الجمعة، 14 فبراير 2014

النواب و الفيس بوك

النواب و الفيس بوك
بعد أن كثر شاكو النواب بخصوص عدم تواصلهم مع قواعدهم الانتخابية بحجة انتقالهم إلى عمان، أو إغلاقهم لهواتفهم كما يقول ناخبوهم، خطرت ببالي فكرة و هي لماذا لا يلجأ أصحاب السعادة للتواصل مع الناس عن طريق موقع التواصل الاجتماعي الفيس  بوك، الذي ربما يكون قد دخل كل بيت أردني.  و لن يكلفهم هذا  أكثر من حساب على الفيس.
و لقد لاحظتُ عند ظهور هذه الفكرة أن هناك من أصحاب السعادة من يتواجد فعلاً على الفيس؛ و بنفس الوقت تظهر بعض الإعلانات التي تقول  بأن النائب فلاناً لا يملك حساباً على الفيس و كأن التواجد على الفيس  سُبّة أو عار.  لكن مع مرور الوقت أصبحنا نرى أسماء النواب تكثر على الفيس تطلب الناس إضافتهم و لكنهم لا يسعون هم إلى إضافة الآخرين.
و قد دفعني الفضول قبل أن أكتب هذا المقال أن أجول في الفيس على صفحات بعض أصحاب السعادة؛ و لقد وجدت أن هذه الصفحات ظهرت بعدة أطياف. هناك من تركها لأصحابه و مريديه  ليعلنوا عليها ما يشاءون من منشورات معظمها مما ينشر على المواقع من أخبار، و منها ما يقع تحت باب أنشرها و لك الأجر؛ و منهم من جعل من الصفحة صفحة دعائية لنشاطه في البرلمان، فيعلن عن موعد كلمته بالمجلس لمناقشة الثقة أو الموازنة، أو ما قاله سعادته ردّاً على دولته أو معاليه أو سعادته بخطبة نارية رنانة. و آخر يطلع علينا بين الفينة و الأخرى يشكو الحكومة عامة للظهور بمظهر قليل الحيلة و العاجز؛ و منهم من أتخذها منبراً للهجوم على سياسة الحكومة.  و حتى لا نقع بخطأ التعميم أقول ربما كان هناك بعض الصفحات الجادة التي يتواصل فيها أصحاب السعادة مع الناس عامة؛ أقول  ربما.  لكن يمكن القول أنني و من خلال الصفحات التي  مررت بها رأيت  بها بيانات و دعايات انتخابية مبكرة للانتخابات القادمة و لو بعد حين أكثر منها صفحات تواصلية.
و لأن الفيس بوك هو باروميتر الضغط الجماهيري طرحتُ هذا السؤال على أصدقائي بالفيس بعد التحية "هل تتواصلون مع السادة النواب على صفحاتهم هنا على الفيس؟ و إلى أي مدى أنتم راضون عن مستوى هذا التواصل إن وُجد؟  طبعاً يا ريت لو أن هناك من النواب يمر بصفحة الفقير إلى الله و يدلي بدلوه إن شاء."
و قد لاحظت حجم الإحباط  لدى الناس بهذا الخصوص، و خاصة عند الجزء الأخير من الطلب و هو الأمنية بأن يمر أحد النواب فيشارك، رغم أن من أصحاب السعادة من هو صديق عندي؛ لكن طبعا ربما رأوا بأنفسم أهل علم يُؤتون و لا يأتون.  لقد كان أطرف تعليق ورد للصديق الإعلامي الكبير نصر المجالي الذي قالي لي "لن يمروا (عن النواب) فأنتَ لستَ من أصحاب اللزاقيات"؛  في حين أن الصديق المستشار شفيق الدويك قال عن النواب أيضاً "لا يتواصلوا مع المجلس فكيف تريد منهم أن يتواصلوا معنا!" طبعا كانت هناك بعض التعليقات المريرة الأخرى التي  تمثل حجم المرارة مما يجري و التي تتمحور على تنكر النواب لناخبيهم و وعودهم.
أتمنى على أصحاب السعادة أن لا يغفلوا هذا الجانب العصري للتواصل مع المواطنين كافة فما عدتُّ أؤمن كثيراً بمقولة نائب المنطقة؛ فإذا كان للنائب الفلاني محطة فضائية تُسبح باسمه و بنشاطاته فإن لدى الآخرين الفيس بوك؛  لكن أرجو أن لا يطلع علينا أصحاب السعادة بالمطالبة ببدل فيس زيادة على الراتب على غرار بدل المواصلات؛ فتترجمه الحكومة لزيادة مجزية بالراتب.
أصحاب السعادة: لا تضيعوا الفيس من أيديكم و أنا لكم من الناصحين، على أن يكون ذلك بشكل فعلي حقيقي و ليس شكلي فقط، و لا بأس من أن يكون لهم فريق  إدارة للصفحة من أصدقائهم، و لا غضاضة في ذلك لأن هذا سيعكس الدور الفعلي للنائب الذي يستقي أفكاره من المواطنين ليكون عوناً للحكومة في التشريع.
عزيزي النائب  إذا  أعجبك ما قلتُ  فطج  لايك، و إذا لم يعجبك فبلوك  فوري.   


الأحد، 2 فبراير 2014

لماذا نحتفل بعيد ميلاد جلالة الملك

لماذا نحتفل بعيد ميلاد جلالة الملك

ظهرت موجة جديدة منذ بداية ما يُسمى بالربيع العربي تلاحق من يكتب بالشأن الأردني عموماً و المناسبات الوطنية خصوصاً كمناسبة عيد الاستقلال أو عيد الجيش أو الأعياد المرتبطة بجلالة الملك مثل عيد ميلاده أو جلوسه على العرش.  و أصبح من يكتب بهذا الأمر يُنعت بالتسحيج؛ و إذا أرادوا أن يلطّفوا اللقب قالوا عنه موالٍ للنظام؛ و إذا التمسوا له العذر قالوا " لا يعرف الحقيقة". 

لهذا السبب أرى أن من واجبنا أن نوضح لهؤلاء  لماذا نحتفل بهذا المناسبات التي نراها وطنية بامتياز؛  فكتبتُ بعيد الاستقلال  "لماذا يجب أن نحتفل بعيد الاستقلال"، و اليوم أكتب بنفس الفكرة و هي لماذا نحتفل بعيد ميلاد جلالة الملك.  نحتفل بعيد ميلاد جلالته لعدة أسباب برأيي المتواضع سأقتصرها على المستوى المحلي دون المرور  على دور جلالته الدولي:

إن جلالة الملك  ما زال هو الرمز الذي يلتف حوله الأردنيون جميعاً دون استثناء؛ و عندما نتحدث عن ملايين يتم القفز عن الأعداد البسيطة التي ربما يكون لها رأي آخر.   و لهذا لم يتم أبدا رفع شعار اسقاط النظام بكل مظاهرات الربيع العربي؛ و كان المنظمون لكل الحراكات بمختلف مسمياتها يرفضون طرح هذا الشعار أبداً، لا بل و يرفضون حتى أن ترتفع السقوف في الهتافات لتصل لأعتاب مركز جلالته.  و عند الإصرار  على ذلك، كان المنظمون ينسحبون أو يلغون المسيرة. 

نحتفل بعيد ميلاد جلالته كذلك لأنه لم يكتف فقط بدور المراقب لأداء الحكومة و البرلمان في إدارة شؤون الدولة، بل كان يتدخل بنفسه في الكثير من الأمور عندما تصبح الحاجة ماسة لذلك، و خير مثال لذلك  ما جرى في العاصفة أليكسا في الفترة الأخيرة.  ففي الوقت الذي قبع فيه المسؤولون المباشرون ببيوتهم طلبا للدفء كان جلالته بين أفراد قواتنا المسلحة يصل كل بيت بنفسه أو عن طريق نشامى الجيش ليقدم لهم يد العون.

أما على الجانب الإنساني  فهناك تناغم كبير بين جلالته و شعبه؛ فكان دائما يتصرف مع المسيء له شخصيا بالعفو عنه.  و في هذا المجال لك أن تقول ما تشاء.  لقد ضرب في ذلك الكثير من الأمثلة. و هو بذلك يسير على خطى جلالة المرحوم الملك الحسين في العفو عند المقدرة؛ و هو عفو الأب عن أبنائه.

أما على المستوى الشخصي لجلالته فيمكنك الاستماع لمن تشرف بالخدمة العسكرية مع  (سموه  آنذاك) ليحدثك عن الكثير من دماثة خلقة و تواضعه بين زملائه و إطاعته لرؤسائه في الجيش،  ففيها الكثير الكثير من المواقف. و في برنامج يسعد صباحك حدثنا رفاقه بالسلاح عن بعض ميزاته في ساندهيرست  و في قواتنا المسلحة.

لهذه  الأسباب  و غيرها من الأسباب نحتفل بعيد ميلاد جلالته، و نفخر بقيادتنا كفخرنا بشعبنا تماما. و بهذه المناسبة أتشرف بأن أرفع لمقام جلالته  أسمى آيات الولاء لمقامه السامي، و أطيب الأمنيات لجلالته بمناسبة عيد ميلاده الميمون داعياً الله جلت قدرته أن يمد في عمر جلالته أعواماً عديدة، و أن يعيد هذه المناسبة عليه و قد تحقق أمنياته بالوصول بسفينة هذا الوطن إلى بر الآمان ليبقى قنديل الوطن " ضاوي".  
و للإخوة الذي أشرت اليهم ببداية المقال  أقول  : أما  أنا فلا أخلع صاحبي.  

كل عام و الوطن بألف خير.
كل عام و قائد الوطن بألف خير.