السبت، 27 ديسمبر 2014

شجرة عيد الميلاد تتلألأ في الأردن

شجرة عيد الميلاد تتلألأ في الأردن
لا أدري إن كانت شجرة عيد الميلاد التي يضيئ الإخوة المسيحيون أنوارها ببداية الاحتفالات بأعياد الميلاد تمثل طقساً دينياً خالصاً أم أنها مجرد إشعار ببدء الاحتفالات الدينية المباركة.  و مهما كانت الصفة لها، فهي مناسبة لنتقدم من جميع الإخوة باسمى أيات التهنئات بعيدد ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام ؛ فسلام عليه يوم وُلد و سلام عليه يوم يموت و سلام عليه يوم يُبعث حياً.
و قد أحسنت الحكومات الأردنية و منذ أواخر القرن الماضي بإعطاء هذا العيد ما يستحقه من إهتمامٍ رسمي و حقٍ ديني، و مطلبٍ مشروع لشركائنا في العيش ( و ليس التعايش كما قلتُ بمقال سابق) المسحيين الأردنيين في هذا الوطن بإعلان يوم الخامس و العشرين  من شهر كانون الأول عطلة رسمية على مستوى الدولة.  و جاء بعدها الإيعاز بنقل احتفالاتهم و صلواتهم من كنائسهم بثّاً مباشراً على التلفزيون الأردني؛ و تطور الأمر أخيراً ليشارك أصحاب الدولة و المعالي المسؤولون إضاءة شجرة عيد الميلاد، وتهنئتهم باحتفالات رسمية بالأماكن العامة. و لم لا، فإظهار الفرح الرسمي على مستوى الدولة واجب لدولة تغطي مظلتها  كل الأطياف الدينية.
 و بالإضافة لحق المواطنة نشير هنا إلى أهمية ظهور الأردن بمظهر حضاري أمام العالم في وقت تعم الفتنة الدينية هذه البقعة منه.  و هنا لا بد من إظهار و إبراز التناغم الشعبي مع هذا التوجه الرسمي للدولة؛  هذا العام و مع ارتفاع وتيرة التعصب الديني  العالمي يوجّه الأردنيون أكبر رسالة إلى العالم بهذا الكم الكبير من الصور التي حرصوا على التقاطها بجانب شجرة عيد الميلاد بالأماكن العامة، و نشر هذه الصور دون تردد أو خوف  على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي دون حساب لمعترض على ذلك كما كان يحصل  في الماضي.  و كذلك أصبحت مشاركة الإخوة المسيحيين  مناسباتهم الدينية و الظهور علناً شيئا يفخر به المسلم ليؤكد انفتاح عقله و قلبه لإخوةٍ قال الله فيهم في كتابه العزيز " وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ" (82) المائدة.  فالإخوة المسيحيون لم يكونوا أبداً مستكبرين بشهادة رب العزة. و من جاورهم و عاشرهم يعرف ذلك حق المعرفة، و الحديث فيه يطول و ألأمثلة كثيرة.   
و من الملاحظ أيضا هو التقليل من شأن الهمروجة ( بعد الاستئذان من الصديق نصر المجالي فقد عرفت الكلمة منه) بخصوص عدم جواز التهنئة، فلم تعد بنفس الحدة كما كانت سابقاً ، و فقدت بريقها و مريديها و مشجعيها شيئاً فشيئأً.  فالأردنيون و هم أصحاب رسالة عمان في التسامح  في طريقهم إلى النور المبين الذي لا يُحكم على الناس فيه من حيث اللون أو العرق أو الأصل أو الدين؛ فدرجة الشخص و قربه من قلوب الأردنيين هي أردنيته فقط. و أهلنا المسيحيون ما كانوا يوماً إلا أردنيين.
فكل عام و أهلنا و إخواننا و عزوتنا  المسيحيين الأردنيين بألف خير، و نسأل الله أن يعيد هذه المناسبة على أردننا الحبيب و العالم و هو في أمن و أمان؛ وسلم و سلام و طمأنينة و اطمئنان و راحة لشعوبها  باسترداد حقوقها و أراضيها.
آمين
 Merry Christmas  ليكو كلكو




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق