أصحاب وأعز
هذا الفلم الذي شغل مواقع التواصل
الاجتماعي والذي على ما يبدو كشف عن خفايا البشر كما فعل الفلم نفسه بقصته
وأبطالها اللبنانيين (منى زكي وزوجها هما العائلة الوحيدة غير اللبنانية. إذا فهذا الفلم ضرب أكثر من نفسية بحجر واحد.
المهم، الفلم يصلح للدخول بمسابقة
فنية لتقنيته الفنية العالية كما حكم المعنيون بذلك؛ من دقة التصوير ومن حرفية
إخراج الفلم بالموقع الواحد (one
location). وربما
كانت قصة الفلم درجة ثانية بالموضوع. تقوم
القصة على مجموعة أصدقاء أنتيم يخططون
لسهرة عائلية لمشاهدة خسوف القمر. وعبارة أنتيم يعني كما أفهمها أصدقاء كلوز. وكان
الأمل أن تكون السهرة التي كان أعضاؤها كلهم من طبقة مخملية مثقفة ولكن حدث ما لم
يكن بالحسبان.
عندما بدأ الخسوف بدايته بظهور ظلمة
القمر بدخول السواد الذي بدا كما لو كان سواد النفوس (الجانب المستور من النفس )
قد تأثر بهذا عندما جاء تلفون لشخص (ظهر
لاحقًا بأنه مثلي) فلم يُجيب على الاتصال وقال صارخا محتجًا ربما ليبرر عدم رده على صاحب الاتصال أو ربما كان يتمنى أن
يرد عليه؛ فقال: هل المفروض انه نرد على كل اتصال وتوسع الاحتجاج أنه بوجود هذه
التلفونات المحمولة لم يعد لنا خصوصية وشاركه الحضور هذا ولكن مع الاستغراب لماذا كل
هذه الثورة. وتوسع الحديث ليقول له لماذا
لم ترد عليه الا اذا كان الطرف الاخر (الجو بتاعك) ولا تريد أن ينكشف سرك (ولغاية
الان لم تنكشف حقيقته)؛ وقال كل منهم أنه لا يمانع بأن يرد على كل اتصال لأنه ما
عندهم أسرار ولا يمانعوا بأن يعرف الزوج/الزوجة من المتحدث عن الطرف الآخر.
بدأت اللعبة بالاتفاق
على أن يرد كل منهم على اي اتصال ويفتح الساعة (السكبير) أمام الحضور؛
وسارت الأمور وكانت هناك اصوات نسائية وكشف فيها مثلا أن زوجة طبيب التجميل أن زوجته ستذهب لدكتور تجميل
لعملية لصدرها لتبدو أجمل كسيدة تفاجأ الدكتور الزوج بهذا ولكنه لم يمانع، وبنفس الوقت
سربت الزوجة المصرية سرًا أن الدكتور
الجراح يذهب الى طبيب نفسي مع العلم أن زوجته طبيبة نفسية، وتمت على ما يبدو تسوية
النزاع كصفقة بينهما وانتهى الأمر؛ وظهر
اتصال آخر من ابنة الدكتور التي ستذهب لتنام عند صاحبها فأعطاها حرية القرار الذي انتهى بان البنت لم
تذهب بعد أن جعل والدها الطبيب النفسي قرارها بيدها فلم تذهب.
كان الصورة التي جاءت لزوج منى زكي القشة
التي ستقصم ظهر البعير وكل هذا وظلمة القمر بازدياد. كانت الصورة لصديقته وخشي أن
تعرف الزوجة فقام باستبدال تلفونه مع المثلي (الذي لم يعرف لغاية تلك اللحظة). وكأن القدر كان بالمرصاد فجاء
الاتصال وطلب منه أن يفتح السماعة وسمعوا كل الاتصال من العاشق لعشيقه؛ وثارت
الزوجة منى زكي وكشفت الكثير من علاقاتها مع زوجها التي فترت كثيرا بسبب هذا العشيق؛ وثار الأصدقاء عليه ؛ كيف
يمكن أن يكون صديقهم مثليًا وشتموه وأوشكوا على قطع علاقتهم معه؛ ووقع زوج منى
كالذي هرب من الدلف لتحت المزراب.
هنا صرخ صاحب التلفون الأصلي بأن هذا تلفونه وكل اللي سمعوه كان هو المقصود بكل هذا؛
فخفت ثورتهم ولكنهم سألوه لماذا لم يخبرهم؛ فقال لهم لو عرفتم لرفضتم مصادقتي. وفي
اثناء الذروة اكتشف أن أحد الموجودين له علاقة بالدكتورة ....
اشتعل
الجو بالصراخ ليس على المثلي ولكن على بعض وأصبح الجميع يميلون للتهدئة. في تلك اللحظة خرج القمر من لحظة الخسوف وعاد
للمشهد الضوء بدل الظلمة وعاد الهدوء وتقبلوا المثلي حتى أن إحدى صديقاتهم المرة
القادمة هات (فلان) معك. وركبوا سيارتهم وعادوا للبيت وكأن شيئا (أو هكذا ظهر) لم يكن.
لا أدري إن كان الفلم يهدف كما جاء بوسائل التواصل هو لتقديم المثلي للمجتمع لكني
لا اتفق معها لأن مساحة الحوار المتاح للفكرة لم بحجم تقديمها للمجتمع. لكن ربما كان الهدف أن ما بيننا من اسرار قد
يكون أسوأ بكثير من هذا المثلي.
كان المشهد كله محكوما بضوء القمر وبالمثلي؛
هما اللذان فتحا النقاش وهما اقفلاه.
ملاحظة بسيطة بشأن بعض المفردات
وهذه خاصة بالمجتمع اللبناني واستعمالها عادي جدا؛ باقي الأمور هي تمثيل في تمثيل.
أعود للعصافير بحجر
العصفور الأول كشف اسرار النفس وماذا يحدث
عند كشفها نتيججة لعبة خايبة وأرجو أن لا
يلعبها أحد؛ إذ ربما تنهار عائلات نتيجة خطأ .
الثاني تماما كوسائل التواصل كشف أن البشر
من خلف التلفونات تنهش وتتنمر غيرها
الثالث هو أن البشر لا يشاهد العمل
ومع ذلك عنده استعداد يهاجم ويتنمر.
الرابع أن المحطات التلفزيونية لا يمكن
وقفها ولا منعها.