النقد حق و الشكر واجب
من أدبيات السلوك البشري و الحضاري أن نشكر الناس على قيامهم
بعمل ما لنا؛ و هذا لا علاقة له بدينٍ معين أو بلد معين. و لكوننا في هذا الجزء من العالم نحب أن نرجع
للمرجعيات الدينية في كل شيء نقول أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال من لا يشكر الخلق لا يشكر
الخالق. و أفترض أن هناك شيئاً مشابهاً
بأقوال السيد المسيح و سيدنا موسى و باقي الأنبياء عليهم السلام.
و الشكر أيضا هو مبدأ من مبادئ التربية الحديثة و
القديمة فأضافوا لنا مبدأ الثواب و العقاب
من قبيل أن من يستحق العقاب
لتقصيره، يستحق الشكر عند إتمامه لواجباته
حتى بنسبة بسيطة أو من باب التشجيع عندما تظهر بوادر أمل بالتحسن.
لهذا أصبحنا نصرف عبارات كثير للشكر للناس من قبيل جزيت
خيراً، بارك الله فيك، ما قصرت، شكرا جزيلاً ؛ مشكور يالأخو لمن يقدم لنا خدمة مجانية و نصرف أضعافها لمن
يقدم لنا خدمة مدفوعة الأجر كالموظفين ببعض الدوائر المهمة مثل الأحوال المدنية أو
الترخيص أو شركة الكهرباء. و ربما يأخذنا الحماس لأن نأخذ أرقام التلفونات لهؤلاء
الموظفين لدعوتهم على عزومة؛ و كل ما قاموا به مدفوع الأجر و ليس مجاناً. فما بالنا هذه الأيام أصبحنا نطبق شعار لا شكر على واجب عندما يتعلق
الأمر بالحكومة!!
لا شكر على واجب أو عبارة من يقوم بواجبه لا نشكره تنتشر
كثيراً و يتداولها مناكفو الحكومة أو مناصروهم فكرياً عندما يتعلق الأمر بكل بياض
وجه تقوم به الحكومة. فإذا قلنا الأمن
الناعم قالوا الفضل للشعب و هم أدرى بما كان يفعله و البعض و يتفوه به
الحراكات من استفزاز للكبير و الصغير؛ و إذا قال وزير الداخلية لا تخرجوا
خوفا عليكم و تحت طائلة المسؤولية خرج لنا من يقول "لا نهابك"، و ثاني يوم ينشر عن عامل
الديليفري الذي توفي في حادث سيارة مترحما عليه و طالبا القصاص؛ و إذا قصرت
الحكومة بواجب معين كما حدث بعاصفة أليكسا العام الماضي جلدوها؛ و إذا حذرت الناس
قالوا أن الهدف إرهابنا ؛ و إذا تصرفت بمهنية تضاهي الدول الكبرى قالوا لا
نشكرها فهذا واجبها. لقد بلغ من بعض (العارفين) ببواطن كل هذا التحذيرات بعدم الخروج هدفاً مخفي
للحكومة، و كل هذا الإعلام عن العاصفة
(هدى) مقصود لتُشغل الأردنيين عن بعض القضايا.
و مما يدل دلالة واضحة أن القضية هي مناكفة سياسية فقط
أنهم أو بعضهم يتوجه بالشكر للأجهزة
المعنية كلها و لكنهم يجلدون الحكومة ممثلة برئيسها و وزرائها. لماذا لا نكون متوازنين في كل طروحاتنا و لو من
باب التوازن ؛ فإذا ارتأيتم أن تنتقدوا الحكومة
فلكم ذلك، لكن حتى نقتنع بحسن نواياكم
فيجب أن تشيروا للنقاط الإيجابية للأداء الحكومي : بلاش تشكروها إذا كان
الشكر غير وارد في قاموسكم. لا أطالبكم بشكرها و لكني أطالبكم بالتوازن من
باب المهنية فقط.
ختاما أكرر ما قلته على الفيس بوك
بأن ما شاهدته من تقارير حول الأداء الحكومي يدل دلالة واضحة أنها في تقدم واضح بطريقة
التعامل مع الأزمات. شكرا لها شكرا جزيلا
و بارك الله بها مسؤولين و نشامى من مختلف القطاعات.
و بالمناسبة توصلت لقناعة كذلك بأن الحكومة لم تتآمر مع
(هدى) حتى تحضر بهذا الوقت و تشغلنا عن القضايا
الحساسة التي تشغل بالنا.
النقد حق و
الشكر واجب
#الحرية_لمعاذالكساسبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق