كل شي تمام
دولتك ؟؟؟
شاءت الصدف أن
يأتي الجواب على لقاء دولة الرئيس الدكتور عبد الله النسور بأصحاب المعالي و
السعادة للاستعداد للمنخفض الجوي سريعا و في اليوم الثاني للقاء. و كما جاء باللقاء و كما قدّم الحضور شهاداتهم
أمام دولته أن كل شي تمام دولتك؛ و أفترض أن أصحاب المعالي أيضاً تلقوا ذات
التأكيد من موظفيهم أن كل شي تمام معاليك ... نزولا لآخر موظف بالهيكل الوظيفي
الذي كما أتخيله قد قال لرئيسه و لا يهمك يا أبو فلان جاهزين.
بالمنخفض الجوي
الذي تناقلت صوره المواقع الإلكترونية يوم أمس تبين أن كل شي ليس تماماً دولتك؛ و
لا توجد استعدادات أصلاً لأي طارئ قادم بدءاً من الأمطار و انتهاء بأي ثلجة قادمة
على غرار السابقة في العام الماضي باستثناء التصريحات. سؤالي الآن للمعنيين بهذا الأمر ماذا فعلتم
لمعاقبة من قصر بواجبه و أعطى تقريراً وهمياً بأن كل شي تمام و هو في الحقيقة على
النقيض تماماً من التمام. هل من المعقول
رؤية هذه السيارات تغمرها الماء كما لو كنا ببلد أعاصير في منطقة استوائية!! لكن الجواب يأتي سريعا طبعاً و هو أن حال
المقصرين هذه الأيام كحال المقصرين في العام الماضي؛ سمعنا بإحالة بعضهم إلى القضاء و تكرار الخطأ
يدل على أنهم ما زالوا أحراراً أو أن أحكامهم ليست بخطورة أفعالهم.
كما قال جلالة
الملك بأكثر من مناسبة بأن مقولة "كل شي تمام سيدي" لا تكفي إنما يجب
ترجمتها إلى أفعال حقيقية يلمسها المواطن فعلاً و أقلها عدم تكرار الأخطاء السابقة
نفسها بحذافيرها. تعلمتُ من قطعة ( The world of Jumbo Jet) التي كنا ندرّسها لطلاب التوجيهي بمادة (Anthology) أن هناك ما يسمى ب ( check list) يمر عليها الطيّار حتى لحظة ما
قبل الإقلاع بالإضافة للتشييك الدوري الروتيني على الطائرة الذي يقوم به المهندسون
و الفنيون، فلماذا لا يكون لدى وزاراتنا و مؤسساتنا الخدماتية مثل هذه القائمة (للتشييك) عليها ببداية فصل
الشتاء. لماذا علينا أن نرى مثلا السيارات
غارقة في الماء لنكتشف أن العبّارة مسكرة.
لماذا يجب أن نرى الضحايا حتى نعرف أن الأمور ليست تمام دولتك.
قريباً ستنقشع
الغيوم و تعود الأمور لمجاريها؛ ففصل الشتاء الفعلي لم يبدأ بعد؛ فهل لنا أن نرى
أن هناك قائمة تشييك على هذه
الأمور؟؟
باختصار شديد؛ إن
ما طالعناه على الصحف من صور للسيول التي غمرت الشوارع لتسبح بها السيارات تدل على الأمور ليس تمام دولتك. القضية ليست مجرد تصريحات دولتك.
كل شتوة و أنتم
بخير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق