الاثنين، 15 يونيو 2015

رأي المغتربين مُهم

رأي المغتربين مُهم
نعم، هكذا جاءنا النص بكتاب السفارة نقلاً عن وزارة الخارجية الأردنية عندما أخبرونا بالاستبيان لدراسة رأي المغتربين حول مؤتمر الأردنيين بالخارج القادم.  صدعنا بالأمر وتوجهنا لموقع الوزارة على الانترنت؛  لقد كان استبياناً مهنياً بحق، يهدف إلى وضع سياسات عامة تؤدي بالنهاية إلى خطوات إجرائية(كما أتوقع) قد تكون (أو،لا) بمستوى طموحات المغترب. فالمغترب له توقعاته المادية التي يكررها في كل لقاء مع المسؤولين.  والحكومة لها أيضاً مطالب من المغتربين قد تظهر جلياً بالاجتماع؛ وقد يكون الاجتماع من أجلها.  وهذه المعادلة تُذكرني بالقصة التراثية التي ذهب فيه الفتى اليتيم ليحصد عند أخواله دون اتفاق على الأجرة، وكل منهم يأمل من الآخر الإنصاف. الفتى قال "لا يمكن لأخوالي أن يأكلوا تعبي ويجوروا عليَّ بالأجرة"؛ وقال الأخوال "لا يمكن لابن أختنا أن يطمع فينا ونحن الذين ربيناه"...وكانت النتيجة معروفة.   
لا أعتقد يا سادة أن ما ينقص العلاقة بين الحكومات والمغتربين هو المؤتمرات؛ إن من ينقص الطرفين هو التأخر دائماً من قبل الحكومة عن اللحاق بأحدث طرق التواصل بينهما. فقد كانت السفارات رغم الشعارات العالية مُقَصرة في الوصول إلى المغتربين في أماكن عملهم أو إقامتهم باستثناء بعض حالات المستشارين التربويين؛ فأنا لا أحب تعبير مستشار ثقافي، فلم أسمع بأي نشاط للثقافة ترعاه السفارة ممثلة بسعادة المستشار؛ لهذا أقترح تغيير المسمى إلى مستشار تربوي، والحديث هنا عن المناطق التي يتواجد بها المعلمون. حيث يقتصر دور المستشار فقط على الالتقاء بالمعلمين ويمسك ورقة وقلم ليكتب مطالب المعلمين المعروفة التي يكررونها ونكررها معهم في كل لقاء حتى لو مع نفس المستشار وبنفس الفصل الدراسي.
كذلك شكل عدم حصول المغترب على إجابات وافية شافية على أسئلته في السفارة دافعاً رئيساً لعدم مراجعتها. لهذا كان التوجه (والحديث عن السفارة) لتشجيع الاردنيين معنوياً على تشكيل النوادي الاجتماعية الأردنية أو الجاليات حسب قوانين البلدان المضيفة في مقار تواجد الأردنيين ليسهل التواصل فيما بينهم. ولكنها للأسف بقيت تتخذ موقف المتفرج أو لجأت لاحتضان بعض الشخصيات لتبدو بالظاهر أنها ذراع السفارة وهي في الحقيقة ليست كذلك فتبرز وجوهاً أشبه ما تكون بالمخاتير أيام زمان.  ورغم حُسن الفكرة إلا أن هذه الاندية هي الأخرى وقعت بنفس مطب البرلمانيين بالأردن من حيث التمحور حول نفس الوجوه أو فرض وجوه معينة بطريقة أو بأخرى فجعل أعداد النافرين منها في تزايد حتى ممن كان يدعم فكرة إنشاء هذه النوادي.  فقد كانت الآمال فيها كبيرة، لكن أصبح العرف هو الالتفاف حول الشخص أكثر من النادي. لقد كنتُ من المتابعين لجهود بعض الإخوة الأردنيين في إحدى دول الخليج لتشكيل جالية أو نادي منذ عام 2008 وتوقفت الجهود  ولم تنجح الفكرة وضلوا في مكانهم لأن الفريقين انقسموا مع هذا المرشح أو ذاك وكلهم طامع في الرئاسة. لهذا أرى خيبة أمل المغتربين حتى في الموجود كما نتابع على الإنترنت.  لقد اقتصر عمل هذه الأندية على المعايدات والعزاء واحتفال متواضع بعيد الاستقلال يدبكون فيه ويغنون قبل العَشاء، ودمتم. 
ولهذا وحتى لا نبتعد عن محور المؤتمر أقول يجب أن تواكب للحكومة ممثلة بالسفارات العَصْرَ في التواصل مع المغتربين.  هل يعقل مثلاً أن لا يكون للسفارة موقع الكتروني يتواصل فيه المغتربون معها خاصة من هم بعيدون عن العاصمة.  إلى متى سنبقى نتبع المندوب لمتابعة أمورنا بالسفارة.  والمندوب لمن لا يعرف الكلمة هو أحد أصحاب مكاتب تخليص المعاملات الخاصة، فينجز المعاملة مقابل مبلغ من المال ويتحكم هو بوقت إنجاز المعاملة، ولا يهمه إن كنتَ في عجلةٍ من أمرك أم لا.  
أيعقل ونحن نفاخر العالم ونتحدث عن أن  75% من مستخدمي الانترنت العرب أردنيون أن لا يكون لها صفحةٌ على الفيس بوك مثلاً؟ أيعقل أن يكون الشعب كله الكترونياً إلا الحكومة.  وبالمناسبة حتى المواقع الرسمية الحكومة غير محدثة ومنها ما هو مغلق كموقع الجمارك للاستفسار عن جمرك السيارات مثلاً.  وإن وجد الموقع لا تستفيد منه شيئاً ولا يجيب عن تساؤلات الزائر كلها، إذ لا بد من الزيارة الشخصية للوزارة أو الدائرة؛ يا سيدي نزور (ليش لا) لكن نريد أن نعرف ماذا نحضر من وثائق.
 هناك رجاء من المغتربين للحكومة أن تتوقف آلتها الإعلامية عن (تلبيس) المغتربين كل أسباب المشاكل بالبلد وخاصة بالصيف. فعندما تحدث أزمة ماء يقول المسئول (بتعرفوا: المغتربون وصلوا)... والخبز.. برضه المغتربون... والطرق...... برضه المغتربون والكهرباء  نفس السبب.  مما يجعل المغترب في موقع اتهام دائماً؛ فيسمع المغترب  وهو في سيارته عبارات مثل (يا سقى والله وانتو راجعين) أو كلمة ألطف من راجعين. فقط مدير دائرة الاراضي لا يحضر ليتحدث عن نسبة دخل الدائرة من رسوم شراء الأراضي والشقق عندما يحضر المغتربون.  وهنا يخطر بالبال سؤال لمعالي / عطوفة / سعادة المسؤول وهو هل يتم عادة استثناء المغتربين من خطط الحكومات بحيث يصبح وصولهم إلى بلدهم بالصيف مفاجئاً فيربك واضع الخطط.
تصوري للمؤتمر الذي عاد بعد انقطاع هو أنه مهرجان خطابي، وسينتج عنه قرارات باتجاه واحد فقط وهو واجب الولد نحو خواله.. ولا أريد ان أفصل حتى لا يقال أني (فَطَّنت) الحكومة عليها ولو أنها ليس بحاجة لمن يُذَكّرها بذلك.
يا سادة حتى يكون (رأينا مهماً) حقاً يجب أن لا يكون طلبه موسمياً؛ بل يكون من خلال تواصل دائم من خلال موقع وزارة الخارجية ممثلا بالسفارة؛ يجب أن يكون هناك رابطاً لمواقع السفارات الأردنية جميعها من خلال وزارة الخارجية لتكون الوزارة على علم بما يصل السفارة من ملاحظات. وبالمناسبة  فإن من أهم فوائد هذا الاجراء أنه لا يستدعي زيارة معالي الوزير أو سعادة السفير أو حتى رئيس لجنة المغتربين بمجلس النواب الذي وعد قبل سنتين بزيارة المغتربين ليتعرف إلى مشاكلهم.  سيصلهم كل شيء وهم في مكاتبهم من خلال موقع الوزارة/السفارة. 

كل عام وأنتم مغتربين ومقيمين بألف خير 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق