مقدمة
عندما يكون ما تود الكتابة عنه رجلا بحجم أبي فإنك في حيرة من أي زاوية تبدأ...! ومَن انا حتى اكتب عنه. ربما كان من يحسن الحديث عنه أحد رفاقه في الحياة.. وفي مرحلة جديتا يمكن الاستعانة بأبي عاطف رحمه الله.. ومن مرحلة الشرطة ربما يكون العم ابو طلال العجاج من المنصفين لتاريخ هذا الرجل.. لهذا وبِرًا بالرجل العظيم والدي أحببت أن أبره بعد وفاته ،فرجوت العم أبوطلال العجاج ان يقف معي لتقبل العزاء فرحب بذلك.
أما على مستوى الحياة طيلة هذه السنوات فاكيد العم أنيس شلباية أبو نواف. وبهذا تكتمل الدائرة. وبما أن كل من سبق في ذمة الله سألجأ للأسلوب التقليدي وهو من بداية الحكاية.
سيكون أبو طلال (كما كان يُحب أن ينادى) محور الأحداث وتدور حوله، فهو الأصل.
كان مولد ابو طلال سنة ١٩٢٣ وتم التأكد من هذا عند فتح سجل المدرسة ومقارنة السنوات بواسطة أخي الاستاذ بلال الذي كان يعمل معلمًا في المدرسة، ثم التحق بمدرسة القرية الوحيدة حتى وصل الصف الرابع ومن ذكرياته في المدرسة انه كان دائم الذكر للمرحوم عبد القادر العبد الكريم.. وكان كثيرا يؤكد انه عبد القادر عبد الكريم . لو دعمه احد لأصبح طبيبًا.
بعد خروجه من المدرسة لم يجد ما يفعله والسبب ان اسرتتا لم يكن لها أرض او بستان ليعمل به جدي او والدي. وهذا يذكرنا بحادثة طريفة حدثت في عام ١٩٧٤. سأرويها الآن ولن انتظر وقتها..
اثبات الجنسية
أنهيت التوجيهي عام ١٩٧٤ وعلمنا انه ومن أجل استكمال معاملة البعثة للجامعة لكوني من أوائل محافظة إربد فلا بد من وجود جواز سفر ولم نستطع البدء بمعاملة جواز السفر لي وهذه تتطلب ان يكون الوالد يحمل جواز سفر كوثيقة إثبات الجنسية. هنا حدث الكثير من المفاجأت ومنها ان ابو طلال لم يكن ذاته يحمل جواز سفر وكان رحمه الله مكتفيا بشهادة التعيين في الشرطة ولباس الشرطة الذي كان كفيلا بتسليك أي معاملة في تلك المرحلة. المفاجأة الأخرى كانت أن الوالد اكتشف انه لا يستطيع أن يُمَشي معاملة مثل إثبات ملكية أرض قديمة لاثبات الجنسية... طبعا حلت هذه المشكلة لاحقا. فعند التقاعد يكتشف
المرء مطبات كثيرة. المهم والعودة لموضوع جواز السفر تمكن الوالد من العثور على قطعة لرحمة جده هو اثبتت انه كان يملك أرضا في الوادي منطقة المدورة وبهذه الأرض أصبح أردنيا. وحصل على جواز السفر. ونعود الان لتكملة المرحلة الأولى من حياته العملية.
التحق الوالد بالجيش ولم يكن الأمن العام موجودا. خدم في القوة العسكرية وخدم في منطقة البحر الميت وصادف بعض نكبة ١٩٤٨ وكان ضمن القوة او المخفر الذي اشرف على مخيم عقبة جبر باريحا. خلال هذه الفترة تزوج الوالد ست الستات والدتي.. وبعدها في 1955 ولدت. انا وقبل ولادتي بسبعة أشهر توفي جدي الذي اطلق عليَّ اسم طلال وأصبح من وقتها لقب ابو طلال....
بالفترة من ولادتي لا أذكر اني كنت أراه بعدها عرفت ان حياة الشرطة صعبة جدا. وكانت اجازاته قليلة.
ارتأى الوالد أن يأخذنا معه إلى القدس فاستأجر لنا غرفة في جبل الطور عند عائلة الهدرة.
بتلك الفترة أصبحت اتعرف على والدي. اذكر ان اولها كانت أن احضر لي مسدس لعبة وفاجأني بإطلاق الأصوات فبكيت فضحك والوالدة على ابنهم الشجاع قوي. وعلى ما يبدو انني كاين المس مسدسة فاحب ان يعمل معي معروف بالمسدس اللعبة.
في اثناء وجوده في مخيم عقبة جبر نمت علاقة صداقة مع المرحوم العم أنيس شلباية.. لهذا أخذنا الوالد في زيارة الدار العم شلباية. اذكر المنظر وكانت شبيهة بالمخيم بالتغريبة الفلسطينية..
اقتربت علاقتي بالوالد عندما جاءت لحظة الدخول للمدرسة...
ولكن كانت مرحلة صعبة قبل الشرطة، وكان رحمه الله لا يحب أن يذكرها وهي مرحلة خلط القوات فكنت لا تعرف هل هو شرطي ام عسكري.
لا أذكر هل تحدث والدي عن سنتين او اربع سنوات خرج من هذه القوة ليعود لجديتا حيث كانت الحياة صعبة جدا، فما أصعب أن تعيش شابا بدون دخل في عائلة تعيش عيشة الكفاف.
كان صديقه الوحيد ابو عاطف ومن الطرائف التي كان يستذكرها ولها علاقة بالدخان الهيشي.. واسعد اللحظات عندهم عندما يتوفر لديهم قرشين ونص يشتروا فيهن دخان هيشي وينبسطوا عليهن. وقد سرنا انا وابنه عاطف على طريق الآباء أصبحنا صديقين..
...
سمع عن تجنيد في الشرطة فذهب لعمان سيرا على الأقدام. خرج من جديتا صباحًا وكان يغسل رجليه عند المدينة الرياضية كما كان يكرر. التحق بالشرطة وحمل الرقم ١٨٧٧ كشرطي ولكن ببدايات الأمر كان يراوح بين الشرطة والفرسان.. وعندما أصبح فقط شرطة أصبح أيضا شرطة عادية وكان يسميها احيانا البوليس.. ومنها أيضا شرطة السير ومنها انضباط الشرطة ،وهذه تقابل الشرطة العسكرية عند الجيش.
هنا لا بد من الإشارة ان الحياة بالشرطة أكثر انفتاحا على الجانب المدني من الجيش. فكسب عادات وتعامل مع اطياف المجتمع وكان يعرف الأحزاب مثلا. وفتحت الشرطة عليه أبواب الحواديث والقصص.. فكثيرا ما أخبرني مثلا عن جميل العاص انه كان فقير الحال برام الله حيث الإذاعة.. وعندما يذكر امامه شخصية معينة يعلق عليها انه يعرفها. ومن الحياة العامة اكتسب اللهجة الفلسطينية ولهجة اهل الجنوب.. وتنورت أفكاره بالنسبة لتربية الأبناء فنشأنا إلى حد ما مختلفين عن ما حولنا.
ومن هذا أيضا انه اقتنع وعند خدمته بالقدس بضرورة الحاق العائلة معه فسافرنا مع خالي أحمد رحمهم الله جميعا وسكنت العائلة في غرفة في جبل الطور ببيت الحاج ابو احمد الهدرة. وكنت صغيرا جدا ولا اذكر تلك المرحلة كثيرا.
وكان في الحارة اولاد من جيلي نلعب بالخارج حيث كان الأكبر منهم يخوفنا من الشيخ وهو شخصية لم نرها فهو بياكل الاولاد ونخاف ولا نقترب من المغادرة.
وكنا نرى مستشفى هداسا.
وبما ان الشرطي كانت له شنة ورنة فقد توطدت العلاقة بين والدي وجيراننا بالإضافة انهم كانوا يتباهون انهم يعرفون شرطيا هذا يسهل عليهم بعض الأمور. وقد شهدت عندما اصطحبنا في زيارة للقدس كيف كانت الناس عندما يمر من أمام الدكان ويحيوه.
كنت ومن هم في سني أصعد لأعلى الجبل لامتع نظري بمنظر الصخرة المشرفة طبعا كنا أصغر من ان ندرك أهمية المنظر.
كان ابي رحمه الله سعيدا بما هو فيه رغم صعوبة الخدمة.
فجأة ودون مقدمات سمعت صوته يناديني ومعه قلم ودفتر ولا ادري إن كان أيضا فيه كتاب اسمه راس روس او لا. والله لكنه بدأ تعليمي الأحرف الهجائية. وطبعا كان رحمه الله يفترض انني يجب أن التقطها بسرعة. ولأن هذا الأمر كان مستحيلا فقد كان بين الالف والباء ضربة او اكثر من المسطرة،لكن والحمد لله اكتفى بالمسطرة وربما بصفعة وعصبية.. فهمت لاحقا وربما بعد سنوات انه كان قدم أوراقي للقبول بالصف الأول ولكنها رُفضت بسبب العمر الذي كان بضعة أشهر. كان القبول على السنة وليس تاريخ الميلاد. وكان هناك سبب آخر عنده رحمه الله وهو انه لم يستطع ادخالي رغم انه يرتدي لباس الشرطة الذي كان يسلك به المعاملات لمن يقصده وربما كان هذا سبب منحه من أصدقائه الشرطة لقب المختار. المهم الان ان لقب المختار لم تنجح مهمته مع ابنه. فعاد مشحونا ببعض العصبية والحدة. هذه العصبية القبلية اختفت ولهذا لا أذكر ان عدت للتعليم بطريقة البيتي.. ودخلت المدرسة في السنة التي تلتها. لكنه بقي على اصراره على حذره من الاختلاط بالاولاد مرحبا هناك. وهم من دار الحج ابو احمد وام حسن.
قصة لقب المختار كانت كما اسلفت من زملاءه بكلية الشرطة لكثرة خدمته لمن يقصده بطلب معاملة.. كذلك عندما كان يذهب لتبليغ أحدهم بأن عليه تذكير في قضية بالمحكمة فكان ينزل ضيفا على المختار.. ولا يهم طبعا ما يقوله الناس عن المختار، فالمختار بالنسبة لابي هو موظف من الداخلية تابع للشرطة. وكان رحمه الله معجب بلقب المختار لدرجة انه اني كنت أراه محفورا على علبة الدهان الهيشي. وكما اسلفت كان لقب nickname للوالد. وسيلة وسيلة للتعرف عليه من زملائه.
ففي عام ١٩٧٤ دخلت الجامعة الأردنية وسكنت في صويلح ودخلنا الزملاء وانا دكان شخص واحد لقبه ابو ابراهيم وهو من العدوان وطبعا كالعادة يحب الأردنيون السؤال التقليدي من وين انتم وقال لي انه خدم بالشرطة والكثير منها بفلسطين. فقلت له هل تعرف الشرطي الذي كان يُلقب بالمختار فابتسم مر مرحِبا بي وقال انت طلال اكيد. اقعد اقعد.. وصرت اذهب اليه كثيرا. عندما قال انت طلال شعرت انني انظر لوالدي انه فوق السحاب. وللعلم فقد عثرت على الفيس على ختيار مثلي من عنبه تعرف على صورة الوالد وعندما قرأ رقمه بالشرطة بنهاية وخدمته بالقدس قال لقد كان والدي زميلا لوالدك. وصدف أيضا انهم
.كانوا يسكنون جبل الطور كذلك.
عندما كانت الايام في آخرها كنت عنده بالمستشفى بايدون واذا بالحاج رشيد رحمه الله فقد توفي قبل يومين. دخل الحج رشيد ومعه احد اقاربه ليزور والدي وهو جالس على سريره؛ سلم عليه الوالد لكنه لم ينظر اليه لكن لاحظت انه يسمع ما يدور حوله. وتحدث الحاج رشيد وتذاكر معنا بعضا من تاريخ الوالد. وقال "كان معنا واحد سايق بالمطار ومن جميل الصدف انه كان يخدم في الخليل. عندما عرف ان الحج رشيد من جديتا قال بتعرف ابو طلال فقال نعم ثم اضاف ذاك الرجل كان بالخليل لقد كانا اثنان ابو طلال من جديتا وكانا ذوات صولة وجولة حتى قال عندما كانت الحرمة تزعل من جوزها يروح جوزها على ابو طلال وابو طلال يترجاهم فيردوها لجوزها. " نظرت لوالدي رحمه الله فإذا به يحرك يديه بطريقة تنم عن الحزن على حاله على حاله لكن بالتسليم انا تلك الايام راحت وهذا حال الدنيا.
رحم الله الحج رشيد ورحم والدي رحمه الله
اليوم 25-5-2025
عيد الاستقلال عشت لحظات فيه مع ابو طلال رحمه الله.
اليوم يوم الاستقلال فقضيت جُلَّ وقتي مع أحد الشهود على بدايات الاستقلال.. والدي رحمه الله. عندما كان يشاهد العرض العسكري يقول بدايات العرض كانت كم سيارة تمر من أمام الملك عبد الله الأول بساحة صغيرة بالاربعينات من القرن الماضي.. تؤدي التحية للملك ثم تغادر. وين هذيك الايام ووين هاي. نتذكر الماضى ولكن لا نتمسمر عنده.
المختار مرة أخرى
اليوم هو السبت الموافق يوم السبت الحادي والعشرين من حزيران
21-6-2025
صباح الخير يا والدي وطاب يومك مغفرة ورحمة من الله.
توقفنا عند موضوع مختار الخطاطبة التي أشيعت حول الوالد الله يرحمه. وللحق سمعتها منه مرة او اثنتين عندما كان يتحدث عن الفرق بين حياة الوظيفة وما بعد الوظيفة وما فيها من مرارة. وكانت أحيانا تقال منه على سبيل المزح واحيانا كأنه يبشر المتقاعد عن ما ينتظره من شقاء (يعني على نمط الكوميديا الساخرة) يقل الراتب وتفقد هيبة الذهاب للعمل وبالنسبة للوالد فإنه خسر الكثير عندما توقف عن لبس الشرطة والكاسكيت وهي طاقية الرأس. والحديث حولها يطول.
المهم بدأت مزحة وانتهت عِظة وعبرة لمن اعتبر. وكما يقول المصريون ان فاتك الميري.. وهو لباس الوظيفة. ان فاتك الميري تمرغ بترابه.
وهنا لا بد من الاشارة للظلم والاجحاف الذي لحق بهذه الفئة من المتقاعدين من الجيش والامن العام. فكل من تقاعد بتلك الفترة عانى ما عانى الوالد من أهم معضلة تواجه المتقاعد ألا وهي الفراغ. الا اذا كانت له قطعة أرض عمل بها وهذه لا رفاهية بها. هذه الحيرة في وقت التقاعد يجب ان تُدرَّس تحت عنوان سيكولوجية التقاعد. وأجزم ان القادم للتقاعد يحتاج دورة او تدريب تماما كما يحدث للموظف عندما ينظم للوظيفة. فكما قيل لعمرو بن العاص (إن صحت) أحسن الخروج كما أحسنت الدخول.
يجب تأهيل المتقاعد لحياة جديدة ومنها مناكفة من سبقه للتقاعد عندما يلتقيان.
رحمك الله يا غالي وجعل الجنة
مثواك.
دوّار جدو
كان رحمه الله يذكر الدوار الاول كبداية لامتداد العاصمة عمان..بدءا من جبل عمان. عرفتُ الدوار الثالث عندما دخلت الجامعه عام 1974 لكن سبب اهتمامي بالدوار الأول هو انه بداية جبل عمان ونهاية خدمة الوالد في سلك الشرطة.
عندما اقترب تقاعد الوالد حدثت معه مسألتان.
الأولى انه ترفع لرتبة عريف بطريقة يرويها الوالد بطريقة فكاهية حلوة. قال ان الترفيع شمل كل رجال الشرطة الذين نساهم الزمن ونستهم ادارة الشرطة... وصدف ان مدير الامن العام اصبح محمد رسول الكيلاني وتم ترفيعهم كنوع من التكريم والتقاعد بعدها بفترة. نقل من الخدمة التقليدية مع من هم في مدة خدمته الذين تقدموا بالعمر الي حراسات الوزارات. وكان نصيب الوالد وزارة الشؤون الاجتماعية وهي على الدوار الأول.
كانت تلك الفترة في قمة الفوضى الناتجة عن الوجود الفدائي في العاصمة عمان واستقوائهم على الدولة.. وقال الوالد ان الفدائيين اقفوا سيارة رئيس الحكومة بهجت التلهوني وفتشوها. وكان هذا في 1969 ثم جاءت حكومة وصفي التل.
في تلك الفترة خفت زيارة الوالد لدار صديقه الدائم المرحوم أنيس شلباية ابو نواف. وكان الوالد قد نشأت بينه وبين العم ابي نواف صداقة أعلى من الأخوة في مخيم عقبة جبر الذي تاسس لايواء اللاجئين في أريحا. وقد زرناهم في المخيم عندما كنت صغيرا. باعدت بينهما الايام إلى ان التقيا مرة أخرى في جبل الهاشمي وكان الوالد يزورهما باستمرار.
عندما بدأت الفوضي في عمان وتحرش الفدائيين برجال الشرطة كان يزورهما باللباس المدني..ثم توقف.
ذات يوم واظنها بالسبعينات قبل اندلاع أحداث ايلول بفترة تفاجأ والدي واذا بسيارة تابعة لوكالة غوث اللاجئين وكان يسوقها العم ابو نواف.. وقال بطريقته وين يا عمي بطلت تزورنا من شو خايف. اللي بصير علينا بصير عليك واللي بصير عليك بصير علينا. وما راح يفرقنا شي.
تفاجأنا بالبيت على مستوى الأسرة واذا بالوالد يدخل البيت باللباس المدني فعرفنا من اللباس المدني انه التقاعد. لهذا ركزت على عبارة سيكولوجية التقاعد واهمية التحضير لها. وقد شعرتُ بهذا شخصيا عند تقاعدي من الخدمة لبلوغي الستين بتاريخ 1-11-2015. باول يوم لي بدون عمل ارسلت الأولاد للمدرسة وعدت البيت الساعة 7:45 صباحا وصرخت فجأه معقول ان العمر سيمضي هكذا! وبقينا الى ان شاءت ارادة الله لي الخير.
تفاصيل التقاعد والحياة بعدها فيها تفاصيل تؤلم عند ذكرها وسأقفز عن هذه التفاصيل. لهذا اكملها لاحقا
وكان اول عمل قمت به عندما سكنا عمان هو ان أعرف الاولاد هنا بعمان بصفتي كبيرهم.. لكني وجدت انني لا اعرف الا الدواوير.. ولاني يجب ان أحدثهم عن الدنيا كنت اركز الحديث على الدوار الاول واقول لهم كان جدو يعمل هنا... الي ان قالت رنادا لازم يسموه دوار جدو.. ومن هنا جاءت التسمية.. اذا دوار جدو هو قرار أسري فقط كنوع من التكريم لجدهم رحمه الله الذي يستحق التكريم فعلا .
أبو طلال وعلاقته بمدرسة جديتا
ابو طلال وليّاً للأمر وعلاقته بالمدرسة.
سلام عليك يا والدي حيا وميتًا.
كان والدي رحمه الله من القلائل ولا ابالغ اذا قلت انه الوحيد في جديتا بتلك الفترة من الزمن الذين يتابعون سير اولادهم في المدرسة أكاديميًا. فكان وفي كل إجازة يزور المدرسة في راس الدير ويعود مسرورا بما سمع سيرنا الدراسي. هذا السبب الرئيس اما السبب الاخر فهو انه كان يشعر بالفخر انه يجالس الطبقة المتعلمة في المجتمع. وكان غالبية المعلمين من خارج القرية.. فقط كان الاستاذ محمد أسعد (أبو سفيان ) والاستاذ شفيق عجاج الوحيدين الذين كانا جديتاويين أصليين.
كان الوالد في زيارته للمدرسة يلبس هذه البدلة. واذكر مرة انني لبستها بعد الدوام وكان هناك مباراة كرة الطائرة ضحك الاساتذة كثيرا من طريقة لبسي لها. وهذا يدل على انني كنت مشاغبا ايام الصبا. سعدت جدا بالوصول لها بانها ضمن باقي الصور.
ناداني ذات يوم وكان منزعجًا لكنه اكتفى بنقل الخبرية.
تصادف انه كان عائدا من اربد وصدف ان الاستاذ شقيق عجاج كان بالسيارة فسأله كيف طلال بالمدرسة فقال له الاستاذ شفيق فأجابه الاستاذ.... طلال احسن واحد بالصف لكن بإمكانه ان يكون أفضل. بتلك السنة حصلت على أسوأ شهادة بحياني وهو ما ذكرني به عند ظهور النتائج المدرسية بالشهادة المدرسية. والغريب ان هذه السنة وهي الثالث اعدادي كانت مترك ذكرت اسماؤنا فيها بالراديو. ولهذا لم يكن أهمية للشهادة المدرسية.
والمهم والشىء بالشيئ يذكر يميل المدرسون إلى الظهور بمظهر المتشددين فيعطوا علامات منخفضة من (شِدة الدقة) . وهذا ما حدث بالنسبة للتوجيهي عندي. كلما رايت علامة التربية الإسلامية ٦٣ واقارنها بامتحان التوجيهي الوزاري ٩١ ابتسم فرحا كما لو كانت النتيجة الان. كذلك لا اعتبار فيها فالمهم شهادة التوجيهي.
ختامها مسك.
تربية الابناء




اللهم اغفر وارحم من كانو معنا في الدنيا والان هم تحت الثرى لا نعلم ما فعل التراب بوجوههم البشوشه.
ردحذفالله يرحمك يا جدي العزيز .