الاثنين، 20 أكتوبر 2014

كل شي تمام دولتك ؟؟؟


كل شي تمام دولتك ؟؟؟
شاءت الصدف أن يأتي الجواب على لقاء دولة الرئيس الدكتور عبد الله النسور بأصحاب المعالي و السعادة للاستعداد للمنخفض  الجوي  سريعا و في اليوم الثاني للقاء.  و كما جاء باللقاء و كما قدّم الحضور شهاداتهم أمام دولته أن كل شي تمام دولتك؛ و أفترض أن أصحاب المعالي أيضاً تلقوا ذات التأكيد من موظفيهم أن كل شي تمام معاليك ... نزولا لآخر موظف بالهيكل الوظيفي الذي كما أتخيله قد قال لرئيسه و لا يهمك يا أبو فلان جاهزين.
بالمنخفض الجوي الذي تناقلت صوره المواقع الإلكترونية يوم أمس تبين أن كل شي ليس تماماً دولتك؛ و لا توجد استعدادات أصلاً لأي طارئ قادم بدءاً من الأمطار و انتهاء بأي ثلجة قادمة على غرار السابقة في العام الماضي باستثناء التصريحات.  سؤالي الآن للمعنيين بهذا الأمر ماذا فعلتم لمعاقبة من قصر بواجبه و أعطى تقريراً وهمياً بأن كل شي تمام و هو في الحقيقة على النقيض تماماً من التمام.  هل من المعقول رؤية هذه السيارات تغمرها الماء كما لو كنا ببلد أعاصير في منطقة استوائية!!  لكن الجواب يأتي سريعا طبعاً و هو أن حال المقصرين هذه الأيام كحال المقصرين في العام الماضي؛  سمعنا بإحالة بعضهم إلى القضاء و تكرار الخطأ يدل على أنهم ما زالوا أحراراً أو أن أحكامهم ليست بخطورة أفعالهم.
كما قال جلالة الملك بأكثر من مناسبة بأن مقولة "كل شي تمام سيدي" لا تكفي إنما يجب ترجمتها إلى أفعال حقيقية يلمسها المواطن فعلاً و أقلها عدم تكرار الأخطاء السابقة نفسها بحذافيرها. تعلمتُ من قطعة  (  The world of Jumbo Jet) التي  كنا ندرّسها لطلاب التوجيهي  بمادة (Anthology) أن هناك ما يسمى ب ( check list) يمر عليها الطيّار حتى لحظة ما قبل الإقلاع بالإضافة للتشييك الدوري الروتيني على الطائرة الذي يقوم به المهندسون و الفنيون، فلماذا لا يكون لدى وزاراتنا و مؤسساتنا الخدماتية  مثل هذه القائمة (للتشييك) عليها ببداية فصل الشتاء.  لماذا علينا أن نرى مثلا السيارات غارقة في الماء لنكتشف أن العبّارة مسكرة.  لماذا يجب أن نرى الضحايا حتى نعرف أن الأمور  ليست تمام دولتك.
قريباً ستنقشع الغيوم و تعود الأمور لمجاريها؛ ففصل الشتاء الفعلي لم يبدأ بعد؛ فهل لنا أن نرى أن هناك قائمة تشييك  على هذه الأمور؟؟ 
باختصار شديد؛ إن ما طالعناه على الصحف من صور للسيول التي غمرت الشوارع لتسبح بها السيارات  تدل على الأمور ليس تمام  دولتك.  القضية ليست مجرد تصريحات دولتك.
كل شتوة و أنتم بخير


الجمعة، 17 أكتوبر 2014

لا للمشاركة البرية على داعش

لا للمشاركة البرية على داعش
بما أن الأمر شورى بيننا، و بما أن تصريحات معالي وزير الشؤون السياسية قد وضعت النقاط على الحروف أو أوشكت و تحولت من تصريحات لتحليلات، و بما أن الأمر لا يعدو كونه توقعات لم تصل لدرجة القرار، فليسمح لنا ذوو القرار أن نعبر عن رأينا بهذا الأمر المصيري بأن نرفض الاشتراك بالحرب البرية الجاري الحديث عنها أو تهيئة الشارع لها بالأخبار.
  و لرفض اقتراح دخولنا الحرب البرية عدة أسباب أهمها أننا تعودنا دائماً على المراهنة على حكمة قيادتنا التي تميل دائما لعدم التدخل بشؤون الغير حتى لو كان التاريخ حافلاً بتدخل الغير في شؤوننا بشكل سافر أحياناً؛  فهذه الحرب  إن حدثت هي تدخل في رسم واقع جديد في المناطق في بؤر التوتر الحالية سواء بالعراق أو بسوريا. و لنا كبير  الأمل أن تبقى قيادتنا على مسافة واحدة من الجميع.
و ثاني أسباب الرفض هو أن الأمر قد يبدو سهلاً بالبداية خاصة في خضم الفزعة الآنية التي نتصدر  نحن العرب الصدارة فيها؛ فبعد أن يطول أمد الحرب ستنسحب باقي الأطراف و نبقى نحن في المواجهة مع جيراننا و إخواننا في القُطرين الشقيقين الذين لن ترضى شعوبهم بهذا التدخل لاحقاً حتى لو تقاطع هذا الأمر مع سياسيها في الوقت الحاضر.
ثالثاً: لقد دلت التجارب في العديد من الدول أن التدخلات الخارجية بالدول لم تنجح يوماً على مستوى الشعوب و إن نجحت في تغيير النظام السياسي في البلدان؛ و لكنها تترك غصة بقلوب الشعوب فتزداد انقساما على انقسام  مما يؤثر على جيران هذه الشعوب و نحن بالمقدمة.
رابعاً و على  مبدأ الإخوة المصريين عندما يقولون "و إحنا مالنا" نقول هنا عندنا أن أرواح جنودنا عزيزة علينا،  و هذه الحرب البرية لن تكون نزهة قطعاً، لهذا سيتأثر كل بيت أردني الذي يفخر بأن أحد أفراده أو أكثر منتسب له لا سمح الله إن سقط أبناؤنا ضحايا على تراب غير التراب الأردني أو العربي  إن طلب العون من عدوان خارجي يهدد أرضه كما فعلنا بالسابق أو على أسوار القدس.  و بالرجوع  إلى الموضوع المصري فلا يزال بعض المصريين ناقمين على نظامهم السابق الذي زج بأفواج جيشه للتدخل باليمن لنصرة النظام هناك ضد نظام عربي آخر. فلم يحقق الهدف هناك وعاد محملا بجثث جنوده و بذكريات مريرة من أهل اليمن تجاه ما جرى هناك. 
خامساً هذه الحرب بالمحصلة النهائية ليست حربنا بالدرجة الأولى إلا من الجانب الوقائي فقط و الذي تكفي فيه الطلعات الجوية لنسورنا البواسل هناك. و لا نرى ضرورة للدخول في أتون معركة  برية يمكن لنا أن نتجنبها.
سابعاً و بشكل شخصي لا أؤمن كثيراً بالشعارات البراقة فما عادت تدغدغ مشاعري لأنني و بصراحة كما تعودنا نعود بعد كل فزعة بسواد الوجه ممن انتفضنا لمساعدتهم, و الدليل هو ما نسمعه من الداخل و الخارج بخصوص اللاجئين من تشكيك بما نقوم به تجاههم  رغم أنهم بأحضاننا و يشاركوننا حتى هواءنا.   لقد هتف الضيوف ضد وطننا و نظامنا في المضاهرات، في الوقت الذي يحتمون فيه بنشامى و طننا،  و شتم السفير السوري بلدنا و هو على أرضنا، و جنّد سفير آخر زبانيته على شبابنا فضربوهم بعقر دارنا عندما اعتقد الشباب أن الدنيا كلها كبلدهم الأردن حيث يمكن أن يقولوا ما يشاؤون و يرجعون آمنين لبيوتهم.  فكيف سيكون الحال عندما يتحول الأمر إلى قوات لنا على أرضهم هناك.
لا أتناقض مع نفسي أبداً؛ فأنا من كتب قبل شهر تقريباً مقالاً هنا بعنوان "داعش لم تترك لنا الخيار" مفسراً سبب دخولنا الحرب على داعش كإجراء وقائي؛ و لكني أيضاً قلت بنفس المقال " لنا أن نقول في هذه الحرب ما نشاء و ندلي بدلائنا فيها قبولاً أو رفضاً قبل القرار و عندما يكون الحديث عنها هو السائد؛  لكن و بعد أن يُعلن الوطن قراره، و يصبح القرار إما مع الوطن أو ضده فلا بد أن نكون جميعاً في صف الوطن و أي حديث غير هذا يصنف بأن صاحبه يقف بالصف الآخر" المعادي للوطن. لهذا ما زلنا نمارس حقنا الدستوري بمناقشة الأمر لأن وقت القرار لم يُعلن عنه بعد.   
إن كان هناك وقت لرفضها و لِحانا ما زالت بيدنا فإن أمل الأردنيين كبير بأن تتناغم القيادة مع شعبها كما كانت دائما من عهد السلف الصالح إلى الخلف الذي ما حاد عن الدرب بأن تحفظ للأردنيين  أرواحهم و لا تشارك في هذه الحرب.
أما إن كان قطار الحرب البرية قد وُضِع على السكة و حُجزت إحدى عرباته باسمنا عندها لن يكون لنا الخيار إلا أن نكون مع الوطن كما كنا دائما معه.

و نختم كالعادة بالدعاء بأن يحمي الله هذا الوطن و أبناءه إنه سميع مجيب الدعاء. 

الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

المدادية




كتب : محمد ملحم أبو ثامر  

المدادية
كلما أهل شهر تشرين تملاء الأجواء رائحة المدادية في قريتنا
والمدادية او المدادة في بعض الروايات هي زيت ينتج عن عملية شفط حبات الزيتون البلدي تحديا والمشبرح أي الذي إبتدأ بالإسوداد خصيصا ومن ثم هرسها بواسطة الميجنة وهي أداة خشبية وبعد ذلك عصر الهريس بواسطة اليدين ثم وضع الهريس المعصور في قطعة قماش تسمح للزيت بالنفاذ ولا تسمح للهريس بذلك وغالبا ما تستخدم الحطة أو إشارب أو حتى كيس بصل من ذوات الخيوط الناعمة .
الزيت الناتج يكون أخضر غامقا وطعمه أروع من رائع ويختلف طبعا عن الزيت الذي ينتج عن عملية العصر بالماكنات حتى القديمة منها
كنت أسأل حتى أهل القرى المجاورة عنها ونادرا ما كان أحد يعرفها
أغلب الظن أن القدماء أستخدموا هذا الطريقة للحصول على قليل من الزيت العاجل لتناوله مع بعض الخبز وحبات البندورة في أيام الفراط حيث لا وقت لعمل وجبات الطعام الكبيرة فالأولية لقطف الزيتون قبل حلول الشتاء وقد كان القوم يجمعون كمية قليلة من الزيتون الصالح لهذه الغاية والذي يعرفونه بحكم الخبرة ثم يقوم أخدهم أو إحداهن بتعريضه لوقت قليل لنار يشعلونها ببعض الأعشاب ومن ثم يهريونها على صخرة بواسطة حجر فيحصلون على ما يسدون به أودهم
هذا المساء تذوقت مدادية هذا الموسم والحمد لله مع كاستين شاي وزر بندورة فغم هههههههههههه

الاثنين، 13 أكتوبر 2014

كيد النساء



قالت لي جدتي عن كيد النساء
كان يا مكان في واحد تاجر و معجب بشبوبيته و شطارته و مغرور جداً بحالة بأنه لا يمكن لامرأة أن تضحك عليه. و بلغ من غروره أن كتب وراء الطاولة التي يجلس عليها عبارة كيد الرجال غلب كيد النساء.
وصل صيته نساء الحي و لم يعجبهن ما قال.  و كما تشير السولافة أن إحداهن قررت تلقين هذا المغرور درساً قوياً؛ فبدأت بزيارته كل يوم في متجره و تنصب حوله شباكها بلبسها و جمالها و عقلها إلى أن تولع بها. فطلبها للزواج.
عندما طلبها للزواج قالت أن أباها ( وكان شيخا كبيراً و وجيها في قومه) سيرفض ذلك، و لن يقبل. فقال لها أغريه بالمصاري و أنا كما ترين لا ينقصني شيء شباب و مال. فقلت هو متمسك بي و لا يريد أن يخرجني من داره إلا لذي حسب و نسب لكنه لا يعلن عن ذلك.  كلما خطبني أحدهم  يقول له أن ابنتي عمياء و طرشاء و خرسا و في الحقيقة أنني كما ترى. 
سألها ما الحل إذاً؟ فقالت : إذا قال لك أنها عمياء خرساء طرشا فقل موافق. و فعلاً كان.  ذهب الرجل و خطب البنت فقال له بأنها عمياء خرساء طرشا فقال موافق.  فاستغرب والد العروس و لكنه وافق أمام إصرار  هذا العبيط. فحددوا موعد الزفاف و زُفّت العروس لعريسها.
عندما دخل العريس بالكوشة على العروس فاستغرب أنها لم تقم في وجهه فقال نفسه بنت شيوخ يا عمي. و بعد خروج الناس اكتشف الحقيقة المرة و هي أن العروس فعلا عمياء خرساء طرشا. فشعر بالخيبة و المقلب.
ثاني يوم صبّح من الصبح على الدكان و شواربه مهودلات و قاعد  و كان من عادة العرسان أن لا يخرجوا إلى أعمالهم إلا بعد أسبوع.  و انتبه على صوت المرأة التي ضحكت عليه تقول له  هل ما زلت تعتقد أن كيد الرجال يغلب كيد النساء؟؟ قال له توبة بس خلصينا من الورطة.
 قالت تذهب الآن إلى خرابيش النور و بتعزمهم عندك على البيت  وخليهم يجوا عندما يكون صهرك عندك جاي يبارك؛ خليه يشوفهم. عندما يسألك من هؤلاء النور؟  قول انهم أهلك و جايين يباركوا و يتعرفوا على نسيبهم الشيخ الجليل.  عندها سيحمل الشيخ انبته و يرجع لك المهر و سيطلب منك أن تطلق ابنته  فهو لن يقبل أن يكون صهرا لنوري.
ففعل من فوره و انهى الزواج
و كان أول عمل عمله هو أن أعاد صياغة اللافتة و كتب عليها كيد النساء غلب كيد الرجال
و هاي سولافتي طار عجاجها


مير ما قول  غير يا وليه اللي ما بخاف منchن 

الأحد، 5 أكتوبر 2014

الأضحية بالتراث الأردني

الأضحية بالتراث الأردني
الأضحية هي سُنّة مؤكدة و شعيرة من شعائر الله جاء ذكرها بالقرآن الكريم بمناسبة الحج. و هي ليست قصراً على الحجيج إنما هي للعموم و إن كانت بوقت معين ألا و هو يوم العيد و أيام التشريق الثلاث بعد ذلك. و لقد أردت بالجانب التراثي فيها طقوسها الأردنية في يوم الضحية.
و قد جرت العادة قديماً أن تكون الأضحية للموسرين فقط،  حيث لم تكن - قبل أن تهل علينا الخراف الصومالية و الاسترالية و غيرها- بمقدور الكثيرين أن يقوموا بهذه السُنَّة. و لهذا فإن الاستطاعة المالية لم تكن بمتناول الجميع.  فكان يتم تداول الأخبار بشكل أو بآخر أن فلان ينوي أن يُضحّي هذه السنة.
و بيوم العيد يتم ذبح الأضحية بالبيت و أمام جميع الأسرة بجو احتفالي  كبير  أمام الأسرة.  و يتقدمها طبعاً الدعاء بأن يتقبل الله عن فلان أو فلانة؛ فكانت الأضحية تُضحّى لشخص واحد فقط قبل أن تظهر الفتاوى - و أذكر أن بدايتها كانت بنهاية القرن الماضي- بأنها تجوز للمضحي و أسرته ممن يعولهم جميعاً و هذا شجَّع الكثيرين على الأضحية إن توفر المال الكافي.
كانت الأضحية  تُقسّم إلى ثلاث أجزاء كما كان المفهوم أيضا سابقاً قبل أن تظهر فتوى بأن هذا ليس إلزامياً. فأصبح معظمنا يحتفظ بأضحيته كلها أو معظمها لنفسه  لأن الهدف هو الشعيرة التعبدية فقط. و لكن و بالعودة إلى الماضي الجميل أكرر بأنها كانت تُقسم إلى ثلاث أقسام: قسم لأهل البيت، و قسم الصديق و القسم الأخير للفقراء.  و قد كان الالتزام بهذا حرفياً يجلب التعب لصاحب الأضحية عندما يَنْفَذ جزء الصديق أو الفقير و لا يوزع على الباقي، فيحتار أيعطيهم من جزء العائلة أم نكتفي بما تم توزيعه.  لكن فتح الله على أسيادنا المشايخ فقد توسعوا أيضا بالفتوى ( أو ربما كانت موجودة ولكنها لم يبحثها أحد لسيطرة مذهب على آخر بالمنطقة) فقالوا أن هذا التقسيم ليس إلزامياً و واجب التنفيذ بحذافيره.  و قد سمعت من بعض المشايخ أن لا مانع من أن يحتفظ الشخص بكامل أضحيته بثلاجته ببيته؛ و هذا شجّع (البعض) أيضاً على الأضحية  لأنها يكون قد عظّم شعائر الله و احتفظ لنفسه باللحم.   
و من الماضي الجميل كذلك، أذكر أن جميع أجزاء الأضحية يجب أن تكون مخلوطة مع اللحم فكان المضحي لا يخص نفسه أو أحداً آخر بالمعلاق (الكبدة) مثلا أو المشفّى و يوزع ما اختلط بعظم على غيره لأنه يرى أن أضحيته معلقة بإخلاص نيته مع خالقه.  و من الصور التي أذكرها أن المعلاق كان يُفصل و يُقطّع على جنب قطعاً صغيرة تضاف لنصيب كل قسم من الأقسام. و كانت الحصص كما شاهدتها و أتحدث عن الستينات من القرن الماضي عبارة عن أوقية لحمة أو أوقية طابشة حتى تشمل هدية الأضحية أكبر عدد ممكن الأهل و الأقارب و الفقراء.  و كانت ألسُن الناس تلهج بالدعاء لصاحب الأضحية.  و طبعا عندما يكون هناك أكثر من مُضحٍ بالمنطقة تصبح الأوقية أوقيات و يعم الخير و الأجر على الجميع.  
و مع تطور نفسيات البشر أصبحنا نرى من لا يقبل بشكل غير مباشر بهذه الكمية من اللحم باعتبار  أنها لا تشبع، و ربما يسمعونك بمناسبة أخرى بعد انتهاء الأضحية عبارات مثل " يا الهدية  مليحة -من ناحية الوزن يقصد- يا بلاش" أو إذا أطعمتَ أشبِع و إذا ضربتَ أوجِع،  فارتفع لهذه الأسباب النصيب من الأضحية إلى كيلو و يا دوب يعجب وقلَّ عدد أصحاب النصيب من المستحقين.  و حتى بالكيلو سمعنا نفس العبارة  بمناسبة أخرى.
الآن و بعد ارتفاع أسعار الأضاحي المحلية حيث يُشار إلى أنها بلدية و تقطّع لحم أكثر أصبح الاتجاه أكثر نحو الذبائح المستوردة لانخفاض سعرها.  و هذه جائزة و تلك جائزة و لكن في حالة الأضحية المحلية تصبح كمن يُضحّي بكبشين بدلا من واحد ففرق السعر ناتج عن ضعف كمية اللحم تقريباً.   
هذه الأيام ترتفع الأسئلة مثل: هل يجوز لغير المقتدر أن يُضحي و الجواب واضح طبعاً وهي بالنفي حتى عند من ينوي أن يدرس الشريعة عندما ينجح بالتوجيهي السنة الجاية و لكننا نضع أكثر من علامة استفهام على مفهوم الاستطاعة؛  إذ لا افهم كيف أن فلاناً لا يستطيع و هو يحمل بيده تلفون  بثمن الأضحية، أو بضعفها.
 لكن حتى لا يتم التضييق على حرية الناس أقترح و من بداية هذا العام أن تضع كل أسرة صندوقاً بالبيت كالصندوق الذي يوضع بالمساجد  يضع فيه رب الأسرة ديناراً واحداً كل يوم و سيجد أنه بنهاية العام قد جمع ثمن الأضحية استرالياً أو صومالياً، و ربما شد حاله و كانت أضحيته بلدية.

بارك الله لكم في أضحيتكم و كل عام و أنتم جميعا بألف خير و تقبل الله طاعاتكم.