الأحد، 29 مارس 2015

أعيدوا لنا النظام العربي المفقود ويخلف عليكو

أعيدوا لنا النظام العربي المفقود ويخلف عليكو
لقد انفض مؤتمر القمة العربي السادس والعشرون؛ ولقد كان البيان الختامي كما توقع له الكثيرون يتمحور حول قضيتين رئيسيتين هما:  توفير الغطاء المؤسسي لعاصفة الحزم والدعوة والبدء بتنفيذ مشروع القوه العربية المشتركة للتدخل السريع.  وكانت الموافقة على هاذين المشروعين تحصيل حاصل باستثناء مواقف بعض الدول التي لها أجندتها الداخلية الخاصة، وترى في مثل هذه القوة تدخلاً في شؤونها؛ لهذا كان الطلب مزيداً من التشاور هو ظاهر الأمر وباطنه التحفظ على المبادرة ورفضها لاحقاً؛ والحديث طبعاً عن العراق التي لها حساباتها وتناغماتها مع إيران بما لا يخفى على أحد.
لكني وكأحد المواطنين العرب أرى أن مطلبي أكبر من ذلك وإن كان يبدو أنه سهل المنال. أطالب باسترجاع النظام العربي الذي تغوَّل عليه الربيع العربي فانهار  كما لو كان نظاماً كرتونياً وليس مؤسسياً.  وهنا يجب التوضيح أنني لا أعني بالنظام العربي الحكَّام؛ لكنني أعني ما قال به جلالة الملك بعز الربيع العربي عندما ناقش مقولة إسقاط النظام. إن الأنظمة التي سقطت في دول الفوضى العربية لم تكن الرؤساء فقط و إنما كان الدولة نفسها ونظام حياتها فاهتزت ثقة المواطن بحكوماته، وخاصة عندما رآها تتراجع نتيجة تآمرات اقتصادية خارجية عليها فكشفت ظهرها لمواطنيها ليجلدوها؛ فاستقوت الشعوب على حكوماتها، وسلبوها أعز ما تملك وهي الهيبة؛ فانتشرت حالات الفوضى بكل مناحي الحياة بتلك الدول.
وضعفت الدول رغم وجود القوة فلم تعد قادرة على تلبية أبسط حقوق المواطن وأهمها وهو الأمن و العيش الكريم، وسقطت الدول أو ترنحت.  عندها سمعنا عن ظهور هذه المسميات التي تتغير كل يوم وتظهر بأماكن التوتر. فظهرت كل هذه التي سمعنا بها من داعش وحوثيين وما بينهما من مسميات لا نريد ذكرها لحساسية الأمر بالنسبة للبعض.  وهنا يجب أن نسأل أين هي الجيوش العربية الجرارة التي تزين صدور قادتها النياشين، ولماذا اختفت عندما جدّ الجد؟ هؤلاء الإرهابيون بشرٌ لم يهبطوا علينا من السماء؛ هم فقط  وجدوا الفرصة للظهور فظهروا ولو وجدوا جيش تلك البلد لما قامت لهم قائمة؛ لكن الأمر مرتبط بالنظام؛ عندما يسقط النظام يتهاوى معه كل شيء.  وللتوضيح إن بذور هذه الحركات ظهرت في كل العالم العربي و لكنها اختفت بسرعة في الدول التي لم ينهار النظام فيها وبقيت بقوتها حيث تم التعامل معها بطريقة جعلتهم يعودون إلى عقولهم أو ربما انتقلوا إلى أمكنة أخرى.
ويجب أن لا نبرأ بعضنا من دعم مثل هذه المجموعات باسم مناصرة الشعوب و الأمثلة لا تخفى على أحد.  لهذا من المفروض أن نتوقف عن هذا التدخل قبل أن نفكر بقوة التدخل السريع.  لقد كانت حسابات البعض على خطأ عندما دعمت فريقاً ضد فريق.  وللأسف ما زلنا نسمع نفس اللغة التحريضية حتى بمؤتمر القمة الأخير.
وللتذكير يجب الإشارة إلى أن هذه القوة المشتركة موجود أحد أشكالها بدرع الجزيرة مثلاً ، وهناك أيضا معاهدة الدفاع العربي المشترك منذ نشأت الجامعة العربية؛ وهناك المقولة المأثورة للرئيس عبد الفتاح السيسي وهي"مسافة السِكة" ويقصد بها أن القوات المصرية جاهزة للدفاع عن أي أرض عربية إن دعت الضرورة بمجرد ظهور الخطر.  فهل تم تفعيل هذه القوة أو اتفاقية الدفاع العربي المشترك قبل هذه الفترة؟  ألم يحدث في تاريخ الأمة العربية ما يستدعي تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك قبل اليوم ليستدعي الانتفاضة لنصرة الشقيق بقوة مشتركة أو بعاصفة شبيهة بعاصفة الحزم؟ أم أن الأمر يصبح بغاية الأهمية عندما يتعلق الأمر ببعض الدول.
أعتقد أننا لسنا بحاجة إلى قوات مشتركة و لا إلى معاهدات جديدة.  نحن بحاجة إلى عودة النظام العربي. بحاجة لأن يفيق من غيبوبته ويشد بعضه من أزر بعض لتتجاوز الأنظمة الي نأمل بأن تشارك بالقوة المشتركة كعناصر فاعلة مشكلها الداخلية لتتفرغ بعدها للقوة المشتركة؛ لا يمكن لأي دولة أن تغامر بجيوشها بقوة مشتركة خارج حدودها إن بقيت مشاكلها الداخلية على حالها. 
 لا أخفيكم أنني هذه المرة شعرت بمؤتمر القمة السادس والعشرين ببداية عودة هذا الألق للنظام العربي خاصة عندما هتف الرئيس السيسي تحيا الأمة العربية.  شعرت بنشوة لم أشعر بها من زمن.  شعرت وأنا أنظر إلى العزم والحزم بوجوه القادة العرب أن القادم خير؛ هل هو التفاؤل فقط؟ لا أدري. 
فقط أعيدوا لنا النظام العربي عندها سيختفي كل الدواعش و الحوثيين وغيرهم (أقصد فكرياً) وسيعودون إلى صفوف الوطن عمال بناء كما كانوا. 
فقط أعيدوا لنا النظام العربي على أسس صحيحة تكافؤية بين الدول .  فقط أعيدوا لنا المفقود  ويخلف عليكو.



                                  













                                             

الثلاثاء، 24 مارس 2015

يوم الوفاء العماني للقائد



يوم الوفاء العماني للقائد
قبل أشهر تناقلت اﻷخبار نبأ تواجد السلطان قابوس بألمانيا  للعلاج، يتألم الشعب مع الرضا بقدر الله. ثم كان الخطاب السامي الواضح من ألمانيا بمناسبة العيد الوطني مبشراً لشعبه الوفي بنجاح كل فحوصات الطبيِّة، فسُرّ الشعب سرور كبيراً رغم حزنه لتواجد صاحب الجلالة خارج السلطنة بالمناسبة الوطنية الكبرى ألا وهي العيد الوطني.  إلا أنه استبشر خيراً بقرب اللقاء .
يوم أمس الثالث والعشرين من مارس كان اللقاء مع القائد على أرض عُمان، فكان الوفاء متبادلاً بين القيادة وشعبه. كان اللقاء مباشراً دون أي رسميات أو ترتيبات حكومية أو حتى إعلامية كما هي العادة في مثل هذه المناسبات.  كان اللقاء عفوياً بكل ما تحمله كلمة العفوية من معنى كما أرادها القائد، لقاء حميمياً تناغمياً بينه وبين أسرته الكبيرة. 
لا تحدث الأمور عبثاً أو صدفة في سلطنة عُمان، وإنما كل شيء مدروس بعناية.  فلم يلحظ الإعلاميون وجود مسؤولٍ واحدٍ في أرض المطار فما أراد جلالته أن تكون عودته برتوكولية ليكلّف شعبه مشقة انتظاره  على طول الطريق. كان رحيماً عطوفاً رؤوفاً كأب يحرص أن لا يشق على أبنائه حى لو اليسير من الأمور.  لكن الشعب الذكي التقط الإشارة جيداً فأحيا ليلة الوصول بالشوارع محتفلاً بوصوله وسيحيها أياماً لاحقة كذلك.
أما الإشارة الأهم التي التقطها الشعب من قائده هي أن جلالته عاد بصحة وعافية جيدة فلم يشأ الاعتماد على عصاه التي ما فارقته إلا عندما كان باللباس العسكري.  فظهر جلالته بكامل قوته يسير بثقة وعنفوان  مما يبشر بغدٍ يحمل الخير لعُمان والعُمانيين الذي يعلقون الآمال الكبيرة على جلالته.
وربط بعض العمانيين على مواقع التواصل الاجتماعي ظهوره من الطائرة في هذا اليوم ويوم وصوله إلى مسقط إيذاناً ببدء النهضة عام 1970، مما يبشر بعهد نهضةٍ جديدٍ وفجرٍ جديدٍ قادم. كيف لا و المنطقة كلها تشهد التغيرات ومن المتوقع أن تشهد عمان أيضاً من التغيرات التي تجعل من هذه الفترة عهداً جديداً.
إذا كان الطرف الأخر من العالم ينظر للشرق باعتباره عاطفياً، فإنه من الضروري أن نؤكد أن التمثيل الأمثل لهذه العاطفة تجدها في سلطنة عمان ممثلة بالعلاقة بين الشعب وجلالة السلطان.  تابعتُ كما تابع الكثيرون مشاعر الأخوة العمانيين في الشارع فرأيت وجوههم ازدادت إشراقا ورأيت الابتسامة مرسومة على الشفاه،  يبادلون المهنئين بسلامة صاحب الجلالة مشاعر الامتنان لهذا الشعور و أنعم علينا بعض الإخوة بأننا منهم كعُمانيين، وسمعت مشاعرهم على التلفاز والمذياع فرأيتها كما قال أحد المشاركين للمذيع  "ترى أنا أقول اللي بقلبي".  نعم لم يجانب هذا المواطن الصواب فالحديث هو حديث القلب ومن القلب إلى القلب.
كانت الاتصالات والمقابلات مع المواطنين تنصب على التقدم الذي شهدته السلطنة بعهد جلالته، وكيف تم نقل السلطنة إلى مصاف الدول المتقدمة،  ومن دولة كانت تتلقى الخبرات إلى دولة تصدر الخبرات للدول الصديقة؛ ومن دولة ذات خصوصية معينة إلى دولة عالمية تتواجد في كل الفعاليات العالمية؛ دولة جعلها قائدها تتمتع بعلاقات طيبة مع كل دول العالم مما أهلها لتكون صاحبة مبادرات سياسية حلت الكثير من المسائل المعلّقة بين بعض الدول؛ دولة أعاد لها ربان سفينتها الألَق الذي قرأنا عنه بكتب التاريخ سابقاً؛ دولة قليل كلامها كثير فعلها ساطع كالشمس.   
وإذا كانت المناسبة الوفاء العماني فمن واجبنا نحن الوافدين أن نكون جزءاً من هذا الوفاء. وليسمح لي القارئ هنا أن أتحدث عن شريحة معينة من الوافدين وهي الأردنيين .  لقد عشنا على الدوام في هذا البلد الطيب ومنذ عقود طويلة ما شعرنا يوما أننا خارج النسيج العُماني؛ ولهذا نشعر بأن علينا أن نشارك بهذا الوفاء فنتوجه بالحمد لله سبحانه وتعالى على سلامة جلالته؛ ونشارك الأخوة العمانيين  فرحتهم بهذه النعمة الإلهية  علينا جميعاً بأن عاد لنا صاحب الجلالة سليماً معافى من كل سوء، ونتطلع إلى المستقبل من قادم الأمور لنساهم كما كنا سابقا كتفاً لكتف مع الإخوة العمانيين ببناء وطننا الثاني سلطنة عُمان؛ فالعلاقة بيننا ليست وليدة الصدفة ولا بنت الساعة؛ علاقة ضاربة جذورها في الأرض؛ علاقة أرسى دعائمها أصحاب الجلالة السلطان قابوس المفدى، وجلالة المرحوم الملك الحسين طيب الله ثراه وجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله.
كل عام وجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم بألف خير.
كل عام و سلطنة عمان وشعبها بألف خير
فيوم 23 مارس 2015 يوم عيد 

  

الأحد، 22 مارس 2015

الأم والكرامة في حضرة الشهيد

الأم والكرامة  في حضرة الشهيد
لا يحتارُ الأردني كثيراً في الحادي والعشرين من شهر آذار في كل عام في كيفية الاحتفال بمناسبتين لا يراهما مفصلتين أبداً، ألا وهما يوم الكرامة ويوم الأم. فهو يراهما مناسبة واحدة تصب في بوتقة العزة؛ فالأم نبع الكرامة ومدرستها، والكرامة نتيجة أمٍ هزت سرير أطفالها بيمينها لينام على هدهدة الكرامة.
هذا العام جاء احتفال الوطن ممثلاً بتلفزيونه الوطني بالمناسبتين برونق خاص جداً ميَّزه عن ما سبقه من الاحتفالات؛ هذا العام كان الاحتفال بكرامة الوطن وعزة المربية الأم في حضرة الشهيد. دخلت أمهات الشهداء شامخات عزة وفخراً بما قدمن للوطن من شهداء من حبات فؤادهن.
وتوَّجت الحضور  سيدة أمهات الشهداء الأردنيين بلا منازع وهي والدة الشهيد النقيب الطيار معاذ الكساسبة عليه رحمات الله ورضوانه؛ ودخل معها الشيخ الأستاذ صافي الكساسبة والد الشهيد، و السيد جواد شقيق الشهيد، ومع كل الاحترام لهم جميعاً إلا أن حضور أم معاذ (والسموحة من جواد، فأنا أعلم أنه الأكبر) كان هو سيد الموقف؛  من أم معاذ تتعلم السيدات الصبر و القوة والثبات؛ فانطلق لسانها شاكراً لله أن منحها هذا الشرف لتكون أماً للشهيد، و ليس فقط الشهيد معاذ، إنما أصبحت أماً لكل النشامى من صقور سلاح الجو الأشاوس زملاء معاذ.
عندما أعلنت المذيعة المتألقة لانا القسوس أنها تريد أن تستذكر مقطعاً من اللقاء الأول مع أم معاذ راودني شعور بأن هذا المقطع إنما هو نوع من الحشو بالبرنامج ولا ضرورة له، وربما يكون ثقيلاً ومؤلماً على الأستاذة أم معاذ؛  وعندما بُث المقطع قلت في نفسي أي امرأة هذه لتكون بهذه القوة، تخفي وجع قلبها لتشحذ همم الشباب من صقور سلاح الجو وتحثهم على الثأر لزميلهم وتعلنهم أبناءً لها وتطلب منهم أن لا يقطعوا زيارتها.  هل من الممكن أن تكون الخنساء بُعثت في القرن الحادي والعشرين!!
تبين أن الهدف من المقطع هو القمة في البرنامج الذي تمثل في دخول أبنائها الصقور من دفعة الشهيد ليهنئوها بعيد الأم. هل سمعتم بمصطلح (empathy) و الذي يعني  التقمص العاطفي؟  نعم أنا كنتُ في تلك المرحلة متقمصاً هذا الدور لاشعورياً. دمعت العين تلقائياً وأنا أراها تخفي حزنها وتهش لهم باسمة وهم يسلمون عليها مهنئين لها بالعيد؛ تماماً كما كانت تهش لمعاذ رحمه الله عندما كان يحضر بإجازة؛ فكان الحضور تلبية لنداء خنساء الأردن. قلت في نفسي أي قلب تحملين بين جنبيك يا أم معاذ لتحتملي كل هذا عندما رأيت الشباب وكلٌ منهم يذكرك بمعاذ!!
لقد حق لك أن تكوني وأبا جواد و جواد والصقور ختام مسك الاحتفال بعيد الأم لنرى ابتسامة منكِ احتجبت منذ استشهاد معاذ؛ ابتسامة أفرحت حتى زوجة الشهيد كما جاء بتغريدتها. وبعد كل هذا الفرح بنكهة الشهادة لا يهم أي قول بعدها فليس يصلح أي قول أبدا إلا عبارات الفخر بسيدة أمهات الشهداء.
هنا أريد ومن وحي المناسبة أن أقترح على ذوي الشأن اقتراحاً وهو اعتبار يوم الكرامة أيضا يوما للشهيد ونعلنها مناسبة نستذكر فيها كل شهداء الوطن ودرتهم معاذ الكساسبة.
كما وأنني أقترح أن يُطلق على السيدة أم معاذ لقب خنساء الأردن إن قبلتها من شخص مغترب حال الاغتراب بينه وبين واجب العزاء، و من غيرها يمكن أن يحمل مثل هذا اللقب!!.
كل عام و أم معاذ وأمهات الشهداء، وكل أمهات الوطن بخير، والرحمة على أمي ومن كان في دار البقاء من أمهات من مر بهذه الأحرف وقال آمين.
#ارفعي_رأسك_أنتِ_أم_شهيد
#يومالشهيد

3#خنساء_الأردن

السبت، 14 مارس 2015

المؤتمر العالمي للوسطية

المؤتمر العالمي للوسطية
ينعقد في عمان هذه اﻷيام المؤتمر العالمي للوسطية.  و لا أدري إن كان اختيار عمان هو حسب جدول زمني دوري أم أنه شرف اختص الله اﻷردن فيه. وعلى العموم سواء كان هذا الرأي أو ذاك فهو خير وتشريف للأردن راعي الوسطية اﻷول في العالم الإسلامي.  كيف لا وهو  صاحب رسالة عمان الشهيرة ومحتضن مؤسسة آل البيت اﻷطهار. 
ينعقد هذا المؤتمر في ظروف استثنائية فعلاً وقولاً، وليس كباقي المؤتمرات السابقة.  فقد وصل البلل إلى لحانا (جمع لحية ) كما نقول في الأردن، بخلاف السابق من المؤتمرات عندما كان الصراع المفترض يدور بين جماعات إسلامية وجهات أخرى كانت تُصنف على أنها غير إسلامية أو أنها تحتل بلاداً إسلامية.  وكانت هذه الجماعات تحظى بدعم بعض الدول الإسلامية بشكل مباشر أو غير مباشر بأن تغض الطرف عنها دول أخرى حتى ﻻ تُتهم بمعاداة الإسلام. 
هذه المرة جاءنا هؤلاء كاشفي الوجوه والنوايا إلى عقر دارنا فاستباحوا الأعراض وقتلوا البشر وقطعوا الشجر وحرقوا الحجر.  وربما كان اﻷردن أول الدول الإسلامية والعربية التي أعلنت هذه الجماعات أنها خوارج،  وتبعها بعد ذلك آخرون بعد أن كانوا يدينون أفعالها فقط على استحياء، ولا يدينونها كجماعة. لهذا يأتي المؤتمر مؤتمراً استثنائياً، وعليه الكثير من الواجبات،  وتتوقع الشعوب منه الكثير لإظهار الإسلام بوجهه المشرف كما نتحدث عنه بوسائل الإعلام لا كما يراه الآخرون برؤوس مقطوعة وأناس مشردين.
لهذا أرى أن يأخذ المؤتمر بأفكار يتم تداولها بين الناس أو ببعضها حتى يخرج من الإطار التقليدي للمؤتمرات. و أول هذه النقاط هي وجوب وضع خطة عمل إجرائية للالتزام والعمل بها بين الدول الأعضاء، مع وجود ما يشبه الميثاق بين الدول الأعضاء للالتزام بها وتنفيذها. فيكون مؤتمرَ عملٍ وليس مؤتمر تنظير فقط.
ثانيا : يجب أن يكون هناك رأي صريح بهذه الجماعات التي تدعي الإسلام وهي تنفذ أجندة أعدائه؛ فيصدر بيان رسمي من المؤتمر بشأنها فلا نبقى نـتأرجح بخجلٍ بين هل هي إسلامية أم أنها خوارج هذا العصر.  لقد كان هؤلاء العلماء الأفاضل من الحضور الكريم  سواء من حضر المؤتمر أم لم يحضر يدينون كل أعمال العنف والقتل؛ ولهذا يجب أن يكون الرأي صريحاً بمن ينفذ هذه السياسات؛ وهذه الأيام هي الوقت المناسب للقول الفصل بشأنهم، فلا مجال للتردد أو الخوف من قبل علماء المسلمين.
ثالثاً: وهو الجزء الأهم في كل الخطط  العمل على رسم السياسات للدول  لتجفيف متابع الإرهاب باسم الدين، وتحديد الطرق الواجب اتباعها من قرارات جريئة لمراجعة المناهج الدينية بالمدارس وخاصة في المواضيع الجدلية. فلا نفترض لطالب المدرسة أن يخرج صاحب مدرسة فقهية  اختلف فيها كبار العلماء وهو في مرحلة الدراسة المدرسية.
ومنها أيضاً ضبط هذا السيل الجارف من الإعلام الذي لا يهمه إلا البزنس؛ ومنها أيضا العمل على تأهيل الشيوخ الخطباء بالمساجد بما يجب عليهم فعله تجاه الأجيال والأوطان.
بصراحة بدون توصيات فعلية تتبناها الدول سيبقى كل ما يقال في هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات حبراً على ورق. إن التوقعات سقفها عال جداً من هذا المؤتمر والآمال كبيرة، ولهذا فإن مهمته عسيرة، وكان الله بعونه.

أهلاً وسهلاً بالعلماء الأفاضل في بيتهم الأردن ولنحمد الله أنه مازال في هذه البقعة من العالم مكان يمكن أن يجتمع فيه العلماء ليقولوا كلمة الحق. 

الثلاثاء، 10 مارس 2015

بزنس داعش

بزنس داعش



بزنس داعش
من الصور التي لا ينساها متابعو مسلسل الزير سالم هو اللغز المحير في العلاقة بين الزير سالم وغريمه جساس قاتل إخيه كُليب.  فقد لاحظنا أن الزير كان يتحاشى مواجهة جساس رغم أن رأس الأخير هو المطلوب للثأر لمقتل كُليب.  لقد كان همُّ الزير الأوحد هو أن يبيد بكراً عن بكرة أبيها انتقاماً لمقتل كليب كما كان يظهر لنا، ومن ندري!! فربما كان ما يدور برأس الزير خلاف توقعاتنا.
لكن إن كنا نتفهم رؤية الزير وأسبابه لرغبة منا تعكس نفسيتنا ربما لرؤية المزيد من القتل والدم لأننا على ما يبدو نتلذذ بهذه المناظر؛ فإن عزوف جساس عن قتل الزير ما زال غير مفهوم للمشاهد حتى عندما أتيحت الفرصة له لذلك عندما جاءهم الزير أعزلاً ليسترد حصانه الذي سرقوه؛ هرب الزير أعزلاً بعد أن جاءهم متنكراً، فثار جساس وماج وأرغد وأزبد وطلب قوساً وسهماً ليرمي الزير؛ و عندما أحضروا له القوس والسهم رده لصاحبه وقال له اعزف به على الربابة ولم يرم به الزير ليقتله.
العلاقة بين داعش هذا الكيان الهش رغم صورته التي ضخمها الإعلام وبين التحالف لا تختلف كثيراً عن العلاقة بين الزير سالم وجساس أبداً.  فهناك أهداف لهذه العلاقة لم تظهر صورتها بعد، وربما ستظهر بعد عشرات السنين؛ أو ربما تذهب بذهاب أصحابها. فكلما اقتربت نهاية مسلسل التحالف - داعش على النهاية نكتشف أن له أجزاء أخرى في أمكان مختلفة من العالم العربي كحصْرِية اختص بها الله هذا الجزء من العالم، فبدأت بجيبٍ هنا ثم تمددت هناك وتوسعت، وأخيراً عبرت القارات إلى أفريقيا لتستقر مبدئياً بليبيا ولا ندري أين ستكون باقي الأجزاء لهذا المسلسل المرعب.
ولا يختلف وضع داعش عن حال جساس بالضبط. كلما وجدت داعش بعض التعاطف ممن ما زال لديهم بعض الشعور بأن خلفية هذه الجماعة إسلامية حتى تطلع علينا داعش بتأزيم جديد ضد التحالف فتزيدهم إصراراً على ضربها وقصفها، فتخسر مزيداً من مؤيديها.  فكما لو كان دورها فقط كدور جساس بحرب البسوس تماماً.
تقصفها طائرات التحالف فيظهر من يقول (الله أكبر) فيبادرونا بقتل مزيد من الأبرياء، ويقلبوا العالم ضدهم بخطف المسيحيين وتهجيرهم كما حدث بالعراق؛ وعندما أوشك المحيطون بها على نسيان هذه الواقعة يطالعوننا بحرق الشهيد معاذ الكساسبة. فيزداد القصف وتتململ الناس فيتحفوننا بفيديو ذبح أقباط مصر في ليبيا؛ وعندما يخرج مسئول ليبي ليصرح أن الأقباط لم يُذبحوا بمصر و أنه لا وجود لداعش على أرض ليبيا يظهر الدواعش باستعراضٍ مُصَوَرٍ بسياراتهم (الحديثة) ليؤكدوا وجودهم بليبيا فتُعطى مصر الذريعة بقصف أهدافها في ليبيا، وبهذا يتكوَن عندنا الجناح الأفريقي للتحالف ضد داعش.  ولا أدري لماذا لم تتوسع إشاعة المكان الحقيقي الذي ذُبِح فيه الأقباط كما جاء بالأخبار، فربما سيكون هناك مسلسل جديد لقضية داعش في مكان ما من هذا العالم بعد أن تهدأ العاصفة في أسيا وأفريقيا.
هذا بالنسبة لداعش (جساس)، فدورها ينحصر فقط في إعطاء التحالف المبررات لهذا الاستعراض. فما الأمر بالنسبة للتحالف (الزير سالم) وهو المستفيد الأكبر من هذا كله؟ طبعا، الهدف الظاهر يختلف من منطقة إلى أخرى ولكن الأهداف تقاطعت مع بعضها فكان هذا التحالف.  فأهداف أمريكا ظاهرها العدل والديمقراطية والحَمِيّة للشعوب الضعيفة وباطنها البزنس؛ لأن من يريد ظاهر الأهداف يسير بطريق غير الطريق الذي يسير فيه التحالف.  لكن ومع هذا تبقى أمريكيا المايسترو الذي يحمل بيديه عصا صغيرة يوجه بها الفرقة الموسيقية التي يعزف فيها كل الأطراف بما فيها داعش نفسها.
وينحصر دور تركيا على الوقوف في الجانب الآخر غير العسكري للتحالف فهي البوابة لعبور المئات من المتطوعين للانضمام لداعش ولا بأس إن كان من بين صفوفهم من يمثلون الأجهزة الإستخبارية للعديد من الدول. ومن خلال تركيا يتم التفاوض مع داعش بالأزمات والتي يتكلل معظمها بالنجاح. ومن خلال تركيا تتم عمليات تهريب الآثار التي يتحدث عنها الإعلام بصفقات خيالية من المال؛ ومن خلال التحالف تستعرض تركيا قوتها على جارتها سوريا فتسرح في أرضها وتمرح استعداداً لوضع جغرافي جديد ربما.
ويستثمر النظام السوري مسألة داعش لتبرير المزيد من القصف والقتل والتصفية لمعارضيه، فيصب جام غضبه وبراميله على مناطق لا علاقة لها بداعش في معظم الأوقات. ويبرر وجود داعش تواجد حزب الله بسوريا للوقوف كموضع قدم لإيران بوجه مخططات تركيا عند اللزوم إن جد بالأمور جديد.
وللقصة في العراق أوجه كثيرة ومتشابكة.  فبدأت القصة بهذا الاندحار السريع للجيش العرقي المسلحة أمام داعش ليمهد لها الطريق للسيطرة على بعض المناطق، وتتغاضى عن تعاون ظاهري بين هذا التنظيم وبين العشائر السُنية في العراق، لدرجة أن هناك من روج أن هذا التنظيم إنما هو تشكيل من الجيش العراقي المنحل بقيادة السيد عزت الدوري المختفي عن الأنظار. لا بل أن هناك من قال بقرب سقوط بغداد بأيدي داعش كمقدمة لرجوع حزب البعث للحكم، وتم اعتباره أنه انتصار للسنة في العراق.  ولم ينتبه مؤيدو حزب البعث أو الجماعات السُنية إنما نُصب للبعث والسنة شرك نسأل الله اللطف فيهم.
كان الإعلان بالبداية عن عدم جدوى القصف الجوي فقط للقضاء على داعش، إنما لا بد من الحرب البرية، فكثرت التكهنات بكيفيتها خاصة بعد زيارة مستشار جلالة الملك في الأردن إلى بغداد والذي أعلن أن الأردن مع العراق لمطاردة داعش في كل مكان.  نُفاجأ بعدها بتصريح عراقي أن الحرب البرية على داعش عراقية بحتة أهدافاً وتوقيتاً. فماذا حصل حتى تغير العراق وأصبح يتحدث بهذه القوة؛ وما الذي جرى حتى دبت الروح بالجيش العراقي من جديد فتحرك و تقدم وأحرز بعض النصر في بعض المناطق؟  إنه المدد الإيراني الواضح والمعلن عنه دون مواربة. وهذا يضيف بُعداً آخر في (بزنس) داعش ألا وهو البُعد الإيراني.
تزامن هذا الحضور الإيراني مع تصريحات لمسئولين عراقيين بأنه لا تفاوض مع البعث، واتهامه بالتعاون مع داعش: فيظهر ما بين سطور هذه التصريحات أن من أهداف الحرب القضاء على البعث وتصفيته نهائياً؛ وإذا أخذنا بالاعتبار أن داعش يمثل السند الحقيقي للعشائر السنية بالعراق أو العكس نستنتج أن هذه الحرب من الجانب العراقي هي مرحلة تصفية الخصوم من أتباع النظام السابق، وإنهاء التذمر السني هنا إلى الأبد أو إسكاتهم ليقبلوا بما يُعرض عليهم و كفى. و لا ندري ما إذا كانت باقي دول التحالف موافقة على هذه الأهداف العراقية الداخلية أم لا.
وإذا تم للعراقيين هذا الهدف الباطني وربطناه بالتصريحات الإيرانية الحديثة عن الإمبراطورية الإيرانية وعاصمتها بغداد فلا يجب أن نستغرب أن هناك ترتيباً داخلياً من الجانب الشيعي لتحقيق ما قيل عنه سابقا بالهلال الشيعي ممتداً من إيران إلى لبنان، فيتكمل الهلال الشيعي. وهنا وفي هذا التصور بالذات يجب الحديث عن الدور الأردني في كل هذا.
في كل هذه التشابكات يظهر الدور الأردني بخطيين ليسا متوازيين : الأول هو التصدر للدفاع عن الإسلام ليظهر المدافع الوحيد عن الإسلام في حين أن باقي الدول منشغلة بأوضاعها الداخلية أو أكتفت بالتمويل، فلا مواجهة حقيقية بينه وبين داعش على الأرض، ولولا حرقهم لمعاذ الكساسبة لَوُجِد الكثير من المعارضين الداخليين لهذا التوجه ألأردني.
أما الخط الثاني فيتمثل برغبة أردنية سيادية أن يبقى محوراً مهما في المعادلة الدولية في هذه المنطقة. ولهذا لا نندهش عندما نسمع بهذه الوفود من معظم الدول المعنية بالتوافد إلى العاصمة عمان للقيام بدورها حسب درجة اهتمامها بمسألة داعش إسلامياً أو سياسياً. 
ومن ضمن هذا البُعد الدولي أنه يريد أن يبقى ضمن المعادلة الدولية ليكون له دور برسم العلاقة الجديدة مع الجيران بالشكل الجديد الذي ستظهر به لاحقاً، أو حمايتها إن كان الأردن من ضمن البزنس الداعشي، أو حتى البزنس الإيراني الشيعي الجديد القديم هذه الأيام، وهذا ربما يكون أحد أسباب الزيارة الأردنية للعاصمة إيران بهذا الوقت، وتحدثت الأخبار أيضا عن زيارة لرئيس المخابرات الإيرانية لعَمان. 
وبالعودة لمسلسل الزير سالم نقول أنه إذا كانت أهداف الزير سالم وجساس الحقيقية من إطالة الحرب قد ذهبت بذهابهم وبقيت سراً فقط في عالم الغيب؛ فهل ستكون أهداف حرب التحالف – داعش كما توقعناها أم أنها ستؤسس لمرحلة جديدة يمكن تشبيهها بسايكس بيكو  من نوع جديد بحيث تكون سايكس بيكو ديمغرافياً بخلاف الأول الذي كان جغرافياً أم أن بجراب الحاوي الكثير الكثير الذي لا يعلمه إلا القُطبان (الزير سالم وجساس) فقط، فهما الوحيدان المستفيدان فعلياً من هذه الحرب وما باقي الأطراف إلا وقود هذه الحرب.

وبالنهاية يجب أن نسأل السؤال التالي: هل هناك حقاً من يريد إنهاء داعش؟؟

الأربعاء، 4 مارس 2015

اعتصام المحامين

اعتصام المحامين
بداية نسأل الله أن يكون كلامنا خفيفاً على أصحاب السعادة الأساتذة المحامين ونقابتهم؛ فنحن لا نقدر على حمل عبء قضية قدح وذم أو ما شابهها من قضايا فالمسميات كثيرة. فهم أصحاب الصوت العالي بالدفاع عن الحق وإرجاعه لأصحابه.  ونُقدم بين يدي هذه النجوى من باب إظهار حسن النوايا صدقة مفادها أننا لسنا ضد أن تعتصم النقابة دعماً لموقف زميلٍ لهم شاءت له الظروف أن يكون موقوفاً لقضية معينة؛ لكن وبذات النجوى نستهجن هذا الاعتصام من أجل قضية كالتي سمعنا عنها بالإعلام قُطبَيها نشمية أردنية ووظيفتها بسلك الأمن العام أثناء تأديتها لواجبها الوطني الذي يخدمنا جميعاً بما فيها الاستاذ المحامي و نقابته.
مصدر الاستهجان هو أنني أرى في مهنة المحاماة مهنة تحمل على كتفي أصحابها ميزاناً للحق والعدل يجعلها ترتفع عن باقي المهن الأخرى مع وافر الاحترام لجميع المهن.  ولكن وللأسف يصر أصحابها (النقابة والمهنة) أن يجعلوا أنفسهم في مصاف المهن الأخرى، و يسيروا على مبدأ ( اشتكي لمين ما بدك، وفي لينا نقابة بتحمينا) الذي قالت به إحدى المعلمات لوالد إحدى الطالبات عندما جاء محتجاً على ضرب ابنته. لهذا أستغرب هذه الضجة التي قامت لتوقيف المحامي المعني رغم معرفتي أن التوقيف لا يعني الاتهام طبعاً. استغربت الاعتصام لأنني كنت أتوقع أن يسعوا لتكفيله مثلاً أو متابعة قضيته قضائياً بدلا من الظهور الإعلامي للاستقواء بالإعلام على القضاء.
أعرف تماماً أنكم رجال القانون وفرسانه ولا تحتاجون لمن يذكركم بهذا، ولكني أرى في اعتصامكم هذا أنه جاء من باب الفزعة للزميل وربما يكون أيضا انتفاضاً لسمعة النقابة بين النقابات؛ إذ جرى العُرف أن يكون للنقابة (أي نقابة) موقف حال تعرض عضو فيها لموقف حتى لو كان مخطئاً.  وهنا دعوني أسألكم وأنتم أهل القانون: أليس المحامي بشراً يمشي على الأرض فيخطئ كما نخطئ؟  لماذا تفترضون فيه الجانب الملائكي فتنزهونه عن كل ما نقع به نحن غير المحامين؟ لماذا تحيطونه بهالةٍ تجعل مساءلته عندما يقع أحد المواطنين بمطب مع أحد المحامين ليست بهذه السهولة؟ لماذا ترفضون العديد من الشكاوى بحق المحامين لمجرد أنها لا تتضمن الأدلة الورقية التي تثبت حق صاحبها، ولا تكلفون أنفسكم التحقق من صحة الشكوى بسؤال المحامي موضوع الشكوى؟  لا أخفيكم أنني واحد من المعنيين بهذا الأمر و ضحية أحد المحامين، فرُفِضت شكواي لأنها لم ترفق بها الوثائق.  الإخوة المحامون بشر خطاءون مثلنا ولا يجب إغفال هذه الصفة فيهم، فلماذا الاستغراب إن سمعنا عن خطأ هنا أو هناك فنعتصم احتجاجاً على تنفيذ القانون.
والسؤال الثاني للسادة نقابة المحامين فهم ملاذنا قانونياً و لا ننكر هذا رغم ضعف نفوس بعضهم، فهم ليسوا ملائكة؛ نسأل باستغراب السؤال التالي: إذا كان للمهنيين نقاباتهم التي تدافع عنهم سواء كانوا ظالمين أو مظلومين كما المعلمة التي أشرت لها سابقاً، فمَن (للمعثرين) الذين لا نقابة لهم مثلي؟ وهؤلاء طالبتُ لهم ذات يوم بنقابة أسميتها نقابة (المعثرين).
وبالعودة لموضوع الاعتصام نفسه أكرر أن الاعتصام حق مثل القانون تماماً، ولكني أقول للإخوة المحامين كما قلت للنواب عندما تمترسوا وراء الحصانة، قلت في مقال بعنوان الحصانة النيابية وشليل الحق على عمون هنا " كنت أتوقع من مجلسنا الكريم أن يقول كما نقول بالعامية ( هاظا شليلنا للحق) من له عندنا حق فليطلبه، ويكونوا قدوة بالوقوف أمام القضاء، لا أن يتمترسوا وراء حصانة قانونية لا تحميهم إلا أمام القانون فقط، و ليس يوم الموقف العظيم أو أمام بعض ناخبيهم" .
وللإخوة المحامين نقول: كنتُ أتوقع أن تقولوا أيضاً هذا شليلنا للحق، لا أن تتحصنوا وراء نصوص قانونية ربما تغطي صاحبها قانونياً كما قال الدكتور محمد نوح القضاة، ولكنها لا تنجيه من يوم لا قانون فيه إلا قانون رب العالمين.
يوم يقوم الناس للحساب لا يوجد إلا ميزان عدلٍ واحد فقط، و لا قانون إلا قانون الحق.
ودمتم حماة للحق فِعلاً و قولاً  لا مهنة فقط.