من يعش طويلاً يعرف كثيرَا
هذا المثل جاء للخاطر بشكل تلقائي
غير مخطط له، لكن يبقى مثل (أكبر منك بيوم أعرف بسنة) مبالغٌ فيه نسبيًا وليس
المقصود بفكرة المقال. المهم ما علينا. ما جعل هذا المثل يقفز للذاكرة هو منشور
لصديق ليس أردنيًا صاحب شهادة عليا يهاجم القيادة الأردنية معتمدا وللأسف على
ترجمة الجزيرة إياها. وبالمناسبة هذا (الصديق) يشتم ايضا قيادة بلده، لهذا لا غرو
إن تهجم علينا.
وبالعودة إلى موضوع المثل تذكرت اجواء الستينات
وما فيها من مآسي لا تختلف عن ما يجري اليوم بالنسبة للأردن. وقد كانت تتبع كل
زيارة للملك حسين رحمه الله للعرب سيل شتائم وتخوين والادعاء بأنهم يعرفوا كل شيء.
صحيح لم تكن الجزيرة في تلك الأيام ولكن كان صوت العرب وأحمد سعيد ومحمد حسنين
هيكل. كان صوت العرب أكذب من الجزيرة. السؤال للصديق هل سيتراجع الصديق ويعود إلى
رشده بعد ظهور كل هذه التوضيحيات والتسجيلات ويعتذر لأصدقائه أو متابعيه!
الجزيرة أو شبه الجزيرة قناة معروفة
وكلنا اشتكى من جورها وعدم دقة ما تقول وطالب كثيرون بطردها من كل تجمع ومنها
بدايات الربيع، لكن قانون الحريات الاعلامية الأردنية وسقفه العالي يقف بوجه هذه
المطالب. وجاءت التعلميات لمن يهمه الأمر أن اتركوها. شخصيًا لا يشرفني الاستماع
للجزيرة فما بالك بمواضيعها. لكن البعض منهم من بين ظهرانينا تبقى مصدرهم الذي لا
يُكذَّب.
لقد تابع الأردنيون جميعا (باستثناء من لا تلفاز عنده) اللقاء بين جلالة الملك
وسمو وليد العهد مع الرئيس الأمريكي على شاشات التلفزيون. وتابعوا كل كلمة تقال
أصلية أو مترجمة واستغرب أن يصدقوا ما نشرت الجزيرة. فكيف يخدعون بهذا. ونسبةٌ
عاليةٌ من الأردنيين يتمعوا (بانجليزيات)
حلوة خاصة الشباب.
وإهمالاً لكل بوق نعق بما لا يعرف
عن الأردن، نعيد التأكيد على دعم كل الأردنيين لمواقف جلالة الملك، ونثق بما يفعل
ونصدّق ما يقول، ولو خاض بنا بحر العقبة أو غيره لخضناه معه. لم يشككنا بقيادتنا
أحد من زمان ولن يتمكن من ذلك أحد الآن.
ونفوض جلالته بكل شيء.
وبالعودة للمثل العنوان نقول درج
العرف منذ عقود أنه وبعد كل اجتماع قمة أن يتوجه جلالة الملك للغرب حاملاً رسالة
القمة، حيث جرى اجماع من القادة العرب بتلك الفترة على ذلك وقد سبق أن ترأس
المرحوم جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه لجنة القمة العريية (مكونة من وزراء
الخارجية العرب) ليجول في العالم ومنها
روسيا حاملا رسالة القمة وقد ذكرت روسيا لأن بعض أعضاء اللجنة من المعسكر الروسي
مثل سوريا التي مثلها عبد الحليم خدام. إلى متى هذا التشكيك بجهود الأردن وقيادته
من إخوة لا يكن لهم الأردن قيادة وشعبًا
الا الحب، ولا يتردد عن الدعم سياسيَا أو صحيا أو خلافه عندما يمرون بضائقة.
لن أقول سامحهم الله، فهذه المرة
كانت سهامهم أقسى من كل ما سبق.
وبعدين مع هالناس!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق