بسم
الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
يبدو أن هذه الفترة هي فراق الأحبة. اليوم حملت الأنباء خبر التحق الشيخ محمود غريب
بربه بعد حياة قضاها متنقلا للدعوة في سبيل الله. بدأت علاقتي بالشيخ محمود غريب منذ عام 1990 عندما كنا نبحث
دائما عي خطيب جمعة يمكن الأستفادة منه. فقد كانت خطب الجمعة مكررة وذات
مواضيع لا ترقى لأصحاب الهمم العالية, فوجدت ضالتي عند الشيخ محمود غريب.
ولكن كانت تواجهنا مشكلة وهي صغر المسجد اولاً وضرورة أن نحضر لصلاة الجمعة قبل
الخطبة بساعة لضمان الصلاة داخل المسجد وليس في الخارج. وهنا اكتشفت أنني لم
أكن قد وصلت لمرتبة اصحاب الهمم العالية فانقطعت عن حضور خطب الجمعة عنده مع الإبقاء
على العلاقة الطيبة. شاء الله أن نحاول الرقي بهممنا ثانية منذ عام 2000 والى هذه
اللحظة. لهذا تجدنا معه.
الشيخ
محمود مصري الجنسية يعمل في مركز السلطان قابوس بصلاله التابع للديوان السلطاني
العامر وخطيب جمعه في مسجد المعشني وصاحب دروس منتظمة بالتفسير القرآني أعادتنا
الى ايام الشيخ الشعراوي. ولا يتردد ابدا على الانتقال لأي مكان لإلقاء
محاضرات رغم تقدمه بالسن.
حضر
الي صلاله عام 1982 بعد فترة عمل في العراق في السبعينيات وخرج منها لظروف يتحفظ
هو عن الخوض فيها.
للشيخ
مقالات عديدة منه هذه المقالات و الكتب التي لم يسعى فيها الى كسب مادي و كانت
توزع مجانا علينا، و رغم كبر سنة حيث انه اوشك على الدخول في السبعينات و كان يحمل
الى المنبر حملا الا أنه ما ان يبدأ الخطبة حتى تشعر انك أما شاب من الشباب، يخطب
اللى أن يقل اشفق عليكم من طول الوقت.
ما
يميز الشيخ رحمه الله هو ندوة الأسئلة التي كان يعقدها بعد صلاة الجمعة فنجلس حوله
جميعا يعرف بعضنا بعضا بالشكل أننا من جماعة الشيخ محمود، نستمع له مجيبا على
الأسئلة موضحا لا تشعر معه بالملل أبدا.
وقد حفظت سلطنة عمان للشيخ قدره و احترامه فلن
تنهي خدماته إلا يعد أن اصبح الوضع لا يحتمل التأجيل فتم انهاء خدماته و كان
ذلكقبل رمضان ب 2011، فطلب منهم البقاء لحين الانتهاء من رمضان فلبوا طلبه ، و
أخيرا غادر ضلاله و كتبت يومها هذه العبارة :
ليوم هو الجمعة 9 / 9 / 2011
غادرنا الشيخ محمود غريب الى مصر منهيا خمدمة فاقت الثلاثين عاما
بصلاله. هذا اليوم سنصلي الجمعة ونعود الى بيوتنا كما يعود باقي
المصلين دون تأخير، فلا ندوة أسئلة ولا جلسة بعد الصلاة مع سيدنا الشيخ.
سنفتقد كذلك الدروس الدينية والمحاضرات
التي القاها الشيخ في اكثر من مكان ومنها الكلية التقنية وجامعة ظفار بمحاضرتين
مهمتين:
الأخلاق
الا رسول الله
وان كنا نفتقد الشيخ الا اننا نتمنى له
حياة سعيدة بمصر.
بالسلامة يا شيخ
و هذا الشهر خرج من الدنيا كلها و من
حسن حظي اني تحدثت معه تلفونيا قبل حوالي الشهر من وفاته، تحدثنا و ضحكنا و
تذكرنا أيام زمان و حفلات الموالد التي كنتُ حريصا على اقامتها بمناسبة مولد
رسولنا الكريم نسمع القرآن بصوت الشيخ قدري عجيز مقرئ الإذاعة و التلفزيون المصري
و حديثا من الشيخ عبد المنعم هارون و هو رفيق درب الشيخ محمود غريب و الذي سبقه
الى جوار ربه قبل اسبوعين .
رحم الله الشيخ محمود و حشره مع
الصدقين و الشهداء و حسن اولئك رفيقا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق