زيارة المدنيين
للمواقع العسكرية مستهجنة
هذه الأيام أصبح
من الطبيعي التباهي عند بعض الناس بزيارتهم للمواقع العسكرية الفلانية أو المنطقية
العسكرية في مكان آخر. و المستهجن في
القضية أنهم أي الزوار يأخذون الصور و يتجولون
بحرية و ينظرون بالمناظير ( الدربيل) على الطرف الآخر. و المستهجن أكثر أن بعض الأخوة يأخذ ضيوفه و
يزور بعض هذه المواقع. هنا أترحم على أيام
اللافتات التحذيرية التي كانت حول المناطق العسكرية كلها و هذه اللافتات تحمل "
ممنوع الاقتراب أو التصوير، منطقة عسكرية"، فكيف أصبحت بدلاً عنها مسموح الزيارة
و التقاط الصور .
أدرك تماما ما
يمكن أن يدور في ذهن القارئ كما قال الأصدقاء على الفيس بأنه في عصر الأقمار
الصناعية لم يعد هناك أسرار و لا مكتوم و ما في شي مخبى. ربما تكون هذه الفكرة صحيحة و لكن طبعا لا يوجد
جهاز يستطيع الكشف عن ما في القلوب من أهداف و خطط و ما إلى ذلك.
لست أكثر حرصاً
على قواتنا المسلحة من أفرادها و قادتها، و لكن ما يقلقنا أن المنطقة عموماً على
صفيح ساخن جدا هذه الأيام و هناك تحذيرات من الخوف أن يلفحنا لهيبها؛ لهذا لم أرتح أبدا و أنا أرى هذا الصديق و هو
يتجول و يكتب أنه كان في زيارة للمنطقة العسكرية الفلانية و يتصور و ينظر إلى
الأفق البعيد. و آخر اصطحب ضيوفه من دولة عربية شقيقة و يزور منطقة أخرى. هل أصبحت مناطقنا العسكرية وجهات سياحية.
و بالمناسبة
فربما يكون السماح بمثل هذه الزيارات هو تمرير رسالة إعلامية للمواطنين بأن الأمور
تحت السيطرة، و كل شي تمام ، و أتمنى أن أكون محقّاً.
إنه القلق و ليس
التشكيك بقدرة قواتنا المسلحة على الحفاظ على أسرارها العسكرية أو خططها، و ندرك
أيضا أن هذا الضيف ربما كان حسن النية بحكم أنه كان عسكريا سابقاً؛ و لكن مصدر
قلقلنا أننا لا نتحدث عن زيارة للمدينة الطبية مثلاً أو المؤسسة الاستهلاكية
العسكرية المفتوحة للجميع.
يا نشامى قواتنا
المسلحة : أنتم معقد الرجاء و مبعث الأمل ؛ و أنتم الحصن الحصين و انتم الملجأ بعد
الله تعالى. كل هذه القوة الأردنية الشعبية
و العزم و التأكيد على مواجهة كل الأخطار إنما مبعثه الاعتماد على رجال الكرامة، و
لهذا لا تلوموهم إن عبّروا لكم عن استهجانهم لهذه الزيارات التي أصبحت تكثر في هذه
الأيام؛ فهو الخوف على مستقبل نراه معلقاً ببنادقكم.
دمتم نشامى حماة
الدار
و نصركم الله
على أعداء الوطن
و سدد رميتكم
يا رجال قواتنا
المسلحة البواسل