الفاتورة الضريبة
قادتني الظروف نتيجة حادث سير بسيط بعد وصولي للأردن من
الاغتراب إلى محل ميزان ستيرنج لتعديل ميزانية السيارة ففوجئت بصاحب المحال يقول
هل تريد فاتورة ضريبية؟ قلت لا؛ لا أحتاجها لأني سأدفعها من جيبي وليس من التأمين.
عندها قال الأجرة ستون ديناراً. وبعد
الانتهاء دفعت له المبلغ وطلبت فاتورة فقال أنت قلت لا تريد الفاتورة. فقلت له أنت تحدثت عن فاتورة ضريبية وأنا لا
أريدها، أنا فقط أريد فاتورة عادية حتى أراجعك فيها إن جد بالسيارة جديد. وبعد جدل طويل أعطاني فاتورة وهو يدعو علي لأني
سأخسره ضريبة للدولة وأشك أنه سيدفعها لأن الفاتورة شكلها من الدفتر الاحتياط.
وبصراحة كنت أعتقد أن الفاتورتين مختلفتين. بعده بفترة وعند الصناعية أيضاً تحدث
صاحب المحل عن الفاتورة الضريبية والسعرين
في حالة طلب أو رفض الفاتورة، فلم أطلب الفاتورة طبعاً لأنني أصبحت أعرف
المسألة.
خلصت من الموقفين أن هناك تحايل كبير وبملايين الدنانير
تخسرها الدولة من جراء مثل هذا التهرب الضريبي السهل. ربما كنا نحن المواطنين أيضا
شركاء بهذا، ولكن ما العمل إن كانت الضريبة ستكون من ظهورنا نحن وليس من ربح
التاجر؟ فهل يوجد لدى الحكومة طريقة
لتحصيل مثل هذه الضرائب.
هذا التهرب لا يحصل بالشركات الكبرى فهي تدفع الضريبة من
مبيعاتها المدونة حاسوبياً. لكن وجه الشبة بالحالتين هو أن الضريبة أيضاً ندفعها
نحن الموطنين. فلو أخذنا شركة من شركات
الاتصالات التي تبيع بطاقة الدينار بدينار
وثمانين قرشاً لوجدنا أن الثمانين قرشا (كما قيل لنا ) هي الضريبة التي ندفعها
نحن. هنا تبرز عدة أسئلة حول هذه القضية :
السؤال الأول: هل تتابع الجهات المعنية القيمة الحقيقية
للضريبة إن كانت حقاً ثمانين قرشاً أو أنها أقل من ذلك؟ تصوري أن شركات الاتصال
أيضاً تستغل مسالة الضريبة وتبيعنا البطاقة بأكثر من قيمتها بحجة الضريبة. لا أصدق
أن الضريبة هي 80% بالمائة للاتصالات. هل نعاقَب لأننا ( بنحكي).
السؤال الثاني:
لماذا لا تجبر الحكومة هذه الشركات على دفع الضريبة من أرباحها المهولة
التي تجنيها من بيع هذه الخدمة كما تفعل باقي الدول. نريد أن نشتري بطاقة الدينار
بدينار وليس بدينار وثمانين قرشاً كما هو الحال بسلطنة عُمان مثلاً.
السؤال الثالث : ألا تستطيع الحكومة كبح جماح وتغول
القطاع الخاص؛ فنراها تتغاضى عن تقاضي هذه الضريبة من المواطن والربح من موضوع
الضرائب. إذا كان الجواب بنعم فليعطونا
خيار (بدك فاتورة أو لا) على طريقة المدينة الصناعية.
أخيراً سمعنا عن ضريبة السبعة قروش على بيع كل لتر من المشتقات
النفطية ( أتحدث عن الضريبة المضافة ولا أتحدث عن بيعها) فلماذا لا تدفعها هذه
الشركات أصلاً.
السؤال الرابع لماذا لا تعلن الحكومة - حتى ندفع عن رضى -
عن مدى مساهمة القطاع الخاص بمشاريع الحكومة والتنمية والوقوف على حقيقة مساهمتها
في توفير فرص العمل للشباب الباحث عن عمل؟
نسمع دائماً الحديث عن وجوب مساهمة القطاع الخاص وهذا يعني أنه يجني
الأرباح ويدفع ضريبتنا التي هي أصلا من جيوبنا ولا يساهم بدوره كما هو مطلوب. ويعني أيضاً أن القطاع الخاص تاجر فقط يبيع
ويشتري.
شخصيا لست ضد أن تجمع الحكومة الضرائب ولكن لتجمعها من
أصحاب القطاع الخاص وليس من قوتنا اليومي.
أما إذا بقيت الحالة على ما هي عليه فلتشكرنا الحكومة إذاً
لأننا نحن من يسهم بهذه التنمية وليس القطاع الخاص.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق