إلى السيد باسل الرفايعة مع الإحترام
تابعت على
عمون ما جاء على لسان السيد باسل رفاعية بخصوص
المرحوم طارق عزيز. وعملا بحرية
الرأي الذي أحترمه أرجو أن ابين وجهة نظري إن سمح بها سقف حرية الرأي الأخر عنده
الأخ الكريم.
أنا من الذين كتبوا
الأسبوع الماضي عن استقبال جثمان طارق عزيز رحمه الله وأيدت فكرة استقباله في الأردن
لعدة أسباب أولها البعد الانساني تلبية لدعوة عائلته التي تشردت كما تشردت عائلة صدام
وغيره من أبناء الآخرين. ثانيا أعجابا بطارق عزيز ورفاق صدام لأنهم عاشوا على مبدأ
وماتوا عليه فلم نسمع بمليارات وجدت بعدهم،وهذه قلما نجدها في غيرهم. هم أصحاب مبدأ
رغم دكتاتوريتهم التي لا ترضي الله ولا عباده؛ وثالت الأمور أنهم حتى بدكتاتوريتهم كانوا سنداً
لأمتهم العربية، وبهم كان العرب ينتخون فيحصلون على فزعتهم ونخوتهم ويخذلونهم بعد
ذلك.
لهذا نَحِن للزمن الجميل الذي كان يقارع فيه
العربي الأجنبي مقارعة الند للند، رغم عدم التكافؤ بينهم؛ ويزداد حنينا إليهم كلما
ازداد تشتتنا وضياعنا وكلما ازدادت رايات وكالة الغوث فوق الجديد من ةمخيمات
اللاجئين.
لكني اتفق مع
الكاتب بشأننا نحن الأردنيين في شأن تناولنا أو تفاعلنا مع بعض الأمور وهي أننا دائما
ما نكون ملكيين أكثر من الملك، ونحرق بِنْها كثيراً حتى ينظر إلينا أصحاب الأمر الحقيقي
أننا منافقون. هل لي أن أستذكر وإياكم صور الحراكيين من شيوخ وغير شيوخ وهو يرقصون
أمام السفارة التونسية؟؟ هل رأيت وجههم كيف تشع نوراً أكثر من التونسيين أنفسهم؟ هل رأيت هتافاتنا
أمام السفارة السورية مثلاً؟ هل رأيت كيف كانت الطلبات أن ننتفض لنصرة
الإخوة في سوريا عسكرياُ وهم يدركون أن هذا يعني الحرب دوان إدراك لتبعات ذلك الأمر علينا؟ و من يدري
لعلهم يدركون؟ وهل رأيت كيف يهدد المقابل لهم من أبتاع حزب البعث بالويل والثبور
إن حدث هذا؟ لمن الويل والثبور؟؟؟
نعم هذه
مشكلتنا يا سيدي واتفق معك بها وهي أن ما حدث بمرافقة مراسم تشييع طارق عزيز لا
أظنه يرضي حتى عائلة طارق عزيز نفسه. ما هذا ؟ هو توريط للبلد مع نظام لا ينسى. و
على فكرة شخصياً لا أنسى ما حدث باحتفال السفارة العراقية وكيف عاد الشباب مضروبين من حرس السفارة. على ما أعتقد أن هناك اتفاق بين الحكومتين
الأردنية والعراقية بهذا الخصوص؛ فهل حافظنا على هذا الاتفاق؟؟
بمقالي الذي
كتبته الأسبوع الماضي عن طارق عزيز قلت بالفقرات الأخيرة : يوم أمس -والأحداث لا تأتي عبثاً أو مصادفة- سلَّم جلالة
الملك الراية الهاشمية لقواتنا المسلحة؛ درع الوطن وحامية حماه. ومن تابع المنشور
حول دلالة الراية وألوانها وما ترمز إليه يدرك البعد العربي والإسلامي العام لهذه
المملكة التي هي بحجم بعض الورد. ما زالت
الراية تحمل ذات الأهداف التي توارثها الأباء عن الأجداد وسيورثوها للأبناء. نعم
جاءت هذه المناسبة لتؤكد أننا ما زلنا والحمد لله نملك ما يمكن أن نقري فيه ضيوفنا
ونغيث الملهوف و(ننتخي) لمن يطلب فزعتنا.
نعم والحمد لله ما زلنا أردنيين المظهر والجوهر، ولا نتوقف عند مفاهيم الربح
والخسارة التي تحكم السياسات هذه الأيام.
وحتى
نتمكن في الأردن من فعل كل هذا يجب علينا نحن الأردنيين أن نعين بلدنا على ذلك
الأمر سواء كان ذلك بجنازة المرحوم أو أي أمور أخرى لها علاقة بالدول العربية
الأخرى؛ فليست كل الدول العربية كالأردن فهناك من الأشقاء من يتعكر خاطره سريعاً
وإذا تعكر الخاطر نسي كل أيادي الأردن البيضاء سابقاً؛ ولا يحتاج الأمر إلى مزيد
من الشرح.
المشكلة
فينا نحن وأخص بالذكر بقايا الأحزاب الخارجية جميعا دون استثناء وهي الرقص على
جراحات الوطن إرضاء لأصولهم الخارجية. إن
دفن طارق عزيز لا يحتاج إلى مظاهرة كالتي
سمعنا عنها.
ورحم
الله طارق عزيز
وهدانا
جميعا لما فيه مصلحة وطننا الذي نصر على أن أمنه خطٌ أحمر.
وتحياتي للكاتب الكريم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق