الأربعاء، 24 يوليو 2013

وفاء نشمية: الأستاذة زهرية الصعوب مثلاً | كتاب عمون | وكالة عمون الاخبارية

وفاء نشمية: الأستاذة زهرية الصعوب مثلاً | كتاب عمون | وكالة عمون الاخبارية

وفاء  نشمية:  الأستاذة زهرية الصعوب مثلاً
"سألوني: لماذا  لم تكتبين عن زوجك بعد رحيله؟ فأجبتهم : أو قد رحل؟" بهذا الجواب عبرت الأستاذة زهرية عن شعورها تجاه زوجها الذي توفاه الله قبل شهر تقريباً. أضافت إجابات  أخرى لمن نصحها بالتصدق بملابسه.  أختٌ فاضلةٌ تعرفتُ عليها على الفيس قبل عام فكان لي الشرف أن أكون ضمن الآلاف  على قائمتها.  كانت نشمية بكل ما تحمل الكلمة من معنى أردني أصيل.  هذه مناسبة لأكرر لها العزاء بفقيدها الذي تأثر له كل من عرفها لأسباب عديدة.
كان للأخت الفاضلة منذ عرفتها حضورٌ كبير على مختلف مجالات الحياة الأردنية السياسية و الأدبية و الاجتماعية، و لم يقتصر نشاطها على الجانب النسوي فقط. و رغم هذا، ربما عرف القليل القليل من أصدقائها على الفيس  سراً أخفته عنا و هو أنها كانت زوجة و ممرضة لرفيق دربها الذي كان لا يقدر على الحركة حوالي ثلاث عشرة سنة. لقد كانت متفاعلة مع كل الأحداث حولها بما فيها الحياة السياسية حتى ترشحت للانتخابات النيابية للمجلس السابع عشر. و لم أشعر شخصياً أن هناك قصة أخرى تخفيها عن الكثيرين؛ و لا يمكن لأي شخص أن يحافظ على هذا التوازن بين الحياتين الظاهرة منها أو الباطن إلا من كان بشخصية أختنا الكريمة.
لقد كانت فاعلة على المستوى الأدبي و الثقافي كذلك فتتنقل كالنحلة بين محاضرة هنا الى أمسية هناك إلى ندوة في مكان آخر الى تجمع سياسي.  تراها مديرة لحوار أو ناصحة لأديب مبتدئ أو مدققة لنص طلب صاحبه النصيحة.  فهل يُعقل أن يكون هناك قوة كقوة هذه النشمية.
نعم سمعت عن قصص لنشميات أخريات ضحيّن بأحلى سنوات العمر من أجل أولادهن، و ربما كان هناك الكثير من القصص التي لم أسمع بها فلهن منا جميعا كل تحية و تقدير، و لكني حقيقة  أجدني متأثراً بقصة أختنا هنا أكثر، لأنني من الذين كانوا يثقلون عليها أحياناً بالاستشارة اللغوية و السياسية و الاجتماعية و لم أكن أعرف ما يجري خلف شاشة الكمبيوتر.
للأخت الكريمة و لكل نشمية مرت بظروفها قلت أم كثُرت كل التحية و التقدير لأخوات الرجال و شقائق النشامى.
لقد كنت مُقِلاً بالدخول على صفحتها على الفيس منذ علمي بوفاة رفيق دربها، و ذلك لأنني لم أكن أجد العزاء الكافي لها، و أتمنى أن أكون وفيتها هنا بعض ما تستحق.
أختي الكريمة
عظم الله أجركم و رحم فقيدكم و أدخله جنته، و ألهمكم و أنجاله من بعده الصبر و السلوان.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق