متى سنغضب!!
عندما وضعتُ
علامة التعجب في العنوان فإنني أعنيها تماماً و لا أقصد السؤال مطلقاً عن توقيت
معين. متى سيغضب الأردني وقد أصبح يُضرب
في أرضه وبلده من الأغراب! متى سيغضب وقد
أصبحت فتياته يتعرضن للتحرش جهاراً نهاراً ممن يعتقد أن يتفضل علينا لمجرد أنه قرر
أن يقيم بيننا متدرباً لا مدرباً! يالله كيف سيكون الحال لو أن جنابه أو أصحاب
الجنابة كانوا مدربين لنا! ربما سيخرج من
بيننا عندها من يذكرنا بالمقولة من علمني
حرفاً كنت له عبداً.
الحديث عن حادثة
ضرب المتدربين العراقيين للأردنيين وهم أي
الأردنيين بين أهلهم وربعهم. هذه الحادثة
لا يجب أن تمر مرور الكرام سياسياً
وقضائياً حتى لو أسقط أهل المعنيين حقهم الشخصي أبداً؛ هذه ليست الحادثة الأولى لمن يذكر. فقبل سنة تقريبا ضُرب الأردنيون من قِبل
العراقيين الدبلوماسيين عندما كانت السفارة العراقية تحتفل بأحد الأعياد؛ أي أنها
كانت (بسطة عراقية سياسية)؛ ذهب الأردنيون للتعبير عن ما اعتقدوا أنه حقٌ
فكري لهم كما تعلموا من دولتهم (الأردن)
فكان جزاؤهم التنكيل والضرب والسحل ولا أدري على ماذا انتهت القضية. والقضية التي هي حديث الأردنيين كافة هي
الثانية و لا أظن أنها ستكون الأخيرة إن لم يوضع حد لمثل هذه التصرفات الرعناء
لهؤلاء. يجب أن يفهموا أنهم ضيوف ولا أريد
أن أستعمل كلمة أغراب. والضيافه لها أصولها.
وحتى لا نتجاوز
الخطوط الحمراء أريد أن أسأل حكوماتنا سؤالاً واحداً فقط في هذا المجال : متى سنقول للآخرين بأنهم عكروا علاقتهم معنا
وهم على أرضنا؟ إذا كان قضاؤنا يحاكم من
يسيء للدول الصديقة لمجرد اللفظ بمقال كتبه هنا أو منشور على صفحته الشخصية بمواقع
التواصل الاجتماعي، فكيف سيكون حاله لو تجاوز اللفظ والكتابة للفعل لا سمح الله؟ هل نتوقع مثلاً أن يُحاكم هؤلاء من حكوماتهم
بتهمة تعكير علاقة العراق مع الأردن؟
لا نحرض على أحد؛
ولا نريد أن يتعرض الإخوة العراقيون للمضايقة بسبب هذا التصرف الأرعن، ولكننا نريد للحكومة أن تُفهم الآخرين أن لصبرها
حدوداً وقد بدأ ينفذ. من أروع ما أذكر
لدولة الرئيس عبد الله النسور ببداية عهد وزارته
عندما تحدث عن الدعم العربي وما يقدمه الأردن بالمقابل نعم يدعموننا
ونشكرهم ولكن لا يمنوا علينا بذلك فنحن أيضا نحمي حدودهم. هل ستقول الحكومة الأردنية للعراقية: الله
الغني عن ماسورة البترول العراقي التي يظهر الحديث عنها على السطح عندما يحتاجون
الأردن ثم يختفي عندما يزول السبب؟؟ إن
كان ثمن مرور هذا الأنبوب هو أن يضرب
الأردنيون فالله الغني عنه فعلاً.
أريد أن أذكر
الإخوة العراقيين بما فعله الأردنيون على مختلف مستوياتهم في الأسبوع الماضي عندما
انتفض مطالباً بخرق القانون ليسمح للطالبة العراقية التي حصلت على المركز الأول
بأن تدرس الطب في الجامعات الأردنية فكان
ما فعله المتدربون العراقيون نوعاً من رد الجميل للأردنيين بأن تحرشوا ببناتهم
وضربوا أبناءهم.
نعم يذكر
الأردنيون كلهم أعداد الأردنيين الذين درسوا بالعراق مجاناً؛ ونذكر القدر العراقي؛
ونذكر الدعم العراقي دون ربطه بالرئيس
صدام حسين فالمال عراقي والنفط عراقي والجامعات عراقية: لكن هذا كله لا يبيح أن
يفعل بنا الأشقاء ما فعلوه.
تمنياتي للإخوة
المصابين بالشفاء العاجل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق