الاثنين، 23 سبتمبر 2013

جمعية أصدقاء البدلة البرتقالية | كتاب عمون | وكالة عمون الاخبارية

جمعية أصدقاء البدلة البرتقالية | كتاب عمون | وكالة عمون الاخبارية

جمعية أصدقاء البدلة البرتقالية
لن يكون معالي السيد عقل بلتاجي الأخير ممن ارتدوا البدلة البرتقالية (بدلة عامل الوطن) كما أنه لم يكن الأول؛ فقد كان - على ما أذكر- معالي الدكتور بسام العموش من أوائل من ارتدوا هذا الزي الشريف. هذا العام و بعد انتهاء الانتخابات البلدية كثرت الظواهر هذه من الأفاضل رؤساء البلديات و هي لبس البدلة البرتقالية لعامل الوطن. هذه الظاهرة يجب التوقف عندها لنسأل هل نريد البريق الإعلامي أم العمل الحق و الإنجاز. فأما إن كان من باب البريق الاعلامي و الشهرة فقط فهذا نتركه ليعالجه الجزء الأخير من الحديث النبوي الشريف "فهجرته إلى ما هاجر إليه" و أمره إلى الله؛ أما إن كان العمل و الانجاز و الخدمة العامة فليسمح لنا أصحاب السعادة بوضع هذه الأفكار و الطروحات أمامهم.
أولى هذه الطروحات هو مدى حاجة الأخ عامل الوطن لمن يتنازل و يلبس بدلته ساعة من نهار ثم يعود إلى مكتبه المكيف بعد انتهاء التصوير، فهذا كله بالنسبة لعامل الوطن لا (يقلي بيض) كما نقول بلهجتنا الأردنية. هذا العامل يحتاج إلى التكريم الفعلي ليرفع من مستواه المعيشي؛ و نحن لا نمنُّ عليهم بذلك، فلو أضربت هذه الفئة أسبوعاً واحداً فقط لعرف الكبير منا و الصغير قيمتهم فعلاً. لهذا يجب أن تكون زيادة رواتبهم على سلم أولويات معاليه أو سعادته؛ فهي لن تكلف الكثير و لن ترهق الميزانية لو خفف معاليه و سعادته من مصاريف الضيافة و الرفاهية بمكاتبهم و مكاتب البلديات عموماً.
هم أيضا بحاجة للتعامل معهم كبشر و موظفين على قدم المساواة مع غيرهم من الموظفين. بالصيف الماضي قُدّر لي أن أسمع شكوى أحدهم على برنامج وسط البلد لهاني البدري على الأف أم و قال و يبدو أنه من مصر الشقيقة و يتحدث الأردنية ( إحنا بشر و مش أغنام حتى يحشرونا ببكم ديانا ليوزعونا على المناطق الصباح و يجمعونا المساء). نعم هذه كانت شكواه، فلا يجوز أن يتم التعامل معهم بهذه الطريقة المهينة؛ يمكن لباص كوستر طبعا أن يقوم بهذه المهمة و إعطائهم الكرامة التي يستحقون. و في موضوع الكرامة أذكّر كل المسؤولين أن جلالته قد استقبلهم بأحد الأعياد و قضى العيد بينهم.
أما نحن كمواطنين و بعد تقديم آيات الشكر و العرفان لمن يلبس البدلة البرتقالي فبحاجة إلى تواجد عمال النظافة يومياً تماما كتواجدهم إلى جانب معاليهم مبتسمين أمام الكاميرا. لا نريد أن نراهم على المناسبات. و إن تواجدوا تكون مهمتهم جمع النفايات و تكويمها بجانب الحاويات التي تمر من جانبها سيارات البلدية مسرعة دون أدنى التفات لها.
هذا الصيف قفزتُ مذعوراً من مكاني أمام البيت عندما سمعت صوت كومة حديد ترمى، خرجتُ للشارع مستفسراً و إذا بي وجهاً لوجه أما حاوية نفايات جديدة (طخ، بتلمع) أمام المنزل. شمرت عن ساعدي و جمعت ككل النفايات من حولها و وضعتها فيها للحفاظ عليها حتى لا يسحبها أحدهم لمكان آخر، و مستبشرا أن تتوقف يوما عندها سيارة البلدية. مرت عشر أيام و لم تتوقف هذه السيارة المبروكة، و لا أدري ماذا حل بالحاوية؛ و أرجو أن لا تكون قد تحولت إلى منطقة تجميع للنفايات لتُصبح مشكلة بدلاً من أن تكون الحل الذي ننشد.
لقد انتشرت بالصيف ظاهرة حرق النفايات للتخلص من رائحتها الكريهة أمام منازلهم و لكنها طبعاً استبدلت بتلوث هوائي أزكم أنوف الجيران و ألزمهم بيوتهم مع إحكام إغلاق النوافذ، و يجب نسيان الجلوس بالبرندة أو أمام البيت في المساء. أما إذا حدثت أحدهم معترضاً على هذا الحرق فيكون جوابه أين نذهب بهذا النفايات؟ لهذا أتمنى فعلا أن يكون عمال الوطن أكثر انتشاراً في مناطقهم.
و قبل أن أختم، و حتى نتيح للجميع شرف ارتداء البدلة البرتقالية، و حتى لا يكون الخطاب للجهات المسؤولة فقط، فإنني أقترح على الجهات الشعبية تشكيل جمعية أصدقاء البدلة البرتقالية أو جمعية أصدقاء عمال الوطن، أسوة بالعديد من جمعيات أصدقاء هذا الشأن أو ذاك. و لا تشترط هذه الجمعية أي شرط للانتساب لها؛ كل ما في الأمر أن يُحضر العضو البلدة البرتقالية بنفسه على مقاسه، و يقبل بمرافقة أحد عمال الوطن بمنطقته ساعة من نهار أو أقل؛ أما إن تعذرت المرافقة فيكفي أن نقوم بالتنظيف أمام منازلنا و لكن بارتداء البدلة البرتقالية تقديراً لجهودهم.
كذلك أرى أن من واجبنا أن نخصص مبلغاً بسيطاً من المال يومياً يجمع بنهاية الشهر و يعطى لهذا العامل من باب المحبة لكونه أصبح من أبناء المنطقة. فلو خصصت ( قجة) تجمع فيها (الفراطة) يومياً فإنك ستجد أنك جمعت مبلغاً جيداً كل شهر لهذه الغاية النبيلة. و لقد سمعتُ قبل أسبوع رأياً من أحد الشيوخ على بعض المحطات كجواب على سؤال أنه لا يبيح إعطاء الاكراميات للعمال لأنهم ( برأيه) قد يتقاعسون عن العمل، أو لا يؤدوه على الوجه الأكمل طمعاً بالإكرامية. شخصياً لم أرتح لهذا الرأي و خاصة فيما يتعلق بإكرام عامل الوطن، فنحن بحاجة له أكثر من حاجته هو لإكرامياتنا بدينار أو دينارين شهرياً.
تحية من القلب لكل عمال الوطن و أتمنى أن يكون تكريمهم بالمرات القادمة بشكل أفضل من مجرد لبس البدلة البرتقالية فقط.

alkhatatbeh@hotmail.com

السبت، 14 سبتمبر 2013

يتيم في الخمسين | كتاب عمون | وكالة عمون الاخبارية

يتيم في الخمسين | كتاب عمون | وكالة عمون الاخبارية

يتيم في الخمسين
" أمي ماتت" قلتها لزوجتي عندما سألتني  "شو فيه" بعد  أن أنهيت مكالمة قصيرة مع أخي في الأردن. قلتها و انفجرت في نوبة بكاء كطفل تركته أمه في يومه الأول في المدرسة بعد أن رأى أمه تبعد بعيداً من خلفه، و عصا المعلم تنتظره في الصف الأول. كانت الساعة الثانية و النصف من صباح يوم الأحد الموافق الثامن من شهر أيلول.  هذا اليوم التحقت الوالدة الجليلة أم طلال لتلحق بمن سبقها من عائلتها الطيبة أخوالي و خالاتي و رفيق الدرب و الطفولة أبن أخيها و صهرها  أبو هيثم رحمهم الله جميعاً، فهذا العام كان عام فراق الأحبة. 
ألحاجة أم طلال لم تكن يوماً ممن تقام المناسبات تحت رعايتهن، و لم تكن ممن يفتتحن الأيام الخيرية لرعاية الاسر المعوزة لتعيش العوز ساعة ثم تعود إلى أرستقراطيتها في إحدى الفلل البعيدة عن الفقر و الفقراء، و لم تلبس أم طلال الشرش (الثوب الأسود) كثوب فلكلوري في عرض أزياء شعبي.  هي (و الحديث هنا لمن يقاربني في السن) كأمهاتكم جميعاً؛ كانت هي الأم و الأب لنا عندما كانت إجازات الأب يومين أو ثلاث كل عدة شهور، يعود بعدها إلى عمله في القوات المسلحة أو الشرطة بعد أن وضع بيدها عدة دنانير لا تكفي لوجبة من الوجبات السريعة هذه الأيام كمصروف الشهر. هي كانت المربية  و مدبرة المنزل؛  هي الوجه الذي كنا نفيق على صوته صباحاً لنفطر خبز وزيت و شاي قبل الذهاب إلى المدرسة، و ننام على صوتها بعد أن تقول لنا (خلصتوا قراية يمه) فقد كانت حريصة على ذلك رغم أنها لا تقرأ و لا تكتب.   لهذا ليس من العسير عليكم التعرف  على أم طلال : فيكفي أن تنظر بوجه والدتك لتراها إن كنتَ ما زلتَ من المحظوظين بالنظر إلى وجهها الكريم. أم طلال و أمثالها عشن حياتهن مجاهداتٍ بهدوء و رحلن بهدوء كما كانت حياتهن دون ضجيج.
في عيد الأم الماضي ناجيتها بمقال على هذا الموقع بعنوان " إلى أمي في عيدها" و لم أكن أدري أنها ستكون المناجاة الأخيرة، و  استعرضتُ معها شريطاً من الذكريات، ذكرتها ببعض الأشياء  فلم يكن من الممكن استعراض هذا التاريخ الطويل بمقال. عرفت أن أخواتي قد قرأن المقال لها، فابتسمت رحمها الله البعض المواقف و دمعت عيناها لبعض الأمور و لكنها قالت " الله يرضى عليك يا طلال".  سعدت جداً عندما أخبروني بذلك.  هذا الصيف تحديداُ لا أذكر أنني رأيتها أكثر سعادة في يوم من الأيام كما رأيتها بهذا الصيف. كانت كلما رأتني  أو أحداً من أسرتي الصغيرة ( تهاهي و تزغرد). بنهاية الصيف شهدت أسرتنا فرحاً بزواج إبني أخي أمين: أنس و أنيس، فلم تسعفها قوتها أن تشارك في الفرح، فهي رفيقة كرسي متحرك ضمها بحنان لسنوات، و لكنها كانت تراقب من بعيد دخول العرائس و العرسان الذين اقتربوا منها و قبّلوا يديها طالبين الدعاء بالتوفيق، كانت تصفق و تغني  و تهاهي و تزغرد لوحدها كما لو كانت وسط كل هذا الغناء.  قبل سفري بيومين  حضرتُ لوداعها فقبّلت يديها و رأسها مودعاً و راجياً الدعاء.  عدت محمّلاً بالدعوات بالتوفيق و الكثير من أقراص العيد من صنع أخواتي و إشراف أم طلال.
لا اعتراض على حُكم الله و لا راد لقضائه و لا مغير لمشيئته، فقد شاءت إرادته جل و علا أن تفيض روحها الطاهرة و أنا بديار الاغتراب بعيداً عنها، و لن ألعن الاغتراب  فلم نغترب رفاهية  طبعاً. لكن عز علي أن تذهب دون أن أسمع كلمة المسامحة منها؛ ينتابني شعورٌ بالحزن و الأسى لذهاب التي كنا نُرزق بسببها، و أُغلقت إحدى طرقنا إلى الجنة و هي طريق الأم، و عزاؤنا أن الأخرى موجودة بوجود الوالد العزيز أطال الله في عمره و أعطاه الصحة و العافية. و أحسست بشعور باليُتم لحظة سماعي بخبر وفاتها؛ أدرك حديث الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم أن "لا يتم بعد إحتلام"؛  إنما هو مجرد شعور لا أستطيع اخفاءه، فأنا لآ أطالب بكفالة اليتيم، و لكني  لا أدري ما الذي جعلني أقول لزميلي  من السودان الشقيق الذي جاء النادي الاجتماعي الأردني بصلاله معزياً بوفاة الوالدة أنني أشعر باليتم بعد وفاة الوالدة؛ و دار حديث مع من حضر من الإخوة الأردنيين و العُمانيين و السودانين و اليمنيين  من زملائي بالكلية حول دور الأم و أثرها في الأسرة.   
أليوم هو مرور  أسبوع لحلول الوالدة الحاجة مريم (أم طلال) ضيفة برحاب المولى عز وجل و أدعوه أن يغفر لها ويكرم نزلها و يوسع لها في دارها و يحشرها مع الصالحات من عباده إنه هو البر الكريم.  إن القلب ليحزن و إن العين لتدمع، و إنا على فراقك يا امي لمحزونون، و لكن لا نقول إلا ما يرضى الله و رسوله " إنا لله و إنا إليه راجعون".
كل الشكر و التقدير و العرفان لمن تفضل بالحضور إلى بيت العزاء بجديتا مُعزياً إخوتي أو إلى النادي الاجتماعي الأردني بصلاله لتعزيتي و من تفضل كذلك بتقديم التعازي على صفحتي على موقع التواصل الاجتماعي  الفيس بوك و تويتر أو اتصل هاتفياً معزياً. لكن و الطمع بالأجاويد أمثالكم أرجو ممن قرأ هذا المقال أن يقرأ الفاتحة على روح والدتي الحبيبة  رحمها الله و يدعو لها بالمغفرة.
لا يتم بعد احتلام، و لكن اليتم بوفاة الوالدة بعد الخمسين شعور مختلف، فإذا مررتم بمن تيتم بعد الخمسين فارأفوا به و واسوه فإن مصابه جلل.
رحم الله الوالدة و رحم أمواتكم.
لا أراكم الله مكروها بعزيز.          


السبت، 7 سبتمبر 2013

سوريا قلب العروبة النابض: قلبي على مصر | كتاب عمون | وكالة عمون الاخبارية

سوريا قلب العروبة النابض: قلبي على مصر | كتاب عمون | وكالة عمون الاخبارية

سوريا قلب العروبة النابض: قلبي على مصر
لا شيء يميز سوريا عن غيرها من الدول العربية لأعتبرها قلب العروبة النابض إلا وقوفها _و قد حان دور جزرها شأنها شأن من سبقها من الدول العربية و من سيلحق بها _ في صف المجزورين. نعم هي قلب العروبة النابض كما كان العراق و تونس و ليبيا سابقاً و مصر  لاحقاً إذا استمرت  الأحداث بالسيناريو نفسه، فليس من الصعب التنبؤ بالنتائج  لما يجري في الدول العربية التي وقع عليها الاختيار لتكون ضمن منظومة الربيع العربي؛ تبدأ الاحداث بالحقوق الإنسانية و تعنت حاكم فجبهة معارضة في حضن الغزاة تناشدهم الفزعة لتخليص الشعب من ظلم حاكمه لتهور الحاكم بقمع الشعب لتلفيق التهم و النفخ فيها عبر  قنوات الشؤم إياها من عربية إلى جزيرة و عالم الكتروني لا يهمه إلا زيادة عداد الزيارات، فقدوم الغزاة (مُحرِرين)، فيُستَقبلوا بالورود ثم الحكم على الحاكم و إعدامه أو الإرشاد عن مكانه و تركه لمصيره بين يدي شعبه.
ليس من الصعب التنبؤ بمستقبل المنطقة ككل، فالحال أشبه ما يكون بمجموعة من الذبائح تساق الى مصيرها المحتوم بالمسلخ ضمن مسار محدود لا يتيح لها الإنفلات  لكن مع بعض الحرية ليقدم القويُ الضعيفَ إلى مصيره غير مدركٍ أن دور هذا القوي قادم بعد ان تنتهي الذبائح و لا يجد الجلاد إلا هذا الكبير ليجزره.  نعم "مؤامرة" و "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"  نحفظها كلها و لكننا نقع دائما بنفس الأخطاء تماما كما الغزاة أنفسهم؛ لكننا نقع فيها دائما جهلاً و غباءً و يقع فيها الغزاة استعلاءً و عدمَ اكتراث؛ فلماذا يخططون للجديد من الأساليب!
الضربة القادمة على سوريا هي بداية العدوان الشامل و لن تكون محدودة الأهداف باستثناء الضربة الأولى ربما، و ستحصد الأرواح البريئة فلن يتم تشفير القنابل و الصواريخ لتقصف الأبنية و المواقع و يخرج منها قاطنوها سالمين.  وستخرج روسيا و الصين من اللعبة طائعين أو قابضين أو مرغمين، و ستثبت الأيام كذب مقولة الكيماوي كما ثبت كذبهم بالعراق، و هم يدركون ذلك، لكن الأمر لديهم هو مسوغ شخصي لهم فقط  ليغزوا هذا البلد و يدمروا  بنيته التحيته و الفوقية و لا يهمهم الملايين التي ستتشرد من البشر، و الملايين التي ستتأثر بتشريدهم فالقضية ستكون قضية لاجئين أو نازحين تعالجها الأنوروا بالمخيمات و أكياس الدقيق و سيـتأقلم البشر معها، و للمنطقة تجربة سابقة بهذه القضية.
و سيثبت ايضا أن القضية ليست القضاء على بشار الأسد كما أنها لم تكن الإطاحة بصدام حسين؛ القضية هي البلدان العربية المزدهرة التي تحاول أن تجد لها موضع قدم في هذا العالم الذي لا يرحم؛ و سيكون الدور بعد سوريا على الدولة التي تليها، فالعقد ستنفرط حباته إن انقطع خيطه؛ و خيط العروبة انقطع  منذ سنين، لهذا كما أسلفت أن المسألة مسألة دور فقط.
لكن لماذا نضع اللوم كله على الغزاة؟ من يوفر لهم التربة الخصبة للقدوم؟  نحن أول من "جاب  الدب لكرمنا" كما يقول الإخوة بالشام، و من أعطى الضوء الأخضر بقدوم الغزاة هو حافظ الأسد نفسه عند ما قال "لا يمكن لأي قوة عربية إخراج صدام حسين من الكويت" لتبرير وقوفه مع أمريكا في خندق واحد ضد ابن حزبه و منطقته و عروبته و دينه. و  ما يشبه هذه العبارة قالها من يؤيد قدوم الأمريكان لسوريا الآن، و سيقولون مثلها لتبرير دخولهم الى مصر ربما.
 ندرك أنه لا وقت للوم و لكن يجب أن ندرك جميعاً أننا كنا مسؤولين عن ما حدث بسوريا من التحريض المستمر و تشجيع ما يسمى بالجهاد في سوريا و بالمشاركة بتسليح المعارضة و تمويل حملات تهجير المواطنين من المدن السورية لخلق قضية عالمية، تماما كمسؤولية النظام نفسه. 
و بنفس القدر الذي نتحسر فيه على سوريا فهي أصبحت  عراق 2 نضع أيدينا على قلوبنا  على مصر واسطة عقد الأمة العربية، فما ينتظرها  ليس بالأمر البسيط و ان كان لا يبدو كذلك بأوله.
أما الدول التي لم يلحقها الدور فيجب عليها التوقف عن النفخ تحت نار الصراعات الداخلية بالدول الأخرى و خاصة فيما يجري بمصر فقلبي على مصر أيضاً، فما يحدث بالدول العربية من أول خريف عربي الى آخره لا علاقة له بمطالب شعوب و حقوق إنسان، إنما هو استعمار من نوع جديد تستعمر فيه الشعوب نفسها لصالح القابع هناك في مكان ما من العالم و لا أقول البيت الأبيض، إذ ربما سيُظهر المستقبل أن البيت الابيض نفسه ضحية لهذا القابع هناك.
و إن كان هناك  فسحة من الوقت أنصح أن تتوصل الشعوب وحكامها لنقطة التقاء و لا يصر كل طرف على نوع معين من الإصلاح لا يرى فيه الآخر  الإصلاح المطلوب؛ فالعاقل من اتعظ بغيره.  هذا اقتراح إذا هناك في هذا الجزء من العالم من ما زالت لحيته بيده لا بيد غيره.
أما عن سوريا فلا نملك  لها الا الدعاء إن كنا صالحين و تنبطق علينا شروط الدعاء أن يحفظ الله سوريا وطناً و شعباً و مقدرات.  إنها سوريا أتفقنا مع نظامها أم اختلفنا؛  إنها سوريا، و لن يدرك  ماهية سوريا إلا الأردنيون و سنبقى معها لأننا بوقوفنا الى جانب سوريا نكون قد وقفنا  مع أنفسنا هنا بالأردن.
سلام من صبا بردى أرق // و دمع لا يكفكف يا دمشق
و معذرة اليراعة و القوافي // جلال الرزء عن وصف يدق

هل سيكفي الشعر و النثر للإعتذار لسوريا و العراق و ما سيتبع؟؟
حمى الله الأردن و سوريا

 
Top of Form