الأربعاء، 21 نوفمبر 2018

لو لم يكن هناك خاشقجي لاخترعوه


لو لم يكن هناك خاشقجي لاخترعوه
بداية لا أبرأ ولا أتهم أحداً فالقول الفصل فيها للقضاء السعودي فقط لأن القتيل والمشتركين بالقتل سعوديون، وإذا أضفنا موضوع القنصلية السعودية عندها يصبح المكان أيضاً سعودياً ويبقى لتركيا موضوع الأعراف الدبلوماسية بأن تطالب بمحاكمة عادلة للقتلة وليس بالضرورة بتركيا. وهذا الموضوع لا يعنيني كثيراً لأن القضية بعد أن تابعتها أبعد من موضع قتل وقتيل وصحافة وأعراف فقد سبقها قضايا كثيرة ولم تأخذ هذا البعد الكبير.  برأيي الشخصي أن المطلوب عندهم هو شخص سمو ولي العهد السعودي نفسه لأن حاسديه أو كارهيه كثيرون داخلياً وربما خارجياً؛ ولهذا خطر ببالي العنوان لهذا المقال.  
بداية ظهر نجم سمو الأمير فجأة بعد تولي جلالة خادم الحرمين الشريفين والده الكريم الحُكُم بالسعودية، ورافق ذلك بعض التشكيلات التي طالت بعض أصحاب السمو من العائلة المالكة بتغيير مناصبهم أو ربما تنحيتهم.  وبعدها بفترة ظهرت قضية احتجاز الشخصيات المشهورة ومنهم أيضاً بعض أصحاب السمو بتهم الفساد بالفندق الشهير إياه ريتز كارلتون والتي انتهت بتسويات خسر فيها المعنيون مليارات كثيرة مقابل حرياتهم. ومن السذاجة الاعتقاد أن مثل هذا الملف كان سيطوى بهذه السهولة رغم أن الخير كثير والمليارات الباقية أكثر. ومن الطريف أن هذا الأمر قد لاقى استحسان الشعوب التي تعاني من الفساد، ومنها من طالب أن تفعل حكوماتهم مثل ما فعل سمو ولي العهد السعودي بأن تحتجز الفاسدين وتسترد أموال الشعوب المنهوبة ولا داعي لانتظار القضاء الذي لا يتحرك إلا بالبيِّنات الواضحة.  نعم كان الجميع من المنهوبين يقول سلمت يدا سمو الأمير فقد نُسِب الأمر لسموه شخصياً رغم أن ظاهر الأمر قضائي بحت.  والشيء بالشيء يذكر جرى تسريب لبعض الأخبار أن رئيس الوزراء اللبناني السيد الحريري قد تم احتجازه ولم يُطلق سراحه إلا بتدخل فرنسي.
كذلك ظهر بعدها الخلاف القطري السعودي والذي على ما يبدو كان القطريون جاهزين له بدلالة الحلول الفورية للتوجه لدول المحور الآخر فوراً دون الاستجابة للوساطة العربية وأهمها الوساطة الكويتية. وطبعاً لم يكن الموضوع اليمني بعيداً عن المشهد والي قسم المجتمع الخليجي  إلى قسمين.
  وقبل ظهور مسألة قتل الخاشقجي رحمه الله بفترة بسيطة سمعنا عن تغريدة للرئيس الأمريكي ترامب بأن السعودية لن تصمد أكثر من أسبوعين بدون الحماية الأمريكية وجاء رد سمو ولي العهد بأن تاريخ السعودية يعود إلى ما قبل نشوء أمريكا نفسها.
لهذا أصبحت تتصاعد التسريبات الإعلامية بالدول المعنية يوماً بعد يوم عن أخبار جديدة بخصوص الجريمة بالتلميح والتصريح أحياناً حسب موقع الجهة المعنية من السعودية لكن يبقى الرئيس ترامب في حيرة للوصول إلى معادلة يحقق فيها الحفاظ على مليارات السعودية وفي نفس الوقت يُرضى المطالبين بالتحقيق الدولي للبحث في موضوع مسؤولية سمو ولي العهد في القضية وعندما يجد هذه المعادلة سيظهر كل شيء. وعندما تُهني الولايات المتحدة الملف سيغلقه الجميع؛ فالملف كله بيد أمريكا وسيظهر إن كانت فعلا صديقة للسعودية أم لا.
وبانتظار أن يُغلق هذا الملف نتساءل هل هناك مسؤولية تطال سموه فعلاً أم أنها قلوب يملأها الحقد كما يقال بالمثل الأردني ( قلوب مليانة)  أم لعبة مصالح خلفها أصحاب البزنس المتضررون من سياسة سموه؟  هل ما جرى هو من باب "الوقوع بالفخ" كما قال عادل إمام في فلم مرجان أحمد مرجان؛ نحن أمة تحب الوقوع بالفخ  وتعشق تكرار الوقوع فيه خاصة بالمنطقة المحيطة بإسرائيل:
 فقد وقع العرب بالفخ عندما رفضوا قرار تقسم فلسطين عام 48 فقامت اسرائيل على كل فلسطين.
ووقع الرئيس جمال عبد الناصر بالفخ عندما شن حرب حزيران  1967 وذهبت سيناء والضفة والجولان هدية لإسرائيل.
وقيل أن صدام حسين وقع بالفخ  عندما دخل الحرب العراقية الايرانية في حرب ذهب ضحيتها الآلاف من الضحايا ناهيك عن باقي الخسائر.  ووقع ثانية بالفخ عندما غزا الكويت فذهبت العراق نتيجة لهذا الوقوع.
وقيل كذلك أن السعودية والإمارات قد وقعتا بالفخ بدخولهما اليمن. نعم بقيت الدولتان فلم نعد نسمع بمسمى التحالف العربي إلا بالأخبار فقط.
فهل ما يجري بموضوع الخاشقجي هو فخٌ جديد وقع فيها المعنيون بجريمة قتل الخاشقجي؟؟
يبقى عندنا نحن محبي السعودية الأمل أن يأخذ القضاء مجراه بشكل يحقق العدالة للجميع من الجميع دون تمييز بغض النظر عن المسئول حتى لا نجد أنفسنا نتحدث عن فخٍ جديد.\

نشر في موقع ايلاف



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق