إضاءآت هاشمية في جامعة مؤتة | كتاب عمون | وكالة عمون الاخبارية
إضاءآت هاشمية في جامعة مؤتة
المكان هو المدينة المنورة و الزمان هو السنة الخامسة للهجرة و الحدث هو غزوة الخندق. ففي الوقت الذي كان المسلمون لا يدرون ما ينتظرهم و قد تجمعت الأحزاب عليهم و لا يدرون من أين سيدخلون عليهم تأتيهم البشرى من الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم، فيبشرهم و هو يكسر صخرة عصيت عليهم أثناء حفرهم الخندق بفتح بلاد الروم و بلاد فارس و بلاد اليمن. و لم يكن من سبب لتصديق هذه البشرى إلا الإيمان بالله و رسوله، فأي فتح يمكن الحديث عنه وأي نصر قادم وهم كما قال الله عنهم" إذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا" الأحزاب اية 10. إنه الأيمان بالقيادة؛ و هنا يأتي دور القائد عندما تدلهم الأمور.
لا أدري لماذا و كيف تذكرت هذا الموقف و أنا أستمع لخطاب جلالة الملك و هو يخاطب الخريجين و الوطن بأكمله يطمئنهم أن الدولة قادرة على اتخاذ إجراءات لحماية الوطن و المواطن، إذا شعرت بالخطر يتهددها. و قد كنت كباقي المواطنين تنتابني أحياناً المخاوف و الشكوك مما أسمع و أقرأ للإخوة على الفيس بوك أو في مقالاتهم التي يكتبونها فأتصور القادم مظلماً. هذا اليوم انتابني شعور بالارتياح و الطمأنينة عندما سمعت خطاب جلالته بمناسبة تخريج الجناح العسكري بجامعة مؤتة.
لقد كان خطاب جلالته خطاباً شاملاً جامعاً لكل الأمور ، و بدا لي أن جلالته مطلع على كل ما يُكتب و يقال بالأردن حول كافة المسائل الوطنية، فكان خطابه إجابة لهذه التساؤلات، تماماً كما فعل بخطابه الشهير بالديوان الملكي الأردني قبل فترة. و لكن و كالعادة و للأسف ينال هذه الأفكار من التشكيك مباشرة من كل أعداء البلد أو ممن ينتابهم الخوف من القادم من منطلق أنه من المستحيل أن ننجو بسلام من هذا الدم و الخراب العربي. لهذا جاء الخطاب الملكي مؤكداً على هذه الأفكار التفاؤلية.
و لم ينس جلالته أن يركز تركيزاً كبيراً على أكثر المواضيع حساسية و هو موضوع العنف الذي شهدته و تشهده المملكة في بعض المناطق، فاستنكرها و حلل أسبابها و برأ العشيرة من تهمة افتعالها أو المشاركة فيها، و أشار إلى فئة معينه هي التي تستغل هذا الجو الديمقراطي وتصطاد بالماء العكر فيشعلون نار الفتنة في بعض الأماكن. ولا يجب أن يدور بخلدهم أن هذا ضعف للدولة فقد قال جلالته كذلك " ما في حدا أقوى من الدولة", لكن الاردن دولة حضارية تحترم الانسان و لهذا يتم التعامل مع هذه الأحداث من هذا المنطلق.
"سننتصر على كل التحديات كما انتصرنا على تحديات أكبر منها" عبارة ختم بها جلالته خطابه الشامل. هذه حقيقة مؤكدة. فقد كانت التحديات و الأردن توأمان؛ و لو اطلعنا على كتاب "مهنتي كملك" للمرحوم بإذن الله جلالة الملك الحسين سيقرأ الكثير عن هذه التحديات، و ربما كان ما نواجهه اليوم أقل بكثير مما واجه الأردن بالخمسينيات أو السبعينيات.
لقد كانت احدى مشكلات هذا الوطن عندما يتعرض لتحدٍ معين هو أن صوت الوطن فيه ضعيفاً، و يقابله أصوات التشكيك التي يهيئ لها بعض وسائل الإعلام مجالاُ للحديث، فتشكك بالأصوات الوطنية و تنعتها بعدة صفات فهذا مسحج و هذا موالٍ ... الخ. لهذا أصبحنا نرى المناسبات الوطنية تمر دن أن يتعرض لها أحد. و لا نسمع صوتا يدافع عن الأردن إذا تعرض لهجوم إعلامي كما حدث بأحاديث هيكل على الجزيرة. و للتذكير فقد كان عدد من حصل على شهادة الدكتوراه بتاريخ الأردن كثيراُ و لم نسمع لهم اعتراضاً أو تفنيداً لما يُقال من افتراءات؛ و هنا استثني الأستاذ الدكتور سعد أبو دية من هذه الإشارة.
لقد شعرت بالارتياح في هذا اليوم المبارك و كلي أمل أن تأتي البشرى بأن ينقذ الله هذا الوطن مما يراد له من بعض الفئات. إنه الأمل بمستقبل مشرق ان شاء الله و أرجو الله أن يكون القادم هو كبشرى سيدنا محمد لأصحابه و هم يحفرون الخندق، و تنتهي الغمة بإذن الله.
كل عام و نشامى مؤتة، أحفاد عبد الله و زيد و جعفر بخير.
كل عام و نشامى الجيش و الأمن بفروعهم بخير.
كل عام و قائد الوطن بخير.
كل عام و الوطن بخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق