الخميس، 21 يناير 2016

نجيب الريحاني



جوجل  يحتفل بنجيب الريحاني

الاغتراب

في الاغتراب لا يتوقع المغترب الجديد أن الحياة لبن وعسل والناس ملائكة. هم من عامة الناس، شأنهم شأن غيرهم.  لهذا تبقى بعض التصرفات فردية ولا يجب تحميلها أكثر مما تحتمل. إشارة لمن يحاول أن يينفخ في العلاقة الأردنية السعودية.

جريمة قتل الغزلان في الأردن




هؤلاء الذين يدخلون بلادنا من أجل هواية القنص والقنيص هل تتتم متابعتهم؟ هل يأخذون ترخيصاً من الجمعية الأردنية لحماية الطبيعة؟ صعقت لصور عديدة نشرت على صفحات التواصل عن مجزرة غزلان. ما هذا الاجرام البيئي؟

الاثنين، 18 يناير 2016

مدينة الجَلوة العشائرية وسؤال لدائرة الإفتاء

ممدينة الجَلوة العشائرية وسؤال لدائرة الإفتاء

بما أنه ما زال بين ظهرانينا من يعتقد أن الناس تسكن بيوت الشعر، وكل رزقهم (شوية) غنم وكم رأس من البقر أو الجمال؛ وهم أيضاً متأكدون بأن أولادهم ترعى الغنم ولا تدرس بمدارس أو جامعات؛ وأصحاب العائلات لا عمل لها إلا الرعي نهاراً و(التعليلة) ليلاً بديوان شيخ العشيرة بمجلس ما في نفوس ثقيلة؛ لذلك فهم معذورون بأن يطلبوا من أهل القاتل الجلوة عن مرابعهم حتى الجد الخامس أو أكثر. إن الأمر جد سهل؛ فهو لا يتطلب إلا أن (نهد) بيت الشعر ونلجأ لأقرب شيخ قبيلة كقُصَّر وتحت حمايته. لم لا؟ ولم الاستغراب؟  أنا لا أتحدث عن الأردن في القرن الثامن عشر، وإنما عن  الدولة الأردنية الحديثة في القرن الحادي والعشرين. أجل يا سيدي يحدث هذا بالأردن وفي عام 2016.

هكذا بين عشية وضحاها تجد نفسك وأسرتك مطرودين من بيوتكم التي صرفتم عليها كل ما جمعتم من مال (ربما عن طريق الاغتراب أو بيع ما تبقى من أرض) لتستركم؛   تتركوها عرضة للسلب أو الحرق تحت تبرير فورة الدم  لمجرد أن أحد أقاربك قتل خطأ أو عمداً شخصاً من القبيلة الأخرى أو ربما من نفس القبيلة.  نعم يا سيدي ولا تستغرب أيضاً، ففورة الدم تبيح لك أن تحرق وتكسر على شرط أن تنجز ذلك ضمن الأيام الثلاثة الأولى التي تقع تحت الغطاء العشائري.

 ويفغر المرء فاه استغراباً عندما يجد (قوننة)  لهذا الأمر من الدولة؛ فعندما تندلع الأحداث نتيجة حادثة قتل تعمد الدولة إلى تأمين خروج أهل القاتل وأقاربه حتى لا يتعرضوا للانتقام من أهل القتيل.  نعم نعم  تؤمن خروجهم وليس حمايتهم ببيوتهم لأن هذا يتعارض مع قانون العشائر.  قبل أيام سمعت تصريحاً من الداخلية بأن الجلوة ستقتصر على أقارب القتيل للجد الثالث فقط؛ والمفارقة رغم غرابتها تم نقضها بنفس الفترة بجلوة جماعة ممن يقربون القاتل حتى الجد الخامس.  من يدري فربما لأن قانون الجد الثالث لم يمر بمراحل دستورية كموافقة مجلس النواب مثلاً.  كنت أنتظر سماع خبر إلغاء الجلوة وكل ما يتعارض من أحكام قانون الدولة وليس تأطير الجلوة وحصرها للجد الثالث.  شخصياً لا يهمني إن كانت للجد الثالث أو الخامس. أنا ضد الجلوة كمبدأ. إنها تهجير قسري لأناس أبرياء.

ألا يصلح ما يجري من أحداث في هذا المجال مادة ضخمة لفلم سينمائي ينافس على جائزة الأوسكار كالفلم " ذيب" مثلاً؟ وعلى فكرة ربما كان سبب نجاح مسلسلاتنا البدوية عموماً هو أحاديث الغزو وخلافه؛ ولكن ومع احترامنا لهذا التاريخ الذي كان سمة المنطقة كلها وليس شرق الأردن فقط ، إلا أنه من المحزن أن باقي المناطق وهي أكثر منا قبلية وعشائرية قد تخلت عن هذا التاريخ واتجهت للحداثة بينما بقينا نحن نراوح مكاننا عندما تظهر مشكلة كالتي نسمع عنها.  لقد عشت في سلطنة عُمان وبالتحديد  في محافظة ظفار ذات التركيبة القبلية كالأردن تماما ربع قرن من الزمن ولم أسمع بالجلوة؛ بل على العكس فإن العشائر عون للدولة على تنفيذ القانون بحذافيره.

نتطلع إلى حال الأردن في بعض الأمور فنعجب هل هو دولة مدنية أم دينية أم عشائرية! فنجد الجواب أنه كل هذه الأمور مجتمعة بالوقت الذي يجب أن تكون الحالة الأخرى.  فعندما نقول  لمن يطالب بالجلوة أن لا تزر وازرة ورز أخرى يقال لك أن هذه عاداتنا؛ وعندما نقول (خلينا) عشائريين يقال لنا أن هذا يتعارض مع الدولة المدنية، وعندما تطالب بالدولة المدنية تُطالب باحترام الحقوق المكتسبة لكل أطياف المجتمع.

حسناً يا سادة؛ إن كان ولا بد من الجلوة والعشائرية ومع التكلفة العالية للمجليين عن مناطقهم وبما أن الدولة تنفذ القانون العشائري وتجلي المدميين عن مناطقهم فمن واجبها تأمين سكن لهم أسوة بباقي ضيوفنا الأعزاء من باقي الدول العربية. وبما أننا أصحاب دار فإنني أراها صعبة جداً أن يسكن ألأردني بمخيم فأقترح بناء مدن بمنازلها نسميها (مدن الجلوة) وتكون هذه المدن مجهزة بالمدارس والمراكز الصحية وكافة الخدمات مجانا إلى أن تنتهي مشكلتهم؛ فمن غير المعقول أن يتشردوا.  وهكذا تُرضي الدولة أصحاب القانون العشائري وتحمي المواطنين.  وبما أن من شروط الجلوة هي الرحيل لمحافظة ثانية فسيترتب على الدولة أن تبني في كل محافظة مدينة لتكون سكناً للمجليين من المحافظات الأخرى.

وبما أننا مغرمون أيضا بالأردن في البحث عن غطاء ديني لكل شيء فإنني كحال الباقين من أفراد هذا الشعب المسكين أتوجه إلى دائرة الإفتاء الكريمة لتصدر بيانا توضح فيه موقف الدين من هذا التشرد القسري الذي يمارسه ابن العم على ابن عمه من أجل عادات ليس مجالها القرن الحادي والعشرين أبداً.  أدرك تماما أن لسان حال الدائرة هي فقط الإجابة على أسئلة المشاهدين أو المواطنين؛ وبناء عليه ها أنا أسأل ويسأل معي الكثيرون " هل الجلوة حلال أم حرام؟ "  نريد جواباً صريحاً جداً بهذا الخصوص. 

هل نسمع قريباً أو نقرأ تصريحاً من الإفتاء وسأبعث بهذا المقال لدائرة الإفتاء لمتابعته؟ أم أن الدائرة ستصنف هذا السؤال ضمن البنود الستة التي لا تجيب عليها وهي موجودة على صفحة الدائرة !!  من يدري  لعلنا نسمع جواباً وأنا واثق أن لجوابها سيكون صدى وأثرٌ طيبٌ لدى الجميع.

رد الله كل مغترب عن دياره إليها سالماً غانماً يا رب.  أقصد بالمغترب المجلي عن دياره، أما المغترب العامل فنسأل الله له التمديد. قولوا آمين.


الجمعة، 8 يناير 2016

تكريم

قدمها الفاضل الأستاذ هاشم الذهب نيابة عن الزملاء للفقير إلى الله تعالى بمناسبة بلوغ السن القانوني وانتهاء العمل بمركز اللّغة الانجليزية. شكرا له وللإخوة الزملاء اﻷفاضل.


في بيتنا مكتبة


في بيتنا مكتبة
دعوني أعترف شخصياً بأن المرات التي تذكرت أن في بيتنا مكتبة _ وهي في الحقيقة شبه مكتبة_  متواضعة عبارة خزانة من أرفف لوضع الكتب كان في مناسبتين رئيسيتين فقط. الأولى كانت عندما مارست دوري كرجل البيت  وأصررت أن أبدأ بتكوين نواة لمكتبة عندي رغم مقاومة المدام القوية للفكرة؛ فبدأت بخزانة صغيرة وضعت عليها ما توفر من كتب في ذلك الوقت ولم أزد عليها ؛ أما المرة الثانية فكانت عندما قررت الرحيل من الشقة التي أسكنها إلى شقة أصغر توفيراً للنفقات،  فكانت المشكلة أين سنضع المكتبة ( خلي بالك أنني أقول مكتبة  مش أي كلام)؛ فقررت الخلاص منها لأنه لا مكان لها بالشقة الجديدة.
استعرضت ما توفر من كتب فوجدتها تقع في ثلاثة أصناف: ديني وأكاديمي وثقافي مرتبة حسب عدد الكتب. لا أعرف عدد المصاحف الموجودة والتي لم يفتح معظمها لأنني كنت أقرأ من مصحف معين فقط.  وكذلك وجدتُ فيها كتباً دينية أخرى أهديت من أصدقاء على سبيل الاستفادة فلم أفتحها باستثناء  كتاب فقه السنة الذي اشتريته بنفسي، وقد لاحظت أن الكتب المهداة كانت بحالة ممتازة مما يدل أن مهديها  قد مررها كما جاءته دون لمس، وكما مررتها أنا بنفسي  لصديق هنا غلى طريقة أنشرها ولك الأجر بالرسائل النصية التي يمررها أصحابها دون النظر فيها.  كذلك كان هناك أشرطة لتسجيلات للقرآن الكريم وبعض المحاضرات لشيخ عزيز على قلبي من مصر الشقيقة (الشيخ محمود غريب رحمه الله) سمعتها كلها  في السيارة، ولكن بعد تحول السيارات من نظام الأشرطة إلى نظام السي دي  لم يعد بالإمكان سماعها فتم ركنها إلى جانب باقي الكتب الدينية. وعند قرار إهدائها للصديق الكريم  احتجت الزوجة بأن البيت يجب أن لا يخلو من مصحف؛ فقلت لها هناك  نسخة من القرآن على تلفوني وعلى تلفونك ويمكن القراءة منها؛ لكني رضخت للطلب وأبقيت نسخة منها.
أما باقي الكتب فقد اقتضت ضرورة العمل أن يكون جزء من الكتب التي أدرِّسها بالكلية بالبيت للتحضير أو وضع الأسئلة، وقد قلَّت هذه الحاجة تدريجياً بعد لجوء القسم لنظام المنسق للمواد؛ فأراحنا من وضع الأسئلة؛ ولأن هذه الكتب أصبحت قديمة فلا أدري كيف سأتخلص منها؛ ربما سأضعها على مدخل العمارة مع عبارة  تفضل نسختك مجانا.  ويبقى الجانب الثقافي وهذا لقلته سيكون من السهل إهداءه أيضا.
هذه المقدمة الطويلة ليست للاستعراض ولكنها لإثارة تساؤلات حول جدوى وجود الكتاب في البيت مهما كان مُهماً إذا كان بالإمكان الحصول عليه من تلفونك بمنتهى السهولة؛ لا بل يمكنك الحصول على الجزئية التي تبحث عنها بيسر بمجرد  نقرة على الجوجل.  وأزيد على ما سبق أن الانترنت تعطيك الأقوال المختلفة حول قضية ما؛ فلا تعود ملتزماً بما جاء في الكتاب الذي يتصدر مكتبتك.
أعرف تماماً أن هناك من سيقول ولكن متعة الكتاب الورقي  غير الإلكتروني؛ وهذا ربما يكون صحيحاً لدى بعض الناس، إلا أنه عند الآخرين لا يكون إلا للمظهر فقط كما جاء بمقال (Pretender to Learning) للكاتب (John Earle) وكان أستاذنا الدكتور عبد الرحمن شاهين أطال الله في عمره يشرحها بطريقة ساخرة.  وأكبر دليل على تفوق المجال الإلكتروني  على الورقي هو ما ثبت معي الآن حيث كنتُ أعتقد أن هذا المقال هو للكاتب  فرانسيس بيكون وبالبحث عن الشيخ جوجل وجدت أنه لجون أيرل.  أي كتاب يمكن أن يعطينها هذه المعلومة بدقة وأي عقل يمكنه التفاعل بسرعة مع الكتاب الورقي كما نفعل عند زيارتنا لجوجل!! خاصة إذا عرفنا أننا لسنا  كالمرحوم حسن الكرمي صاحب البرنامج الشهير بالستينيات ( قول على قول) على البي بي سي.   
أما النقطة الثانية التي أود أن أشير إليها أن الجانب الديني  ( عند غالبية الناس) يغلب على باقي أطياف المعرفة؛ فنجد المصحف الكبير والصغير ومصحف الجيب ( أقصد نسخاً من كل صنف) ونجد  مصحف التفسير الذي ما أن تخرج خارج البيت لتفاخر بتفسير آية حسب ما قرأت ليقابلك آخر بقوله (الله يهديك) هناك أقوال أخرى في هذه  الآية أو ذلك الموضوع فتسكت خاصة إذا كان الذي يجادلك شيخاً. فهل من الضروري كل هذه النسخ من المصاحف في البيت؟ ألا يكفي مصحف واحد مثلاً؟  ولا نغفل عن وجود النسخة الالكترونية  في المصحف.
وهذا يقودنا إلى نقطة ثالثة وهي لا تقل أهمية طبعاً عن ما سبق وهي هذا الصراع الجديد  الحديث  بين الكُتّاب الورقيين  والكُتّاب الإلكترونين ( إن جازت التسمية).  هل  هناك سبب لهذه الفوقية التي يمارسها أصحاب التيار الورقي على الإلكتروني ؛ وينطبق الحال على الصحافة.  ربما تكون حجة الوراقين أن المجال الإلكتروني  (فالت) وبحاجة لضوابط، وهذا قد يكون صحيحاً أحياناً ولكنه ليس سبباً كافياً.

وأختم بالسؤال هو هل فعلاً نحن بحاجة لمكتبة في البيت؟  من اليوم مكتبتي هي تلفوني ودمتم.

السعودية لينا وحقك علينا

السعودية لينا وحقك علينا
بداية لابد من تفسير العنوان لمن لا يعرف محتواه أو رسالته.  العنوان جزء من أهزوجة أردنية حماسية تشجيعاً ودعماً لشخصية قيادية  تكون بحاجة للدعم؛ فتنشد الجموع أمامه هذه الأهزوجة بأنه لينا أي جزء منا وحقه علينا بالدعم. و لابد من الإشارة أيضا أن هذا المقال ربما لن يقرأه أحد من السعودية لأن الموقع (إيلاف ) كما أعلم محجوب في السعودية  لساعة كتابة هذه الكلمات؛ فانتفى عنصر النفاق فيه لمن يهمه الأمر.
في العادة لا أكتب عن الدول الأخرى لأنني أؤمن أنه ربما يكون نوعا من التدخل بشؤونها إلا إذا كان ما يحدث ستتأثر الأردن فيه من قريب أو بعيد.  لكن وبعد أن رأيت كل هذا التجييش والحشد الذي تقوده إيران داخلياً أو بالدول التي تدور  بفلكها كان لا بد من إعلان الموقف تجاه ما يجري.  و لا يجب الوقوف موقف المحايد في هذا الأمر.   لهذا لا بد من الرجوع لخلفيات ما يجري  حاليا.
ما جرى في السعودية من إعدامات هو استحقاق قانوني  لحكم قضائي شمل سبعة وأربعين محكوما بالإعدام ومن ضمنهم زلمة إيران نمر النمر.  فلو لم يكن  في نية ايران التحرش المباشر في الشأن السعودي  لأعلنت أنها ضد حكم الاعدام بشكل عام وحدثتنا كالدول المتحضرة عن حقوق الإنسان.  لكن هل تستطيع إيران أن تقول مثل هذا القول ؟  هل تستطيع من علقت رموز الشعب وقواته المسلحة عند الإطاحة بالشاة على أعواد المشانق أن تتحدث عن حقوق الأنسان؟ هل تستطيع من أعدمت امرأة دافعت عن شرفها بقلتها لضابط  أن تحاكم السعودية؟  الجواب ببساطة لأن إيران دولة  لا تختفي وراء  شعارات؛ هي تفعل ما تريد فقط (بجرأة) ولا يهمها تبرير ذلك للعالم؛ وهذا ربما مصدر إعجابي ببعض المواقف الإيرانية لأنها لا تخشى العواقب؛ وإن كان هذا يسبب لها إحراجات كثيرة دولياً.  
لهذا لا أعتقد أن إعدام النمر سيكون آخر تحرشات إيران بالسعودية، كما أنه لم يكن أوله. بدأ تحرش إيران بالعرب خصيصياً مع بداية ثورتها ؛ وأتحدث عن ثورتها لأن العرب المسلمين قد عولوا عليها كثيراً لتكون عوناً لهم على دولة الاحتلال للأرض العربية؛ فإذا بها ترى أن الطريق إلى القدس يبدأ ببغداد.  لكن العدوان الايراني كان من زمن الشاة طبعاً أي قبل الثورة.  بدأت الثورة الايرانية تحرشها بالعراق  إلى أن وصلت لموسم الحج العام الماضي؛ والآن تدس إيران أنفها بشأن سعودي داخلي لا يحق لأحد الاحتجاج عليه إلا السعوديين أنفسهم. فما لها وللسعودية؟ ألا يكفيها محاولة تطويقها عن طريق اليمن!!؟
من يجعلنا كعرب نقف مع السعودية ونهتف بها بعلو الصوت " السعودية لينا وحقك علينا" هو ما نسمعه ونشاهده على قنواتها من اعتداء على سفارتها بطهران وتخلي الدولة الايرانية عن أهم واجباتها وهي حماية البعثات الدبلوماسية بغضها الطرف عن ما حدث، ولا أبرئ الدولة الايرانية ربما من الاشتراك في هذا الاعتداء.  كيف تأمن باقي الدول على بعثاتها اذا اختلفت تلك الدول مع سياسة ايران.
ومن الملفت للنظر ما يجري على القنوات الفضائية للدول الموالية من سيل للشتائم وتجييش الشارع ضد السعودية يخرجها من قضية السعودية لتكون ضد السنة. وإذا رأى بعض القراء في هذا مبدأ المعاملة بالمثل فليعطنا مثلا على محطة تلفزيونية سعودية أو عربية سنية تهاجم ايران كدولة أو كمذهب.  هل يتوجب مثلا على الدول أن تستأذن إيران إن حاكمت أحد رجالات إيران إن تجازوا القانون وحكموا بالإعدام؟
ما يقلقنا في موضوع التجييش أن فيه إشارات إلى محاولة اللعب بورقة الأطياف الشيعية في الدول العربية الأخرى بجعلها عناصر ضغط يمكن تحريكها من داخل الدول؛ وهذا هدد به حسن نصر الله ببداية الصراع السوري بما أسماه بالخلايا النائمة.  هذا التحريك يجعل منها عناصر ضغط لضرب الجيوش من الخلف كحال يهود بين قريظة بالمدينة بغزوة الخندق.
على ما يبدو أن إيران اقتنعت بعد فشل مشروعها باليمن بعدم القدرة على التواجد الايراني  بالمنطقة العربية وتريد أن تلجأ للداخل.  لهذا يكون واجباً على الدول المحيطة بالسعودية أن تنتفض نصرة للسعودية. نحن في الأردن لن نخذل السعودية ولن نسلمها لأيران أو غيرها لأن فيها عمقنا كما وهي حدودنا الشرقية؛ فهي السياسة والحنكة العسكرية إضافة  للبعد القومي العربي تجاهها. نعم إن جد الجد ودقت طبول الحرب  فستجدنا السعودية نهزج لها " السعودية لينا وحقك علينا".
نسأل الله الهداية لقادة إيران ليحكموا العقل في سياساتهم تجاه جيرانها العرب المسلمين لنحقن فيه دماء المسلمين فقد سال منها الكثير الكثير. ونسأله تعالى أن يحمي الله السعودية ومن فيها ومن حولها من كل شر وعدوان.  

والله الموفق