هم النشامى و النشامى هم
لا أدري إن كان
هناك فريقٌ كرويٌ في التاريخ تعرض لسلخٍ و تهكمٍ و إحباطٍ كما تعرض له فريق النشامى قبل مباراتهم مع فريق الأروجواي.
و لا أتحدث طبعاً عن ما بعد المباراة؛ فالتعليق بعدها و خلالها أمرٌ مباح، و يدخل
في باب تقييم المباراة، فنتحدث عن أخطاء دفاعية و نتحدث عن ضعف لحارس المرمى و
انخفاض في مستوى اللياقة أو ربما طال نقدنا المدرب نفسه. لكن من أتحدث عنه هو ما جرى قبل المباراة و أثناء
التحضير لها بفترة ليست بالقليلة.
ليست لدي
معلومات إن كان الفريق عادة يخضع لسريَّة تامة أثناء معسكر التدريب أم لا، و هل
يكون على اتصال بالعالم خارج معسكر التدريب، و هل كان للإعلام بأنواعه حضورٌ بالمعسكر
التدريبي. إن ثبت أن اللاعبين كانوا على
اطلاع على ما يُكتب و يُقال فإننا كجمهور ربما نتحمل جزءاً من المسؤولية بتحطيم معنويات الشباب قبل المباراة. و هذا
يعني أنه في المباريات اللاحقة يجب أن يتم قطع التواصل مع الخارج قبل أسبوع من
المباراة على أقل تعديل.
و إذا كان
للاعبين اتصال بمواقع التواصل الاجتماعي فالمصيبة كبيرة؛ فقد كان الفيسبوك و
المواقع الأخرى مسرحاً لكثير من النكت والتهكم على الفريق قبل المباراة، و كنا قبلها نهلل و نرحب بوصولنا
لهذه المرحلة و نقول الحمد لله أننا وصلنا لها؛ و المفارقة أننا كنا نسمع ما يسر و
يلتمس العذر للنشامى قبل المباراة؛ لكن عند اقتراب موعد المباراة أصبحنا نسمع و
نقرأ العجب العجاب على صفحات الأصدقاء؛ و لا أدري
هل كان المفروض على الفريق الأردني أن يتغيب عن المباراة فيخسر دون
لعب باعتبارها محسومة سلفاً؟ هل كان
الفريق سينجو من السلخ لو فعلها.
و كلما اقترب
موعد المباراة زاد السلخ بعد أن تم تسييس ما قبل المباراة، فلم ينجو التيليثون الذي أقامه التلفزيون لدعم
النشامى من التهكم، و الذي كان الهدف منه أن لا تتحمل الدولة كامل المصاريف، بعد
أن تكفل سمو الشيخ محمد بن راشد مشكوراً بطائرة خاصة تقلهم. وربما يكون هناك هدف آخر له و هو أن نشعر
جميعاً من تبرع أو شاهد جزءاً من الحملة لدعم النشامى مادياً و معنوياً. أي نصر
يمكن أن يحققه فريق يقع تحت سياط
ذوي القربى و الأرحام قبل أن تبدأ
المباراة.
و كجزء من الدعم
الإلكتروني فقد ساهمتُ كما ساهم غيري بتغيير صورة الصفحة و الصورة الشخصية إلى
الصورة المشهورة "يالا عالبرازيل".
و بعد المباراة جاءتنا التعليقات من قبيل ( يا زلمة بعدك حاط الصورة) و (لسا عندك أمل) و غيرها فكان جوابي للأصدقاء و
هم بالمناسبة أشد عشقا للنشامى مني " و هل حبنا للنشامى مربوط بما يحققونه من
أهداف فقط؟" أين تاريخهم الطويل في
النهوض بمستوى الكرة و مقارعة الكبار و آخرهم _و لن يكون الأخير_ الأروجواي؛ و القادم
أفضل إن شاء الله.
هل نسيتم يا
عشاق النشامى أنكم حملتموهم على الأكتاف
عندما عادوا من قطر ؟؟ أيُعقل أن تكونوا
أنتم أنفسكم من هتف بالملعب " مشان الله
_ السادس يالله"!
إن مباراة
النشامى مع الأروجواي لن تكون الأخيرة كما قلت؛ و القادمات كُثُرٌ مع الأروجواي أو
مع غيرها لا يهم؛ فالشباب عرفوا طريقهم إلى كأس العالم، و ما لم نحصل عليه اليوم
سنحصل عليه غداً بإذن الله. المهم بالنسبة
لي أن سنابك خيل النشامى القادمة من الشرق قد وصلت الأروجواي، و لا تهمني النتيجة
في هذه المباراة أو حتى القادمة؛ فعيننا على دوري الكاس القادم. و بهذا يكون النشامى على خطى من سبقهم من فرسان
العرب الذين كان لهم شرف الوصول إلى مراحل مشابهة و رجعوا و ما ضعفوا؛ و لم نسمع
أن عشاقهم قد جلدوهم كما جلدنا نحن النشامى.
إلى كل محبين
النشامى أقول أن لا تهنوا و لا تحزنوا على ما فات؛ فإن لم يفلح النشامى اليوم
فالمستقبل لهم بإذن الله؛ و هم بإذن الكُرّار و لن يكونوا فُرّاراً أبداً.
إنهم النشامى يا
رجال ومحبتنا لهم لا تتحكم بها عدد الأهداف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق