مسحولون على
الطريقة العراقية في المركز الثقافي الأردني
دعونا
نتوقف عند حادثة السفارة العراقية وقفة مراجعة لكل شيء حكومة و شعباً. و لا يجب إعتبارها
(هوشة) فقط، فالقضية أكبر من ذلك. ربما
كان هذا نتيجة لسياسة السياسة الناعمة منذ زمن بعيد. فلنبدأ بمراجعة أنفسنا
داخلياً أولاً.
بداية أريد
أن أرى أن كانت الغُمّة ما زالت على عيون بعض من يسخر من مقولة الأمن و الأمان. مواطنون أردنيون يذهبون للتعبير عن رأيهم
باحتفال سفارة دولة عربية شقيقة، فيعود أحدهم مسحولاً محمولاً على الأكتاف كما
شاهدنا بالفلم؛ ضُرب الحراكيُّ الأردني (وفقت بغداد و عمان بخندق واحد، لمن ما زال
يذكر هذه الأغنية) باحتفال السفارة العراقية؛ أشبعوه ركلاً و ضرباً و أمام من كان
معه من زملائه الذين لم أشاهد منهم أحداً يفزع له؛ لا أدري، لا أظنه ذهب وحيداً،
فهل ذهب هذا وحيداً حقاً، أم أن الأبطال البعثيين شمّعوا الخيط و هربوا ليعودا لنا بالفيس و الانترنت
بعنترياتهم.
للأسف، يظن البعض أن كل الشعوب كشعبنا، و كل الدول كدولتنا، و كل قوى الأمن كقوى أمننا، ربما ظن المركولون (و انا لا أشمت و لكني أتميز عيظاً و عضباً على ما وصل اليه حالنا مما نجلبه لأنفسنا بأيدينا) أنهم سيذهبون، و يشتمون المحتفلين ثم يعودون بقنينة ماي أو عصير و موقع الكتروني يصورهم وقد فتحوه أفواههم و هم يهتفون.
للأسف أيضاً، نحن من(نجيب الدب لكرمنا). نشتم السفارة السورية و نريدها أن ترمينا بالورود، نشتم العراقيين و نريد أن نعود بأكاليل الغار، نشتم السعودية ونتظاهر أمام سفارتها و نذهب للعمل هناك و نتوقع أن نُستقبل بالمطار إستقبال الفاتحين.
أما على الصعيد الرسمي فهذا الموقف يجب أن لا يمر
مرور الكرام، فالقضية هي إستهتار بكل الدولة و ليس بالبعثيين فقط. فلو كان هذا البلطجي يقيم للدولة وزناً لما فعل
ما فعل؛ يجب أن لا نقبل بالاعتذار فقط، يجب ان يحالوا جميعاً للقضاء قبل أن
يغادروا خارج الأردن، هذا إذا شعروا بأن عليهم أن يُغادروا. هذه القضية إنما هي بلطجة برعاية رسمية من
السفارة. يجب أن يفهم السفير و بلطجيته أن
هذا البلد ليس (سايب) و له قوانينه. و الله
لو مرت هذه الحادثة بدون حساب لوجدنا السفير السيرلانكي غداً يهاجم الأردنيين أمام المسجد
الحسيني. نعم لنا أمننا الناعم و لكن لنا
كرامتنا كذلك.
هنا أتخيل
وضعاً معيناً. فلو كانت سفارتنا ببغداد تقيم إحتفالاً مشابهاً، فهل كان حراس سفاراتنا
سيستعملون نفس الأسلوب لفض احتجاج عراقي على
تلك الفعالية؟ السؤال الأهم هل حراسنا قادرون، أو هل هم مؤهلون للرد بهذا الطريقة؟
لا أظن ذلك و لكم أن تجيبوا لماذا.
ترببينا على البُعد العروبي الذي اختفى من كل القواميس العربية الفعلية إذا تعارض مع الشأن الوطني لبلد معين إلا من قاموسنا نحن الأردنيين. و لهذا نرى لأنفسنا الحق بأن نتظاهر أمام هذه السفارة أو تلك و نقول ما نقول من عبارات استفزازية لتلك السفارة، في حين أن هذه السفارة تعتبره انتهاكاً للعلاقات الدولية.
أما أنتم (ياللي) ببالي أهمس بأذنكم فأقول " و الله ما في مثل البلد" فحافظوا عليه، و لتحافظوا على قنديله ضاوي كما قال الشهيد وصفي التل. لا تطفئوه.
حماك الله يا وطني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق