الثلاثاء، 4 مارس 2014

الخدمات الطبية الملكية:مستشفى الأمير راشد العسكري مثلا




الخدمات الطبية الملكية:مستشفى الأمير راشد العسكري مثلا
يطيب لي ونحن ما زلنا نتنسم ذكرى تعريب قيادة الجيش العربي الباسل أن أترحم على معرِّب قيادتة جلالة المرحوم بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، و أتقدم بالتهنئة إلى جلالة القائد الأعلى أبي الحسين أمد الله في عمره، و إلى نشامى القوات المسلحة الباسلة. و إني و إن كنتُ قد كتبتُ عن نشامى الجيس بأكثر من مناسبة و التي كان آخرها عن مواقفه الجليلة إبان إعصار أليكسا، ، إلا أن الحديث عن الجيش لا يٌمل، و تكراره محمودٌ.  هذه المرة ليسمح لي النشامى أن أخص أحد أجهزتهم بالكتابة، و هي الخدمات الطبية الملكية، و مستشفى الأمير راشد العسكري بإيدون تحديداً، و ذلك من باب  من لا يشكر الخلق لا يشكر الخالق، و لأن  القلب ميالٌ لها منذ دخول فلذة الكبد و ولي العهد بأسرتنا المتواضعة الدكتور محمد  سلك  الخدمات الطبية كطبيب اسنان.
بتاريخ 16 / 2 / 2014 تم تحويل والدي المتقاعد من الأمن العام (1877) الى مستشفى الأمير راشد من مستشفى راية بدير أبي سعيد لعدم توفر الإمكانيات كما أفاد المختصون بذلك لحرج الحالة.  و كنا بسيارة الاسعاف -أخي و أنا- دائمي قراءة ما نحفظ من القرآن و الدعاء ، و نحن ننظر إلى والدنا في حالة لا يعلم نتيجتها الا خالقه فقط.؛ ننظر إليه نظر العاجزين الذين لا يملكون إلا الدعاء بمثل هذا الموقف؛ و أقسى درجات العجز أن لا تستطيع تقديم سبل النجاة لمن وهب لك الحياة. 
كان الأمل كبيراً بنشامى مستشفى الأمير راشد بأن يفعلوا المعجزة بالوصول بالوالد إلى بر الأمان؛ و هكذا كان، فما خيب النشامى الظن بهم أبدا.  فامتدت يد العناية الإلهية للوالد بالمستشفى عن طريق الأطباء و الممرضين و الفنيين الذين كانوا يعملون بنظام خلية النحل، يعرف كلٌ منهم واجبه و يؤديه، و في أقل من ساعة كان التشخيص وخطة العلاج و العمل  بناء عليها؛ و لا أخفيكم أنني شعرت كما لو كنا الحالة الوحيدة لديهم رغم كثرة الحالات؛  و كان التحسن يوماً بيوم الى أن كتب الله له الحياة على يد هؤلاء البارعيين بالمستشفى وغادرها بعد ثماني أيام. و الآن تصلني صور الوالد على الواتسب آب و هو يعج على سكارة الهيشي مرتاحاً هاشّاً باشّاً، و الهيشي رفيق دربه منذ سبعين عاماً و لا مجال لإقناعه بترك رفيق دربه الآن.
لا بد لي كذلك من التوقف عند البعد المهني بالمسألة فقد كانت أكثر من مجرد علاج؛ فقد كنتُ منشغلاً بعد الاطمئنان على تقدم حالة الوالد الصحية أن أراقب الأمر المهني بالموضوع؛ فالاطباء  يعلّمون من معهم من الشباب الجدد، فكانت علاجاً و تعليماً. ما زالت في ذهني صورتان لموقفين  شهدتمها هناك: الأولى كانت لدكتور  لا أدري رتبته  لأنه كان يلبس الروب الأبيض، لكني ميزت القبة الحمرا فأيقنت أنه عقيد أو أعلى و قد التف حوله عدد من الأطباء و كان يشرح لهم حالة الوالد باستعمال صورة الأشعة  فاعتقدت أنهم أطباء مقيمين ربما، و كان الحديث باللغة الانجليزية مما مكنني من معرفة حالة الوالد.  أما المشهد الثاني فكان  لطبيب الجراحة على ما أظن و معه  متدرب آخر و كان الوضع  هو فتح فتحة في جانب الوالد لتصريف الكم الهائل من  السوائل على الرئتين، وكان خفيف اليد يؤدي عمله بمهنية و يشرح للمرافق ماذا يفعل.
أما على الصعيد الإنساني بالحالة و غيرها من الحالات فقد لاحظت أنها في أبهى صورها، فلم أرى منهم كشرة و لا تذمراً و لا إحباطاً  أبداً إذ كانت نظرة الأمل تشع من عيون الممرضين و الممرضات جميعا؛ لا يسخطون و لا يتأففون من شكوى مريض  أو احتجاج مرافقٍ له أبداً.  هذه شهادة أسأل عنها أمام الله، فقد تناوبت  مع أخوتي و أخواتي بارك الله بهم على شرف خدمة الوالد  في هذه الفترة و هذا رأينا جميعاً.   
ربما كان أحد مساوئ  ما يسمى بالربيع العربي أنه شكك الناس ببعضها بعضاً، فلم يعد أحداً يعجب الآخر أو يذكر محاسنه، و لكن  أحمد الله أن فينا شعلة القوات المسلحة الأردنية ما زالت  تضيئ لنا درب الأمل لنجزم أن الدنيا ما زالت بخير أردنياً.
كل التحية  لأبطال جيشنا عموماً و الخدمات الطبية الملكية خصوصاً ممثلة بأحد صروحها  مستشفى الأمير راشد العسكري ، و لا أنسى كذلك  النشامى  في سلاح الجو يتقدمهم العميد طيار عودة بيك الخلايلة قائد القاعدة و العقيد عادل بيك بين هاني/ شعبة الإدارة،  الذين أجازوا ولدي الدكتور محمد ليبقى بجانبي  بخدمة جده  ( أبو طلال).
حدثتكم عن ما شاهدته بعيني و هي عين الرضا، و أبعدنا الله و إياكم عن عين السخط التي لا ترى الا العيوب.
الله تحيهم النشامى.

و حيوا معنا الخدمات. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق