قبل لحظات مررت بمنشور جميل للصديقة سامية المراشدة حول الهرم، حيث قالت فيه أن كل شيء فينا يهرم ما عدا النوايا الطيبة. أحببت أن أضيف له أن كل شيء يهرم ما عدا الذكريات.
نعجب أحيانا عندما نسمع أن كبار السن (أنا مش منهم) يحبون تكرار قصص ماضيهم الذي شكلوه بتجاربهم. لهذا لا تستغربوا من تصرفاتهم؛ هم لا يريدوا أن يثقلوا علينا بها، فقط يريدوا أن يتشبثوا بالقطار الرتيب الذي يحملوهم الى المحطة المقررة حسب تذكرتهم.
من البر بكبارنا أن نتحمل سوالفهم القديمة (وقد اشرت لهذا ذات حديث حول الموضوع) ومن جميل البر أن تتصنع أنك لم تسمع بهذا من قبل. ولعلنا كنا نلاحظ البسمة على وجوههم وهم ربما أدركوا أنهم اخبرونا بها من قبل؛ هم يبتسمون لأنهم فخورون بنا ونحن نحاول مساعدتهم على العيش لمدة أطول.
الآن اصبحنا نحن مثلهم لهذا رجاء حار للشباب أبناء أو أبناء اصدقاء أن لا يشعرونا أنهم سمعوا سوالفنا قبل.
لقد أصبحت ذاكرتنا كالبرامج الوثائقية على التلفزيون الرسمي تعاد بها الأحداث باستمرار باستثناء الجمعة لأنه محجوز لدعايات البنك الاسلامية. هههه
كلما تذكرت أكثر كلما عشت أكثر، وكله بكتاب طبعا. فحاول أن لا تنسى شيئا.
ترى الصديقة سامية مليحة ومنشوراتها حلوات لكن عمرها بمنشوراتها ما جابت سيرة الصبر والتين. يعني حتى بالحكي ما بتبين انه عندها تين وصبر.
#طلال_الخطاطبة
#تذكر_أكثر_تعش_أكثر.