الكيميا الأردنية
قبل فترة لاحظت إحدى الصديقات أن الشعب الأردني لم يتفاعل كما كان سابقا مع قضية القصف الاسرائيلي على سوريا، وقالت أن الموقف الرسمي للأردن كان متقدمًا على الموقف الشعبي؛ اليوم وقبل لحظات قرأت على صفحة الصديق العزيز رمزي الغزوي أن الشعب الأردني جُلّه أو نصفه ربما كان غير مدرك لما يجري في غزة أو لا يهتم للمحنة السودانية.
ربما كان الصديقان محقين في ما لاحظا إلا أنني ومنذ فترة ايضا وقبل الصديقين انتبهت أن الشعب الأردني فعلا لم يعد يهتم بما يجري لعدة اسباب قد تتفقون معها أو تختلفون. ومن هذه الأسباب أن شعبنا أصابه من أصاب العالم وشعوب الأرض من طفر فأصبح أكثر همه الحصول على قوت عياله. لهذا كان لهاثه وراء لقمة عيشة أكثر من تظاهراته وراء القضية الفلانية أو العلانية.
السبب الثاني هو انشغاله ايضا بوسائل التواصل الاجتماعي والريلز والفيديوهات مما خفف عنه الهم الكبير الذي كان يحمله زمان.
ثالثا اصبح بعضنا يثير السؤال المهم لماذا فقط مكتوب على الشعب الأردني أن يكون جاهزا للفزعة في حين أنه عندما يحتاج الفزعة من عند الاخوة لا يجدها الا بمقدار ما يحتاجه الأخرون منه من مواقف سياسية.
رابعا لم يعد يدغدغ عواطف الأردنيين الشعارات التي كان يسمعها قبل عشرات السنين. ربما اكتشف كما اكتشف الآخرون أنها شعارات جميلة وتصلح للمظاهرات فقط. أو ربما نصيغها بشكل أفضل أنه أصبح كباقي شعوب الأرض يردد الشعارات ويستنكر ويعزي ويعرب عن قلقه ثم ينطلق بعدها لحسابه على الفيس ويتابع نشاطات أصدقائه.
وعودًا لعنوان المنشور عن الكيميا، اكشتفت ذات مرة أن الكيميا ربما كانت أصعب المقررات الدراسية ولهذا أضافوا عبارة الكيميا للجانب الاجتماعي، فنسمعهم يقولون " هي كيميا!" عندما يتحدثون معضلة معيينة. لهذا فالكيميا الأردنية يبدو تخضع لهذا المقياس؛ ومن أراد أن يفهم الكيميا الأردنية القادمة الناتجة عن كل ما مر بالشعب الأردني وما عانى منه.
نعم ربما كانت الكيميا الجديدة تتطلب نوعا جديدا من التعامل معها ومن هذه التوقف عن مخاطبة الأردنيين بنفس شعارات القرن الماضي.
طبعا من الكيميا الأردنية أن بعض الناس قد لا يتفق معي فيما أقول ولكنه بنفس الوقت سيفعل تماما ما قُلته.
#الكيمياء الأردنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق