الخميس، 28 نوفمبر 2013

في فن التوقيف و الإخلاء الأردني

في فن التوقيف و الإخلاء الأردني
أذكر أنني و ببداية ما يسمى زوراً و بهتاناً الربيع العربي قد كتبتُ مقالاً بعنوان "ثلاث من عجائب الدنيا أردنية بامتياز" على هذا الموقع. فالحكومة و منذ بداية الربيع تحاول إرضاء جميع الأطراف رغم تناقضاتها في أحيان كثيرة. و لا أنكر أن مسلسل العجائب قد توالى و تعددت أشكاله ؛ لكنه هذه المرة قد أخذ شكلاً جديداً يستحق أن نتوقف عنده.  هذه الأعجوبة هي فنٌ قائم بذاته: فن التوقيف و الإخلاء, و هو حصرياً أردنيٌ بامتياز.
ما أن تكاد تطالعنا الأخبار بتوقيف فلان أو مجموعة الفُلانين بتهمة معينة حتى تتبخر فرحتنا بتطبيق القانون بعد هذه الأخبار  بفترة قصيرة جداً، حيث تُطيّر الأخبار أن هذا أو هؤلاء قد تم إخلاء سبيلهم بوقت قصير.  و الغريب أن التوقيف يبرر بأنه  قانوني و لا أحد فوق القانون،  و بنفس الوقت يمرر لنا الإخلاء بصيغة قانونية أيضاً كالكفالة مثلاً، و لا نعود نسمع عنهم خبراً بعد هذا الإخلاء؛ لقد أصبحنا ننتظر أخبار الإخلاء بدون استغراب و كأن الإخلاء هو المرحلة التالية للتوقيف و ليس المحاكمة و الحكم.  لا بل أن السؤال التقليدي بعد كل توقيف هو:  متى سيكون الإخلاء بإذن الله؟ و هذا كله مع كل الحالات باستثناء بعض الحالات المعدودة على أقل من عدد أصابع اليد الواحدة.
لا يوجد مبرر أبدا لإخلاء سبيل كل حالات التوقيف بدون المحاكمة باعتبار أن هذا الاخلاء يشجع على استمرار الأسباب المؤدية للتوقيف، و التي هي بالأصل تعد صارخ على هيبة الدولة و حق المواطن بعيش آمن؛ فكل الحالات التي سمعنا عنها فيها انتهاك صريح للقانون و لا يملك أحد مهما كانت ولايته أن يخلي سبيل أحد قبل المحاكمة.  و لهم في جلالة الملك أسوةٌ حسنة عندما كان يتعلق الأمر بقضايا  إطالة اللسان؛ حيث كان العفو يأتي  بعد صدور الحكم.
و الجانب الآخر لهذه الأعجوبة هو تناغم السلطة التشريعية مع التنفيذية بهذا الفن الجديد. فهناك من يعزف و هناك من يغني؛ فأصحاب السعادة المشرِّعون هم من يجر عباءاتهم للتوسط بإطلاق سراح الموقوفين، و لا يترددون (أصحاب الوسطات) بالتهديد  بموضوع الثقة أو عدم التصويت على قرار معين للحكومة فترضخ الحكومة لهذا.
و من المؤسف جدا أن يصل البلل الى لحى السادة المشرِّعين أنفسهم بموضوع الكلاشنكوف إياه، فكان التعامل مع القضية بنفس الطريقة، و بلغ بهم الأمر أن التفوا  على إرادة رأس الدولة بالوقوف بحزم بوجه هذه الظاهرة؛ و ها هو راعي الكلاشن  المتهم بالشروع بالقتل حر طليق ( طبعاً بكفالة) و سنرى كيف سينتهي موضوع الكفالة؛ و زميله الذي جُمدّت عضويته ما زال بالمجلس بدون حضور الجلسات كما جاء بالأخبار.  
و تستحق قضية النائب يحى السعود  التوقف عندها لما فيها من طرافة؛ فمنذ اللحظة الأولى التي تم توقيف سعادة النائب بتهمة التحريض يتسابق دولة رئيس الوزراء مع رئيس المجلس بخطب ود سعادة النائب يحى السعود؛ فدولته بنفي التهمة عن نفسه بأنه ليس وراء التوقيف، و بنفس الوقت صدر أكثر من بيان و تصريح من رئاسة مجلس النواب (معالي سعد هايل السرور) بنفي التقصير بمتابعة قضيته بعدم جواز التوقيف؛ رغم أن هناك أراء قانونية لا أظنها غابت عن بال القاضي الذي أمر بتوقيف سعادة النائب لا تعارض توقيفه كون المجلس بإجازة. فكل من دولته و معاليه يسعون حثيثا لإثبات براءتهم أمام سعادة النائب يحي السعود و يرجونه السموحة.
ألا يدرك ذوو الشأن بهذا الموضوع أن هذه اللغوصة بالتوقيف والإخلاء تهز مصداقيتهم أمام الشعب؟ ألا يدركون أن هذه أيضا تسير بالمجتمع إلى دركٍ سحيقٍ من الفوضى تؤدي  إلى مقولة خذ حقك بيدك و لا تنتظر القانون؟ ألا يدركون أن هناك من أصبح  يؤمن بمقولة " اللي له ظهر  لا تخاف عليه".   
ختاماً نذكّر بأكثر من تصريح لمعالي حسين هزاع المجالي عن تكلفة الأمن بهذا الموضوع، و هنا نقول بما أن القضية هي مجرد توقيف و إخلاء على السريع، فلماذا لا نريح رجال الأمن توفيراً للنفقات.  لماذا لا ندع الناس تخلص حقوقها بيدها!
أين هيبة الدولة و القانون؟  إن الأمور إذا فلت عقالها فلن يعيدها إلى جادة الصواب إلا الدم؛ هذا الدم الذي ما سال إلا من أجل الحق و في ميادين الرجولة.

حفظ الله البلاد و العباد.

في فن التوقيف و الإخلاء الأردني

في فن التوقيف و الإخلاء الأردني
أذكر أنني و ببداية ما يسمى زوراً و بهتاناً الربيع العربي قد كتبتُ مقالاً بعنوان "ثلاث من عجائب الدنيا أردنية بامتياز" على هذا الموقع. فالحكومة و منذ بداية الربيع تحاول إرضاء جميع الأطراف رغم تناقضاتها في أحيان كثيرة. و لا أنكر أن مسلسل العجائب قد توالى و تعددت أشكاله ؛ لكنه هذه المرة قد أخذ شكلاً جديداً يستحق أن نتوقف عنده.  هذه الأعجوبة هي فنٌ قائم بذاته: فن التوقيف و الإخلاء, و هو حصرياً أردنيٌ بامتياز.
ما أن تكاد تطالعنا الأخبار بتوقيف فلان أو مجموعة الفُلانين بتهمة معينة حتى تتبخر فرحتنا بتطبيق القانون بعد هذه الأخبار  بفترة قصيرة جداً، حيث تُطيّر الأخبار أن هذا أو هؤلاء قد تم إخلاء سبيلهم بوقت قصير.  و الغريب أن التوقيف يبرر بأنه  قانوني و لا أحد فوق القانون،  و بنفس الوقت يمرر لنا الإخلاء بصيغة قانونية أيضاً كالكفالة مثلاً، و لا نعود نسمع عنهم خبراً بعد هذا الإخلاء؛ لقد أصبحنا ننتظر أخبار الإخلاء بدون استغراب و كأن الإخلاء هو المرحلة التالية للتوقيف و ليس المحاكمة و الحكم.  لا بل أن السؤال التقليدي بعد كل توقيف هو:  متى سيكون الإخلاء بإذن الله؟ و هذا كله مع كل الحالات باستثناء بعض الحالات المعدودة على أقل من عدد أصابع اليد الواحدة.
لا يوجد مبرر أبدا لإخلاء سبيل كل حالات التوقيف بدون المحاكمة باعتبار أن هذا الاخلاء يشجع على استمرار الأسباب المؤدية للتوقيف، و التي هي بالأصل تعد صارخ على هيبة الدولة و حق المواطن بعيش آمن؛ فكل الحالات التي سمعنا عنها فيها انتهاك صريح للقانون و لا يملك أحد مهما كانت ولايته أن يخلي سبيل أحد قبل المحاكمة.  و لهم في جلالة الملك أسوةٌ حسنة عندما كان يتعلق الأمر بقضايا  إطالة اللسان؛ حيث كان العفو يأتي  بعد صدور الحكم.
و الجانب الآخر لهذه الأعجوبة هو تناغم السلطة التشريعية مع التنفيذية بهذا الفن الجديد. فهناك من يعزف و هناك من يغني؛ فأصحاب السعادة المشرِّعون هم من يجر عباءاتهم للتوسط بإطلاق سراح الموقوفين، و لا يترددون (أصحاب الوسطات) بالتهديد  بموضوع الثقة أو عدم التصويت على قرار معين للحكومة فترضخ الحكومة لهذا.
و من المؤسف جدا أن يصل البلل الى لحى السادة المشرِّعين أنفسهم بموضوع الكلاشنكوف إياه، فكان التعامل مع القضية بنفس الطريقة، و بلغ بهم الأمر أن التفوا  على إرادة رأس الدولة بالوقوف بحزم بوجه هذه الظاهرة؛ و ها هو راعي الكلاشن  المتهم بالشروع بالقتل حر طليق ( طبعاً بكفالة) و سنرى كيف سينتهي موضوع الكفالة؛ و زميله الذي جُمدّت عضويته ما زال بالمجلس بدون حضور الجلسات كما جاء بالأخبار.  
و تستحق قضية النائب يحى السعود  التوقف عندها لما فيها من طرافة؛ فمنذ اللحظة الأولى التي تم توقيف سعادة النائب بتهمة التحريض يتسابق دولة رئيس الوزراء مع رئيس المجلس بخطب ود سعادة النائب يحى السعود؛ فدولته بنفي التهمة عن نفسه بأنه ليس وراء التوقيف، و بنفس الوقت صدر أكثر من بيان و تصريح من رئاسة مجلس النواب (معالي سعد هايل السرور) بنفي التقصير بمتابعة قضيته بعدم جواز التوقيف؛ رغم أن هناك أراء قانونية لا أظنها غابت عن بال القاضي الذي أمر بتوقيف سعادة النائب لا تعارض توقيفه كون المجلس بإجازة. فكل من دولته و معاليه يسعون حثيثا لإثبات براءتهم أمام سعادة النائب يحي السعود و يرجونه السموحة.
ألا يدرك ذوو الشأن بهذا الموضوع أن هذه اللغوصة بالتوقيف والإخلاء تهز مصداقيتهم أمام الشعب؟ ألا يدركون أن هذه أيضا تسير بالمجتمع إلى دركٍ سحيقٍ من الفوضى تؤدي  إلى مقولة خذ حقك بيدك و لا تنتظر القانون؟ ألا يدركون أن هناك من أصبح  يؤمن بمقولة " اللي له ظهر  لا تخاف عليه".   
ختاماً نذكّر بأكثر من تصريح لمعالي حسين هزاع المجالي عن تكلفة الأمن بهذا الموضوع، و هنا نقول بما أن القضية هي مجرد توقيف و إخلاء على السريع، فلماذا لا نريح رجال الأمن توفيراً للنفقات.  لماذا لا ندع الناس تخلص حقوقها بيدها!
أين هيبة الدولة و القانون؟  إن الأمور إذا فلت عقالها فلن يعيدها إلى جادة الصواب إلا الدم؛ هذا الدم الذي ما سال إلا من أجل الحق و في ميادين الرجولة.

حفظ الله البلاد و العباد.

في فن التوقيف و الإخلاء الأردني

في فن التوقيف و الإخلاء الأردني
أذكر أنني و ببداية ما يسمى زوراً و بهتاناً الربيع العربي قد كتبتُ مقالاً بعنوان "ثلاث من عجائب الدنيا أردنية بامتياز" على هذا الموقع. فالحكومة و منذ بداية الربيع تحاول إرضاء جميع الأطراف رغم تناقضاتها في أحيان كثيرة. و لا أنكر أن مسلسل العجائب قد توالى و تعددت أشكاله ؛ لكنه هذه المرة قد أخذ شكلاً جديداً يستحق أن نتوقف عنده.  هذه الأعجوبة هي فنٌ قائم بذاته: فن التوقيف و الإخلاء, و هو حصرياً أردنيٌ بامتياز.
ما أن تكاد تطالعنا الأخبار بتوقيف فلان أو مجموعة الفُلانين بتهمة معينة حتى تتبخر فرحتنا بتطبيق القانون بعد هذه الأخبار  بفترة قصيرة جداً، حيث تُطيّر الأخبار أن هذا أو هؤلاء قد تم إخلاء سبيلهم بوقت قصير.  و الغريب أن التوقيف يبرر بأنه  قانوني و لا أحد فوق القانون،  و بنفس الوقت يمرر لنا الإخلاء بصيغة قانونية أيضاً كالكفالة مثلاً، و لا نعود نسمع عنهم خبراً بعد هذا الإخلاء؛ لقد أصبحنا ننتظر أخبار الإخلاء بدون استغراب و كأن الإخلاء هو المرحلة التالية للتوقيف و ليس المحاكمة و الحكم.  لا بل أن السؤال التقليدي بعد كل توقيف هو:  متى سيكون الإخلاء بإذن الله؟ و هذا كله مع كل الحالات باستثناء بعض الحالات المعدودة على أقل من عدد أصابع اليد الواحدة.
لا يوجد مبرر أبدا لإخلاء سبيل كل حالات التوقيف بدون المحاكمة باعتبار أن هذا الاخلاء يشجع على استمرار الأسباب المؤدية للتوقيف، و التي هي بالأصل تعد صارخ على هيبة الدولة و حق المواطن بعيش آمن؛ فكل الحالات التي سمعنا عنها فيها انتهاك صريح للقانون و لا يملك أحد مهما كانت ولايته أن يخلي سبيل أحد قبل المحاكمة.  و لهم في جلالة الملك أسوةٌ حسنة عندما كان يتعلق الأمر بقضايا  إطالة اللسان؛ حيث كان العفو يأتي  بعد صدور الحكم.
و الجانب الآخر لهذه الأعجوبة هو تناغم السلطة التشريعية مع التنفيذية بهذا الفن الجديد. فهناك من يعزف و هناك من يغني؛ فأصحاب السعادة المشرِّعون هم من يجر عباءاتهم للتوسط بإطلاق سراح الموقوفين، و لا يترددون (أصحاب الوسطات) بالتهديد  بموضوع الثقة أو عدم التصويت على قرار معين للحكومة فترضخ الحكومة لهذا.
و من المؤسف جدا أن يصل البلل الى لحى السادة المشرِّعين أنفسهم بموضوع الكلاشنكوف إياه، فكان التعامل مع القضية بنفس الطريقة، و بلغ بهم الأمر أن التفوا  على إرادة رأس الدولة بالوقوف بحزم بوجه هذه الظاهرة؛ و ها هو راعي الكلاشن  المتهم بالشروع بالقتل حر طليق ( طبعاً بكفالة) و سنرى كيف سينتهي موضوع الكفالة؛ و زميله الذي جُمدّت عضويته ما زال بالمجلس بدون حضور الجلسات كما جاء بالأخبار.  
و تستحق قضية النائب يحى السعود  التوقف عندها لما فيها من طرافة؛ فمنذ اللحظة الأولى التي تم توقيف سعادة النائب بتهمة التحريض يتسابق دولة رئيس الوزراء مع رئيس المجلس بخطب ود سعادة النائب يحى السعود؛ فدولته بنفي التهمة عن نفسه بأنه ليس وراء التوقيف، و بنفس الوقت صدر أكثر من بيان و تصريح من رئاسة مجلس النواب (معالي سعد هايل السرور) بنفي التقصير بمتابعة قضيته بعدم جواز التوقيف؛ رغم أن هناك أراء قانونية لا أظنها غابت عن بال القاضي الذي أمر بتوقيف سعادة النائب لا تعارض توقيفه كون المجلس بإجازة. فكل من دولته و معاليه يسعون حثيثا لإثبات براءتهم أمام سعادة النائب يحي السعود و يرجونه السموحة.
ألا يدرك ذوو الشأن بهذا الموضوع أن هذه اللغوصة بالتوقيف والإخلاء تهز مصداقيتهم أمام الشعب؟ ألا يدركون أن هذه أيضا تسير بالمجتمع إلى دركٍ سحيقٍ من الفوضى تؤدي  إلى مقولة خذ حقك بيدك و لا تنتظر القانون؟ ألا يدركون أن هناك من أصبح  يؤمن بمقولة " اللي له ظهر  لا تخاف عليه".   
ختاماً نذكّر بأكثر من تصريح لمعالي حسين هزاع المجالي عن تكلفة الأمن بهذا الموضوع، و هنا نقول بما أن القضية هي مجرد توقيف و إخلاء على السريع، فلماذا لا نريح رجال الأمن توفيراً للنفقات.  لماذا لا ندع الناس تخلص حقوقها بيدها!
أين هيبة الدولة و القانون؟  إن الأمور إذا فلت عقالها فلن يعيدها إلى جادة الصواب إلا الدم؛ هذا الدم الذي ما سال إلا من أجل الحق و في ميادين الرجولة.

حفظ الله البلاد و العباد.

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

هم النشامى و النشامى هم


هم النشامى  و النشامى هم
لا أدري إن كان هناك فريقٌ كرويٌ في التاريخ تعرض لسلخٍ و تهكمٍ و إحباطٍ كما تعرض  له فريق النشامى قبل مباراتهم مع فريق الأروجواي. و لا أتحدث طبعاً عن ما بعد المباراة؛ فالتعليق بعدها و خلالها أمرٌ مباح، و يدخل في باب تقييم المباراة، فنتحدث عن أخطاء دفاعية و نتحدث عن ضعف لحارس المرمى و انخفاض في مستوى اللياقة أو ربما طال نقدنا المدرب نفسه.  لكن من أتحدث عنه هو ما جرى قبل المباراة و أثناء التحضير لها بفترة ليست بالقليلة.
ليست لدي معلومات إن كان الفريق عادة يخضع لسريَّة تامة أثناء معسكر التدريب أم لا، و هل يكون على اتصال بالعالم خارج معسكر التدريب،  و هل كان للإعلام بأنواعه حضورٌ بالمعسكر التدريبي.  إن ثبت أن اللاعبين كانوا على اطلاع على ما يُكتب و يُقال فإننا كجمهور ربما نتحمل جزءاً من المسؤولية  بتحطيم معنويات الشباب قبل المباراة. و هذا يعني أنه في المباريات اللاحقة يجب أن يتم قطع التواصل مع الخارج قبل أسبوع من المباراة على أقل تعديل. 
و إذا كان للاعبين اتصال بمواقع التواصل الاجتماعي فالمصيبة كبيرة؛ فقد كان الفيسبوك و المواقع الأخرى مسرحاً لكثير من النكت والتهكم على الفريق  قبل المباراة، و كنا قبلها نهلل و نرحب بوصولنا لهذه المرحلة و نقول الحمد لله أننا وصلنا لها؛ و المفارقة أننا كنا نسمع ما يسر و يلتمس العذر للنشامى قبل المباراة؛ لكن عند اقتراب موعد المباراة أصبحنا نسمع و نقرأ العجب العجاب على صفحات الأصدقاء؛ و لا أدري  هل كان المفروض على الفريق الأردني أن يتغيب عن المباراة فيخسر دون لعب  باعتبارها محسومة سلفاً؟ هل كان الفريق سينجو من السلخ لو فعلها.
و كلما اقترب موعد المباراة زاد السلخ بعد أن تم تسييس  ما قبل المباراة،  فلم ينجو التيليثون الذي أقامه التلفزيون لدعم النشامى من التهكم، و الذي كان الهدف منه أن لا تتحمل الدولة كامل المصاريف، بعد أن  تكفل سمو الشيخ محمد بن راشد مشكوراً  بطائرة خاصة تقلهم.  وربما يكون هناك هدف آخر له و هو أن نشعر جميعاً من تبرع أو شاهد جزءاً من الحملة لدعم النشامى مادياً و معنوياً.   أي نصر  يمكن أن يحققه فريق  يقع تحت سياط ذوي القربى و الأرحام  قبل أن تبدأ المباراة.  
و كجزء من الدعم الإلكتروني فقد ساهمتُ كما ساهم غيري بتغيير صورة الصفحة و الصورة الشخصية إلى الصورة المشهورة  "يالا عالبرازيل". و بعد المباراة جاءتنا التعليقات من قبيل ( يا زلمة بعدك حاط الصورة) و  (لسا عندك أمل) و غيرها فكان جوابي للأصدقاء و هم بالمناسبة أشد عشقا للنشامى مني " و هل حبنا للنشامى مربوط بما يحققونه من أهداف فقط؟"  أين تاريخهم الطويل في النهوض بمستوى الكرة و مقارعة الكبار و آخرهم _و لن يكون الأخير_ الأروجواي؛ و القادم أفضل إن شاء الله.
هل نسيتم يا عشاق النشامى أنكم حملتموهم على الأكتاف  عندما عادوا من قطر ؟؟  أيُعقل أن تكونوا أنتم أنفسكم من هتف بالملعب " مشان الله  _ السادس يالله"! 
إن مباراة النشامى مع الأروجواي لن تكون الأخيرة كما قلت؛ و القادمات كُثُرٌ مع الأروجواي أو مع غيرها لا يهم؛ فالشباب عرفوا طريقهم إلى كأس العالم، و ما لم نحصل عليه اليوم سنحصل عليه غداً بإذن الله. المهم  بالنسبة لي أن سنابك خيل النشامى القادمة من الشرق قد وصلت الأروجواي، و لا تهمني النتيجة في هذه المباراة أو حتى القادمة؛ فعيننا على دوري الكاس القادم. و  بهذا يكون النشامى على خطى من سبقهم من فرسان العرب الذين كان لهم شرف الوصول إلى مراحل مشابهة و رجعوا و ما ضعفوا؛ و لم نسمع أن عشاقهم قد جلدوهم كما جلدنا نحن النشامى.
إلى كل محبين النشامى أقول أن لا تهنوا و لا تحزنوا على ما فات؛ فإن لم يفلح النشامى اليوم فالمستقبل لهم بإذن الله؛ و هم بإذن الكُرّار و لن يكونوا فُرّاراً أبداً.
إنهم النشامى يا رجال ومحبتنا لهم لا تتحكم بها عدد الأهداف.



الأحد، 10 نوفمبر 2013

تعليلة مع الشاعر نايف أبو عبيد




تعليلة مع الشاعر نايف أبو عبيد
إذا كانت الظروف لم تسمح لي بزيارة الشاعر ببيته في الصيف للتشرف بمجالسة هذا الطود الشعري الأردني الشامخ، و تهنئته بسلامة العودة إلى أرض الوطن، مشافى  معافى من مرضه بعد رحلة علاج إلى الولايات المتحدة، فقد حقق لي الفيسبوك هذا الأمل بالتواصل.  نعم ، تواصلت مع الشاعر، و هاتفته بعد ذلك، و جالسته فيسبوكياً، و علقت على ما يكتب، و نقلت بعضه لصفحتي على الفيس بعد إذنه. كم كان سروري عظيما بالحديث لشاعرنا.
لست هنا بصدد الحديث عن حياة الشاعر فهي متوفرة لمن أراد البحث عنها على الجوجل، و لست بصدد نقد و  تحليل شعره، فما أنا بناقد أدبي للشعر، و أن كنت أدعي أنني أتذوقه؛ إلا أنني هنا بصدد نقل مشاعري تجاه هذا الشاعر الأردني الأصيل ( و لا أريد أن أقول الأربدي، فهو شاعر لكل  الوطن كعرار)؛ كذلك أهدف إلى دعوة الجميع للتعليلة بدارته و على قهوته الأدبية بصفحته على الفيسوك. 
فبدارة الشاعر الإلكترونية نجد أننا نجالس مراحل عمرية مختلفة من حياة الشاعر؛ فمنها الكبير و قلبه على الوطن فيحببك فيه و يرقق قلبك عليه بقوله:
هاي. البلد. يا. عيال. كل. الهنا. فيها
من. فورها. يا. عيال. حتى. صحاربها هاي. البلد. يا. عيال
علوا. سواريها. وكونوا. لها. يا. رجال 
تبلغ. مراميها. وتحلا. روابيها. 
مركبها. ناوي. السفر. لاخلى. موانيها. 
توكل. على. ربه. وصفر. وألقى. مراسيها. !!
  ثم دعى له
رب. يا. واحد. احد. تحمي. لنا. هاي. البلد
من. شر. حاسد. لو. حسد
او. شر. فاسد. لو. فسد. 
يا. رب. يا. فرد. وصمد
حقق. مرامي. هالبلد. 
وأكرم. عليها. بالمدد
 .
و قلبه ينبض بالشباب فيذكرنا بالدبكة و الجوفية و يذكرنا ب " يابو رشيدة قلبنا اليوم مجروح"، فيعيش و نعيش معه أيام الشباب: أيام كانت الدبكة فرحاً و سعادة و ليست مجرد حركات رياضية.
و يعكس لنا ألم القلب من خيانة الصديق أو جرحه ( ومن منا لم يعاني منها) فيصرخ بعلو صوته قائلاً:
الصاحب. اللي. ما. يودك. لا. توده. 
هذا. صديق. المنفعة. يا. صديقي. 
وان. زعل. منك. اتركه. ولا. ترده. 
روحه. بلا. رجعة. يا. رفيقي. 
واشلي. بصاحب. بالعطش. ما. يبل. ريقي. 
لو. جاك. طالب. حاجة. رده. وصده
 و هو عندما تنتخي الزلم لدعم النشامى يدعمهم و يحث على دعمهم، فأنشد للنشامى أغنية كاملة جاهزة تنتظر من يلتقطها ليغنيها:
وسط. الملاعب. نشامى. الاردن وسط. الملاعب
ما. بيهم. خائب. نشامى. الاردن
ما. بيهم. خايب
سوا. الهوايل. نشامى. الاردن
سوا. الهوايل. 
زين. الفصائل. الله. يحميهم
زين. الفعايل. 
رافعين. الراس. نشامى. الاردن
رافعين. الراس. 
صلب. المراس. نشامى. الاردن. 
صلب. المراس.
هذا غيض من فيض، ألا يستحق هذا الشاعر الكبير أن نكون ضيوفه على صفحته بالفيس؟
لا أدري إن كان تم تكريم الشاعر نايف أبو عبيد على مستوى الدولة أو وزارة الثقافة، و لكنني اعتدت على سماع أخبار تكريم الشعراء بعد أن يغادروا هذه الدنيا الفانية.  أتمنى لشاعرنا طول العمر و أتمنى أن لم يكن قد حصل على التكريم الذي يليق به أن يتم تكريمه بما يستحق.
لقد سمعت عن حفل تكريم أقامته بلدية أربد للشاعر، و استمعت الى قصيدة الشاعر الكبير المميز  حيدر محمود الذي استسهل قصيدته ب
ما زلت تكتب  شعرا!
كيف تكتبه!
و المشتري المفتري لا شيء يعجبه!!
نقول للسيد حيدر : لا يا سيدي  يعجبنا كل ما يجود به الشاعر و يتفضل به. فهناك من ما زال يعشق الألق.
أذكر أنني قلت في نفسي عندما أطل ببرنامج تحت الضوء مع السيدة سهى كراجة قبل حوالي عامين بشماغه الأحمر أنني قلت مرحبا يا قادماً من أيام الزمن الجميل.  فمن يحن إلى أيام الزمن الجميل فليزره في دارته على الفيسبوك ففيها نجدد سوياً روح الشباب و نعيش لحظات الماضي العريق.