن الذي خرج من حالة حرب مع اسرائيل و يتربط بمعاهدة دولية معها، و إلغاؤها يعني الرجوع إلى حالة الحرب، فهل أنتم مستعدون لها؟
إن الحالة الوحيدة في الأردن التي تم فيها طرد السفير في الأردن كان في عام 1970 كما جاء بمقابلة دولة السيد زيد الرفاعي على الجزيرة، وكانت طرد السفير الأمريكي (نعم السفير الأمركي)  عندما أساء للاردن بأنه بلد غير آمن لاستقبال وزير الخارجية الامريكي، و لم أسمع بالتاريخ أن السفير الأمركي قد طُرد من أي بلد.  طبعا تفهمت أمريكا موقف الأردن و عينت سفيرا جديدا.
عند نشر المقال هذا لا أدري ما ستكون عليه نتيجة خطابات النواب بجلسة الثلاثاء و لكني أهمس في أذانهم أن الشعب ينتظر منهم أن يقفوا مع قوته اليومي و لا يدخلوا البلد في أزمات سياسية إضافة لسلسة الأزمات التي يعاني منها.  أريحوا الشعب بخبزاته و كازاته و لا تدغدغوا عواطفه؛ إلا إذا كنتم عاجزين عن هذا الأمر و أردتم البحث عن إنجاز في مجال  السياسة ؛ هذا إن فعلتم شيئاً.
لا أتحدث عن استسلام أو انبطاح و إنما أتحدث في سياسة فن الممكن.


الثلاثاء، 4 مارس 2014

الخدمات الطبية الملكية:مستشفى الأمير راشد العسكري مثلا




الخدمات الطبية الملكية:مستشفى الأمير راشد العسكري مثلا
يطيب لي ونحن ما زلنا نتنسم ذكرى تعريب قيادة الجيش العربي الباسل أن أترحم على معرِّب قيادتة جلالة المرحوم بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، و أتقدم بالتهنئة إلى جلالة القائد الأعلى أبي الحسين أمد الله في عمره، و إلى نشامى القوات المسلحة الباسلة. و إني و إن كنتُ قد كتبتُ عن نشامى الجيس بأكثر من مناسبة و التي كان آخرها عن مواقفه الجليلة إبان إعصار أليكسا، ، إلا أن الحديث عن الجيش لا يٌمل، و تكراره محمودٌ.  هذه المرة ليسمح لي النشامى أن أخص أحد أجهزتهم بالكتابة، و هي الخدمات الطبية الملكية، و مستشفى الأمير راشد العسكري بإيدون تحديداً، و ذلك من باب  من لا يشكر الخلق لا يشكر الخالق، و لأن  القلب ميالٌ لها منذ دخول فلذة الكبد و ولي العهد بأسرتنا المتواضعة الدكتور محمد  سلك  الخدمات الطبية كطبيب اسنان.
بتاريخ 16 / 2 / 2014 تم تحويل والدي المتقاعد من الأمن العام (1877) الى مستشفى الأمير راشد من مستشفى راية بدير أبي سعيد لعدم توفر الإمكانيات كما أفاد المختصون بذلك لحرج الحالة.  و كنا بسيارة الاسعاف -أخي و أنا- دائمي قراءة ما نحفظ من القرآن و الدعاء ، و نحن ننظر إلى والدنا في حالة لا يعلم نتيجتها الا خالقه فقط.؛ ننظر إليه نظر العاجزين الذين لا يملكون إلا الدعاء بمثل هذا الموقف؛ و أقسى درجات العجز أن لا تستطيع تقديم سبل النجاة لمن وهب لك الحياة. 
كان الأمل كبيراً بنشامى مستشفى الأمير راشد بأن يفعلوا المعجزة بالوصول بالوالد إلى بر الأمان؛ و هكذا كان، فما خيب النشامى الظن بهم أبدا.  فامتدت يد العناية الإلهية للوالد بالمستشفى عن طريق الأطباء و الممرضين و الفنيين الذين كانوا يعملون بنظام خلية النحل، يعرف كلٌ منهم واجبه و يؤديه، و في أقل من ساعة كان التشخيص وخطة العلاج و العمل  بناء عليها؛ و لا أخفيكم أنني شعرت كما لو كنا الحالة الوحيدة لديهم رغم كثرة الحالات؛  و كان التحسن يوماً بيوم الى أن كتب الله له الحياة على يد هؤلاء البارعيين بالمستشفى وغادرها بعد ثماني أيام. و الآن تصلني صور الوالد على الواتسب آب و هو يعج على سكارة الهيشي مرتاحاً هاشّاً باشّاً، و الهيشي رفيق دربه منذ سبعين عاماً و لا مجال لإقناعه بترك رفيق دربه الآن.
لا بد لي كذلك من التوقف عند البعد المهني بالمسألة فقد كانت أكثر من مجرد علاج؛ فقد كنتُ منشغلاً بعد الاطمئنان على تقدم حالة الوالد الصحية أن أراقب الأمر المهني بالموضوع؛ فالاطباء  يعلّمون من معهم من الشباب الجدد، فكانت علاجاً و تعليماً. ما زالت في ذهني صورتان لموقفين  شهدتمها هناك: الأولى كانت لدكتور  لا أدري رتبته  لأنه كان يلبس الروب الأبيض، لكني ميزت القبة الحمرا فأيقنت أنه عقيد أو أعلى و قد التف حوله عدد من الأطباء و كان يشرح لهم حالة الوالد باستعمال صورة الأشعة  فاعتقدت أنهم أطباء مقيمين ربما، و كان الحديث باللغة الانجليزية مما مكنني من معرفة حالة الوالد.  أما المشهد الثاني فكان  لطبيب الجراحة على ما أظن و معه  متدرب آخر و كان الوضع  هو فتح فتحة في جانب الوالد لتصريف الكم الهائل من  السوائل على الرئتين، وكان خفيف اليد يؤدي عمله بمهنية و يشرح للمرافق ماذا يفعل.
أما على الصعيد الإنساني بالحالة و غيرها من الحالات فقد لاحظت أنها في أبهى صورها، فلم أرى منهم كشرة و لا تذمراً و لا إحباطاً  أبداً إذ كانت نظرة الأمل تشع من عيون الممرضين و الممرضات جميعا؛ لا يسخطون و لا يتأففون من شكوى مريض  أو احتجاج مرافقٍ له أبداً.  هذه شهادة أسأل عنها أمام الله، فقد تناوبت  مع أخوتي و أخواتي بارك الله بهم على شرف خدمة الوالد  في هذه الفترة و هذا رأينا جميعاً.   
ربما كان أحد مساوئ  ما يسمى بالربيع العربي أنه شكك الناس ببعضها بعضاً، فلم يعد أحداً يعجب الآخر أو يذكر محاسنه، و لكن  أحمد الله أن فينا شعلة القوات المسلحة الأردنية ما زالت  تضيئ لنا درب الأمل لنجزم أن الدنيا ما زالت بخير أردنياً.
كل التحية  لأبطال جيشنا عموماً و الخدمات الطبية الملكية خصوصاً ممثلة بأحد صروحها  مستشفى الأمير راشد العسكري ، و لا أنسى كذلك  النشامى  في سلاح الجو يتقدمهم العميد طيار عودة بيك الخلايلة قائد القاعدة و العقيد عادل بيك بين هاني/ شعبة الإدارة،  الذين أجازوا ولدي الدكتور محمد ليبقى بجانبي  بخدمة جده  ( أبو طلال).
حدثتكم عن ما شاهدته بعيني و هي عين الرضا، و أبعدنا الله و إياكم عن عين السخط التي لا ترى الا العيوب.
الله تحيهم النشامى.

و حيوا معنا الخدمات. 

أرض للبيع : على أونا على دوي على تري

أرض للبيع : على أونا على دوي  على تري
كانت الأرض دوماً بالنسبة للأردني رمز عزٍ وفخارٍ و برستيجٍ اجتماعي رغم قلة مردودها المادي مقارنة مع  بعض الأنشطة الأخرى كالتجارة، و لا يفرط فيها إلا للضرورة القصوى لتكون آخر الحلول.  و منها مثلاً تعليم الأبناء؛ فالتعليم للأردني لا يقل ثروة عن الحفاظ على الأرض. و كثيراً ما سمعنا عن فلان أنه باع وطياته أو جزء منها ليعلم أبناءه؛ و لم يكن أبداً يخجل من هذا؛ بل كان يفتخر بأنه ضحى بأعز ما يملك ألا و هي الأرض لأن المقابل أغلى ألا و هو العلم.
و عندما قرر المتحكم بأمور الشعوب الفقيرة إدخالها أتون المظاهر الإستهلاكية و المباهاة الاجتماعية بيعت الأرض،  و فرط بها الأبناء و الأحفاد لبناء الفلل و لشراء السيارات.  لكن سرعان ما كان البائعون يعضون أصابع الندم على ذلك حين لا ينفع الندم، و بعد أن تتبخر الفرحة بالفيلا أو الجخ بالسيارة و أصبح حاله كحال المقصود بالأغنية الشعبية المعروفة " باع الأرض و شرى سيارة و ركّب عليها أنتين".
و تطور مفهوم بيع و تملك الأرض ببداية القرن الواحد و العشرين ليتجه للمناطق السياحية ليشتريها أصحاب المال و النفوذ  بأعلى الأثمان رغم أنها ربما كانت لا تساوي هذه الثمن حتى تبقى حكرا عليهم فقط بحيث لا يشاركهم بها الأ من كان بحجمهم المالي؛ أو ربما لبيعها لاحقا لصاحب نفوذ آخر من دولة شقيقة. و تحول أصحاب هذه الأراضي ( الوعر) إلى أصحاب عشرات أو مئات الآلاف من الدنانير وربما الملايين بين عشية و ضحاها.  و لا أدري ربما يكون من المبكر التكهن بأن أصحاب  هذه الأراضي سيكون حالهم كحال سابقيهم.
لكن التطور الجديد الآن هو أن البلل وصل للحية الدولة (صاحبة الولاية العامة)  ببيع أراضي الدولة باسم الاستثمار و السياحة؛ و ربما لم يكن هذا جديدا و لكن الخلاف بين المشاركين  على ما يبدوا بصفقة البحر الميت  الأخيرة هو الذي أظهرها بهذا الشكل لتكون حديث الساعة. و في الحقيقة فإنني لا أستسيغ بيع أراضي الدولة ( التي هي ملك لكل الأردنيين)  لأي مستثمر؛ إنما يمكن تأجيرها هو الأفضل حتى نسترجعها في وقت الحاجة اليها.
 و قد يتهمنا قائل بعدم إدراك الأبعاد المتعددة للاقتصاد و الاستثمار فنقول له و لا الضالين آمين؛ بيعوها لكن بالثمن الذي تستحق لا بأبخس الأثمان، فليس من المعقول أن توهب هذه الأراضي بمبلغ زهيد و بالتقسيط المريح كذلك و كأنها لا صاحب لها كما هو حال الصفقة الأخيرة.
و هنا يخطر ببالي سؤال لمن يدعم فكرة البيع و هو ماذا سنبيع لاحقا بعد أن نبيع الأرض؟
و سؤال آخر لمكافحة الفساد؛ ما هو موقفها مما جرى بقضية البحر الميت؟
كذلك هناك أمر آخر و هو انعدام الشفافية من جهة الحكومة فلا يصدر بيان من طرفها ليوضح الأمر للناس لنعرف مدى صحة هذه القضية؛
لا نريد لهذه القضية أن تمر كما مرت مسألة الضمان الاجتماعي.
و لا نريد أن نرى أراضينا تباع بالمزاد العلني: على أونا، على دوي  ، على تري