السبت، 18 مايو 2013

الأجندات الخارجية في الأردن | كتاب عمون | وكالة عمون الاخبارية

الأجندات الخارجية في الأردن | كتاب عمون | وكالة عمون الاخبارية


الأجندات الخارجية في  الأردن
ربما يذكر البعض ببداية ما يُطلق عليه الربيع العربي أن مجرد ورود هذه العبارة ( الأجندات الخارجية) في مقال لكاتب كان كافياً لأن تنهال عليه السخريات و الإنتقادات وربما طاله بعض الشتائم كذلك.  و كان الجميع من هؤلاء باستثناء أصحاب الأجندات أنفسهم يتوهمون  أن هذا الربيع سيُنتِج أشجاراً دانية ثمارها و حدائق إصلاحية تسر الناظرين.  لم يكن يُتَوقّع أن من خطط لهذا الربيع لم يضع أمنيات الشعوب على سلم أولوياته، و كانت له أجندته التي نفذها البعض عن حُسن نية أو سوئها.  فمن كان حسن النية تدارك الامر و سلم أمره لله بعد أن اتضحت له الأمور، في حين أن أصحاب الأجندات بقوا في الساحة مناكفين للدولة، يسعون كلما سنحت الظروف في المناطق المحيطة إلى محاولة جر البلد الى الدم حتى تبقى في حالة فلتان أمني يسمح لهم بتنفيذ ما يسعون اليه.
نعم هذه الأيام لم تعد هذه العبارة خطاً أحمر لا يجوز ذكرها، بل أصبحت واضحة للعيان،  فليس من الصعب معرفة أصحاب الأجندات فهم يعلنون عن أنفسهم في كل مناسبة بصراحة و أمام الملأ من الناس؛ فمنهم من يريد البلد معبراً للأسلحة للإخوة المجاهدين، و يذهب نائبٌ عن حزبه ليتفقد أحوال المجاهدين بسوريا و يعود؛ و الحزبيون ذوو القواعد الخارجية يريدون الأردن كذلك أيضاً للتخفيف عن النظام  بسوريا و التي كانت هي الهدف منذ بداية الربيع، و حزبيون آخرون يريدون أن يقيموا مجداً لم يعد له مكانٌ إلا في عقولهم؛ و آخرون يضغطون لتنفيذ مخططات التوطين و الوطن البديل.  هذه كلها تتقاطع مع بعضها لتحقق أهدافها التي لا يشكل الإصلاح الحقيقي أحد ركائزها، و من أجل هذا التقاطع تحسبهم جميعاً عندما تراهم بالمظاهرات، و قلوبهم شتى، و هذا ما يخيفنا منهم ؛ أن ينقلبوا على بعض لاحقاً كما حدث بكل دول الربيع سيء الذكر.
و لا ترى هذه الأطراف أو بعضها حرجاً من التعامل مع أطراف خارجية  يرون بها مساعدة على تحقيق أهدافها؛ فهناك أجندات خارجية كذلك في الأردن، فهم يريدوننا بدون كيان أو بدون هوية لتنفيذ مخططاتهم و مشاريعهم في الدولة الجارة سوريا, فيضغطون علينا اقتصادياً و سياسياً  للرضوخ لهم.  و لا ننسى طبعا الأجندة السورية نفسها المتمثلة بشبيحة  النظام و أفراد حزبه.
نعم تطل الفتنة برأسها كالأفعى كلما سنحت لها الفرصة: فبالأمس القريب استعرضوا  عسكريا و أمس حملوا السلاح الأبيض، و لا يألون جهدا بالاحتكاك برجال الامن  و يقتنصون الفرصة لذلك، كما حدث باربد؛ و لا ننسى كذلك فبركة الأحداث كحادثة طعن الفتاة و حادثة طعن الحراكي صاحب السحجات بظهره. و يغتنمون كل حنق و ضيق اجتماعي نتيجة رفع الاسعار فيحرقون  مؤسسات البلد و يهاجمون مراكزها الأمنية.  و هذه الأيام يبدو أنهم يريدون أن يصلوا إلى أقصى درجات الاستفزاز، فهم يقفزون قفزة نوعية بالتظاهر أمام دائرة المخابرات العامة.

هنا لا بد من التركيز على أن هذا لا يعني أن من بين أبناء البلد من يسعون لإصلاح حقيقي و من أجل هذا ربما يشاركون باقي الأطراف مظاهراتهم و احتجاجاتهم، إلا ان الفرق طبعا أن هؤلاء هم كالذين ينطبق عليهم قول الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز " إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ

" الأعراف 201.  لهذا ما أن يروا أن هدف الحراك تغير حتى يهبوا لشجب هذا، و الانسحاب من كل مظاهرة لا يكون الإصلاح بوصلتها. فيشجبون و يستنكرون و يصدرون البيانات؛ و هذا يُظهر معدن الأردني الأصيل.   
لكن من باب النصيحة، أقول لهؤلاء من أصحاب الأجندات : لا يخلو بيت أردني من عسكري سواء كان بالأمن العام أو الجيش أو الدفاع المدني أو المخابرات، فحذار حذار من الاقتراب من بيت الأردنيين. لأنهم لن يقبلوا بذلك. و لا تمتحنوا صبر الأردنيين كثيراً.
تظاهروا أنى شئتم و لكن لا تقتربوا من هذه الخطوط الأردنية الحمراء.
تحية إكبار لكل فرد من أفراد قواتنا المسلحة سياج الوطن و حاميته داخلياً و خارجياً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق