العنوان يحفظه الأردنيون عن ظواهر
قلوبهم وهم محقون في حبهم لجلالة الملك. ولن أتحدث عن القصيدة وشاعرها والفرقة لكن
ثبت لي بالأيام القليلة الماضية أنها عنوان فزعة للأردن من الدول الشقيقة التي
تشارك الأردن جغرافيا في الجزيرة العربية وبلاد الشام. فما الذي جرى؟
ببساطة مررت بفيديو لشباب سورين بعد
عودتهم لسوريا سالمين في بيتهم يضعون العلم الأردني الى جانب العلم السوري الجديد
يدبكون فرحا يهزجون ب ( عبد الله يا عقيد القوم/ راعي الهدلا الهاشمية) مما جعلني
افزع لهم من بعيد وأدبك أمام الفيديو؛ بعدها بيوم أو اثنين ( ولا أدري من الأسبق)
رايت فيديو آخر لشباب سعوديين في منطقة الجوف على ما أظن يدبكون أيضا على أنغام (
عبد الله يا عقيد القوم) على طريقتهم بالسعودية. كان الشباب في غاية الفرح. ولآننا
بشر نفرح ونحزن في نفس الوقت تذكرت أمرا محزنا عرضته بالمقال السابق فقارنت بين
الموقفين.
تبين لي أن في ساعات الفزعة تلتقي الجغراقيا مع الديموغرافيا في نهج واحد فتنتخي
لبعضها. هنا أتحدث عن دول الجزيرة العربية وبلاد الشام والهلال الخصيب تصب كلها في
ذات القلب والروح. لقد كان الأردن دوما فزعة لأهله بهذه الدول سواء طلبوا أم لا
يطلبوا ولا يَمُن على آحد وكذلك يفعل الأهل في دول الجزيرة العربية والهلال الخصيب
وبلاد الشام. لكني سأسمح لنفسي لأعرض لبعض المواقف التي تعبر عن حب هذه الشعوب
للشعب الأردني وقيادته. وسأركز على الجانب العاطفي فقط.
أبدأ بأكبرها قدرا ومساحة وهي السعودية فلا أنسى دموع جلالة المرحوم خادم الحرمين
الملد عبد الله عندما جاء معزيا بالمرحوم جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه. وقال
الأردن كان وسيبقى بالقلب، وتنمى التوفيق لجلالة الملك عبد الله الثاني. وهذا غيض
من فيض فالحب الذي يقابل به جلالة الملك في كل زيارة لا يخفى على أحد، ومن يشك
بهذا فليسترجع مشهد زيارة جلالة الملك سلمان أعز الله ملكه للأردن وفرح جلالته
عندما شاهد الاستعراضات الأرردنية أمام جلالته وسمع لشِعر الأردنيين. لقد عكس
السفير السعودي معالي (السديري) الحب السعودي للأردنني وكان يحرص على الالتقاء
بالنخبة من الأردنيين كل يوم جمعة يبادل الحضور الحديث عن الهم المشترك بين البلدين.
أما سلطنة عُمان فقيادتها وشعبها يعشقون
الأردن عشقًا لمسناه عندما كنا بضيافتهم ربع قرن، وعندما جاءت جائحة الكورونا
أهدانا القارئ العُماني هزاع البلوشي الدعاء الذي يبث قبل الأذان، يدعو فيه للأردن
وأهله ومليكه والمقيمين فيه. ثم انتقل
للامارات صاحبة النخوة المتميزة وشاركنا فنانوهم أكثر من أغنية للأردن. في دولة
قطر يظهر موقف الدكتور محمد المسفر ناصع البياض عندما سُئل في مقابلة (لماذا تُحب
الأردن؟) فجاء الجواب وهل يُسأل المحب لماذا يحب حبيبه وعدد مزايا الأردن العلمية
والثقافية والدينية، وهذه تكفينا. السفير
الكويتي في الأردن الشيخ فيصل الصباح خير ممثل للكويت بالأردن وعكست رسالته
الوداعية للأردن على موقع عمون خير دليل على هذا الحب. كان لي شرف شكره على
الرسالى بمقال منفصل على نفس الموقع (عمون).
كل هذه اللحظات التي عشتها مع القراء نتيجة حتمية لهذا التداول للفيديو المشار
اليه ( يا بيرقنا العالي)، ما أروع أن نضع السياسة جانبا ونعيش لحظات الفرح الأخوي
فما يجمعنا في هذه المنطقة الكثير أهمها
القلب الواحد والأمال والطموحات لرفاهية الشعوب لا يقل أهمية. لا تخلو سيارة أردني
أو تلفون أردني من بعض الشيلات الخليجية ومن هنا أتوقع أن يكون للأهازيج الأردنية
نفس الوجود في سيارات أو جلسات الإخوة الخليجيين. أما إذا سُمح لي أن أستزيد من
الأمنيات فآمل أن (ندق سليف سياراتنا ونتنقل بكل حرية وبدون قيود قوية بين كل دول
الشبه الجزيرة العربية) ربما يكون هذا بعيد المنال حاليا ولكن لا باس فلنواصل
الحلم.
طلال الخطاطبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق