الاثنين، 18 نوفمبر 2013

هم النشامى و النشامى هم


هم النشامى  و النشامى هم
لا أدري إن كان هناك فريقٌ كرويٌ في التاريخ تعرض لسلخٍ و تهكمٍ و إحباطٍ كما تعرض  له فريق النشامى قبل مباراتهم مع فريق الأروجواي. و لا أتحدث طبعاً عن ما بعد المباراة؛ فالتعليق بعدها و خلالها أمرٌ مباح، و يدخل في باب تقييم المباراة، فنتحدث عن أخطاء دفاعية و نتحدث عن ضعف لحارس المرمى و انخفاض في مستوى اللياقة أو ربما طال نقدنا المدرب نفسه.  لكن من أتحدث عنه هو ما جرى قبل المباراة و أثناء التحضير لها بفترة ليست بالقليلة.
ليست لدي معلومات إن كان الفريق عادة يخضع لسريَّة تامة أثناء معسكر التدريب أم لا، و هل يكون على اتصال بالعالم خارج معسكر التدريب،  و هل كان للإعلام بأنواعه حضورٌ بالمعسكر التدريبي.  إن ثبت أن اللاعبين كانوا على اطلاع على ما يُكتب و يُقال فإننا كجمهور ربما نتحمل جزءاً من المسؤولية  بتحطيم معنويات الشباب قبل المباراة. و هذا يعني أنه في المباريات اللاحقة يجب أن يتم قطع التواصل مع الخارج قبل أسبوع من المباراة على أقل تعديل. 
و إذا كان للاعبين اتصال بمواقع التواصل الاجتماعي فالمصيبة كبيرة؛ فقد كان الفيسبوك و المواقع الأخرى مسرحاً لكثير من النكت والتهكم على الفريق  قبل المباراة، و كنا قبلها نهلل و نرحب بوصولنا لهذه المرحلة و نقول الحمد لله أننا وصلنا لها؛ و المفارقة أننا كنا نسمع ما يسر و يلتمس العذر للنشامى قبل المباراة؛ لكن عند اقتراب موعد المباراة أصبحنا نسمع و نقرأ العجب العجاب على صفحات الأصدقاء؛ و لا أدري  هل كان المفروض على الفريق الأردني أن يتغيب عن المباراة فيخسر دون لعب  باعتبارها محسومة سلفاً؟ هل كان الفريق سينجو من السلخ لو فعلها.
و كلما اقترب موعد المباراة زاد السلخ بعد أن تم تسييس  ما قبل المباراة،  فلم ينجو التيليثون الذي أقامه التلفزيون لدعم النشامى من التهكم، و الذي كان الهدف منه أن لا تتحمل الدولة كامل المصاريف، بعد أن  تكفل سمو الشيخ محمد بن راشد مشكوراً  بطائرة خاصة تقلهم.  وربما يكون هناك هدف آخر له و هو أن نشعر جميعاً من تبرع أو شاهد جزءاً من الحملة لدعم النشامى مادياً و معنوياً.   أي نصر  يمكن أن يحققه فريق  يقع تحت سياط ذوي القربى و الأرحام  قبل أن تبدأ المباراة.  
و كجزء من الدعم الإلكتروني فقد ساهمتُ كما ساهم غيري بتغيير صورة الصفحة و الصورة الشخصية إلى الصورة المشهورة  "يالا عالبرازيل". و بعد المباراة جاءتنا التعليقات من قبيل ( يا زلمة بعدك حاط الصورة) و  (لسا عندك أمل) و غيرها فكان جوابي للأصدقاء و هم بالمناسبة أشد عشقا للنشامى مني " و هل حبنا للنشامى مربوط بما يحققونه من أهداف فقط؟"  أين تاريخهم الطويل في النهوض بمستوى الكرة و مقارعة الكبار و آخرهم _و لن يكون الأخير_ الأروجواي؛ و القادم أفضل إن شاء الله.
هل نسيتم يا عشاق النشامى أنكم حملتموهم على الأكتاف  عندما عادوا من قطر ؟؟  أيُعقل أن تكونوا أنتم أنفسكم من هتف بالملعب " مشان الله  _ السادس يالله"! 
إن مباراة النشامى مع الأروجواي لن تكون الأخيرة كما قلت؛ و القادمات كُثُرٌ مع الأروجواي أو مع غيرها لا يهم؛ فالشباب عرفوا طريقهم إلى كأس العالم، و ما لم نحصل عليه اليوم سنحصل عليه غداً بإذن الله. المهم  بالنسبة لي أن سنابك خيل النشامى القادمة من الشرق قد وصلت الأروجواي، و لا تهمني النتيجة في هذه المباراة أو حتى القادمة؛ فعيننا على دوري الكاس القادم. و  بهذا يكون النشامى على خطى من سبقهم من فرسان العرب الذين كان لهم شرف الوصول إلى مراحل مشابهة و رجعوا و ما ضعفوا؛ و لم نسمع أن عشاقهم قد جلدوهم كما جلدنا نحن النشامى.
إلى كل محبين النشامى أقول أن لا تهنوا و لا تحزنوا على ما فات؛ فإن لم يفلح النشامى اليوم فالمستقبل لهم بإذن الله؛ و هم بإذن الكُرّار و لن يكونوا فُرّاراً أبداً.
إنهم النشامى يا رجال ومحبتنا لهم لا تتحكم بها عدد الأهداف.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق