"لا تهمني
تحليلاتكم ولا إتهاماتكم ..ولا آبه بنتائج تخميناتكم، يهمني فقط أن أسألكم بأي ذنبٍ تفجع أم أسامة الثكلى بابنها الذي
هو كالنقطة بالمصحف؟ بأي ذنب تزهق نفس طاهرة بريئة ؟ أسامة يا وجع أمك وكل الأمهات!!". هكذا
لخصت الاستاذة زهرية الصعوب على
صفحتها بالفيس بوك الوضع
الناتج عن الاحداث في جامعة مؤتة العزيزة
على القلب. لخصته بحزن الأم، فلا يعرف
شعور الأم إلا الأم.
نعم سينبري الجميع من
مسئولين و دكاترة علم اجتماع و شيوخ ليناقشوا الامر و يطرقون كل السبل للحد من الأزمة
و عدم تكرارها في جامعة مؤتة أو غيرها فيقولون كل شيء إلا شيئاً واحداً و هو أننا
جميعاً مسئولون عن ما جرى و ما سيجري إذا
لم نطرق على رأس المسمار كما يُقال بالمثل الإنجليزي و ليس حوله فقط، ألا و هو
سيادة القانون و عدم الطبطبة على الموضوع كما يحدث دائما بالقضايا
المصيرية. لا نريد لهذا الحدث الذي صدع قلب أم كانت تعد ثوب الفرح لتلبسه في تخريج
ابنها، و كسر خاطر أب ربما كان ينتظر ابنه ليتخرج و ليحمل معه
عبء الاسرة الثقيل، أن يمر مرور هكذا كأي أمر عادي.
سمعنا عن لقاء السادة نواب
الجنوب المحترمين مع دولة الرئيس
الأفخم، فقدموا العديد من النقاط لحل
القضية و هي لا تحمل جديداً أبداً، بل هي تكرار لما سبقها من أفكار بمناسبات
مشابهة، و لكني هذه المرة استغربت من بعض
طلباتهم مثل سياسة عدم الاسترضاء، و ابتسمت عندما تمت أول عملية استرضاء بنفس الجلسة بأن نقض دولة الرئيس و بنفس الجلسة القرار
الذي اتخذه مجلس التعليم العالي و الذي لم يجف حبره بعد، فوعد
بفتح الجامعة يوم الأحد، فأي استرضاء
يطالب سعادة النواب بالتوقف عنه! أنا لا أطالب باغلاق الجامعة و لكن و حتى تظهر
جديدة المعالجة لا بد لها من إجراء حاسم، فلا يعقل أن يدفن الشهيد يوم الأربعاء ونعود
للدراسة يوم الأحد كأن شيئا لم يكن.
كذلك طالب أصحاب السعادة أن يكون رئيس الجامعه من أبناء المنطقة لأنه
الأعرف بهمومها. أي شرخ هذا يسعى اليه النواب لمناطق الأردن! و بماذا سيجيبون لو طلع علينا البعض الاخر من
محافظات أخرى بنفس الطلب، أيريدونها محاصصة كالحقائب الوزارية و نحن نتحدث عن وطن
واحد؟ ثم هل نتوقع طلبات أخرى بأن يكون
نواب الرئيس و الأساتذة و الطلاب من نفس المنطقة.
أي لُحمة نسعى لتقسيمها. و السؤال
الأهم هل هذا المطلب سيوقف الأحداث؟
ثم نتناقض مع أنفسنا و نطالب
بعدم التهاون، و نكون أول من نلبس العُبي للتوسط لإخراج المحجوزين لسؤالهم فقط.
لقد كانت جامعة مؤتة مقصداً
للطلاب العرب ذات يوم، لكن كلنا نذكر تلك
الأحداث التي شهدت اعتداءات على الطلبة العرب في الجامعة و استقال على أثرها عميد
شؤون الطلبة، و نتج عنها أن بعض الدول العربية توقفت عن إرسال طلابها لمؤتة.
أيها السادة النواب: إن
جامعة مؤتة عزيزة على قلب كل أردني، و يطمح كل أردني أن يكون له شرف المرور بها
طالباً أو أستاذاً أو رئيس جامعة. لا نريد
لجامعة مؤتة أن تكون كركية فقط و إنما
نريدها كركية أردنية عربية إسلامية، و يهمنا أن تبقى سمعتها اسما على مسمى. و
نريدها أن تتميز كجامعة كما تميز الموقع بحمل اسم مؤتة.
لو كنت صاحب قرار لطلبت الإذن من اهل الشهيد ان يُدفن هذا الشهيد على
مدخل الجامعة أو يقام له نصب تذكاري ليتذكر مشعلو الفتنة هذا الحدث كلما حدثتهم
أنفسهم بالعبث بأمن هذه الجامعة، إن كانت لهم أعين يبصرون بها.
لقد تناقشتُ مع أحد الإخوة
على الفيس بوك حول الموضوع فكان تعليقه " لا تغلب حالك، فالج لا
تعالج". فهل وصلنا الى حالة الفالج؟
وخاصة في بلدة الكرك التي يعرفها كل الأردنيين بأنها بلد زلام الهيّة. أين زلام الهيّة الذين كانت تعقد
لراياتهم الصلحات؟ أين فكاكين النشب؟ هل
اختفوا ؟ أم انه عصر الديجيتال في كل مكان.
أصدقائي أعتذر منكم. ألا
ترون أنني أناقض نفسي أنا ايضا! فبدأت مطالباً بسيطرة القانون و ختمت مستصرخا
منادياً على زلام الهيّة! نعم نحن جميعا
مصابون بداء التناقض ننشد المثالية و تقترف الواقعية عندما تدلهم الامور. و مع ذلك لا حل إلا بسيادة القانون و القانون
فقط مع الاحترام للجميع.
رحم الله الشهيد و لتكن روحه
الطاهرة مشعلا ينير ليل مؤتة الذي يريد أن يطفئه بعضنا جهلا أو عمداً.
عزاؤنا لأم الشهيد و والده و
آله الكرام و لأهل الكرك العزيزة جميعا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق