الأربعاء، 10 فبراير 2016

وثيقة عشائرية

وثيقة عشائرية
بداية ندين جميعاً بالشكر والعرفان لأهل السلط الكرام لإصدارهم أول وثيقة شعبية حملت اسم السلط فسمو بها فوق العشيرة  لتكون باسم جميع عشائر، فأطلقوا عليها اسم وثيقة السلط الشعبية، وقد حملت تعهداً أدبياً شعبياً بالالتزام ببنود تلك الوثيقة والمتضمنة تقنيناً لبعض الأعراف التي تثقل كاهل المعنيين فيها لتصبح في متناول الجميع؛ وكان ذلك عام 1981.  لهذا يمكن اعتبارها رائدة الوثائق الشعبية لاحقاً. و لا أدري إن كان هناك وثائق قبلها أم لا.  ولقد أخذت الوثائق بعدها تصدر باسم العشيرة بدلاً من المنطقة لما لها من أهمية إعلامية تظهر العشيرة وتلمع أبناءها الذين غالباً ما يكونوا أصحاب المبادرة حيث تكون بعض وسائل الإعلام متواجدة لتشهد التوقيع على هذه المبادرة.  
ولقد أتثبتت الأدلة أن الأردني يتأثر كثيراً بمحورين أساسيين هما البعد الديني والعشائري في الكثير من القضايا عندما يغيب القرار الرسمي للدولة حوله أو التراخي في تطبيقه إن وجد.  لهذا ما أن تطفو على السطح ظاهرة معينة حتى يكون السؤال عنها يتمركز حول هذين المحوريين.  وبناء عليه فقد كان هذان المحوران رديفين للحكومة دائماً؛ وكثيراً ما كانت دائرة الافتاء تصدر فتوى بتحليل أو تحريم هذا الأمر  (موضوع الساعة)، وأحيانا أخرى كانت هذه العشيرة أو تلك تصدر بياناً حول الموضوع. وخير دليل تلك الوثائق العديدة التي تسابقت العشائر للتوقيع عليها بخصوص عدم إطلاق العيارات النارية في الأفراح.
تطالعنا الاخبار عن الجلوات العشائرية  فهل نطمح أن نقرأ وثيقة عشائرية لإلغاء الجلوة ؟
هل نحن بحاجة لوثيقة عشائرية لإلغاء الوساطات والمحسوبيات  في الوظائف؟  
هل نحن بحاجة لوثيقة عشائرية للتوقف عن دعم الفاسدين وحمايتهم عشائرياً ؟
هذه الأيام وفي هذه الفصل تطالعنا الأخبار  هنا وهناك عن وفيات بانفلونزا الخنازير  فهل نتوقع وثيقة عشائرية للتوقف عن العادات السيئة كالتقبيل مثلا؟
هل نحن بحاجة لوثيقة عشائرية في منحى من مناحي حياتنا؟   
هل  وهل وهل والأمثلة كثيرة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق