صلحة الروابدة –
الرجوب على الفيس بوك
ينشغل الأردنيون
عادة بكل كبيرة وصغيرة في الوطن أو خارجه، وهذا ليس غريباً على من يحمل الهم
الوطني والعربي على كاهله. لكن موضوع
الجلوة حديث الساعة قد أخذ الكثير من النقاشات. وما أن خبت حتى عاد لها ألقها بالصلحة الأخيرة
بين عشيرتي الروابدة والرجوب من بلدة الصريح العزيزة. ولقد أكدت جميع النقاشات على أن هذه العشيرة
الأبية (الروابدة) وشيخها دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة قد دخلوا المجد من أوسع
أبوبه، وسطرت كلمات الصلح بماء الذهب في صفحات التاريخ لما جاء فيها من كظم للغيظ
وعفو عن الناس والإحسان إليهم بإعلانهم أن غريمهم هو الجاني فقط، وتبقى عشيرة
الرجوب الأهل والعزوة في ديارهم آمنين؛ فلا جلوة ولا تشرد.
وقد كان لي شرف
المساهمة بهذا الحراك الفيسبوكي بمنشورين مشيدا بكرم العشيرة وجهود دولة الدكتور عبد
الرؤوف الروابدة ووعدت أصدقائي بأن أنقل حرفيا
ما كتبوه كتعليقات على المنشورين مقروناً بأسماء أصحابها تكريماً لهم وحفظاً
لحقوقهم، مع استثناء التعليقات الخاصة بالمجاملة لي حى لا نخرج عن الموضوع.
المنشور الأول :
" الروابدة عشيرة ورجل دولة بحجم أبي عصام تدخل من
أوسع أبواب المجد. اليوم ألغيت الجلوة. أخيراً يمكننا القول أننا بدأنا الخطوة
اﻷولى باتجاه دولة القانون. " وقد كانت
هناك التعليقات التالية على هذا المنشور:
الشاعرة
المعنقية قالت : صراحة
خطوة جداً عظيمة وجريئة. وعن دولة أبي عصام قالت: صاحب مواقف وتاريخ عريق..
أنا شخصياً أحترمه.
ماهر
بيك الخطاطبة قال " بداية رائعة
نوال
قموة قالت :إن شالله القانون فوق الكل. أبو عصام رجل دوله وله تاريخ عريق
كامل
عباسي كتب تعليقاً طويلاً بعنوان ضربة معلم.
إيمان
القاسم: هل نقول وداعاً للجلوة وحقن الدماء بعد هذا الموقف الواضح والصريح ..؟
محمد
أبو قديري قال : جميل ورائع ...بداية طيبة
غالب
الدقم:والخطوة التالية إلغاء القانون العشائري وتطبيق قانون الدوله على الجميع.
محمد
الجراح : إذا طبقت
فهي خطوة بالاتجاه الصحيح.
جميل عياش: الله يديم أصحاب الشهامة والقيم الاجتماعية.
ويبعدنا عن الجلوه. هذا رجل يسجل له التاريخ في أردننا سِجل حافل وعلي العالم
التقيد به.
عباس
محارمة : جزاهم الله كل خير.
محمود
الغزو : أحيي من قان بهذه الخطوة.
وقد
استفزني تعليق السيد محمد ملحم فناقشته بمنشور
خاص يلي المنشور الأول فقلت فيه:
على خبر الصلحة بالصريح واعتبار الجاني فقط هو الغريم وليس أهله (
لا جد خامس ولا أول) جاء تعليق الصديق محمد ملحم أبو ثامر ليضع النقاط على جوهر الفكرة حيث قال
"" بالمناسبة ابو محمد حتى في جديتا وفي الطيبة وفي غيرها من مناطق
الأردن سبقنا أبا عصام الذي مجَّد الإعلام ما فعله لجهة كونه شخصية عامة وهو
بالفعل فِعْلٌ يستحق الاشادة"".
الفكرة والروعة في مبادرة الروابدة في النقاط التالية أنها:
1) جاءت بعد جلوة بمكان آخر جلت فيها الناس عن بيوتها للجد الخامس وهم من نفس العشيرة.
الفكرة والروعة في مبادرة الروابدة في النقاط التالية أنها:
1) جاءت بعد جلوة بمكان آخر جلت فيها الناس عن بيوتها للجد الخامس وهم من نفس العشيرة.
2)
جاءت ليحضرها ويدير بوصلتها شخص رجل دولة بامتياز؛ فرجل الدولة الحق لا تنتهي مهمته بترك منصبه. هنا
أستذكر جملة لولدي الدكتور محمد في نقاش معه ذات مرة حول الباشاوات. قال الباشا
الصحيح هو من يبقى باشا بعد التقاعد لا أن يصبح بعدها مجرد أبو فلان أو الحاج
فلان. الجلوة السابقة موضع الأردن الشاغار كانت بحضور نائب رئيس الوزراء ولم
يستثمر معاليه فيها لا الجانب الرسمي أو الشخصي بالموضوع. نعرف طبعا أن الجهات
الرسمية أكدت أنه حضر بصفة شخصية.
3) نؤكد حق المسؤولين كأشخاص رسميين الحق في قبول كل الدعوات على الغداء أو العشاء أو جاهات العرس. لكن وبنفس الخط يجب أن يعملوا على إيجاد دورٍ لهم في بناء المجتمع وإصلاحه ﻻ تفسيخه، فواجباتهم لا تنتهي بالتقاعد؛ دولة أبو عصام مثالاً يحتذى به.
4) بنفس الوقت فإننا ندبج
كل عبارات المديح لكل العشائر التي سبقت الروابدة أو التي ستقتدي بها ولا نننسى
فضلهم وإحسانهم. فمن سبقها كُثُر طبعاً ولكن الحديث ذو شجون . فكل الأردنيين أبناء
عشائر وكتبتُ عن هذا الموضع قبل سنوات مقالاً بعنوان حتى ﻻ تبقى العشائر هدفاً للخازن
أو الرنتاوي، مؤكداً أن مسمى العشائر يغطي الأردن من شماله إلى جنوبه.
5) عندكو انتو عاد فما
ستتفضلون به سيكون موضوع مقالي القادم إن شاء الله مع ذكر أفكاركم جميعا مقرونة
باسم صاحب الفكرة.
التعليقات:
محمد ملحم أبو ثامر: نختلف مع الرجل في الكثير لكن من الإنصاف القول إن مثل هذه الأفعال وسواء
صدرت من شخصية عامة أو ممن لا يشير الاعلام لكريم فعالهم هي أفعال تستحق الإشادة
لجهة أنها تحافظ على النسيج المجتمعي وتخفف من غلواء المشاحنات التي تنتج عن فعل طائش يكون لا مقصوداً لذاته وبتخطيط وتدبير مسبق أحياناً فيما يكون وليد لحظته
في أحايين أخرى .
في موضوع الباشا والباشوية يطول الحديث ويتشعب فأولا هل الباشوية مجرد لقب مجرد من الأفعال التي ترسخ قيمة حامله أم أن الفِعال هي التي تجعل حتى ممن لم يتقلد منصباً حكومياً باشا بخصاله الطيبة وأفعاله التي تتفق والمروءة والقيم وطيب الخصال ؟
وعودة إلى العطوة التي اشترطت جلوة أهل الجاني إلى الجد الخامس فأقول إن حتى نصوص صك العطوة كانت تحمل صيغاً مستبدة ليس يبررها ما يدعى انه الحرص على وقف تداعيات جريمة القتل التي بسببها أعطيت العطوة .
أما حضور نائب رئيس الوزراء وزير التربية وترؤسه للجاهة وحتى ولو كان كما إدعى الإعلام بصفته الشخصية فهو يحسب على الجانب الرسمي ويرى فيه البعض وأنا منهم رغبة لدى هذا الجانب للإستثمار في المشاحنات العشائرية الناتجة عن الحوادث حتى الاعتيادي منها لجهة صرف الأنظار عن كثير مما يحتاج تركيز النظر فيه.
في موضوع الباشا والباشوية يطول الحديث ويتشعب فأولا هل الباشوية مجرد لقب مجرد من الأفعال التي ترسخ قيمة حامله أم أن الفِعال هي التي تجعل حتى ممن لم يتقلد منصباً حكومياً باشا بخصاله الطيبة وأفعاله التي تتفق والمروءة والقيم وطيب الخصال ؟
وعودة إلى العطوة التي اشترطت جلوة أهل الجاني إلى الجد الخامس فأقول إن حتى نصوص صك العطوة كانت تحمل صيغاً مستبدة ليس يبررها ما يدعى انه الحرص على وقف تداعيات جريمة القتل التي بسببها أعطيت العطوة .
أما حضور نائب رئيس الوزراء وزير التربية وترؤسه للجاهة وحتى ولو كان كما إدعى الإعلام بصفته الشخصية فهو يحسب على الجانب الرسمي ويرى فيه البعض وأنا منهم رغبة لدى هذا الجانب للإستثمار في المشاحنات العشائرية الناتجة عن الحوادث حتى الاعتيادي منها لجهة صرف الأنظار عن كثير مما يحتاج تركيز النظر فيه.
إيمان القاسم : نقاط
جداً رائعة ينبغي الاشادة بها ، وقبل أسابيع فتحت الموضوع يا استاذ طلال وكتبتَ
عنه لتأتي هذه الحادثة وتؤكد ما رميت إليه أن القانون هو الفيصل في هذه الأمور ولا
للتجني على بقية العشيرة إن أخطأ أحدهم.
عمر قديسات أبو صهيب:
آمل كغيري من أبناء الوطن بشكل عام وأبناء العشائر بشكل خاص أن تكون هذه المبادرة التي أبرزها الروابده كونه شخصية عامه، ورسمية بنفس الوقت. وقد سبقه لها غيره، آمل أن تتأطر وتأخذ طابعاً رسمياً جاداً حتى تأخذ مجراها الحقيقي وتصبح ثقافة مجتمع وليست هبّة ريح عابره أو فزعة مؤقته ربما تسقطها بعض عادات و تقاليد ليس من السهل الغاءها بمجرد أن البعض طبقها، فعند الواقعة تلغى العقول والمعقول وتنحاز المشاعر لفيض الغضب ... لذا يجب تسويق البادرة حتى تصبح عرفاً و ثقافة اجتماعية ولن يقوى على ذلك إلا القانون بمؤازرة الإعلام والمثقفين وأصحاب الشأن والجاه .
آمل كغيري من أبناء الوطن بشكل عام وأبناء العشائر بشكل خاص أن تكون هذه المبادرة التي أبرزها الروابده كونه شخصية عامه، ورسمية بنفس الوقت. وقد سبقه لها غيره، آمل أن تتأطر وتأخذ طابعاً رسمياً جاداً حتى تأخذ مجراها الحقيقي وتصبح ثقافة مجتمع وليست هبّة ريح عابره أو فزعة مؤقته ربما تسقطها بعض عادات و تقاليد ليس من السهل الغاءها بمجرد أن البعض طبقها، فعند الواقعة تلغى العقول والمعقول وتنحاز المشاعر لفيض الغضب ... لذا يجب تسويق البادرة حتى تصبح عرفاً و ثقافة اجتماعية ولن يقوى على ذلك إلا القانون بمؤازرة الإعلام والمثقفين وأصحاب الشأن والجاه .
غالب الدقم: لماذا انتظرت الدوله كل هذه الفترة
عن المآسي التي تسببها الجلوة لتصدر قانوناً صارماً يمنعها ويعاقب مرتكبيها .
الخاتمة
لا بد من التأكيد على هذا الأمر
ليس لمدح عشيرة الروابدة وهي تستحقه عن جدارة، أو لكيل عبارات الثناء لدولة
الدكتور عبد الرؤوف الروابدة التي يستحقها كذلك، لأن هذا ليس الموقف الأول لدولته،
ولن يكون الأخير، فهناك الكثير من المناسبات التي رأب فيه الصدع بيين العشائر
وأعاد للناس وفاقها وفض الكثير من النزاعات.
إنما كتبت ما كتبت حتى تكون كما قال
الأصدقاء حتى يقتدي الناس بها فهم في شوق لإعلان مبدأ أنه لا قانون فوق قانون
الدولة.
كل الشكر لمن شاركني الرأي من أصحاب النظر
الثاقب من أصدقائي الرائعين على الفيس بوك، وحياكم الله جميعاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق