الثلاثاء، 8 أبريل 2014

مخيم الزعتري: قنبلة موقوتة أم خلية نائمة؟

يُحكى في القصة المشهورة أن أحدهم قال للآخر و هو يفاخره أن والده يجبر المكسور، فرد عليه الآخر أن والده كان أكثر حكمةً حيث أنه يجبر المكسور قبل أن يُكسر. و لا أدري عند حديثنا عن مخيم الزعتري إن كان المجال ما زال مفتوحاً لجبر هذا الكسر الكبير أم أنه قد فات الأوان. ما نسمعه أو نقرأه أو يتداوله الفيسبوكيون من قصص حول مخيم الزعتري يثير القلق منذ بدايته، حيث أن بدايته قد كانت مع تهديد الجانب السوري الوقائي و على لسان حزب الله بأن هناك خلايا نائمة للحزب في الأردن، إضافة لآخرين يأتمرون بأمر النظام هناك. و باعتقادي لا يوجد مكان مناسب لاحتمالية وجود مثل هذه الخلايا أفضل من مخيم الزعتري؛ لهذا كان القلق.

لا نشكك أبداً بقدرة جهاز الأمن العام بمختلف مرتباته على التعامل مع المخيم بما فيه من مشاكل؛ و لا أؤمن بما جاء بمقال القدس العربي الذي نقلته بعض المواقع الأردنية التي اهتمت للأسف باللاجئ القتيل أكثر من اهتمامها بعشرات الجرحى من نشامى الأمن العام، و الذي جاء فيه أن المخيم لم يعد تحت سيطرة الحكومة الأردنية؛ لكن مع هذا لا بد من الإشارة إلى أن الاردنيين بات يقلقهم هذا الارتفاع المتصاعد للجرحى بين أفراد الأمن العام عند حدوث أي شغب داخل المخيم. إن كنا قد وجدنا التبرير لسياسة الأمن الناعم في التعامل مع الحراكات الداخلية فلا أدري أي تبرير يمكن أن نسوقه لتفسير هذا العدد الكبير من الجرحى بين صفوف هؤلاء الشباب من الشرطة و الدرك و غيرهم في الزعتري عند كل مشكلة. لا بد من تغيير سياسية الأمن العام بالمخيم لتظهر أكثر حزماً، فيرتدع من يضمر الشر لهذا البلد سواء من كان داخل المخيم أو خارجه؛ بصراحة لا نريد لجهاز الأمن العام أن يكون دائماً الخاسر الأكبر في كل فوضى تحدث في البلد. 

و بما أن أحد أسباب المشاكل في المخيم هو تهريب اللاجئين، لا بد من التوضيح هنا أن التهريب إنما يتم على أيد مهربين مهرة، و ربما يكون من ضمنهم أردنيون؛ فليس من المعقول الافتراض أن المهربين قادمون من المريخ. و لا ندري بأي لغة نخاطبهم و لكني أقول لهم (للأردنيين منهم) أن الثمن الذي يبيعون فيه الأردن هو ثمن بخس مهما كان حجمه، و سيخضعون للقانون طال الزمان أو قصر.

و عند الحديث عن حالة اللاجئين في مخيم الزعتري لا بد من التعريج على حالة المناطق السكنية المحيطة في المخيم، فهم أقرب الناس للمخيم و أقدر على معرفة حقيقة ما يجري بداخله و حقيقة وضع الناس الإقتصادي هناك. جيران المخيم لا ينكرون صعوبة حياة اللاجئين و لكنهم بنفس الوقت يعانون أكثر من اللاجئين إقتصادياً لأن اصحاب المخيم ينافسونهم في كل شيئ خارج المخيم في حين أنهم يتحدثون عن مساعدات كبيرة لهم بالمخيم و تجارة مزدهرة هناك. لهذا يجب أن تنتبه الحكومة لهذه المناطق و تفرض لها سهماً مما يحضر من مساعدات مالية لتنمية هذه المناطق، فهذا حقهم و لا يستجدونه من أحد. 

ندرك جيداً أن من اللاجئين من يريد أن يعيش مستوراً و بسلام بانتظار عودته، و لكننا ندرك أيضا أن منهم من أتى لمهمة معينة أو ناكرٍ للجميل يردد ما يسمعه هنا و هناك عن حقوق اللاجئيين التي يراها منقوصة حسب ميزانه الشخصي أو ما يرشح لديهم من إعلام السوء و البزنس . لهذا يجب الانتباه فعلا لهذا المخيم لأنه إن فلت عقاله و أصبح كما قال مندوب القدس العربي فسيكون موجاً كبيراً يتأثر به كل الأردن و عندئذ لا ينفع الندم. إن كان وجود هذا المخيم بتلك المنطقة السكنية غلطة كبيرة ببداية الأمر، فلا أقل من الانتباه إلى خطره الذي يتعاظم يوما بعد يوم. 

رعى الله النشامى الذين يتعاملون مع ملف اللاجئين و حماهم من كل أذى. 
و ردّ الله الإخوة اللاجئين إلى ديارهم و قد تحقق لهم الأمن و الآمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق