الأحد، 3 أغسطس 2014

تعاطف شعوب العالم مع غزة و دعم حكوماتها لإسرائيل

تعاطف شعوب العالم مع غزة و دعم حكوماتها لإسرائيل
إن المتصفح لمواقع الأخبار يطالع العديد من المواقف الشعبية العالمية المتعاطفة مع المجازر الوحشية لإسرائيل في قطاع غزة؛ فسمعنا مثلاً عن المظاهرات الجارفة في الكثير من الدول؛ و سمعنا أن العلم الفلسطيني قد تلألأ على مجلس العموم البريطاني، و تم طلاء إحدى عربات القطار بإحدى الدول الاسكندينافية بالعلم الفلسطيني؛ و نقلوا لنا كذلك صورة لرئيسة البرازيل و هي تبكي حزناً على غزة و لا أدري إن كانت تبكي على غزة أم على خسارة البرازيل أمام ألمانيا. مواقف كثيرة سمعنا أو قرأنا عنها.  و لا ننسى طبعاً المناضل الكبير أوردوغان صاحب الحنجرة العالية، الذي أرعد و أبرق، و أرغى و أزبد، و اكتفى بهذا النمط الجهادي الحديث، و يقبل منه مجاهدو الفيس بوك ما يرفضون من زعماء دولهم.
لا أسخر من أحد أو أقلل من شأن أي موقف، و لكن بنظرة سريعة نجد أن كل هذه المواقف و التعاطفات لم تحرك حكوماتها لاتخاذ موقف رسمي مؤثر، إلا إذا استثنينا تلك الدول التي سحبت الجنسية من مزدوجي الجنسية من الجيش الإسرائيلي المشاركين بالعدوان و التي لا تُقدم أو تؤخر بالحسابات الإسرائيلية. و السؤال  الذي يجب طرحه هو هل نحن بحاجة لمواقف الشعوب أم مواقف الدول؟ و السؤال الثاني  هو أي الدول هي التي نسعى لأن نرى موقفها واضحاً جلياً في هذه الأزمة و أعني بها الدول الداعمة لإسرائيل و سبب وجودها أصلاً.  لا نريد موجة جديدة من أكياس الطحين موسومة بيدين متصافحتين و موسومة بالعبارة الشهيرة إياها ( هدية من شعب الولايات المتحدة، ليست للبيع أو المبادلة)، و بنفس الوقت نرى السلاح الأمريكي في بنادق قوات الاحتلال الذي تقتل به العُزَّل من أبناء فلسطين.
أما على الصعيد العربي فالوضع أقسى و أكثر مرارة؛ فحتى مواقف الشعوب انعدمت إذا استثنينا موقف توأم الشعب الفلسطيني و شقيقه ألا و هو الشعب الأردني الذي ينتفض من بداية الصراع مندداً محتجاً ثم يعود إلى بيته.  و لا يجب القفز كذلك عن موقف الحكومة الأردنية الداعم لأهل غزة حيث يتواجد أبناء نشامى القوات المسلحة على أرض غزة من سنين.  أما باقي العرب فحالهم يغني عن سؤالهم باستثناء حملات جمع التبرعات المادية للأهل هنا و هناك.
هنا نعود لطرح الأسئلة لِنسأل: ما هو العدد اللازم من الشهداء حتى يتحول هذا الزخم في التعاطف الشعبي ليُترجم لمواقف حكومية صارمة في وجه هذا الإجرام المُنظَّم بحق هذا الشعب المسالم؟  هل تحتاج غزة إلى العواطف و المظاهرات و الطخ بالشوارع؟  أم أنها تحتاج إلى المواقف الدولية الجريئة التي تُلجم إسرائيل إن استطاعت إلى ذلك سبيلاً؟
و السؤال الأهم هل توجد دولة بالعالم تستطيع أن تقف بوجه هذا الورم السرطاني الخبيث المسمى إسرائيل؟ أو بمعنى آخر هل ترغب هذه الدول الكبرى بذلك؟ يجب أن لا ننسى أن هذه الدول هي من حقنت هذا الجزء من العالم بهذا الفيروس حتى تضخم و تورّم إلى أن أصبح صعب الاستئصال. إن من بدأ المأساة ينهيها.  فهل نأمل أن نحصل على الدبس من النمس؟
أكرر، لا أقلل من جهد أحد، و لكني أردت أن أختصر الموضوع لأقول لأهل غزة :

يا أهل غزة لكم الله.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق