الخميس، 19 ديسمبر 2013

ولفي يشاري الموت لابس عسكري




في الوقت الذي كان أصحاب الدولة (باستثناء جولة دولة الرئيس على عجل) و أصحاب المعالي أصحاب الوجوه الدافئة من التدفئة المركزية  التي لا ينقطع وقودها ليلا نهاراً قابعين بفللهم، و أصحاب السعادة النواب الذين يتدثرون بفرواتهم باعتبارهم شعبيين معتكفين ببيوتهم؛ و في الوقت الذي جلس معظمنا أمام شاشات الفيس نتداول الصور على الثلج، و ننتقد الأداء الحكومي للتعاطي مع الموجه. كان جلالة القائد الاعلى بين قواته يؤدون ما عليهم من واجبات  تجاه الشعب الكريم الذي ما خذلهم يوما فلم يخذلوه، و أحبهم دوما فبادلوه حباً بحُب.
و كان قائد الجيش  الأعلى جلالة الملك  بوسط الثلوج يداً بيد مع الذين أبوا إلا الوقوف بجانب إخوانهم يساعدون المواطنين ممن تقطعت بهم الأسباب، و طار إلى بقاع الوطن المختلفة يطمئن أبناءه بأن البلد بخير.  و  من يعرف الأردنيين  يعرف تماماً ما تعنيه زيارة  جلالة الملك لأبناء المنطقة، فالخير في ركابه دائماً.
و الجيوش بالدول عموماً هي الجانب الأكثر انضباطاً بجهاز الدولة، و هو مصدر قوتها  و عزتها؛ و بقاؤها  إشارة واضحة إلى قوة الدولة. و لهذا ربما كان من (بركات) الخراب العربي تسليط الضوء على الجيوش العربية لإضعافها؛  فكان التساؤل دوما عن ميزانية هذه الجيوش و مدى الحاجة إلى هذه الأعداد الغفيرة من الجنود. و تساءل أصحاب الحراكات و قياداتهم في مختلف وسائل الاعلام عن السبب في هذه الميزانية  (الضخمة) في حين أننا نعيش بحالة سلم مع من حولنا بموجب معاهدات سلام؛ و الغريب أنهم ببعد أن ينهوا الحديث عن الميزانية ينصرفون للحديث عن المعاهدة و وجوب الغائها  لأننا أرض حشد ورباط.
هنا نحيل السادة المعارضين لميزانية الجيش و القوات الأمنية الى إعصار اليكسا و ما رافقه من تقطيع لأوصال الدولة  من ناحية المواصلات و الاتصالات التي كانت  ستنتهي الى كارثة لولا رعاية المولى التي قيّضت لها يد الجيش  الباسل التي امتدت الى كل محتاج، و وصلت آلياتها  إلى الجميع.  و عندما نشير الي الجيش فإننا في الحقيقة نشير إلى باقي الأجهزة العسكرية: جيش و أمن عام و دفاع مدني و درك؛ فهم جميعاً تحت مظلة العسكرية العامة و ان اختلفت واجباتهم و مسمياتهم.
يجب البقاء بعيداً عن اللعب مع هذه المؤسسة النظيفة و مناكفاتها سواء بميزانيتها أو الاطلاع على خصوصيتها و طبيعة عملها، فهي إضافة الى أنها الرمز كما - أسلفت- نخوتنا  إذا دبينا الصوت و صحنا "وين راحوا النشامى؟"؛  و للتذكير  فقط فإن طبيعة عمل الجيش بمنطقتنا لا يقتصر على الحروب التي خاضها جيشنا حيث كانت (بواريده  رجّادة)  كما قال المشير المرحوم حابس المجالي بقصيدته الشهيرة؛ نعم لقد لعلع رصاصه على أسوار القدس إلى الكرامة  مروراً بكل الوقائع المشرفة بفلسطين.
و لابد من التذكير  بالجانب المدني للعسكرية التي تستفيد منها كل من حولها من القرى و التجمعات السكنية، فهم أصحاب المشاريع الكبيرة في المدارس بالماضي و شق الطرقات بين القرى  ومنها بلدتي جديتا على سبيل المثال، حيث ما زلنا نذكر للجيش هذا الصنيع الكبير  الذي غير وضع البلدة من قرية نائية بآخر خط الكورة إلى بلدة بشوارع نافذة إلى ما حولها، و ليست نهاية خط؛ و لا ينسى أهل بلدتي  السيد مطيع حماد الذي كان له الفضل الكبير في ذلك، و على ذلك قس. 
لهذا لا نستغرب إن طالب البعض بعسكرة الخدمات بجهاز الدولة حيث الضبط و الربط و تنفيذ الأمر و الذي نفتقده  و بكل أسف  بالجانب المدني من الدولة.
لا نتحدث عن مثالية طبعا في ظرف  كظرف إصرار  اليكسا  على البقاء بيننا، و لكننا نتحدث عن همة عالية و فزعة وطن وصلت لكل ملهوف.  يضاف إلى ذلك و بكل صراحة إنني دائما أنظر لهذا الجهاز بعين الرضا، لأنني شأني  شأن كل أردني  ابن شرطي و أخ لعسكري و أبٌ لطبيب في الخدمات الطبية الملكية و عمٌ و خال لعسكر.  فالعسكرية في دم الأردنيين جميعاً. 
أصحاب الدولة و المعالي و السعادة أفراد الجيش و الأمن و الدرك و الدفاع المدني  ورقباء سير: أنتم  خير من استحق الألقاب؛  أنتم من يبيض وجه الدولة عندما يتراجع من قلده ولي الأمر (خطيتنا) و وضعها برقبته.  لكم منا كل الحب و التقدير و نرجو منكم المعذرة، و تقبلوا اعتذارنا  عن قصورنا  نحن إن صدر من البعض منشور هنا أو تعليق هناك على الفيس بوك ، أما أنتم فما قصرتم و جدتم بأكثر من الموجود.
بيّض الله وجوهكم  دائماً و بارك فيكم.
عاش الوطن و عاش جلالة الملك و عشتم جميعاً بكل خير،
و ليبق الأردن دائما أولاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق