الأحد، 25 يناير 2015

استقالة من جمعية الكتاب الألكترونيين الأردنية

سلام عليكم و رحمة الله و بركاته

السيد رئيس و أعضاء جمعية الكتاب الألكترونيين  المحترمين 

تحية طيبة و بعد

 كنتُ دائما آخذ على الإخوة الذي يبدون رغبتهم بالاستقالة بقولي  " لا يوجد هناك استقالة بالنسبة لعضو الهيئة العامة في الجمعية؛ القضية ببساطة هي أن لا تدفع الرسوم  و لا تحضر فتصبح مستقيلا . 

لا أدري أن كنتُ مصيبا أم لا، لكن ربما كان هناك مسمى الانسحاب. 

لهذا أرجو التكرم بالعلم بأني مستقيل أو منسحب من الجمعية الكريمة من هذه اللحظة، محتفظاً بالذكريات الحلوة في مدة اشتراكي بها ، و ناسياً بعض منغصاتها التي لا يخلو منها أي تجمع. 

شاكرا للجميع حسن تعاونهم  و سامحونا 

مع الرجاء مراسلتي  على هذا العنوان إن كان هناك أي مراسلات اقلها العلم بوصول الرسالة.   من هذه اللحظة أنا خارج صفحة الجمعية.
 أكرر شكري و تمنياتي  لكم بالتوفيق الدائم

قال تعالى " و لا تنسوا الفضل بينكم".  

طلال الخطاطبة 
عضو جمعية الكتاب الألكترنيين سابقاً.  

السبت، 24 يناير 2015

رحم الله خادم الحرمين الشريفين أبا متعب

رحم الله خادم الحرمين الشريفين أبا متعب
نهاية أسبوع حزينة حملت نبأ ترجل فارس من فرسان آل سعود عن جواده ليلحق بالأشراف منهم ممن سبقه إلى دار البقاء؛ لقد حط  رحل خادم الحرمين الشريفين جلالة  الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود بباب خالقه طالباً الرحمة و المغفرة و الإذن بالدخول إلى حيث نحسبه (و لا نزكي على الله أحدا)  في جنات خُلدٍ عند مليك مقتدر.  و كما هي تصاريف الأمور  فقد علا صهوة الحُكم في المملكة العربية السعودية الشقيقة خادم الحرمين جلالة الملك سلمان بن عيد العزيز.  فرحم الله أبا متعب، و بارك في عمر جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز.
انتقل جلالة أبي متعب إلى الدار الآخرة  تاركاً خلفه سيرة عطرة يذكرها له الأهل في السعودية، فقد رافقوه منذ عقود خلت منذ كان ولياً للعهد، و يذكرها له الأردنيون كذلك؛ فلا زالت كلماته عندما جاءنا ليحضر مراسم دفن المرحوم جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه حيث قال أننا نفدي الأردن بأرواحنا. و بالفعل فقد كانت (قول و فعل)؛ فلم تبخل السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين رحمه الله، و ما ترددت أبداً بدعم الأردن على مختلف الصعد؛ سياسياً و  اقتصادياً. و يعرف الأردنيون  أن المرحوم بإذن الله هو صاحب فكرة الطلب بضم الأردن لمجلس التعاون الخليجي. و العلاقة كانت بين البلدين و ما زالت في نمو و ازدهار.
و عندما لاحت بوادر الربيع العربي وقف مع خيار الشعوب و إن كانت رؤيته كحال الكثيرين تشير و منذ البداية أن هذا الربيع إنما هو خراب كبير على الأمة.  لهذا لم يتردد بدعم كل الحركات التصحيحية لمسار الربيع التي قامت أيضا بها الشعوب.  و لكن طبعاً و لكلٍ اجتهاده؛ فقد كان همه الأول بلده و شعبه؛  و لم لا؟  فقد تبين أن الصراعات الدائرة في الدول إنما هي دولية إقليمية تروح ضحيتها الشعوب باحثة عن مصلحتها؛ فما المانع أيضا أن تكون للسعودية أيضا حساباتها كدولة اقليمية مؤثرة سياسياً في المنطقة أولها حماية نفسها من هذا الخراب القادم لا سمح الله.
رحم الله أبا متعب و غفر له و جعل الجنة مثواه يا رب. و كل التعازي للشعب السعودي الشقيق  بهذا المصاب الجلل, و عزاؤنا أن الفرسان من أل سعود لا ينقطع خيرهم و هم دائماً مشاعل نورٍ يهتدي بنورها المسلمون، و هم من يتشرف ملوكهم بلقب (خادم الحرمين الشريفين) طاعة لله و طلباً لرضائه و خدمة للمسلمين الذي يرون ذلك بأعينهم عندما يزورن الأماكن المقدسة بالحجاز.      
و التهنئة لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان ببن عبد العزيز بتوليه زمان المسؤولية بالمملكة الشقيقة.  كل الدعاء له و لسمو ولي العهد و ولي ولي العهد  بأن يعينهم الله على تحمل أعبائها و خدمة شعبهم و المسلمين عامة.  آمين.
عظم الله أجركم


المصارعة اليمنية

الاثنين، 19 يناير 2015

يا أهل فرنسا لقد عكّرتم علاقتكم معانا

يا أهل فرنسا لقد عكّرتم  علاقتكم  معانا
قمة الرد الساخر على تواجد كل المشاركين في مسيرة الوقوف ضد الإرهاب بباريس هو نشر تلك الصور الكاريكاتورية المسيئة لرسولنا الكريم  صلى الله عليه و سلم؛ نعم هو إحراج لمن شارك من أصدقاء الفرنسيين للوقوف معهم في مصابهم؛ و لا أظن أن أحداً من المشاركين  كان يقصد أن تعيد الجريدة الكرَّة بنشر تلك الصور.  لا يمكن أن يكون هذا بمخيلته. هل يُعقل أن يكون هذا هو الرد عليهم؟ و قد وَضح هذا جلياً في بيان الديوان الملكي العامر الذي أدان إعادة نشر الصور و اعتبره تأجيجا لمشاعر المسلمين.  
و هناك شيء لا أفهمه كذلك في الشأن الغربي عموماً، و ربما يفيدنا أصدقاؤنا الذين يعيشون في الغرب بهذا الخصوص. ينفق هؤلاء الأوروبيون المليارات لدراسة واقعنا العربي كجزء من هذا الشرق. نعم يعرفون عنا كل شيء حتى أصغرها؛ و لم لا؟  فنحن زبائنهم و سوقهم الكبيرة؛ و لكنهم مع ذلك لا ينفقون دولاراً واحداً ليدرسوننا من الناحية العاطفية إلا بما يثير العربي جنسياً للعزف على هذا وقت الضرورة، و لكنهم لا يعرفون هذا الحس العاطفي عند الشرق عموماً و منها العرب طبعا و هو حبهم للأديان. و الحديث هنا عن الديانات جميعاً، فهذه سمة الشرق؛ و لا أظن أن الإخوة المسيحيين الشرقيين سيكونون مسرورين لو تمت السخرية بالسيد المسيح عليه السلام، و هم أيضا لا يعجبهم أبداً ما حصل بباريس مؤخراً من نشر لصور سيدنا محمد.
نحن يا أصدقاءنا الغربيين تربطنا مع أنبياء الله جميعاً عاطفة حب و احترام كبيرة؛ فلا نذكر اسم نبي من أنبياء الله إلا قدّمنا بكلمة سيدنا، و أتبعناها بعبارة عليه السلام.  و تربطنا كمسلمين مع رسول الله محمد صلوات الله عليه و سلامه  علاقة حب و عاطفة قوية؛  فقمة سعادتنا أن نسمي أبناءنا محمداً، و قمة طموحاتنا التي نرددها بعد كل صلاة أن نشرب من يده الكريمة شربة لا نظمأ بعدها أبدا، و منا من يطمح برفقته في الجنة. فلماذا  لا تفهمون هذه؟ أين علماء الاجتماع عندكم ليعرفوا سر هذا العشق.
نعم لا يوافق غالبية المسلمين على كل الصور الإرهابية التي تُنظم باسم الاسلام، و الاسلام منها براء؛ إنما ينفذها بشر تدور الدوائر أنهم من صنع أيديكم أنتم. و الأمثلة كثيرة. و لو افترضنا جدا أنهم مسلمون يقومون  بهذا إسلامياً؛ فهذه الأعداد القليلة يقابلها الملايين ممن يقفون ضد تفكيرهم التكفيري و ضد القتل و ضد كل هذه المناظر التي نراها بالإعلام. نشجب ما يقومون به، و تطاردهم الأجهزة الأمنية و يحكمهم القانون بما يستحقون. فماذا بعد؟  هل هناك تخطيط بأن تجعلوا كل هذه الملايين من المسلمين المسالمين أعداءكم استعداد لحرب عالمية قادمة؟  إنكم تدفعون كل أصدقائكم دفعاً ليكونوا (بين أقواس كثيرة) إرهابيين.  لا يمكن أن يكون كل هذا التثوير  للناس و شحنهم ضدكم بهذه القوة إلا مقدمة لحروب و قتال مستمر.
