الاثنين، 25 فبراير 2013

نحو رؤية جديدة للمضافة | كتاب عمون | وكالة عمون الاخبارية

نحو رؤية جديدة للمضافة



نحو رؤية جديدة للمضافة
ربما كانت المضافة هي الشكل الحضري لديوان الشيخ بالمفهوم القَبَلي، فإذا كانت العرب تجتمع ببيت الشَعر الكبير لشيخها و هم أبناء قبيلة واحدة فإن المضافة بالقرية كمكان تلتقي فيه العشيرة بأطيافها المختلفة و ربما المتناقضة أحياناً بعد أن كان يتعذر لقاؤهم بدار المختار لصغرها هي المقابل لبيت الشعر. و أذكر أن المرة الأولى التي شاهدت فيها المضافة كانت ببلدنا في بداية الستينيات عندما عدنا للإقامة بقريتي الوادعة، حيث كنا قبلها مرافقين للوالد عندما كان شرطياً في القدس. و كانت عبارة عن غرفة متواضعة و أمامها ساحة كبيرة نسبيا للاحتفالات بالمناسبات المتعددة. و كما يحدثني الوالد أحيانا أنه نادرا ما كانت المضافة تخلو من ضيف عابر سبيل ينام فيها و ينام عنده من شباب العشيرة من يقوم على خدمته. ثم ما لبثت هذه المضافات أن اختفت  نتيجة هجرها و عدم الاهتمام فيها و لاختفاء السبب الحقيقي  لها و انشغال الناس بمصالحهم.
و في نهايات الثمانينات تقريبا عادت فكرة المضافة للظهور ثانية بقيادة العشائر الكبيرة  و التي كانت القدوة لباقي العشائر لإحيائها من جديد. و من الغريب أن الغالبية الكبيرة من أبناء العشائر تكاتفت لبنائها و لم يتأخر أحد عن المساهمة في البناء لإخراجها لحيز الوجود. و عاد هذا الشكل التراثي للظهور كمكان عام للاجتماعات بالمناسبات ثم تطورت لتكون لها أكثر من هدف و منها السياسي طبعا عندما يتعلق الأمر بالانتخابات النيابية، حيث أن هذه المضافات هي من أفرزت غالبية النواب بمجالس النواب المختلفة حتى من ترشح منهم عن القوائم الوطنية، فهم أيضا إفرازات عشائرية.  و بعد نتائج المجلس الأخير أصبحت العشائر تتباهى بأعداد من وصل من العشيرة للمجلس.  شخصيا لا أرى أن تغيراً سيطرأ على نوعية الداخلين لمجلس النواب مهما كان قانون الانتخاب المنوي إخراجه بالمستقبل، فالعشائر هي الفيصل كانت و ستبقى الرقم الصعب كما قلتُ بمقال سابق.  
و بما أن هذا هو الوضع فإنني أرى أن يتم تطوير هذه المضافات (حاضنة العشائرية) ليُضاف إليها بُعدا سياسيا إضافة للأهمية الاجتماعية، فلا ضير من أن تستضيف هذه العشائر شخصيات حزبية سياسية لتخرج هذه العشائر مرشحين و نواباً مسيسين.  فالسياسة هي التي ستنقل أداء المجلس النيابي الى ما يطمح اليه المواطنون. و لا بأس بأن تكون مكانا يتحدث فيه أصحاب الخبرة من العشيرة  كذلك بشأن البلد (الأردن) ككل و ليس شأن العشيرة فقط.
ويجب كذلك أن يكون للثقافة دور في هذه المضافات فنحضر فيها الندوات و تُناقش فيها القصائد و الكتب و ربما أكون أكثر طموحا فأتحدث عن نقاشات لبعض ما يقرأ الشباب من كتب او مقالات أو موضوعات. و لمن يستغرب ذلك أذكره بأن دواوين الشيوخ كانوا يسمعون فيها الشعر و القصص القديمة و الربابة و لا ضير في ذلك.
و من أهم الجوانب الثقافية المهمة كذلك مناقشة مستويات طلبة العشيرة بالمدارس ضمن نطاق المضافة خاصة (و حسب سياسة وزارة التربية ) فأن معظم المعلمين هم من أبناء القرية و طبعا من مختلف عشائر البلدة؛ لهذا و عند ظهور النتائج يتم تكريم المتفوقين و  مناقشة أسباب ضعف الآخرين.
و بما أن هذه الاقتراحات ربما تحتاج الى نوع من التكامل مع العشائر الأخرى فلا أرى بأسا من إخراج صيغة أخرى للمضافات تجمع كل عشائر البلدة بما يسمى ديوان أبناء القرية.  و هذا التصور برأيي يُخرجنا من الفردية العشائرية إلى العمومية و الإيثار و بدل الأنانية. و هنا يحضرني تجربة رائدة و هي تجربة ديوان أبناء الكرك بدابوق التي تمثلت فيها كل ما طرحته من رؤى جديدة للمضافات؛ و بديوان أبناء الكرك تحول الديوان من مجرد مكان للاجتماعات العشائرية الى منبر ثقافي كبير (دارة المشرق للفكر و الثقافة).  و بما أن الفضل يجب أن يُنسب لأهله فإن هذا يعود للأستاذة الفاضلة المربية  زهرية الصعوب القائمة على الأنشطة الثقافية في الديوان، فبارك الله بجهودها و أطال في عمرها.
هل ستصبح المضافة نواة لتجمّع اجتماعي ثقافي سياسي و رياضي كذلك؟ و لم لا ؟ فقد تكون هذه المضافات يوماً ما الرافد الذي سيرفد الحكومات و مجالس الأمة و الأندية الثقافية و الرياضية بخيرة الخيرة من أبنائها؛ قطعاً  ليس منهم من يتمثل قول دريد ابن الصمة
و هل أنا الا من غزية أن غوت //غويت و إن ترشد غزية أرشد.
و لكن يكون كما قال طرفة بن العبد
إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني // عنيت فلم أكسل و لو أتبلد
و كانت نخوته للبلد كلها و ليس للعشيرة فقط.

الاثنين، 18 فبراير 2013

العباءة و من يُلبس من.


العباءة و من يُلبس من.

لم أسمع بشعب يعطي العباءة هذه الهالة و الاحترام  إلا الشعب الأردني باستثناء  شعوب الخليج العربي تقريبا  التي تعتبرها جزءاً من اللباس العام للجميع و هم يسمونها بالبشت  أما العباءة فهي لباس الحريم. لكن الوضع بالأردن  يمتاز عن دول الخليج  بأنه يجعل منها لباس الشيوخ فقط و يستاء جداً إن رأى استخفافا بها كأن يلبسها من هو ليس أهلاً لها مثلاً. و هي كذلك  لباس الاحترام و الحشمة و الستر لذلك نستعملها لنستر بها العرائس لحظة الخروج من بيت أبيها (او الصالة هذه الأيام)  لتضفي جمال الحشمة على طهارة اللون الابيض الذي ترتديه. و يعرف عن من يلبسها الاتزان و الوقار و العدل بين الناس فلم نسمع عن أحد تدثر بالعباءة إلا و كان ينطق بالحكمة أو يتصنعها إذا لم يكن من أهلها، و إن كان هذا النوع من التصنع لا يدوم طويلا لان الرجل لبس لباس غيره. .

هذه الايام أصبحت العباءة موضة و أحيانا يُلبسها من لا يعرف لمن لا يستحق.  فكما هو معروف فالعباءة الشيخاوية يتوارث  لبسها ( لآ اقصد العباءة نفسها ولكن فعل لبس العباءة) شيخٌ من شيخٍ و لا تأتي كطفرة  كما حصل عندما ظهرت  موجة الشيوخ محدثي النعمة (بمصاريهم) و ليسوا شيوخاً على أساس. هؤلاء الناس يعتقدون ان الشيخة بالعباءة فيذهب للسوق و يشتري أفخر العباءات و يلبسها ليُنادى  بالشيخ. لكن صديقنا هذا يظهر مع أول اختبار بان من تحت العباءة ليس بشيخ، و تذهب الناس للشيخ الحقيقي و إن كانت عباءته أقل جودة و ثمناً

السؤال الثاني هو حول أحقية من يُلبس من؟ و من يحق له أن يُلبس غيره العباءة و يُمشيخه؟   فالعباءة يُلبسها الشيوخ للشيوخ أو من يتوسمون فيهم الشِيخة كمكافأة لهم على (نفيلة)  قاموا بها للقببيلة و ليس لقتلهم و تشريدهم أبناء بلدانهم. و بدون هذه الظروف تبقى  العباءة قطعة من القماش  الأسود مقصبة يُلبسها من لا يعرف لمن  لا يستحق، ربما ليحضر فيها إحدى حفلاته كلباس فلوكلوري..

هنا نستذكر حديث الساعة حول زيارة مجموعة من الأردنيين  للرئيس بشار و إلباسه العباءة كهدية من الشعب الأردني كما جاء بالفيديو.   طبعا هناك من استغل هذا الأمر حزبيا كما هو الحال في معظم الحراكات إلا أن جلّ الأردنيين غضبوا من هذا التصرف  لسبب آخر لا علاقة له بالحزبية، فهم إضافة للبعد الأنساني  في الباس الرئيس بشار الذي تشرد شعبه بالألاف  الى الأردن في عهده الميمون، إلا أن هناك بعد آخر أردني محض.  لم يكن غضب الاردنيين بسبب الزيارة بحد ذاتها، فالأردنيون يعلمون أن هذه المجموعة ما شاء الله عليهم رايحين جايين على الرئيس بشار لاعتبارات حزبية و من يقبض من السلطان يضرب بسيفه؛ لكن غضبهم كان من إلباسه هذا الرمز الاردني بما بحمل من معان باسم الشعب الاردني قائلين بأن الأهل بالأردن حملوهم العباءة لبشار، و كل الاستنكرات لهذا التصرف تدل على خلاف ذلك.  و سؤالنا لهم ماذا سيُلبسوه بالزيارة القادمة؟ هل سيُلبسوه الشماع الأحمر مثلاً؟

و بالمناسبة فمن ليس أهلاً للعباءة يظهر من طريقة لبسه لها و قد يكون في إلباسه للعباءة أظهاراً لعيوبه  و ليس تكريماً له.  أقترح إن كانوا في زياراتهم  القادمة سيحملون الهدايا أن يحملوا له بعضاً من أطفال اللاجئين المتشردين  هنا و هناك، فهذا أفضل.  

كفاكم عبثاً بكل جميل أردني و تجييره للخارج.




الخميس، 14 فبراير 2013

انتقل الى رحمة الله اليوم ابن خالي و ابن عمتي و صهري و رفيق طفولتي الحاج ابو هيثم. وايمانا بقضاء الله و قدره نحتسبه عند الله من أهل الجنة. فما عرفت فيك يا ابو هيثم الا كل موقف شهم و رجولي. مع السلامة ييا أشبه الناس بوالدي اطال الله في عمره. اني سامحتك دنيا و آخرة و أرجو ان تكون سامحتنا.

الاثنين، 11 فبراير 2013

دولة الرئيس المنتظر


دولة الرئيس المنتظر

كلّف جلالة الملك دولة  الدكتور فايز الطروانه رئيس الديوان الملكي بالتشاور مع النواب لاختيار رئيس الوزراء كخطوة أولى على طريق الحكومات البرلمانية.   و هنا  تثار أسئلة كثيرة يطرحها المهتمون  و الطامحون بغدٍ مشرق و وطن مستقر، نبدأه بالخطوة الأولى الصحيحة لنغلق الباب أمام كل المشككين بجدية الإصلاح في الأردن. 

السؤال  الذي يطرحه الشارع هو  حول سقف التشاور مع المجلس الكريم ؛ فهل سيأتي دولة الدكتور المكلف بالتشاور  و في جعبته قائمة أسماء ليختار المجلس أحدها. أم أن الحديث سيكون عاما حول صفات الرئيس القادم ثم يترك الأمر لصاحب القرار أن يختار من تنطبق عليه الصفات؟  أم  أنه سيكون للمجلس الموقر مطلق الحرية بأن يضع و يقترح اسماء و إذا أجمع على اسم معين يتم تكليفه بتشكيل الحكومة؟

طبعا لكل جانب  إيجابياته الكثيرة ربما و لكن له بعض السلبيات المفصلية، فالاختيار من اسماء محددة ربما يوقعنا بجدل حول سقف الإصلاح و التشاور، و كذلك الأمر بالنسبة للسؤال الثاني فسيبرز خلاف جوهري بين الرئيس و المجلس من أول يوم متذرعين بأن هذا الرئيس لا تنطيق عليه شروطنا و الصفات التي طلبناها على مقولة ( لم نقصد هذا الرئيس). و الثالث ربما يوقعنا بجانب آخر و هو سلطة المجلس المطلقة و هو المجلس الذي لا يحظى بمباركة الكثيرين من أبناء الوطن، و سيكون اختيارهم ( دولة الرئيس القادم)  مثيراً للجدل كذلك.

و بنفس السياق يثار سؤال آخر  يتعلق بمجلس النواب نفسه وهو  أن ترك الباب على مصراعية للنواب ليقولوا كلمتهم سيأخذنا الى مخاوف كثيرة و كبيرة جدا،  تتعلق بالنواب أنفسهم.  هنا نطرح أسئلة من قبيل هل من دخل المجلس بماله الأسود  أو بمقعد مطعون بشرعيته أمام المحاكم مثلا  يؤتمن على اختيار رئيس وزراء إصلاحي جاد سيحارب الفساد و الفاسدين و هو الموضوع الذي يقض مضاجع الأردنيين.

هل سيكون الرئيس الكلف بعيدا عن الابتزاز إذا ما جاء لمشورة المجلس بوزرائه ( وهي المرحلة الثانية بعد مشاورات دولة رئيس الديوان).  هل سيتم الضغط عليه مثلا بأخذ فلان وزيراً مقابل الثقة على مبدا " اخلصوا من لساني بوزراة"،  لا بل هل سيتم الضغط عليه لطي الملف الفلاني مقابل الثقة؟

أعتقد أننا و إن كنا في عجلة من أمرنا لنرى أن قافلة الإصلاح قد انطلقت بعد أن توقفت لفترة من محطة مجلس النواب وهي المحطة الأولى بالإصلاح إلا أننا يمكن أن نتأنى قليلا حتى لا يأتينا رئيس وزراء خلافي يثير الشارع  و يليه المجلس لأننا تعودنا أن تنقلب المجالس على قرارتها طلبا لرضا الشارع الذي سيعيدهم الى المجلس مرة أخرى.

لا نريد الوقوع بالأخطاء تحت ذريعة السرعة  ثم يكون التبرير هو حداثة التجربة  كما حدث بتبرير التأخير بنتائج الهيئة المستقلة للانتخابات.

نعم نحن في عجلة و لكن في التأني السلامة قطعا.

دعونا ننتظر لنرى.

الأربعاء، 6 فبراير 2013

إصلاح أم مصالح



إصلاح أم مصالح

لست ممن يحكمون على الأشياء مسبقاً و لكني توقفت كثيراً عند الدراسة التي أعدها فريق عمون لاستطلاع راي النواب بخصوص رئاسة المجلس، و مع قناعتي  بالحرية الشخصية لكل نائب ليكون مع أو ضد، و أفترض أن إجابتها كانت بالتنسيق مع قاعدته الانتخابية أو ربما ضمن برنامجه الانتخابي الذي نال فيها ثقة القوم من قبيلته و انتخبوه، إلا أنني توقفت عند  ظاهرتين بالجلس الكريم: أولاهما نسبة ال 13% الذين لم يجيبوا على السؤال و النقطة الثانية هي إجابة نائب الكورة الكريم على الموضوع.

لا أدري إن كان الإخوة الذين رفضوا الإجابة استندوا على نص شرعي مثلا من باب من قال لا فقد أفتى أو نصف العلم لا أدري أو الى سند لغوي وهو  سكّن تسلم.  لا أدري اي إصلاح سيأتينا ممن لا يستطيع قول رأيه بموضوع بسيط كموضوع الرئاسة للمجلس؟ هل سيؤتمن مثل هؤلاء ( و أقصد الظاهرة و ليس الأشخاص إذ ربما تصبح ظاهرة لاحقاً) على أن يقول رأياً صريحا عندما سيُطالب بأن يصوّت على قضية فساد بطلها شخصية مرموقة أو غير مرموقه؟ هل سيكتفي بقول  لا أدري أو أمتنع عن التصويت ؟  أم سيكون عنصرا فعالا في تهريب النصاب في الجلسات الساخنة ؟ أو ربما يغيب على الجلسات الساخنة و ما اكثرها.

الوطن على مفصل دقيق من حياته السياسية و سيجتازه إن شاء الله، و لكنه بحاجة الى الجرأه من نواب الشعب.  لقد شارك الغالبية العظمى في الانتخابات و غالبيتهم غير مقتنعين بقانون الانتخاب و يرجون الأفضل ، و كانت مشاركتهم  لأنتاج مجلس قوي قادر على التغيير و ليس مجلسا يسكّن ليسلم. و هنا أستدرك أنني لا أطالب بارتفاع سقف الخناقات و الطوشات بالمجلس من باب الحماس أو النضال لنصرة الحق، لكني أطالب بالجهر بالراي و أن يكون النائب صاحب راي صريح يقوله و لا يخاف و لا يكتفي بنصف العلم.

أما النقطة الثانية فهي إجابة السيد المحترم نائب لواء الكورة (مسقط راسي) عندما قال بأنه  "لا يمانع  بأن يكون الرئيس قديما أو جديدا طلما  يخدم النواب و يبحث عن مصلحتهم". أتوقف هنا و آخذ نفسا عميقا لإسأل سعادته أي مصلحة للنائب تريدها من المجلس و أي خدمة تريدها من رئيس المجلس؛ وهل أصبحت المصلحة و الخدمة هي المعيار للأردنيين لاختيار النائب أو رئيس مجلس النواب.   إذا كان ابناء الدائرة يتوجهون الى سعادة النائب  ليخدمهم فهل لدى سعادة النائب خدمة يريد من رئيس المجلس أن يؤديها اليه أو مصلحة يقضيها. هنا أسال إذا كان حضرات النواب يبحثون عن مصالحهم وخدمات تُقضى اليهم ، فلماذا نلوم الشعب أن كان يبحث عن مصلحته ايضا و يبيع صوته؟  هذا هو الوضع؛ نبحث جميعا عن مصالحنا و لا نبحث عن إصلاح؛   فالذي يبحث عن إصلاح  يقول رأيه جهاراً و يقدم مصلحة البلد على مصلحته الشخصية.

  وهنا استذكر خبراً  قرأته هنا على عمون في عام 2008 عن إخوة لنا كانوا ينوون تشكيل نادي اجتماعي أو ما يُسمى بالجالية في دولة خليجية شقييقة. وكان المتنافسان أثنين من كبار القوم عندهم.  و كنت أتابع التعليقات و أشارك بها باعتبار أن لنا تجربة في هذا المجال.  لكن لفت نظري تعليق يدافع فيه أحدهم ( طبعا اسماء وهمية) عن رأيه بدعم فلان و ليس علانا وهو أن فلان ( زلمه بيطعم و بيخدمنا).  أجبته يا سيدي ان كنت بالخليح و تبحث عن  من يطعمك و تبحث عن من يخدمك ببلد انت فيها وافد تماما كفلان تماما و كلاكما تحت رحمة رب العالمين فلماذا تلوم المواطن الغلبان إذا ما باع صوته أو أتبع أصحاب المناسف و الكنافة.

و أعود للمجلس الكريم لإذكرهم بأن كل العيون عليهم من فئات الشعب من شارك منهم  بالانتخابات  ليراهن أن قراره كان مصيبا و من قاطع ليقول  أنه فهم اللعبة قبل أن تُلعب و فضّل البقاء بعيدا عن الملعب.  و فوق هؤلاء جميعا عين الله التي لا تنام  و لا تغفل؛  فاجعلوا شعاركم الجملة التي أقتبسها من الدكتور محمد نوح " الله ناظر اليّ" فاكتبوها بعقولكم و ظمائركم قبل أن تكتبوها على طاولة المجلس أمامكم.

وفقكم الله لما فيه مصلحة البلاد و العباد.

الأحد، 3 فبراير 2013

قراءة في نتيجة حزب الوسط الاسلامي



قراءة في نتيجة حزب الوسط الاسلامي

بداية اتوجه بأرق عبارات التهنئة للحزب لحصوله على المقاعد التي تؤهله للصدارة على مستوى القوائم الوطنية. و كذلك لحصوله على عدد كبير من مرشحي الدوائر .  و هذا جعله في مقدمة القوائم متصدراً بذلك المجلس. و هنا تأتي ضريبة النجاح هذه التي تؤدي الى الغيرة من المنافسين بالدرجة الاولى و الجماعات المقاطعة للانتخابات ككل باعتبار أن التجربة نجحت  على المستوى الرسمي.

و لهذا  و من اللحظة الاولى لإعلان النتائج و تقدم حزب الوسط الاسلامي  بدأت تثار الشكوك و التعليقات وسط انبهار الجميع بهذه الاغلبية بالمجلس. و هنا و ليس دفاعا عن الحزب الذي تشرفت بتلقي دعوة للانضمام اليه كتعليق على مقال سابق لي بعنوان "ابحث عن حزب" و لكن من باب الدراسة الموضوعية للواقع أعتقد أن اسباب تقدم هذا الحزب تعود الى العوامل التالية:.

العامل الأول هو أن القيادة للحزب ليست جديدة بالعمل السياسي فهم قد بدأوا سياسيين متمرسين و لهذا كانت لهم طرقهم السياسية للوصول للأغلبية.  لقد أثبتت التجربة أن هذا الحزب ليس حزبا دينينا فقط و إنما سياسي أيضا فقد استفاد من البعد العشائري لبعض افراده فجال بمختلف مناطق المملكة عارضاً نهجه الاصلاحي و طالباً للدعم فحصل على ما يريد.

و يعود الأمر الثاني الى طبيعة الشعب الاردني الدينية  فما زالت معظم الفئات تقدم الأحزاب التي تتمتع بخلفية اسلامية على غيرها من الأحزاب.

ثالثاً: لقد ملّ الشعب من تجريب المجرب  لبعض الأسماء التي ظهرت ببعض القوائم و التي ربما يحملها  الشعب جزءا من مسئولية التردي التي  آل اليها الوضع في البلد؛ لهذا لم يمنحها صوته.

رابعاً: ربما أراد الناخبون توجيه رسالة للحزب الاسلامي القديم  و باقي الأحزاب بان الشعب غير مرتاح للنهج الي يمارسه  بعض قياداتهم  تجاه النظام الذي تعتبره الغالبية العظمى من الاردنيين صمام آمان. فكانت الرسالة هي عدم الامتثال لدعوات المقاطعة و التسجيل و إعطاء الاصوات لحزب الوسط.

خامساً:  أما مقولة أن هذا الحزب هو صنيعة الدوله و المخابرات  فكانت على مبدأ رب ضارة نافعة فأصبحت تحسب له لا عليه حتى لو صحت. فأقل ما يمكن و صفه بان هذا حزب اردني لا يتلقى تعليماته من الخارج فالحزب الذي تدعمه حكومة بلده أفضل الف مرة من الاحزاب التي تدعمها حكومات دول خارجية تستقوي بها على بلدها عند اللزوم.

ختاما أقول للجميع كفانا تشكيكا ببعضنا بعضاً و تقسيما لمجتمعنا: بدأنا بالتشكيك بوطنية من سجل للانتخابات ثم ضحكنا على من أنتخب و ها نحن نطعن بشرعية من فاز من قبل بعض ممن لم يحالفهم الحظ بالنجاح، و أخيرا تتجه النية من اصحاب الصوت العالي من الفائزين بالانتخابات للسيطرة على الحزب الذي حقق الاغلبية و كتم صوته بالمجلس. 

اذا كنا حقا ننادي بالديمقراطية فهذه هي النتيجة لأنه لا يمكن تفصيل الديمقراطية على مقياس البعض.

تهانينا لحزب الوسط الاسلامي  بهذا التفوق و كل عام و الوطن بديمقراطية كاملة الدسم.

alkhatatbeh@hotmail.com

دوحة الخطاطبة

أرحب بالأصدقاء جميعا على مدونتي الجديدة و التي أسميتها دوحة الخطاطبة  لأن هذا الأسم اصبح تريد مارك  لحضرتي و بصراحة لا أحب أن أتنازل عنه.  هذا إدراج تجريبي بداية و ساستمر بمتابعة الإجراءات كما كنت سابقا. 

تحياتي لكم. 

رابط المدونه هو alkhatatbah.blogger.com

اهلا بكم