الثلاثاء، 24 يونيو 2014

زيارة المدنيين للمواقع العسكرية مستهجنة

زيارة المدنيين للمواقع العسكرية مستهجنة
هذه الأيام أصبح من الطبيعي التباهي عند بعض الناس بزيارتهم للمواقع العسكرية الفلانية أو المنطقية العسكرية في مكان آخر.  و المستهجن في القضية أنهم أي الزوار  يأخذون الصور و يتجولون بحرية و ينظرون بالمناظير ( الدربيل) على الطرف الآخر.  و المستهجن أكثر أن بعض الأخوة يأخذ ضيوفه و يزور بعض هذه المواقع.  هنا أترحم على أيام اللافتات التحذيرية التي كانت حول المناطق العسكرية كلها و هذه اللافتات تحمل " ممنوع الاقتراب أو التصوير، منطقة عسكرية"، فكيف أصبحت بدلاً عنها مسموح الزيارة و التقاط الصور .
أدرك تماما ما يمكن أن يدور في ذهن القارئ كما قال الأصدقاء على الفيس بأنه في عصر الأقمار الصناعية لم يعد هناك أسرار و لا مكتوم و ما في شي مخبى.  ربما تكون هذه الفكرة صحيحة و لكن طبعا لا يوجد جهاز يستطيع الكشف عن ما في القلوب من أهداف و خطط و ما إلى ذلك. 
لست أكثر حرصاً على قواتنا المسلحة من أفرادها و قادتها، و لكن ما يقلقنا أن المنطقة عموماً على صفيح ساخن جدا هذه الأيام و هناك تحذيرات من الخوف أن يلفحنا لهيبها؛  لهذا لم أرتح أبدا و أنا أرى هذا الصديق و هو يتجول و يكتب أنه كان في زيارة للمنطقة العسكرية الفلانية و يتصور و ينظر إلى الأفق البعيد. و آخر اصطحب ضيوفه من دولة عربية شقيقة و يزور منطقة أخرى.  هل أصبحت مناطقنا العسكرية وجهات سياحية. 
و بالمناسبة فربما يكون السماح بمثل هذه الزيارات هو تمرير رسالة إعلامية للمواطنين بأن الأمور تحت السيطرة، و كل شي تمام ، و أتمنى أن أكون محقّاً. 
إنه القلق و ليس التشكيك بقدرة قواتنا المسلحة على الحفاظ على أسرارها العسكرية أو خططها، و ندرك أيضا أن هذا الضيف ربما كان حسن النية بحكم أنه كان عسكريا سابقاً؛ و لكن مصدر قلقلنا أننا لا نتحدث عن زيارة للمدينة الطبية مثلاً أو المؤسسة الاستهلاكية العسكرية  المفتوحة للجميع.
يا نشامى قواتنا المسلحة : أنتم معقد الرجاء و مبعث الأمل ؛ و أنتم الحصن الحصين و انتم الملجأ بعد الله تعالى.  كل هذه القوة الأردنية الشعبية و العزم و التأكيد على مواجهة كل الأخطار إنما مبعثه الاعتماد على رجال الكرامة، و لهذا لا تلوموهم إن عبّروا لكم عن استهجانهم لهذه الزيارات التي أصبحت تكثر في هذه الأيام؛ فهو الخوف على مستقبل نراه معلقاً ببنادقكم.
دمتم نشامى حماة الدار
و نصركم الله على أعداء الوطن
و سدد رميتكم
يا رجال قواتنا المسلحة البواسل

  

عادات رمضانية/ قتل الحنش بصلاله


قتل الحنش

تختلف الشعوب الإسلامية بطريقة استقبالهم لشهر رمضان الكريم. فبالإضافة إلى تكديس المواد الغذائية عند معظم شعوبنا الإسلامية إلا أن بعضها يحرص على إضافة جو من البهجة للناس بقدوم هذا الشهر كالمصريين (مثلا) الذين يستقبلونه بالفوانيس والأغاني الخاصة بهذه المناسبة.

في سلطنة عُمان لفتت انتباهي ظاهرة بين الطلاب الذين أدرسهم بالكلية هنا أنهم يتحدثون عن ما يسمى (قتل الحنش) قبل شهر رمضان، ولم أكن اعرف ما المقصود بقتل الحنش هذا. وفي الحقيقة كنت اعتقد أن المقصود بالحنش هو الأفعى لأننا نطلق عليها في بعض المناطق بالأردن (الحنيش) كما أن المصريين يطلقون اسم الحنش على الأفعى. وعزز هذا المفهوم لديَّ أنهم يترجمونها للزملاء المدرسين الأجانب هنا بهذا المعنى (we are going to kill the snake ). وقد كنت استغرب لماذا يُقتل الحنش هذا قبل رمضان فقلت في نفسي أن هناك احتمال أن يكون هذا النوع من الحنش لا يظهر إلا بهذا الفترة قبل رمضان. و ربما يكون هذا الفهم عند من سبقنا سبب هذه الترجمة المغلوطة لهذا المفهوم.

ومع مرور الوقت تبين أن المقصود بهذه العبارة هو احتفال غذائي دسم قبل رمضان حيث يجتمع الأصدقاء برحلة أو جلسة معينة ليتناولون هذه الوجبة استعداداً لرمضان. و كنت كثيرا ما أسألهم عن سبب هذه التسمية فلا أحظى بإجابة مقنعة ويكتفون بالقول أنها عادة ورثها الآباء عن الأجداد، ولا يعرفون لها معنى. وبقيتُ في هذه الحيرة إلى أن تفضلت إحدى الطالبات النبيهات فوضحت بعد أن سألتها أن المقصود بالحنش هو الحنشان (دود البطن) التي في معدة الإنسان؛ فهم يعمدون إلى إطعامها حتى لا تثور عليهم برمضان.

وفي الحقيقة فإن القضية لا علاقة لها بالأفاعي أو بحنشان البطن، بل هي فقط احتفال طريف بقدوم الشهر الفضيل. و لقد استخدام الحنش هذا من أجل إضفاء شيئاً من المرح للاحتفال؛ فهم يدركون طبعاُ أن الحنشان لا تهدأ بالأكل قبل رمضان أو بعده.

المهم في الموضوع أننا المغتربين أصبحنا نشاركهم هذه العادة ونتحدث كما يتحدثون عن قتلنا للحنش إذا ما شوهدنا والعائلة بمطعم أو برحلة خارج المدينة قبل رمضان.

لا أدري إن كانت ظاهرة قتل الحنش منتشرة بمناطق السلطنة الأخرى أو بباقي دول الخليج لكني حدثتكم عن محافظة ظفار حيث أعيش.

وكل عام وانتم بخير


الجمعة، 20 يونيو 2014

جمعية حماية المستهلك

جمعية حماية المستهلك
اسئلة كثيرة كانت تخطر بالبال كلما صدر تصريح خجول لهذه المؤسسة حول قضية استهلاكية على الصعيد المحلي الأردني كالذي صدر مؤخراً؛ و من هذه الأسئلة هو عن مدى المظلة التي تغطي نشاط هذه الجمعية، فلم أجد لها أثراً أو صدى يذكر إلا ما يقع بباب النصيحة للمستهلكين و ليس الجهة المقابلة التي تسلخ جلود المستهلك، و لا يصدر إلا بيان متواضع فيه من النصح غير المقنع، و الذي يمكن أن ينبري له أي خطيب مسجد حول ضرورة الترشيد أو الاكتفاء بالبدائل؛ لا بل أنني أجزم أن خطيب الجمعة قد يكون أكثر تأثيرا لأنه يضمن في خطبته آيات من محكم التنزيل أو أحاديث نبوية أو ما ورد بالسنة ليقتدي بها المواطنون؛ فيكون للالتزام به بُعْدا دينياً.
و بالعموم فإن تصريحات أو نشرات هذه الجمعية خجولة أيضا من ناحية عددها، و هي موسمية؛ فلها بيان قبل رمضان ينصح بعدم التخزين و اللجوء  للبدائل؛ و آخر قبل كل عيد ينصح بعدم الإسراف، و  آخر ربما ببداية العام الدراسي يشارك الناس شكواهم من كثرة المصاريف. و باقي البيانات تكون بعد بعض الأزمات التي يشبعها الإعلام بحثاً و نصحاً و إرشاداً.
و في الحقيقة كنت أتهمها بالقصور لأن واجبها أكبر من ذلك لكوني كنت أعتقد أنها جمعية حكومية؛ لكن عندما فتحت موقعها على الانترنت وجدها جمعية أهلية أخذت موافقة وزارة الداخلية فقط كباقي الجمعيات ذوات الأهداف الأخرى و التي أشرت لها بمقالات سابقة.  لها أعضاء لا أدري عددهم، و رئيس هو الدكتور محمد عبيدات الذي أسمع باسمه من اليوم الذي بدأت أسمع فيه باسم الجمعية، و لم أسمع بغيره.
 و علمت أنها جزء من الاتحاد العربي، و لا أدري إن كان نشاط الجمعيات لحماية المستهلك حالها كحال جمعيتنا الأردنية الكريمة؛ لكن و من حكم وجودي بسلطنة عمان و صلالة تحديداً فإنني أجد دوراً أكثر فاعلية من جمعيتنا الأردنية بحماية المستهلك؛ فلها دور بمراقبة الأسعار و دوور بالفصل بالشكاوى بين المستهلكين و أصحاب المؤسسات البائعة و قولها هو الفصل و ربما تحيل القضية إلى القضاء إن تعنت الطرف الآخر.  هل تفعل جمعيتنا مثل هذا الواجبات؟  
يجب أن يكون لجمعية حماية المستهلك غطاء حكومي يمكنها من أداء دورها بشكل ينصف المستهلك، لا أن تبقى تنصحه بمقاطعة هذه السلعة أو تلك و الأسعار في ارتفاع و بطون الجشعين بانتفاخ متزايد. يجب أن يكون لها دور لا يقل عن دور وزارة التموين  طيلة فترة غيباها و لها قوة الضابطة العدلية للمخالفين.
أما عن رئيس الجمعية الدكتور محمد عبيدات فله كل التحية و الاحترام فقد عرفته ببداية الجمعية شاباً و الآن أراه و قد بدت عليه علامات السنين. و كان الله في عونه فلا أدري كم سنة مرت عليه رئيساً لهذه المؤسسة الإرشادية.
باختصار  نحن بحاجة لقانون حماية المستهلك أكثر من نشرات إرشادية للضغط على المستهلك و كسر ظهره.
بالمناسبة عرفت أن اسمها هو الجمعية الوطنية لحماية المستهلك.


الأربعاء، 11 يونيو 2014

نحن و الجيش .... برقش مثلاً

نحن و الجيش .... برقش مثلاً
لا يدرك كنه العلاقة بين الجيش و الأردنيين  إلا الأردنيون أنفسهم.  فالجيش الأردني من رحم الشعب و لم يكن يوماً جيش حزب أو جبهة معينة.  و نشأ هذا الجيش العربي  مع نشوء الدولة نفسها و تفتح الشعب على مسمى الوظيفة، و كان الجيش الوظيفة الأسمى للأردنيين.  لقد تفتحت عيون من كان بعمري على الشماغ الأحمر فوق رؤوس الحرس الوطني بواكير الجيش الأردني فرأيته على رأس عمي  رحمه الله، فكان اعتزازي به لا يقل عن اعتزازي  بلباس الشرطة بالخوذة القديمة لوالدي أطال الله في عمره.  لهذا انصهرنا معه و أصبح جلُّ هم الأردنيين أن يروا أبناءهم بالجيش.  و كم كنتُ اشعر بالغبطة من زملائي بالمدرسة الذين التحقوا بالجيش عندما كانوا يعودون للقرية و هم يحملون أسلحتهم بفترة السبيعيات.  و دارت الأيام  ليصبح الجيش أيضا الهدف الأفضل للوظيفة أيضا فكان الأحفاد على طريق الأجداد سائرين.
لقد رأى الأردنيون جيشهم في كل مكان معمِّراً  بانياُ لا هادماً، فحل العمار بكل مكان نزل فيه الجيش؛ فأصبحت الزرقاء مدينة الجيش تتمثل فيها كل العشائر الأردنية الذين جاؤوا ملتحقين بالجيش؛ و جاء الخير في ركاب جنوده، فاخضرت الأرض حول معسكراته و ارتفع البنيان.  و نهل الأبناء من غزير علمه في مدارس الجيش؛ و توصلت الأرجاء المتقطعة بطرق الجيش.
 لهذا و العودة لبرقش، فقد رأى فيه الواقفون مع المشروع أنه الأمل بإحياء تلك المنطقة و إنعاشها لا لشيء إلا لثقتهم بجيشهم فقط، مع يقينهم أن هذا سيتبعه التضحية بالشجر؛  إنها الثقة المطلقة بأن الجيش مصدر السعد لأي منطققة يحل بها.
و لا أرى المناهضين للمشروع كذلك مناهضين للفكرة ذاتها أو حاسدين لأهل المنطقة أبداً؛ و إذا استثنينا بعض الشخصيات التي لها في كل عرس قرصاً كما يقول المثل، فإن الباقين هم أيضا أبناء عسكر و أحفاد عسكر، و منهم من هو من أبناء المنطقة نفسها.  إنما هو  خوفهم على الثروة الحرجية للبلد التي تعتبر مظلة الأردن علمياً و مناخياً.  نعم هم على ثقة بأن الجيش سيزرع أضعاف ما يقلع، و لكنهم كان يطمعون بالتوصل معهم إلى مكان آخر ربما يكون المفقود فيه من الأشجار أقل مما يخافونه.
لهذا السبب  لم يكن مستغرباً على أحد مثل (حضرتي ) أن يكون عضواً في المجموعتين اللتين تبدوان متناقضتين على موقع الفيس بوك بنفس الوقت، لأنني في الواقع  لا أراهما كذلك؛ هم فقط يبحثون عن لغة مشتركة و يحتاجون إلى مُوفّقين بين الفريقين، لا مفرقين،  ليتم المشروع دون الإضرار  الجسيم بالأشجار و ليفرح أهل المنطقة بمشروعهم المأمول.
بقي أن نقول أن الجيش الذي نحتفل هذه الأيام بعيده و بثورته العربية الكبرى هو جيش البناء و جيش المشاريع و جيش التنمية؛ تماماً كما هو جيش النزال و صاحب التاريخ المعطر بالمجد من القدس إلى الكرامة. 
كل عام و جيشنا العربي الأردني بألف خير
كل عام و وطننا بخير

كل عام و قائد الجيش الأعلى حادي الركب و راعي المسيرة بألف خير بعيد جلوسه الميمون.