لا تقبلون بشجب علماء الدين  لكل الإرهاب! و لا تسمعون لنصيحة قداسة البابا بأن الانتصار للفكر  لا يكون بإثارة مشاعر الشعوب.  لماذا الربط بين الإرهابيين و الإسلام حتى لو كانوا كلهم مسلمين؟ هل نحن بنظرهم مشروع  إرهابيين و لكننا لم نجد الفرصة؟ هل يمكن أن تتخيلوا كاتب هذه السطور أو قارئها يوماً ما إرهابياً؟  لماذا هذا الإصرار الكبير على عدم سماع الطرف المعتدل من المسلمين و هو ليس بالقليل؟
و ماذا لو تكرر المشهد و تم قتل الصحافيين مجدداً هل ستكون النتيجة مسيرة أخرى و إعادة نشر الرسوم إلى آخر القصة.  بصراحة لا تعجبني  هذه الديمقراطية الغربية في المجتمع الغربي الذي لا يتدخل في مثل هذه الأمور؛ أي ديمقراطية هذه التي لا تحترم مشاعر الغير سواء كانوا بالمليارات أو بالعشرات. ألا يوجد عندكم قانون كقانوننا يسجن من يعكر علاقتكم بالشعوب الأخرى؟  طبعاً أعرف الجواب.  الوضع مختلف. فالمعكِّر و المعكَّر مختلفان.
و في الحقيقة لقد زاملتُ العديد من الإخوة الغربيين في العمل، و هم شريحة لا بأس بها  لكن لاحظت أن ما يهمهم عندما يتحدثون عن العرب اجتماعيا فإنهم لا يعرفون الا المنسف و المحاشي حسب المنطقة، و عن الاسلام تعدد الزوجات فقط و الإرهاب طبعا هذه الأيام.  و قد لاحظت أن جانب المنطق و العلم و القانون يحكم عندهم أكثر من العاطفة.  لم أجدهم  أبداً مندفعين عاطفياً.  عندما كانوا يسمعون أن هناك من يريد المساعدة فإنهم يساعدون و بسخاء لكن ببعد أن يطلعوا (عين أبونا) كما يقول المصريون بالسؤال عن أدق التفاصيل عن الحالة موضع المساعدة؛ و بعد أن يقتنعون بها فإن مساعدتهم تكون كبيرة و تظهر مساهماتنا لا شيء بالمقارنة مع ما يقدمون؛ و كثيراً ما كنا نزيد مساهماتنا لاحقاً حتى لا تظهر قليلة مقارنة معهم.   فأين المشكلة إذا؟
المشكلة برأيي المتواضع هو أننا و لهذه اللحظة ما زلنا فاشلين بتقديم  قضايانا  للعالم الخارجي.  هؤلاء  شعوب لا تؤمن إلا بالمنطق و الحوار و الإعلام العقلي الذي يقبل الرأي و الرأي الآخر.  هكذا هم،  فهل سنحسن علاقتنا معهم كما يجب. إذا كانوا هم لا يتقدمون نحونا في هذا المجال فيجب أن نتقدم نحن؛ فنحن الحلقة الأضعف رغم هذا الغثاء الملياري.  و سنبقى ندور بذات الدائرة.
هؤلاء جماعة سيستمرون  بتعكير صفو العلاقات معانا و لا يبالون أبداً، رغم أننا أكبر زبائنهم و لكن أي سنذهب ؟ ما في مجال إلأ سوقهم. ولا نحسن حتى استعمال السوق و لا يسألني أحد كيف؟  فأنا و الله لا أعرف لكنني أفترض أن مسؤولينا  يعرفون.  فهل سنبقى نتظاهر و هم يرسمون!!!



الثلاثاء، 13 يناير 2015

مسيرة باريس و من يُشيطِن من

مسيرة باريس و من يُشيطِن من
لا أخفيكم أنني و رغم حزن المناسبة إلا أنني لا أستطيع أن أخفي ابتسامة تتسع يوماً بعد يوم عندما أتخيل الصف الأول من المسيرة التي توافد إليها الرؤساء أو من ينيبون عنهم للتنديد بالإرهاب و الوقوف في وجهه.  و مصدر  الابتسامة  هي أنني في كل مرة  تمر الصورة من أمامي  يطلع في مقدمتها شيخ الإرهابيين و حامل لوائهم نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصيهوني ممثلا لأكبر كيان إرهابي عرفه التاريخ المعاصر؛ فكيانه الصهوني بحد ذاته أكبر إرهاب؛ فأي إرهاب يمكن أن يكون أكثر من (السلبطة) على أرض الغير و محو تاريخ شعبها وتدمير بيوتهم إن حاولوا الشكوى من وجع الاحتلال.؛ لا حظوا أنني لا أتحدث عن مقاومة و لكن مجرد الشكوى.  و يزداد الأمر سخرية عندي عندما أتخيل شارون لو كان حياً أنه أيضاً سيكون في المسيرة؛ و لكن سرعان ما أتذكر أن هذا من هذا و لا فرق.
و بالعودة لموضوع المسيرة و بنفس الوقت الذي ندين و نشجب القتل و الموت إلا في ميادين الرجولة أو الأحكام القضائية؛ فالأولى شرف و الثانية قصاص و قضاء رغم أسف سعادة السفير البريطاني عندنا.  و نشجب كذلك سلب حرية الآخرين و التغول على أفكارهم و مصادرتها؛ إلا أننا نسأل السؤال الأهم في هذا كله و هو مَن يُشيطن مَن ؟ و من جعل من هذا إرهابيا و ذاك ضحية؟ و من جعل منهم هذا مجرماً و الآخر ضحية.  نحن نسارع دائماً للحكم على نتيجة الأشياء و نقفز دائماً عن مسبباتها.  و على طريقة الفلاش باك و بالرجوع لموضوع المسيرة  ربما كان مسبب الإرهاب الرئيس (بريطانيا)  الذي زرع هذا السرطان الإرهابي في هذه البقعة من الأرض التي كُتب عليها أن تتحمل القتل و تغرم الدِيّة في نفس الوقت ليس ببعيد عن شيخ الإرهابين  في نفس الصف و لم أستطع التمييز إن كان فرحاً أو مسروراً.  فعن أي إرهاب يتحدثون؟ 
هل هناك إرهاب أكبر من أن تقتل شخصاً و تطالب ذويه بتحمل نفقات دفنه، لا بل تطالبهم بدفع ثمن الطلقة التي قتلتَ ابنهم بها؟ و هل هناك إرهاب أكبر من أن تقنعهم بأن ابنهم القتيل  المضرج بدمائه أمامهم مجرم و يجلب العار لقبيلته و عليهم التخلص من عاره فيسارعون بإرسال برقيات الشكر لكم على قتله؟  هل هناك إرهاب أكبر من أن يتصدر القاتل ولائم الاحتفالات بمناسبة قتل ولدهم  و تدار له القهوة العربية و نرقص أمامه  بكل ألواننا الشعبية، و نتقدم من سيادته أن يشاركنا رقصتنا فيرقص معنا بهبلٍ و استهزاء و ازدراء و نحن نصفق له مبتهجين و نلتقط معه الصور التذكارية؟  أعجب من يد أمة تصافح يد قاتل إبنها.   
و هل هناك إرهاب أفظع من تشيطن أديان الله و تحولها من أديان شعارها السلام  إلى أدوات قتل و تشريد. لقد نادت كل الديانات بالسلام كما جاء بالكتب المقدسة جميعها و لكنهم حولوها إلى أديان قتل و تشريد للشعوب بعد أن ركب هذا النمط من الساسة  صهوة الدين.  فكل الأراضي التي سُلبت تم باسم الأديان، و شردت الشعوب و قتلت باسم الدين. حملات التصفيات العرقية تتم باسم الدين أيضا؛ و الدين منهم براء. و حديثي  لو رجعنا للتاريخ ينطبق على كل الأديان.  أيعقل أن يكون من يقتل الناس هو من أتباع القائل " أفشوا السلام بينكم"!
أي إرهاب هذا الذي لا تأخذه بالضعفاء إلاً و لا ذمة.
ندرك نحن أهل القتيل ( الإرهابيين) أن كل ما يجري من إرهاب هو إرهاب منظم تديره عقول كبيرة و نحن لا نملك الا قراراً واحداً و هو انتظار دورنا لسكين المقصلة .  ندرك أن هذا الإرهاب إنما هو إرهاب بزنس فقط و كل ما نشاهد إنما هو تمثيل في تمثيل الهدف منه الوصول لخيراتنا، و لا بأس إن سقط في سبيل الوصول إلى ذلك الضحايا من أي جنسية أو طيف.  إرهاب فيه القاتل و المقتول شهداء و هذه معادلة تستعصي على الفهم إلا على  فهم واضعها فقط؛ فمثلا الرسامون الفرنسيون شهداء الفكر ، و قاتِلوهم شهداء الدفاع عن الرسول. و في الحقيقة أجد الطرفين ضحايا لمُنظِم هذا الإرهاب.  فمن وراء ذلك لنعود لنفس نفس السؤال من يشطين من؛ تستثير غيرك فيقتلك و نقتله فيضيع الدليل و ننسى الجرم و دمتم.
ما حدث بباريس  ليس بعيداً عن ما حصل بنيورك بتدمير مركز التجارة العالمي و الدليل أن بعد هذه المؤامرة المنددة سيكون هناك مؤتمر دفع الفواتير  في أمريكا، حيث سيتم توزيع الغنائم بالطريقة التي تراها القوة الأعظم في هذا العالم. و سنرى شركات الإعمار و البزنس تطل من جديد جنباً إلى جنب مع شركات تصنيع السلاح؛ فالسلاح يدمر و يقتل و الشركات تعمر؛ البائع واحد و الزبون جاهز هو هو نفس الزبون.  ألسنا يا رعاكم الله أصحاب القول ( يد تحمل السلاح و يد تبني).
يبدو أن أحداث باريس ستقود إلى شكل آخر و متطور عن السيناريو السابق نتيجة لحرب الإرهاب التي أسسوا لها بدعاش و سيظهر على الساحة أبطال جدد من أهل القتيل من الساعيين للشهرة و الأضواء ممن كان بعضنا يراهم ثوريين مقابل مغنم يرضي غرورهم.  لكن أهل القتيل يقولون لشيوخ الأرهاب (أعني قادتهم): اجتمعوا و نددوا و نظموا المسيرات و افعلوا ما شئتم، و لكن تذكروا أن من يطفئ نار الإرهاب فقط هو من أشعلها إن أراد لها ذلك؛ و  ليتذكر هو أنها ستحرقه هو في يوم عسى أن يكون قريباً، مع علمي الحقيقي أن الأماني لا تقلي بيضاً.  

فيا سادة أنتم تشيطننونا و لكننا نشيطنكم أضعافاً مضاعفة.  

السبت، 10 يناير 2015

النقد حق و الشكر واجب

النقد حق و الشكر واجب
من أدبيات السلوك البشري و الحضاري أن نشكر الناس على قيامهم بعمل ما لنا؛ و هذا لا علاقة له بدينٍ معين أو بلد معين.  و لكوننا في هذا الجزء من العالم نحب أن نرجع للمرجعيات الدينية في كل شيء نقول أن سيدنا محمد صلى الله عليه  وسلم قال من لا يشكر الخلق لا يشكر الخالق.  و أفترض أن هناك شيئاً مشابهاً بأقوال السيد المسيح و سيدنا موسى و باقي الأنبياء عليهم السلام.
و الشكر أيضا هو مبدأ من مبادئ التربية الحديثة و القديمة فأضافوا لنا مبدأ الثواب و العقاب  من قبيل أن من يستحق  العقاب لتقصيره،  يستحق الشكر عند إتمامه لواجباته حتى بنسبة بسيطة أو من باب التشجيع عندما تظهر بوادر أمل بالتحسن.
لهذا أصبحنا نصرف عبارات كثير للشكر للناس من قبيل جزيت خيراً، بارك الله فيك، ما قصرت، شكرا جزيلاً ؛ مشكور يالأخو  لمن يقدم لنا خدمة مجانية و نصرف أضعافها لمن يقدم لنا خدمة مدفوعة الأجر كالموظفين ببعض الدوائر المهمة مثل الأحوال المدنية أو الترخيص أو شركة الكهرباء. و ربما يأخذنا الحماس لأن نأخذ أرقام التلفونات لهؤلاء الموظفين لدعوتهم على عزومة؛ و كل ما قاموا به مدفوع الأجر و ليس مجاناً.  فما بالنا هذه الأيام  أصبحنا نطبق شعار لا شكر على واجب عندما يتعلق الأمر بالحكومة!!
لا شكر على واجب أو عبارة من يقوم بواجبه لا نشكره تنتشر كثيراً و يتداولها مناكفو الحكومة أو مناصروهم فكرياً عندما يتعلق الأمر بكل بياض وجه تقوم به الحكومة.  فإذا قلنا الأمن الناعم قالوا الفضل للشعب و هم أدرى بما كان يفعله و البعض و يتفوه به الحراكات  من استفزاز للكبير و  الصغير؛ و إذا قال وزير الداخلية لا تخرجوا خوفا عليكم و تحت طائلة المسؤولية خرج لنا من يقول  "لا نهابك"، و ثاني يوم ينشر عن عامل الديليفري الذي توفي في حادث سيارة مترحما عليه و طالبا القصاص؛ و إذا قصرت الحكومة بواجب معين كما حدث بعاصفة أليكسا العام الماضي جلدوها؛ و إذا حذرت الناس قالوا أن الهدف إرهابنا ؛ و إذا تصرفت بمهنية تضاهي الدول الكبرى قالوا لا نشكرها  فهذا واجبها.  لقد بلغ من بعض (العارفين) ببواطن  كل هذا التحذيرات بعدم الخروج هدفاً مخفي للحكومة، و كل هذا الإعلام عن العاصفة  (هدى) مقصود لتُشغل الأردنيين عن بعض القضايا.
و مما يدل دلالة واضحة أن القضية هي مناكفة سياسية فقط أنهم  أو بعضهم يتوجه بالشكر للأجهزة المعنية كلها و لكنهم يجلدون الحكومة ممثلة برئيسها و وزرائها.  لماذا لا نكون متوازنين في كل طروحاتنا و لو من باب التوازن ؛ فإذا ارتأيتم أن تنتقدوا الحكومة  فلكم ذلك، لكن حتى نقتنع بحسن نواياكم  فيجب أن تشيروا للنقاط الإيجابية للأداء الحكومي : بلاش تشكروها إذا كان الشكر غير وارد  في قاموسكم.  لا أطالبكم بشكرها و لكني أطالبكم بالتوازن من باب المهنية فقط.
ختاما أكرر ما قلته على الفيس  بوك  بأن ما شاهدته من تقارير حول الأداء الحكومي  يدل دلالة واضحة أنها في تقدم واضح بطريقة التعامل مع الأزمات. شكرا  لها شكرا جزيلا و بارك الله بها مسؤولين و نشامى من مختلف القطاعات.
و بالمناسبة توصلت لقناعة كذلك بأن الحكومة لم تتآمر مع (هدى) حتى تحضر بهذا الوقت و تشغلنا عن القضايا  الحساسة التي تشغل بالنا.
النقد  حق و الشكر  واجب


#الحرية_لمعاذالكساسبة

الأربعاء، 7 يناير 2015

حضرة المسؤول السابق .... سكوتك ذهب

حضرة المسؤول السابق .... سكوتك ذهب
دأب بعض المسؤولين الأردنيين الذين يكسد سوقهم و لا يجدوا من يكيل بصاعهم على أن يتحفونا ببضاعة مزجاة لا سوق لها إلا عند من يبحث عن التندر و الطرفة التي لا تُضحك أحداً حتى لو تقاطعت مع بعض أهدافه.  و هم يملكون بعض بقايا الفِطنة؛  فهم يعرفون أين و متى يظهرون، مستعرضين تحليلاتهم للأمور و منتقدين من جاء بعدهم متمتعين بما يعطيهم مركزهم السابق من حَصانَة شكلية ستطير إن جدَّ الجد، فيعلو سقف تصريحاتهم أحياناً.
و حديثي هذا قد تكون مناسبتة قضية غرق السفينة لصاحب نظرية الحقوق المنقوصة إياها زمان؛ فهو صاحب نظريةٍ عند كل أزمة يمر بها الوطن و لا يطل برأسه مذكّرا بنفسه إلا بالأزمات.  و هو بهذا يدل على نظرية رهيبة في اختيار المسؤولين لدى صُنّاع القرار؛ فإذا كان بعض المسؤولين ممن يحيطون بجلالة الملك تنقصهم الخبرة كما يقول، فلنا أن نعمم النظرية لنقول إن بعض من كانوا يحيطون بالنظام سابقا قليلو الوفاء أو عديموه.  و من هنا أجد أن قليل الخبرة سيتعلم ربما،  و لكن فاقد الوفاء لن يصبح وفياً في يوم من الأيام حتى لو شُحن رصيده مالياً.
لن أتحدث بموضوع غرق السفينة فقد كفاني بذلك من سبقني؛ و لكني أؤكد أن الشعب الأردني مدركٌ تماماً لطبيعة اللعبة السياسية بالمنطقة و هو متناغم جداً مع دوله و قيادته؛ و  يستسخف أي فكرة تدور حول زعزعة هذه الثقة و هذا التناغم. أستثني من ذلك القِلة ممن ما زالت تداعب خيالاتهم أحلامٌ سقطت الواحدة تلو الأخرى حولنا.  و لنسأل معاليه : متى كان الأردن خارج البحر المتلاطم الذي طغى على هذه المنطقة من أيام الحرب العالمية الأولى؟ هل كان يوماً خارج عين الإعاصير نفسها؟ و أين هو الآن؟  نعم ندرك أن الموج عالٍ و السفينة تعلو و تهبط و لكن لا ننسى عناية الله و خبرة الربان.
و لنخرج إلى شاطئ السلامة الغرق بعيداً للحديث  بشكلٍ أوسع عن حال المسؤولين الأردنيين السابقين، فصاحب نظرية السفينة ليس الأول الذي يجلد الوطن عموماً ولن يكون الأخير؛ فالجَلْد مختلف أشكاله و ألوانه و أصحابه.  نلاحظ أن من لم يجد له سوقاً في خطبة العرائس " طِلبةً أو إعطاءً"  يتحفنا بظهوره على مواقع الأنترنت بمقالات كزخ المطر؛ فمنهم من لا يكاد تختفي قدماه بأسفل الصفحة حتى يطل رأسه من أعلى الموقع من جديد. و منهم من تمترس خلف صفحات الفيس بوك مُنظِّراً حول كل القضايا، و آخر محاضِراً من هنا لهناك؛ و آخرون اتخذوا من المناسبات الثقافية فرصة للظهور كرعاة للفاعلية.  و لا ننسى طبعاً من يبحث عنه الناس كمنقذ لمؤسسة من الفلتان لكاريزما معينة عنده خبروها به عندما كان مسؤولاً.  و قد يصبح المسؤول أيضا أميناً عاماً لحزب يتمحور حول شخصه الكريم. و إذا فشل  في أمر ما كالانتخابات النيابية فيتهم الحكومة أنها أفشلته لأنه كان ينوي فضحهم؛ لا أدري هل كانوا مستورين عندما كان معاليك و زيراً مثلاً.  
لا أشكك بجهود الجميع طبعاً و لكني أضع علامات استفهام، فأقول للغالبية منهم أن هجرتكم إلى ما هاجرتم إليه و لا يعلم بالنوايا إلا الله؛ و لكن لا أدري لماذا تفترضون أن ذاكرة المواطن  قد اهترأت و ضعفت بحيث أنه يمكن أن ينسى (إنجازاتكم الكبيرة جداً ) إبان المسؤولية؟ و على رأي إخواننا المصريين ( إن كنتوا نسيتوا اللي جرى، هاتوا الدفاتر تنقرا). هذه الأيام و بهذا الفضاء الألكتروني الذي جمع فأوعى كل شيء؛ يكفيك نقرة واحدة على جوجل لتعرف تاريخ الشخص الذي جاءك يسعى طالباً صوتك لتنتخبه لجهة معينة، أو تم فرضه عليك من أناس بعزوا عليك.   
إن هذا الثوب الملائكي الذي يرتديه البعض من مسؤولينا عندما يخرجون علينا بثياب الواعظين لن يسنينا أن هذا المسؤول قد كانت يده تسبق لسانه في بعض الحالات و لسانه يسبق قراره، فكيف له أن يحدثنا عن أسباب العنف المجتمعي مثلاً و يقترح الحلول لذلك.  يجب على من يخرج علينا منظِّرا أن يبدأ بنفسه فيعترف بداية بفساده في مرحلة ما و يعتذر عنها لنصدق أنه يمكن أن يكون مصلحاً يوماً ما.  نعم كان فاسداً و بالثُلث لأن الفساد ليس نهباً لمال الدولة فقط.
يقال كما جاء بالتراث أن رجلاً هبطت عليه ثروة لا يُعرف مصدرها فأصبح من الأثرياء و أقتنى أفخم السيارات . فأراد ابنه اسثتمار هذا الغنى المفاجئ  إجتماعياً؛ فقال لأبيه ( يابا  خلينا نبني مضافة و نعزم الناس .... هيكا خلينا نصير شيوخ و وجهاء)  فقال له أبوه " يابا تا يموتوا اللي بيعرفونا".
المشكلة أمام السادة المسؤولين السابقين أنهم لن يستفيدوا من موت من يعرفهم فالأنترنت لا تموت. 
و بالعودة لموضوع غرق السفينة ندعو الله مخلصين أن ينجينا من شرور أنفسنا و نوايا غيرنا ممن هم بين ظهرانينا، و مخططات أعدائنا، و اقتراحات و تحليلات مسؤولينا السابقين و منهم صاحب نظرية إني أغرق أغرق أغرق؛ و لا نريد عونه و خبرته فالعون من صاحب الأمر.
#الحريةلمعاذالكساسبة